تصويت

ما تقييمك للموقع ؟
 

المتواجدون الآن

يوجد حاليا 81 زوار 
رسالة الاخوان -5

العدد : 818                                          19 شوال 1435 ه الموافق 15 أغسطس 2014 م

*****************

هذا الأسبوع

العراق وسوريا

الحرب عندما تختلط الأهداف

لم تكن مفاجأة استغاثة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته بالإدارة الأمريكية لدعمه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فصلة الرجل بها لم تنقطع طوال توليه مسؤوليته، فلم يجد غير الاستعانة بها بعد الانهيار العجيب لقوات جيشه أمام زحف أفراد هذا التنظيم وترك الجيش الرسمي لمعداته وآلياته الحديثة جدا سليمة وبعضها إنتاج (موديل) 2014م وترك خلفه مختلف أنواع الأسلحة مع ذخائرها ووصل الأمر إلى حد تخلي الضباط والجنود عن زيهم العسكري والهروب خوفا من أفراد قدموا من خارج الأرض أقل منهم عددا وتسليحا وتنظيما وتدريبا.

ولم يكن مفاجأ أيضا وصول خبراء عسكريين أمريكيين هذا الأسبوع مع طلعات القصف الجوي المختارة بدقة على مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش"، مع وجود دعم لوجيستي إيراني ومساعدات عسكرية للحكومة العراقية، واتصالات لوجيستية روسية لتنكشف ساحة العراق عن حرب تختلط فيها الأهداف مع تعدد الرايات، فبجانب العراق الدولة بفصائلها العسكرية والأمنية والمخابراتية التي يقودها السيد المالكي بحكم الدستور، وبجانب قوات البشمركة الكوردية الرسمية، يوجد (على قدر ما يمكن حصره) داعش، والنقشبندية بقيادة عزت الدوري نائب صدام، وكتائب ثورة العشرين، وجيش الراشدين، والجيش الإسلامي، والمجلس العراقي، وتحالف العشائر، وفيلق بدر، وعسكريي حزب البعث السابق، وأجهزة استخبارات غربية وأمريكية والموساد الصهيوني وأجهزة خليجية وأردنية وحتى مصرية، لكل منها قيادة ولكل منها هدف وكلها تجري على أرض الرافدين.

المسكوت عنه في هذه اللوحة السريالية التي تتشكل على الساحة العراقية قد يكون أكبر بكثير من المعلن عنه، فتسليم المناطق السنية وسط العراق بعد إنهاكها عن طريق حكومة بغداد دون أي دفاع ومنها الموصل والحديثة والفالوجة والأنبار حتى الحدود الإيرانية لقوات داعش لتصبح سيطرتها على الحدود العراقية السورية ممتدة من الوسط السني السوري حتى الحدود التركية فرصة لإعلان الدولة الإسلامية الجديدة، ولتشكل عن طريق هذه السيطرة فاصلا بين جنوب العراق والمنطقة الكردية في شماله والمنطقة الكردية شرق سوريا راسمة فاصلا واضحا بين الساحل السوري وباقي أجزاء هذا القطر لتُعطي ملامح واضحة جديدة في تقسيم كل من سوريا والعراق ولتعطي أيضا لكلا النظام في البلدين فرصة لغسيل يديه من مسؤولية ما حدث عبر تحميل الخارج دائما المسؤولية، الحقيقة أن الممارسات الخاطئة التي قام بها تنظيم داعش الذي يدّعي الإسلامية بممارسات تجاه بعض الأقليات المدنية غير المسلمة وهي التي كانت الغطاء لاستعانة الحكومة العراقية بالقصف الأمريكي لإنقاذها وتلبية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية لنداء الحكومة العراقية جاءت مخالفة تماما لسياساتهم تجاه ما كان يحدث في سوريا طوال أربعة أعوام من تغول النظام على شعبه وبأسوأ مما قامت به داعش ليظهر عنصرية دينية غير خافية تحتاج إلى إعادة قراءة دون الانجرار إلى أهداف قد تنتج عن طريق المقارنة، ودون إغفال ما أشارت إليه بعض الأقلام الغربية والأمريكية من أن داعش هي صناعة أمريكية ومن أن الرئيس الأمريكي أوباما رغم إعلانه عند انتخابه من أنه لن يدخل حرب جديدة في العراق إلا أن سياسة بلاده واستراتيجيتها تقوم على عدم التخلي عن نفط هذا البلد، ومَهَّدَ للوجود الرسمي الجديد في العراق في قوله مع بداية القصف على المناطق المختارة التي امتدت إليها يد داعش دون أن تؤثر عسكريا على التنظيم بقوله (لا أعتقد أننا سنكون قادرين على حل المشكلة في أسابيع، فهي تحتاج لوقت، وكم من الوقت نحتاج !! على الأقل شهر وربما ستة أشهر أو سنة أو أكثر ..) وهو إعلان واضح صريح يحتاج إلى ترجمة ووضعه جنبا إلى جنب مع أهداف باقي القوى الأخرى الفاعلة المتواجدة على الساحتين في العراق وسوريا.

