المتواجدون الآن
يوجد حاليا 101 زوار
|
تقول الدكتورة سميرة رجب من البحرين |
... تقول الدكتورة سميرة رجب .من البحرين :
تعريف : الدكتورة سميرة رجب شيعية من البحرين ، شيعية علوية وليست شيعية صفوية ....
(1) لم يدر بخلدي يوماً أن تحتضن البحرين صحافة محلية طائفية، ولا تجد غضاضة في الإعلان عن طائفيتها.. فإن كنا ندرك أسباب الإساءة للبحرين ممن هم غير بحرينيين وأجانب لا صلة لهم ولا انتماء لهذه الأرض التي احتضنت مختلف الطوائف والأديان والجنسيات على مدار التاريخ، إلا أن ما هو ليس في الحسبان والإدراك أن يسيء إليها أبناؤها.. في جانب آخر لم يكن ليخطر في مخيلتي أن يتدنى الإعلام في البحرين إلى مستوى يسمح لأن تحتضن الصحافة البحرينية أناسا يَدّعُون أنهم "صحفيون" و"كتّاب" مقالات وهم يمارسون الكتابة بأسلوب حديث المقاهي والتباهي وأحاديث الملالي والإملاءات الخارجية.. أناس يعلنون عن تطاولهم على الحقائق ويعاندوها، عندما تكون فاضحة للواقع الطائفي الذي يتبنوه ويدعموه وينفخون في ناره رغم محاولاتهم بإنكاره وإخفائه خلف مظاهر ولبوس الورع والتدين.. وخصوصاً عندما لا تتناسب عمق تلك الحقائق مع قدراتهم "الثقافية" والمهنية المزيفة.. والأغرب من هذا وذاك أن هؤلاء ليس بقدرتهم، وهم يقومون بالدفاع عن توجهاتهم الطائفية والمذهبية الخيانية التي لم يعد يجدي التنكر منها، لم يعد بقدرتهم تشويه أو إنكار الحقائق ولو قليلاً، لقصورهم السياسي والمهني والمعرفي في الغوص في قضايا بحاجة لإمكانيات معرفية وثقافية عالية، وملكات حرفية أصيلة، والأهم من كل ذلك امتلاك القدر الكافي من سعة الأفق والإطلاع والمقدرة على التجرد من الولاء الطائفي الحاقد والانتماء المذهبي الأعمى على حساب الولاء للوطن والأمة العربية، وعلى حساب الإسلام الذي أنزلت آياته بلسان عربي، وعمل العرب على نشره والحفاظ على أصوله ومبادئه، فحفظت هذه اللغة للقرآن مكانته وحفظ القرآن للغة مكانتها.. وليس هذا كل شيء، فهم لم يتمكنوا حتى من اختيار الوقت المناسب الذي قد يساعد، أحياناً، مثل هؤلاء على أن يدسوا السم بالعسل، حيث أن الطائفية قد كشفت، في العقد الأخير وبعدما استخدمها الأمريكان كسلاح من أسلحة تدمير النسيج البنيوي لمجتمعاتنا العربية، كشفت عن وجهها القبيح وباتت مفضوحة ومقيتة لكل من له بصر وبصيرة، بحيث إن كتابات هؤلاء تدعو إلى السخرية والاستهزاء إن لم تدعو للقرف. لذلك أعزو ما نشر مؤخراً من مقالات طائفية في تقديس بعض المرجعيات الدينية المساندة لاحتلال عراق العروبة والإسلام، وخصوصاً ذوي الأصول غير العربية، ورفعهم إلى مواقع الأنبياء المعصومين، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والعشرة المبشرين بالجنة إلى جهل مطبق بطبيعة موضوع الحديث، إضافة إلى جهل بمبادئ الدين الإسلامي السمح، إن لم نعزوه إلى الخيانة الوطنية والمواقف المدفوعة الأجر.. وأعزو كذلك ما كتب في مجال التهديد بعدم المساس بهذه المرجعيات أو نقدهم إلى استخدام لغة الإرهاب الفكري والتلاعب على الحقائق التاريخية التي