الطفولة الهادئــة
تبدأ من بداية السنة السابعة ، وتنتهي عند البلوغ ، وسميت هادئة لأنها بين مرحلتين كثيرتي الحركة والتغيرات ، فالطفولة المبكرة ، يتغير الطفل فيها بسرعة ، كما أنه كثير الحركة واللعب ، والمراهقة مرحلة التغيرات السريعة والمفاجئة ، أما مرحلة الطفولة الهادئة فهي مرحلة هادئـة ، الإنسان فيها لـه جسـم طفل ، وعقل راشـد أحياناً ، وتسمى في الثقافة الإسلامية سـن التمييز ، وتصح إمامـة الطفل في هذا المرحلة ... وتسمى أيضاً عند التربويين مرحلة الطفولـة المتأخـرة ...
أهم خصائص الطفولة الهادئـة :
الخصائص الروحية :
1- يؤمر الطفل بالصلاة في السابعة ، بعد أن يدرب عليها في السادسـة ، ويرغب فيها قبل السابعة ، ثم يؤمر بها في السابعة ...
2- يؤمر الطفل بالصوم أيضاً ، بعد أن يدرب عليه ويرغب فيه ، ويراعى في ذلك الزمان والمكان والشخص ، فإن كان في بلـد شديد الحرارة ، صيفاً حيث يطول النهار كثيراً ، ينظر إلى حالـة الطفل الصحيـة ، وربمـا يرخص لـه بصوم التدرج للتدريب على الصوم الكامل ...
3- تؤمر الفتيات بالحجاب في السابعة ، بعد تدريبهم عليه ، وترغيبهن فيه قبل ذلك ، ويرى فقهاء الشافعية : تحجب الفتاة عندما تشتهى .... وإذا كان الشيخ الهرم لايشتهي الفتاة في السابعة فالشاب المراهق يشتهيها بدون شـك ، لذلك تؤمر بنت السابعة بالحجاب ...
4- يستمر الأولاد والبنات بحفظ القرآن الكريم الذي بدأوه منذ الرابعة أو الخامسة ...
الخصائص الخلقيـة :
يدرك الطفل مفاهيم الأمانة والصدق والعدالة ، كما ينمو لديـه الضمير والرقابة الذاتية على سلوكه ، ويتضح ذلك من خلال :
1- الأدب مع الوالدين والمدرسين ...
2- خلق الصدق ، ويكتسبه الأولاد بالقدوة الحسنة من الوالدين والمدرسين والإخوة الكبار ، والأصدقاء ....
3- خلق الأمانـة : وسبيل ذلك القدوة الحسنة في الأسرة والمدرسة ..
4- نـمو الضمير حيث يميز الأولاد بين الخير والشـر ، ويجب أن يجازى الطفل على أفعاله ( ثواب وعقاب ) لتثبيت نمو الضمير ...
5- لايضرب الطفل قبل العاشرة ، لأن الرسول r لم يسمح بضرب الطفل من أجل الصلاة قبل العاشرة ، والصلاة عماد الدين ...فمن باب أولى أن لايضرب الطفل قبل العاشرة ، ولكن يعاقب بغير الضرب ...
الخصائص الاجتماعية :
1- انفصال الجنسين : يتجمع الصبيان في مجموعات ذكور لاتقبل البنات بينها ، وتتجمع البنات في مجموعات بنات لاتقبل الأولاد بينها ...
2- نـمـو النمـط الجنسـي في السلوك والثياب ، فالطفل في الطفولة المبكرة قـد تكون الفوارق بينه وبين أختـه غير كبيرة ، أما في الطفولة الهادئة فللولد ثيابـه التي يصر على أن تختلف عن ثياب البنات ، وللبنت ثيابها التي تصر على أن تختلف عن ثياب الأولاد ...[ هذا الكلام في زماني ، قبل انتشار موضة التخنث ...] ، ويبدأ الصبيان بمساعدة والدهم في عملـه خارج المنزل ، كما تبدأ البنات بمساعدة الأم في عملها في المطبخ وداخل المنزل ...
3- تحمـل المسؤولية وأسميها رغبـة ( النمـو ) تفالصبي في هذا المرحلة يضايقـه أن يعامل كصبي ويريد أن يعامل كرجل ، والصبية يضايقها أن تعامل كطفلة وتريد أن تعامل على أنها امرأة ... ومازلت أذكر عندما كنت في السادس الابتدائي ، وكان السادس في مدينة حماة ولايوجد في القرى ، وكنت اسكن في غرفة مستأجرة عند أسـرة حمويـة ، ولما أريد الخروج أو الدخول وتوجد جارتنا في أرض الدار العـربية ، أتنحنح أو أقول ( خدوا طريق ) كما يفعل الرجال الكبار ، فترد علي جارتنا قائلة : ادخل ياخالد أنت مثل ولدي ولاتتغطى مني ، فيؤلمني ذلك ، لأن الناس ينظرون لي كطفل وليس كرجل ...
ويجب على الأب الحصيف والأم الحصيفة ملاحظة ذلك ، وتكليف الولد والبنت بأعمال مناسبة لإشباع هذه الرغبـة ( الرغبة في تحمل المسؤولية ) مثل أن يكلف الأب الولد بمرافقة أختـه الكبيرة إلى الثانوية مثلاً ، أو مرافقة أمـه إلى بيت عمتـه ، كمحرم ومرافق لها ، وتكلف الأن ابنتها أن تعـد ( السلطة ) مثلاً ، أو تغسل الصحون ، أو تجلس مع الضيفات في حال انشغال الأم في المطبخ .... أو تنظيف البيت ، أو كـوي الثياب كلها أو بعضها ...
4- جماعـة الأقـران : وهي أهم خصائص هذه المرحلة ، وتبدأ هذه الخاصة في أواخـر مرحلة الطفولة الهادئة لكنها تترسخ وتتوضح في المراهقـة ، ولها ثأثير كبيرة على شخصية الفرد ، فقد تدعم مابني في الطفولة ، أو تهدمـه ، وهي مرحلة حتمية ، بمعنى الحتمية الإنسانية ...
الدكتور خالد أحمد الشنتوت
|