فإيران التي سبق أن قامت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م لإسقاط نظام صدام حسين البعثي كما سبق أن تعاونت معها في إسقاط نظام طالبان في أفغانستان، وسكتت عن تعاون النظام الجديد في العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا وسياسيا واستخباريا لن يرضيها هذا الإعلان الجديد للرئيس الأمريكي، فالخلافات مع بلده ليست سهلة وخصوصا في المجال العسكري والنفطي ومناطق النفوذ في الخليج وجاء تصريح السيد خامنائي هذا الأسبوع الرافض لمطالبة البعض بتطبيع العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية حاسما في توضيح مسار العلاقة المستقبلية بينهما.

والمملكة العربية السعودية التي أزعجها الربيع العربي وسقوط أنظمة تحالفت معها في تونس ومصر ولم تجد وفاقا مع الحكومات العراقية بعد 2003م رغم ما قدمته أيضا من مساعدات في إسقاط نظام صدام حسين ووجدت نفسها بعدها في مواجهة صوت شيعي أكثر قوة ونفوذا متعاونا مع خصم أصبح تقليديا لها وهو إيران لم تجد في دفء علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية ما يعطيها الأمان لما أعلن عنه تنظيم داعش من تهديدات مع تهديدات أخرى آتية بسبب عدم الاستقرار على حدودها مع اليمن فكانت القفزة غير المحسوبة طلبا لدعم إضافي (ولعلها المدفوعة إليها عمدا وهي تدري) في التوجه شرقا لملء الفراغ الذي أحدثه غياب معمر القذافي مع روسيا عن طريق الحليف الجديد قائد الانقلاب العسكري في مصر وتعاهدها بتمويل سلاحا لجيشه قد يفوق ثمنه ما كان يدفعه القذافي سنويا ووصل إلى أكثر من أربعة مليارات دولار لتأمين دعم لنظامه من قوة كبرى وبسلاح لا يحتاجه تركه في الصحراء لتتقاتل به الفصائل الليبية الآن بعد رحيله.

ويأتي الدور المصري الجديد والذي يمسك بخيوطه أكثر من طرف وهم الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ليضيف قيدا جديدا على نفسه وهو يظن أنه طوق نجاة إضافي جديد له بالتعاون مع روسيا الذي تحتاجه هي بشدة أيضا في هذه الفترة مع خلافها مع الجميع في أوكرانيا، مع تحميل الانقلاب العسكري المصري مسؤولية التنسيق بين متطلبات كل القوى المتعارضة وهي مهمة محكوم عليها بالفشل بحكم المنطق والهوية مع بعضها البعض مثل إيران والغرب عموما، وبحكم التاريخ وميراثه مع بعض الفصائل السياسية والقومية داخل العراق وسوريا والمنطقة كلها والدينية المسيحية والمسلمة شيعية أو سنية.