تمارسها السياسة الأمريكية ومن تدربهم إدارتها من الإعلاميين الطائفيين للإنابة عنهم في أداء هذا الدور في المنطقة العربية.. ولكنهم أخطأوا العنوان والاتجاه، فهذا الإرهاب لا يرعب إلا ضعاف النفوس من الخائنين لأوطانهم وأديانهم.. فمن ينكر ذاته في سبيل رفعة وطنه، ومن يضع مبادئه الوطنية والقومية والإسلامية فوق كل المصالح الذاتية والولاءات الطائفية والمذهبية الخيانية، لن توقفه كل تلك الأبواق البذيئة والتهديدات الإرهابية عن الكتابة والاستمرار في كشف الحقائق التي يراد طمسها خدمة للأطماع الخارجية في القضاء على العروبة والإسلام.. إن الجهل بالحقائق وتحريفها يعدان أهم أسلحة العدو، وهذا ما يدعو الشرفاء من أبناء هذه الأمة للتصدي لموجة الإرهاب الفكري والكشف عن دوافعها وأهدافها وما تخفيه وراءها من مؤامرات ودسائس يترفع عنها حتى أصحاب السوابق، وإلى اعتبار هذا السلوك الإرهابي الذي يفصح عن طائفيته عاملا إضافيا يدعو للمزيد من العمل على تعرية المواقف الخيانية والتآمرية على هذا الوطن وهذه الأمة وهذا الدين الذي لن نقبل لهم بديلاً.. الأهم من كل ذلك، إن ما يعزز الإصرار على فضح الطائفية هو أن ما يجري من خلال هذه الصحافة يأتي في وقت تمر به أوطاننا ومنطقتنا العربية لمؤامرات كبرى، يتحالف فيها المستعمر الجديد مع العدو التاريخي للعنصر العربي، ويتفق فيها الصليبي مع الطائفي، وأخضعت لها آليات وأسلحة خطيرة ومستترة، من أهمها آليات الإعلام والعصبية الطائفية للدعوة إلى إعلاء شأن الانتماء الطائفي على الوطني، والتضحية بالوطن وتقسيمه إلى فئات متحاربة من أجل الطائفة، وخلق أسس تفتيتية في كل المجتمعات العربية وتسهيل تفكيك هذه المنطقة وإعادة تركيبها بأشكال تحقق مصالح الصليبي والطائفي العنصري معا، فهم يعملون على تقسيم المُقَسّم وتجزئة المجزأ بالمزيد من الإضعاف والاقتتال الداخلي. والخطير أن هذه الهجمة الطائفية التفتيتية، ليست محصورة في حدود البحرين أو منطقة الخليج العربي، بل هم يمتدون اليوم ويتسعون لبناء الدويلات الطائفية في كل المنطقة، من الخليج إلى المحيط، وفي هذا الصدد نعلن ظاهرتين لهذه المؤامرة، الأولى هو صعود "الدولة الفاطمية" في شمال أفريقيا كظاهرة أخذت تتضح أبعادها في التغيّر الديموغرافي للمذاهب وزيادة خطيرة في عدد الشيعة الصفوية في تونس التي تعد المحطة الثانية لهذا المشروع في منطقة المغرب العربي.. أما الظاهرة الثانية فتتمثل في حركة الحوثي وجماعته التي لا تزال تستعر لهيبها تحت جمر النار في اليمن، رغم التعتيم الإعلامي حولها.. تابعوا في المقال القادم حقيقة التشيّع الصفوي ودوره القديم الجديد في التاريخ العربي.. (2)
