تصويت

ما تقييمك للموقع ؟
 

المتواجدون الآن

يوجد حاليا 85 زوار 
سيسدى تحتاني

قرية سيسدى تحتاني

في العام الاول من خدمتي في التعليم كنت في قرية سيسدى تحتاني ، شمال الحسكة بستين كيلا ، تتبع مخفر تل منصور ، وتتوسط المسافة بين الحسكة وعامودا ...

المدرسة غرفة من الطين وسقفها من الخشب والطين ، تنزل منه مياه الامطار ، وفي طرف الغرفة يوجد حائط يخصص قسما لنوم المعلم فيه فراش من الصوف ووسادة ...وتوجد كوة بين مكان النوم وبين الفصل الذي يضم الصفوف الستة ...

وفي الفصل قائمة باسماء الطلاب لاحضار طعام الاستاد ( هكذا ينطقون ) وكانوا كما قلت يؤثرون الاستاد بالبيض والسمن العربي ولحم الدجاج ...مما كان يؤلمني لأنني كنت الاحظ انني احرمهم من بعض طعامهم ....

قرية صغيرة عربية في وسط كردي ، يحدها من الشرق كربيجنك (وكان فيها الاستاذ عمر راشد عمورة  ، فلسطيني من المخيم في دمشق ....زرته في بيته  خلال امتحاناتي في الجامعة .... ومن الغرب الهيشري ، وفيها زميل مسيحي لأن اهل القرية من عبادي الشيطالن ... وهاتان القريتان كرديتان وهما كرديتان ، ومن الجنوب خجوكة ، وفيها الاستاذ فوزات زهر الدين ( درزي ) وهو طالب فلسفة معي في الجامعة ، وسيسدي فوقاني فيها زميل علوي ومن الشمال سيسدي فوقاني وهما عربيتان ...

سيسدي تحتاني أهلها من عرب الولدة ، شيخهم المشهور شواخ البرسان الذي يملك جزيرة وسط الفرات غمرها السد حالياً ، وقد زار سيسدي في العام (1966) حيث كنت عندهم ، وقابلته ، ومماقاله ان ولده أحب فتاة المانية جاءت عنده الى قريته على الفرات في سوريا ....لكن الشيخ شواخ لم يسمح له بالزواج منها ، وعندما قلت حبذا لو سمحت له ...قال ...مثل طويل آخره ( في مهابيل كثير مثل ولدي ) ...

ومكث في سيسدى ثلاثة ايام كل يوم يذبحون له ثلاثة نعجات لآن الضيوف ثلاثة ...وكان جاسم الحفيان فقيرا جدا لآنه مسرف والنعاج التي ذبحها لزوجاته ...

كانت قرية صغيرة عيبها انه يجب علي ان اعيش من الطعام الذي يقدمه لي اهل القرية ...وكان طعاما جيدا ونظيفا ...لكن كنت أشعر انني متطفل على هؤلاء الفقراء وأحرمهم ما طعامهم ...لذلك في العام التالي أصريت على قرية كبيرة فيها سوق فرزقني ربي الهـــول وهل قرية ممتازة وقضيت فيها عاما مميزا في حياتي...

 

وكتبت عنها موضوعا في هذه المذكرات ....

 
RocketTheme Joomla Templates