وبحكم العقل والمنطق قد لا يكون ظاهرا في هذه الفسيفساء المتناقضة والمتحالفة أحيانا إدراك إمكانية حصول كل هدف على ما يطلبه وخصوصا وأن كل أصحاب الأهداف تجري معاركهم على أرض محدودة حتى الآن وهي منطقة الشام بالإضافة إلى مصر وكلها تشكل طوقا حول الكيان الصهيوني الذي يعمل على إخراج المنطقة كلها من معادلة حربه على المقاومة الفلسطينية عن طريق إشغالها بحروب ومشاكل وتقسيم يشارك الكل فيها الآن بوعي أو بدون وعي حتى تكون للكيان الصهيوني اليد العليا في العمل وهو ما ظهر واضحا طوال أكثر من شهر في عملية الرصاص المصبوب التي أراد منها كسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ولم تجد المقاومة نجدة من كل هذه القوى المدججة من أخمص أقدامها حتى أسنانها بالسلاح بل كل ما نالها منهم هو بعض البيانات التي أتت بعد أسابيع من بدء عملية العدوان على غزة وكان واضحا تماما أن الجميع كان منتظرا أن يغسل الكيان الصهيوني يديه من غدره بعد ساعات أو أيام لينتهي المأتم بعزائه والمعزين، ليظهر الأمر تماما الآن أن اختلاط أهداف الحرب على أرضي العراقي وسوريا لم يكن عبثا، بل هو أخطر من ذلك والبرهان ما يجري على بيت المقدس وأكناف بيت المقدس التي لم ينفع رفع شعاراتها في إخفاء حقائق المختلفين.

*****************

مقال الأسبوع

قوة الإرادة وإخلاص النوايا

بقلم: الأستاذ جمعة أمين عبد العزيز

نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

ما أحوجنا في هذه الأيام إلى تكاتف وتوحيد جهود كل القوى الوطنية من أحزاب وجماعات وتنظيمات متعددة.

وإن قضيتنا الآن هي العمل الجاد لتحقيق وحدة القوى الوطنية فلتفتح الأبواب على مصراعيها لينضم كل مخلص لتقوى هذه الرابطة التي تعمل على المحافظة على هويتنا وديننا، فلنجتمع على كلمة سواء ونترك الخلافات التي يعمق فيها ويبرز فيها أعداء الدولة المدنية، فلتتصافح الأيادي ولتلتصق الأكتاف ونجتمع فيما اتفقنا جميعا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، علما بأن المتفق عليه عظيم وكثير وكبير والمختلف فيه يمكن الاجتهاد فيه للوصول إلى توافق وتقارب.

وأما الأمر المهم بعد ذلك هو قوة الإرادة وإخلاص النوايا، ويعلم الله أني رأيت بعيني هذه الإرادة القوية في النساء قبل الرجال، صحيح ما أحوجنا في هذه الأيام إلى جيل نرى ملامحه واضحة في هذه الأيام أنه جيل يرسخ الإيمان في قلبه رسوخ الجبال الراسيات، كما رسخ في قلوب رجال الجيل الأول، صفوة هذه الأمة وخيارها، وخير قرونها بل هم خير رجال البشرية خلا الأنبياء المرسلين.

إننا في حاجة إلى تغيير حالنا كما حالهم، حين طووا صحائف ماضيهم وأصبحوا وكأنما خلقوا من جديد وصاروا ولا همّ لهم إلى مرضاة الله ورسوله، وإلى التطلع إلى لقاء الله في الدار الآخرة، والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين العاملين.

نحن في حاجة إلى إيمان عميق وهمة عالية، نبذل في سبيل هذا الإيمان المُهَجَ والأموال كما بذلوا، ونتحمل الشدائد والمحن وننتصر لله ولرسوله ولنكون أوفياء للإسلام، وحملة رايته وحماته نبلغ تعاليمه، ونرغب فيه، ونخالط الناس ونصبر على أذاهم، حتى نقترب من هذا الجيل ونتأسى به، كما قال بن مسعود رضوان الله عليه: (من كان منكم متأسيا فليتأسى بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم) ... وعنه أيضا رضي الله عنه قال: (أنتم أكثر صياما، وأكثر صلاة، وأكثر اجتهادا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم كانوا خير منكم!! قالوا: لِمَ يا أبا عبد الرحمن؟ قال: هم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة).

جيل تحّمل في سبيل هذه الدعوة الشدائد، وتحلى بالإصرار عليها، فهذا أبو بكر الصديق - كما تروي عائشة - رضي الله عنها تقول: لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا - ألحّ أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: (يا أبا بكر إنه قليل) فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر صلى الله عليه وسلم، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وضرب ضربا شديدا، ودنا منه الفاسق عقبة بن ربيعة، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه.