(2) ينسب الصفويون إلى الدولة الصفوية وخليفتها الأول (الشاه) إسماعيل الصفوي الذي حوّل بلاد فارس (منطقة وسط إيران حالياً) ذات الأغلبية الغالبة السنية إلى دولة شيعية قزلباشية بهدف التميّز عن الخلافة العثمانية السنية، وبالتالي لدعم توجهاته نحو الامتداد والتوسع في مساحة خلافته، وهذا التشيّع مختلف تماماً عن المذهب الجعفري (نسبة إلى الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه). يعود أصل العائلة الصفوية إلى تركيا، ولقبهم إلى الجد الأكبر (صفي الدين الاردبيلي).. أما القزلباشية (أو ذوي الطاقية الحمراء) فقد بدأت كحركة تفرعت من البكداشية الصوفية التابعة للدولة العثمانية (السنية) ليحولها حميد بن جنيد بن إبراهيم بن صفي الدين، والد الشاه إسماعيل الصفوي، من حركة صوفية بحيثيا باطنية إلى حركة سياسية متطرفة ومغالية في معتقداتها وفي تأويلها الباطني، متعصبة في الولاء للقائد أو الوالي أو المرجع إلى درجة التقديس والعبادة، وإلى هذه الحركة ترجع معتقدات التقديس المفرط للمرجعيات الدينية الشيعية، خلافاً للمنظور الجعفري.. وهكذا تكونت القزلباشية من جماعة من الأتباع والمريدين المتعصبين والغلاة المشعشعين المنتمين إلى مذهب الرفض . أما الشاه إسماعيل الصفوي فقد حوّل بلاد فارس بأكملها إلى التشيّع الصفوي القزلباشي بقوة القانون والتهديد والقتل، مما دفع أعدادا كبيرة من الفرس للهجرة وترك بيوتهم هرباً لرفضهم المذهب الجديد.. وهكذا تمكّن هذا الخليفة الصفوي من الاستفادة من المغالاة والعصبية القزلباشية في العسكرية الفارسية ليخوض حروباً دموية بهدف التوسع والامتداد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وضم أراضي شاسعة للخلافة الصفوية. واحتل اسماعيل الصفوي بلاد الرافدين بعد انتصاره على العثمانيين، ليبدأ حينذاك فرض التشيع القزلباشي على العراقيين، ومما يذكر عنهم أنهم دمروا مسجد أبي حنيفة النعمان اثناء صراعهم الدموي في بغداد. إلا إن الشاه إسماعيل الثاني ابن طهمساب اسماعيل الصفوي، رجع إلى المذهب السني وحاول في عهده إرجاع بلاد فارس إلى هذا المذهب لرفضه المغالاة التي يتصف بها التشيع الصفوي القزلباشي، ولكنه تراجع عن فكرته بعد أن علم من مستشاريه أن هذا التحول يعني دخول بلادهم في نفوذ الخلافة العثمانية السنية المهيمنة على المنطقة العربية حينذاك. أما الشاه عباس الصفوي، وهو الخامس في تاريخ الخلافة الصفوية ورجلهم الأكبر، فيُعرف عنه أنه وضع قوائم طويلة بأسماء أهل السنة في العراق وقتل مئات الألوف منهم في مذابح جماعية، حيث كان الشيعة العراقيون يخبئون أعدادا كبيرة من السنة في بيوتهم ويدّعون أنهم شيعة لحمايتهم من القتل. في كتابه "أمير كبير" الذي يتحدث عن رئيس الوزراء الإيراني في فترة الدولة القاجارية والاستعمار الإنجليزي بوصفه "قهرمان مبارز با استعمار" (أي البطل الذي ناضل ضد الاستعمار) يذكر مؤلف الكتاب السيد علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وبالتحديد في الصفحة 248، حادثة معبّرة عن نذالة وقذارة الدولة الصفوية، ويقول "إن الشاه عباس الصفوي الملقب عند المغفلين بالشاه عباس (جنت مكان) أي مكانه الجنة، كان في حضور الأخوين شيرلي الإنجليزي (سير أنتوني شيرلي) يشرب كأساً من الخمر ويتحدث للحاضرين وهم جميعاً وفود غربية قائلاً "مَن نَعل كفش يَك عيسوي را بَرْ بزرترين مردان عثماني ترجيح ميدهم" بمعنى (إنني أفضل حذاء مسيحي على أكبر رجالات الدولة العثمانية)..."