If there are images in this attachment, they will not be displayed. Download the original attachment
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاركة الجماعة ودورها في مرحلة الدولة السورية القادمة
الانتقال من مرحلة التنظيم إلى مرحلة المشاركة في إدارة الدولة وبناء مؤسساتها
مقدمة :
بلغت الثورة السورية مرحلة اللاعودة، ودفعت ضريبة الدم، وبدت تباشير النصر. وإذا كان العالم ما بين منكر لحق الشعب السوري في حريته (روسيا وإيران) وبين متقاعس عن نصرته (العالم العربي والغربي)، فإن صمود هذا الشعب هو العامل الاساس فيما تؤل إليه الثورة من نصر وتمكين. فأعداد الثوار في ازدياد، والأرض المحررة في اتساع، والنظام في انكماش رغم تصاعد وحشيته. والأمل بالله سبحنه وتعالى أن يكتب النصر لشعبنا المظلوم، (والله غالب على أمره ولو كره الكافرون).
هذه الورقة تُعنى بدور الجماعة يوم سقوط النظام حيث تبدأ مرحلة هامة جدا، نتعامل فيها مع وضع حساس قابل للتفجّر. ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى جزئين :
1. المرحلة الإنتقالية.
2. ما بعد المرحلة الإنتقالية.
وهما مرحلتان تتطلبان من الإخوان (ومن المعارضة عموما) أمرين هامين :
الأول : خارطة طريق واضحة.
الثانـي : فريق عمل انتقالي يعمل بطريقة فعّالة منذ اللحظة الأولى لإدارة شئون البلاد.
وهنا يجب أن لا ننسى أن اللاعبين على الساحة كثر، بعضهم بأجندات وطنية وبعضهم بأجندات خارجية، والكل يحاول أن يجد موطأ قدم في سورية. إن التحديات كبيرة، وكلما التحمت الجماعة بالجماهير الشعبية في الداخل كلما كان أثرها أكبر، وضرر التدخلات الخارجية أخف.
أولا ـ أهداف الجماعة في المرحلة القادمة :
1. بناء جماعة قوية داخل سورية، يضمها هيكل تنظيمي ونظام داخلي يحكم عملها ويمتلك الموارد البشرية والمادية اللازمة لتكون قادرة على الحركة والتأثير داخل المجتمع.
2. المشاركة في تحقيق الأمن والعدل والخدمات الأساسية في المرحلة الانتقالية لتمر بالحد الأدنى من الفوضى ونوازع الانتقام.
3. بناء دولة مدنية ديمقراطية، يتساوى فيها المواطنون ويسود القانون، وتحترم حقوق الانسان، وتقوم قواته المسلحة بحماية الوطن والشعب، وبالمحافظة على وحدة التراب السوري.
ثانيا ـ استراتيجية الجماعة :
1. المشاركة وليس الاستئثار بالعمل الوطني لأسباب عدة :
آ ـ قطع الطريق على أية هيمنة أو ميول استبدادية لأي مكون من مكونات الشعب السوري.
ب ـ عدم الاستطاعة.
ج ـ التخفيف من تأليب المجتمع الدولي والإقليمي ضد الجماعة والدولة الناشئة.
2. الدخول من الباب الخدمي الإغاثي الذي يجذب المواطنين عن طريق تقديم الخدمات لهم حسب احتياجاتهم.
ثالثا ـ في المرحلة الانتقالية (ستة أشهر إلى سنة) : ستكون هذه المرحلة من أهم وأخطر مراحل الثورة السورية, يتوقع فيها حصول أزمات معاشية وأمنية يحاول فيها أمراء الحرب وأصحاب الجريمة إستغلال الظروف الصعبة التي تمربها البلاد , مما يؤدي إلى الفوضى ونمو النزعات الإنفصالية ( أكراد .. علويين .. ) وتدخلات اقليمية وخارجية لفرض أجندات خاصة بحجة حماية الأقليات وستكون سورية خلال هذه الفترة بحاجة إلى : أمن وعدل وخدمات أساسية :
الأمـــــــن :
1ـ التعامل مع أية ثورة مضادة يقوم بها أنصار النظام خاصة الطائفة العلوية وحزب البعث.
2ـ ضبط السلاح الموجود في أيدي الثوار وإعادة اندماجهم في الجيش الوطني أو قوى الأمن أو الحياة المدنية.
3ـ التعامل الحكيم مع الميول الانتقامية ضد الطائفة العلوية ومناصري النظام السابقين.
- وهذا يتطلب تدريب جهاز شرطة جديد والمشاركة في مجموعات لحفظ الأمن وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
الـــعــــدل : تأييد (عدالة المنتصر) :
1ـ من فرز للضحايا والإنتهاكات، وإعادة الحقوق، وإقرار التعويضات.
2ـ إعادة تأهيل الاجئين والنازحين خاصة الأطفال والنساء خارج وداخل سورية.
الخدمات الاساسية: لابد من إغاثة فورية ( رعاية طبية وغذاء ومأوى ) وإعادة الخدمات الأساسية (صحة عامة وماء وكهرباء وتعليم ) والبدء بإعادة توطين اللاجئين وانازحين داخليا وإعادة تأهيل البنى التحتية المادية.
هيئة مصالحة وطنية : لابد من إيجاد نظام قضائي لمعاقبة المجرمين والتعويض العادل للمتضررين، وهذا يزرع الأمل في المستقبل لضحايا النظام، ويزيل فكرة السعي لطلب الانتقام ويساعد على عودة الاستقرار.
1ـ إعادة لحمة المجتمع السوري التي تضررت بشكل بالغ من السلوك الوحشي للنظام والفئات والطوائف التي كانت تؤيده.