وجاء بنو تميم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر وحملت بنو تميم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تميم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تميم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله؟ فمسو منه بألسنتهم وعذلوه، ثم قاموا وقالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: والله ما لي علم بصاحبك. فقال اذهبي إلى أم جميل بن الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله، فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنت تريدين أن أذهب معك إلى ابنك؟ قالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دنفا، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت: والله إن قوما نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم الله منهم، قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت هذه أمك تسمع. قال: فلا شيء عليك منها. قالت: سالم صالح. قال: أين هو؟ قالت في دار الأرقم. قال: فإن لله علي ألا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا إلا آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتاه حتى إذا هدأت الرجل، وسكن الناس، خرجنا به يتكئ علينا حتى أدخلناه على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالك فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورق له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برّة بولدها، وأنت مبارك فادعها إلى الله فأسلمت، وأقاموا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الدار شهرا، وهم تسعة وثلاثون رجلا، وقد كان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسلم يوم ضرب أبو بكر رضي الله عنه.

وقد تحمل عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وبلال وعبيدة وطلحة بن عبيد الله، وعمار وياسر وسمية وجميع الصحابة من الشدة ما تحمله أبو بكر الصديق - رضي الله عنهم أجمعين - فما استكانوا، وصبروا وصابروا حتى حقق الله على أيدي الجميع نصر هذا الدين.

إنه جيل فذ عملاق، فذ في صفاته وسماته، وعملاق في جهاده وإنجازاته، فذ في إيجابيته وهمته، أدوا الأمانة، وبلغوا الرسالة ومضوا إلى ربهم خالصين من هذا الالتزام الثقيل، وهم لم يبلغوها باللسان فحسب، بل بلغوها قدوة متمثلة في العمل، وجهادا مضنيا بالليل والنهار لإزالة العقبات والعوائق. سواء كانت هذه العقبات شبهات تحاك أو ضلالات تزين، أو كانت قوى طاغية تصد الناس عن الدعوة، وتفتنهم في الدين.

والرسالة هي الرسالة والناس هم الناس، وهناك ضلالات وأهواء وشبهات وشهوات، وهناك قوى طاعنة تقوم دون الناس ودون الدعوة، وتفتنهم كذلك عن دينهم بالتضليل وبالقوة، ولابد من بلاغ بالبيان وبالعمل يحتاج إلى همة رجال يقولون: انتهى عهد الراحة، فيبذلون الجهد والعمل المتواصل لتبليغ هذه الدعوة وتوضيحها بإقناع وبيان ثم يواصلون الطريق تربية وتكوينا وتنفيذا، وهذه تبعة تقصم الظهر، وترعد الفرائص، وتهز المفاصل.

*****************

فلسطين الأبية

من يوميات العدوان على "غزة" العزة

(6)

بتصرف من سلسلة كتابات بقلم أ. مصطفى اللداوي

كتائبٌ تقاتل وإعلامٌ يقاوم

أما وقد انجلى العدوان، وانقشع غبار المعارك، وسكتت المدافع، ولم نعد نسمع هدير الطائرات الحربية المقاتلة، ولا قصف المنازل الآمنة، ومراكز الإيواء الحزينة، والمستشفيات والمساجد والشوارع العامة، وانسحب آخر جنديٍ صهيوني من قطاع غزة، فقد وجب علينا أن نشكر الكثير ممن كان له سهمٌ في هذه المقاومة، وشارك في الميدان خلال العدوان بما يستطيع، وكان له دورٌ مؤثر في أداء المقاومة وانتصارها، وهم كثيرٌ ممن يصعب حصرهم، ويستحيل الوفاء لهم، وتقدير عطائهم، وأداء ما يستحقون من حقٍ.