، مما يشير إلى مدى احتقار السيد رفسنجاني للصفويين عموماً والشاه عباس خصوصاً.. إذ أنه كان شخصاً دموياً ومكروهاً لدى الناس. أما الدكتور علي شريعتي، مُنَظّر الثورة الإيرانية، فإنه وصف هذا التشيّع الصفوي الفارسي بـ "التشيّع الأسود"، إذ مارس هؤلاء الصفويون كل أعمال الإرهاب والتدمير والقتل وحرق القرى على مدى مائتي عام لفرض مذهبهم الجديد على المسلمين بهدف توسيع رقعة خلافتهم والتميّز عن المذاهب الإسلامية الأخرى.. فهم من حوّل عشائر القرى العراقية (الفلاحين)، مثل عوائل بني فتلة، والعبادي، وسَكْر، والبكارة.. وغيرهم، إلى التشيّع الصفوي في القرن التاسع عشر، إذ تم استغلال هؤلاء الأعراب عن طريق النداء بمعتقداتهم التي ترجع أصولها إلى تقاليد بابلية قديمة في مفهوم الشفاعة، بمعنى أن الشفيع يعد جسراً للعبور إلى الجنة، فأقبلوا على التشيّع الصفوي الذي لم يكن له علاقة بالتشيّع العراقي الأصيل الممثل حالياً في عوائل عراقية معينة مثل "الخالصي، والعطار، والبغدادي، والصدر".. وغيرهم.. كما يُذكَر عن الشيعة الصفوية القزلباشية أنهم من ابتدع مظاهر إحياءَ ذكرى وفاة ومقتل آل البيت بالممارسات التي نجدها في الوقت الحاضر، إذ لم تكن معروفة قبل ذلك التاريخ ما بين الشيعة الأصليين في العراق أو في جبل عامل في لبنان. وأوضح تلك المظاهر هي مواكب العزاء والبكاء والضرب والممارسات الدموية المختلفة حباً في آل البيت، وآخر تلك البدع هو ما ظهر في شهر محرم الماضي في العراق وسمي بـ "كلاب الحسين"، حيث يزحف الرجال على الأطراف الأربعة والسلاسل في رقابهم وينبحون مثل الكلاب وينادون "يا حسين".. وكل تلك المظاهر تعد حالة دخيلة على المذهب الشيعي الجعفري في العراق، وتعد حالة لا يوجد لها ما يقابلها في التاريخ العراقي.. ويقول المؤرخون أنه منذ ظهور التشيع الصفوي في العراق والمناطق القريبة من بلاد فارس وحتى الوقت الحاضر، كان تصاعد الصفوية المتطرفة يقابله دائماً "صعود ظاهرة الحنبلية المتطرفة" (السلفية) كحالة دفاعية، لذلك توالت على العراق عقود من الحروب والمشاحنات تكاتفت فيها كل المذاهب الإسلامية ضد "التشيع الأسود"، الذي قضى على السماحة المذهبية، وأوجد شرائع جديدة كتحريم الزاوج المختلط بين المذاهب الإسلامية، وإلغاء حرية التحوّل من مذهب إلى آخر، والتعارف على شتم الصحابة والإساءة إلى ذكراهم وتاريخهم الذي لم يكن مسموحاً به أو مقبولاً بين الشيعة.. هؤلاء هم الصفويون، ولأسباب سياسية كبرى ألقي الظلال على جوانب خطيرة من تاريخهم، وجيّروا المذهب الجعفري لصالحهم وألصقوا به كل العصبيات الصفوية المتطرفة، ومع الزمن أصبحت تسمية الشيعة تشمل الجماعتين دون تمييز، ليجعلوا التمييز فيما بينهم وبين المذاهب الإسلامية الأخرى بالمغالاة في تعَصُبهم الطائفي والمذهبي في تقديس معتقداتهم ومراجعهم، التي يراد منه تكبيل الإرادة وتكميم العقول والاستسلام للعدو وتحقيق مصالح الأجنبي حتى لو كان الأجنبي صليبياً.. نعم هؤلاء هم الصفويون، فاحذروهم.
|
|