2ـ إن ذكرى المذابح والمجازر والقصف الجوي وترويع الآمنين ستظل محفورة في الأذهان لمدى عقود، فالسلوك الإجرامي لا يقابل بسلوك إجرامي آخر، وإن إزالة آثارها يتطلب العدل للمتضررين وترسيخ ثقافة شعبية تقوم على التعايش والتسامح.
رابعا ـ المرحلة ما بعد الإنتقالية (سنة إلى سنة ونصف) :
- المشاركة في إعادة الحياة السياسية : يتطلب خارطة طريق.
· إعادة الاعمار للحجر والشجر والبشر، وتقد تكلفة ذلك بـ (225) مليار دولار حتى الآن، ولابد من إقامة مجلس للإقتصاد الوطني لجذب رؤوس الأموال إلى سورية والتخلص من إرث الفساد والمحسوبية الذي خلفه نظام الأسد ....وإعادة الإعمار على المدى المتوسط وكذلك إعادة هيكلة الإقتصاد لضمان استقراره على المدى البعيد .
خارطة طريق للمرحلة الانتقالية :
الاشتراك مع المعارضة في وضع تصور وتشكيل حكومة انتقالية تقوم خلال شهر بـ :
آ ـ
1. إيقاف العمل بقانون الطوارئ والمحاكم التعسفية.
2. إقالة القيادات العليا للجيش.
3. حل الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلتها.
4. حل الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.
5. الإفراج عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وعودة المهجرين، والكشف عن مصير المفقودين.
6. إطلاق حرية التعبير.
7. إلغاء القانون (49) لعام 1980.
8. تعطيل العمل بالدستور الحالي والعودة المؤقتة لدستور عام 1950.
9. الاشراف على اتفاق بين : قادة الجيش الحر، وهيئة الأركان المشتركة، والضباط الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب لـ :
-
-
-
- وقف اطلاق النار.
- سحب الجيش إلى الثكنات.
- استيعاب الثوار في الجيش والقوى الأمنية.
- ضبط الأمن.
ب ـ الدعوة لعقد مؤتمر وطني عام يدعى إليه جميع ممثلي القوى السياسية ومكونات الثورة والمجتمع السوري خلال (2 ـ 6) شهور من اسقاط النظام، وتشكيل هيئة للحقيقة والعدالة والمصالحة الوطنية.
ج ـ تشكيل جمعية تأسسيسية لصياغة دستور جديد، يتضمن حق تشكيل الأحزاب السياسية. مما يتطلب وجود : فقهاء في القانون الدستوري لدينا، وحزب سياسي لنا مستعد لخوض المعارك السياسية القادمة.
د ـ انتخابات تشريعية حرة للمجلس النيابي. يتلوها انتخابات رئاسية، تحل بعدها الحكومة الانتقالية لتشكيل حكومة دائمة تحكم البلاد.
خامسا ـ الاستعدادات اللازمة :
1. إعادة تأهيل أفراد الجماعة الحاليين. يجب التركيز على التدريب وبناء المؤسسات والتغلب على صعوبة بنائها ونحن خارج سورية والبدء بعمل قاعدة بيانات تكون أساسا لخطة تدريبيةمتوافقة مع الحاجات
2. تدريب شباب إخواني قيادي جديد (فن القيادة ـ أدارة المشاريع ـ دورات دبلوماسية ـ إدارة مدنية ـ التدريب على الإدارة المدنية على مستوى الأحياء والقرى).
3. إقامة مؤسسات إغاثية وتعليمية وطنية متخصصة.
4. الاهتمام باللاجئين والنازحين للتخفيف عنهم ومساعدتهم على تجاوز ظروفهم الصّعبة.
5. إعادة بناء الجماعة في الداخل :
-
-
- نزول أفراد منتخبين من : الدعاة والأطباء والمعالجين النفسيين إلى الداخل للاتصال ولدراسة الواقع على الأرض، والبدء ببناء النتظيم في الداخل وتفعيل مرتكزاته وتوزيع أعبائه وضمان انتشاره في مختلف المحافظات بشكل متوازن.
- إعداد منظمات مجتمع مدني مؤهلة للتحرك السريع للعمل في الداخل بالتعاون مع دائرة دعم الثورة.
6. المشاركة الفاعلة في : ـ المجالس المحلية ـ المجالس العسكرية والتنسيق مع الجيش الحر والفعاليات المهمة في الداخل، تنظيما ودعما وتوزيعا للأدوار. والتعاون مع ما يمكن من المعارضة بشكل عام والاسلامية بشكل خاص لتحقيق أهداف الثورة على الأرض.
7. دخول الحياة السياسية بشكل منهجي من خلال حزب سياسي وطني يعتمد المرجعية الاسلامية، والعمل مع الجماعات والأحزاب الاسلامية لتأسيس تيار اسلامي.
8. المشاركة الفاعلة في العمل الوطني، والعمل على إنجاح الائتلاف الوطني في سعيه لتشكيل حكومة مؤقتة ثم انتقالية.
9. العمل على الحفاظ على وحدة التراب السوري ومقاومة المشاريع التقسيمية، والحيلولة دون إقامة علوية في الساحل السوري ستؤدي إلى خسائر كارثية في المناطق السنية الساحلية، وحشد قوى الجيش الحر والرأي العام العربي والاسلامي لردعه عن القيام بذلك.
10. أن يكون لنا حضور وانتشار في جميع مفاصل الجيش والأمن والقضاء والتعليم والوزارات والسفارت.
3 -1 -2013
استانبول
|