يأتي الإعلاميون على اختلافهم، أصحاب الكلمة والقلم والصورة والريشة، في أولوية من يستحقون الشكر، ويستأهلون التقدير، إنهم أهل السلطة الرابعة القديرة، الذين نقلوا إلى العالم كله صورة وحقيقة الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونقلوا نبض الشارع الفلسطيني، وعبّروا عنه أصدق تعبير، وهم الذين لم يتركوا مكاناً إلا وكانت لهم فيه وقفة، ولا حياً إلا وسجلوا إليه زيارة، ولا غارةً إلا كانوا السباقين إلى موقعها، وقد زاروا المستشفيات وعادوا المرضى، والتقوا مع المصابين والجرحى، وانتقلوا إلى المدارس التي قصفت، وصوروا الأشلاء التي بعثرها القصف، والدم الذي انتثر في كل مكان، واستمعوا إلى شهادات الأحياء، وروايات الشهود، وقصص الأطفال، وحكايا العجائز والكبار.

إن كان المقاومون والمقاتلون قد قضوا أياماً في الأنفاق أو تحت القصف، يتنقلون تحت النار من مكانٍ إلى آخر، فإن الإعلاميين كانوا مثلهم، ولم يختلفوا عنهم، فقد قضوا أياماً طويلة وهم تحت القصف، بعيدين عن أهلهم، ولا يبيتون في بيوتهم، إذ اتصل ليلهم بنهارهم، وتداخلت أوقاتهم حتى أصبحت كلها عملاً، وكانوا لا يجدون في يومهم الفرصة للنوم وأخذ قسطٍ من الراحة، أو تناول بعض طعامٍ يقويهم على مواصلة عملهم، وكثيرٌ منهم كان أشعثاً أغبراً يغطيه غبار الحرب، وكأنه كان في المعركة يقاتل، وفي الأنفاق تحت الأرض يعيش، فلم يجد الفرصة للاستحمام أو غسل وجه، أو تصفيف شعره وتحسين هندامه، بل كانت مظاهرهم تدل عليهم، وأشكالهم تنطق بمعاناتهم، وتعبر عن حجم التعب الذي كانوا فيه، وعظم الجهد الذي بذلوه.

ليست المقاومة المسلحة هي وحدها التي صنعت النصر، وكسبت المعركة، وحسمت نتائجها، بل إن الإعلام الوطني الصادق الغيور، كان صاحب الدور الأكبر في نقل الصورة الحقيقية للعالم، وكشف حقيقة العدو لحلفائه، وبيان حجم جرائمه، وكثرة فضائحه، بل إن الإعلام الوطني كان محل احترام المشاهد الإسرائيلي نفسه، لأنه رأى فيه الصدق، ولمس عنده المصداقية، فقد كان ينقل إلى العالم الحقيقة كاملة، دون أن يمارس عليها رقابة، أو يجري عليها تغييراً، تجميلاً للصورة، أو تحسيناً للخبر، أو حذفاً للحقيقة، أو شطباً للوقائع.

الأربعاء 6/8/2014

استئناف القتال فرصة العرب للتوبة

أتاحت المقاومة الفلسطينية باستئنافها القتال ومواصلتها المعركة، بعد انتهاء الهدنة الأخيرة، الفرصة للأنظمة العربية للتوبة ومراجعة حساباتها، وتصحيح مسارها، وتعويض ما فاتها، وشطب العار الذي لطخ شرف بعضها، وأساء إلى سمعتها، وسود صفحات تاريخها، وجعلها ردءاً للعدو ورديفاً له، بدلاً من أن تكون سنداً للمقاومة وعوناً لها، ومساندة للشعب الفلسطيني ومناصرةً له.

أيها القادة العرب كونوا عقلاء راشدين، واعين مستنيرين، وتعلموا من أخطائكم، وخذوا العبرة من خواتيم أعمال من سبقكم، وعاقبة من مضى منكم، فها هي الفرصة تتاح لكم من جديدٍ لتتوبوا وتبدوا ندمكم، وتصححوا أخطاءكم، وشعوبكم ستغفر لكم إذا تبتم توبةً صادقةً نصوحة، وستتجاوز عن جريمتكم إذا أبديتم الندم فعلاً، وحاولتم الإصلاح والتعويض حقيقة.

