المتواجدون الآن
يوجد حاليا 30 زوار
|
سنوات الجــوع
قالوا لايعرف الإسلام من لم يعش في الجاهلية ، وأقول لايعرف قيمة النعمة من طعام وشراب وثياب من لم يعش فقيراً معدماً ...
ولدت في عام (1946) وكان والدي يرحمه الله قد تجاوز الستين من عمره ، ونقدره من مواليد (1880) يرحمه الله ، لذلك كانت الوالدة يرحمها الله تكد وتكدح لتطعمنا ، وتنفق علينا جزاها الله عنا كل خير ...
ومرت سنوات القحط وهي سنوات الوحدة مع مصر (1958-1961) حيث انحبس المطر ، وفي إحدى السنوات أكلنا خبز الذرة البيضاء ، وكان معروفاً لدى الفقراء لأن الذرة أرخص من القمح بكثير ...
وزاد الطين بلة سكني في حماة (1958) لأن المدارس المتوسطة لاتوجد في القرى يومها ، وبما اني الوحيد من قريتي فكنت أسكن وحدي وأتكلف أجرةغرفة (12-15)ليرة سورية في الشهر ، وهذا مبلغ كبير حيث كانت النعجة بثلاثين ليرة فقط ...
كنا نجمع بيض الدجاجات لنبيعه ، ولا نأكل البيض إلا إذا جاءنا ضيف وصنعنا له طعاما من البيض وزاد عن الضيف أكلنا منه ...أما اللحم فنأكله في المناسبات ( مرة شهرياً )...
أما مصروف النثريات فكان ليرة سورية في الأسبوع ، وكانت ذات قيمة ، لأنها تشتري ( عشر سندويشات فلافل أم فرنكين ) ، والسندويشة أم فرنكين فيها حبتان فلافل ، وطماطم ، ومدهونة باللبن ...وأحيانا تباع سندويشة بفرنك قطعة فلافل واحدة ...وفي كل الحالات كانت هذه أم فرنك فطورنا في الفسحة الكبيرة ...
|
|