إنها فرصةٌ كبيرة، ونداءٌ أخير، يمنحه الله لكم أيها القادة العرب على أيدي أهل غزة وقواه المقاومة، وهي فرصةٌ قل أن تعطى، ومن النادر أن تمنح، فمن فاتته الأولى قل أن يجود الزمان عليه بغيرها تعويضاً، والعاقل الكيِّسُ الفطن من يقتنص الفرصة ويستفيد منها ولا يضيعها، وها هي المقاومة تتفضل عليكم وتمن، وتكرمكم وتمنحكم، فلا تضيعوا الفرصة، ولا تخسروا السانحة، وأعلنوا ولاءكم للمقاومة، ونصرتكم لها، وزودوها بما تحتاج من دعمٍ وإسنادٍ، ومالٍ وسلاح، وارفعوا الصوت عالياً ضد كل من يتآمر عليها، ويريد بها شراً، وسارعوا إلى رفع الحصار، وفتح البوابات المغلقة، ولا تسمحوا لأحدٍ أن يستخدمكم أو أن يستغلكم، فهذا العدو لا يحترم عملاءه، ولا يكافئ المتعاونين معه، ولا يحفظ فضل الخائنين من أجله.

السبت 15:00 الموافق 9/8/2014 (اليوم الرابع والثلاثون للعدوان)

معركة الكرامة من جديد

كأنها معركة الكرامة التي دارت رحاها بين المقاومة الفلسطينية على اختلاف فصائلها والعدو الصهيوني، الذي كان يومها مستعلياً متغطرساً، ومتكبراً متعالياً، ومغروراً منفوشاً كطاووس، يظن أنه لا يقهر ولا يهزم، وأن جيشه هو الأقوى والأكبر، والأشد تسليحاً والأكثر تنظيماً، وأن ذراعه طويلة، وقدمه ثقيلة، ويده تبطش، وحليفه جاهز، وعدوه ضعيف، فاجتاز بدباباته الحدود الأردنية، وزج بجنوده في حربٍ مع المقاومة الفلسطينية الناشئة، معتداً بقوته، ومستهتراً بخصمه، متوقعاً أن يجد على الأرض خلاف ما رأى، وعكس ما وجد.

قد تشبه الحرب في غزة معركة الكرامة، لجهة تحالف القوى الفلسطينية كلها، ووقوفها في صفٍ واحد، وقتالها في خندقٍ مشترك، وأنها باتت ترمي عدوها عن قوسٍ واحدة، فتوجعه بصواريخها، وتدميه بقذائفها، وتبدو أمامه جبهة واحدة، قوية ومتماسكة في مواجهة جيشه اللجب المعتدي.

أدركت المقاومة أن لديها تصميماً وإرادة على مواجهة العدو وقتاله، وصد عدوانه، ومنعه من تحقيق أهدافه، رغم فارق التسليح، وعدم توازن القوى، والتفوق النوعي، إلا أن الفلسطينيين يعتقدون أنهم أقوياء بحقهم، وأن لديهم من القوة والشجاعة، والجرأة والبسالة والجرأة، والإيمان واليقين، ما يجعلهم قادرين على مواجهة العدو، وصد عدوانه، ومواجهة جيشه، ورد كيده إلى نحره، وإفشال مخططاته، ومنعه من تحقيق ما يتطلع إليه.

إنها الحقيقة التي باتت واضحة للعدو قبل المقاومة، أن الشعب إذا اتفق على المقاومة فإنه يكون قادراً على تحقيق ما يريد، فقد أثبتت معركتا غزة والكرامة أن امكانيات الشعب الفلسطيني كبيرة، وقدراته عالية، وإيمانه عميق، وثقته بنفسه بعد الله كبيرة، لكن تعوزه الفرصة، ويلزمه السلاح، ويبحث عن النصرة والإسناد، والتعاون والتعاضد، وهو الذي كان حاضراً بقوةٍ في معركة الكرامة، إذ ساند الجيش الأردني المقاومة الفلسطينية، ودخلت قواتٌ أردنية المعركة معها جنباً إلى جنب، فقاتلت بصدق، وواجهت بصلابة، وتحدت بإرادة، فكان النصر العربي الأول على العدو الصهيوني.

إن ما يلزمنا اليوم في معركتنا مع العدو الصهيوني هو التضامن العربي، والتماسكُ الشعبي، فالمقاومة الفلسطينية قوية لكن يلزمها السلاح، والدعم بالمال، والمساندة في الإعلام، والنصرة في السياسة، إذ أن المعركة ليست كلها عسكرية، وليس ميدانها الأرض والوطن فقط، فالمعركة العسكرية يتكفل بها الأهل، ويتعهد بها الشعب، وهو قادرٌ على خوضها، ولديه الجاهزية للمضي بها، والاستمرار فيها، لكن المعركة العسكرية، التي هي بالنيابة عن الأمة، يلزمها مددٌ بالسلاح، وتزويدٌ بالمال، وحصانةٌ بالسياسة، وترويجٌ بالإعلام.

الأحد 11:30 الموافق 10/8/2014 (اليوم الخامس والثلاثون للعدون)

العرب شركاء أم متضامنون

مضى على العدوان الإسرائيلي الأضخم والأشرس على قطاع غزة خمسةٌ وثلاثون يوماً، وهو الأشد قسوةً باعترافهم، والأكثر عنفاً، والأخطر سلاحاً، والأبلغ ضرراً، والأعمق استهدافاً، وما زالت آلة القتل الإسرائيلية تمارس هوايتها كأول يومٍ بدأت فيه، وتعبث في أرجاء القطاع بمتعةٍ واستمتاع، أقرب إلى التسرية والتسلية، في لعبة أتاري تتحكم فيها مجنداتٌ وجنودٌ في مكاتب مغلقة، وأمام شاشات كمبيوترٍ متخصصة، يصورون المواقع، ويحددون الأهداف، ويرسلون الاحداثيات، ويصدرون التعليمات للطائرات الحربية بإطلاق الصواريخ، أو يطلقونها بأنفسهم من الطائرات الآلية، التي لا تكاد تفارق سماء قطاع غزة، وتستهدف الحجر والشجر والبشر، وتصيب بحممها أهدافاً مدنية، ومساكن شعبية، ومساجد ومراكز دينية، وكأن لها معهم جميعاً ثأرٌ قديم، تعمل على تصفيته، وتتسابق في تسويته.

أما شعوب الأمة العربية فهي متضامنة معنا، ونصيرةً لنا، وتطمح أن تكون شريكاً لنا في المعركة، تقاتل إلى جانبنا، وتضحي مثلنا، وتقدم أكثر منا، بل إنها تتفانى في النصر، وتتسابق في المساعدة، وتتفنن في تقديم العون، وتبتكر وسائل مختلفة تتجاوز فيها قوانين الحظر، وتفلت من وسائل المنع والمحاربة.

وإننا إذ نشعر بألمها، ونحس بحزنها، ونعرف أنها تتوق للمشاركة، وتتطلع للمساهمة، ولكن الحدود تمنعها، والقوانين تقهرها، والأنظمة تحاربها، فإننا لا نظلمها ولا نغمطها، ولا نقلل من جهودها، ولا نستهتر أو نستخف بعواطفها، بل نقدر جهودها، ونحفظ فضلها، ونشكرها على ما تقدم، ونعذرها إن قصرت، ونبرر لها إن تعذرت معها الوسائل، أو تقطعت بها السبل، ولكننا ندرك أن القليل الذي تقدم، لهو أعظم ما ننتظر، وأكرم ما نستقبل، وأطهر ما نتلقى، ففيه البركة، وبه نتوسل النصر، ونترقب الخير، ونرجو من الله الرحمة والفوز.

الأحد 23:25 الموافق 10/8/2014 ( اليوم الخامس والثلاثون للعدوان )

الصواريخ العبثية والقبة الفولاذية

أثبتت صواريخ المقاومة الفلسطينية على اختلاف أنواعها وأجيالها، وتعدد أسمائها، وتفاوت مداها، وتنافس فصائلها، أنها ليست صواريخاً عبثية، وأنها ليست ألعاب أطفال، لا تضر ولا تنفع، أو مفرقعاتٍ صينيةٍ تصدر صوتاً وتفرقع، وتسمع لها قعقعة ولا ترى لها طحناً، وأنها لا تصل إلى أماكنها، ولا تصيب أهدافها، ولا تؤذي من تقع عليه، ولا تلحق ضرراً في المكان الذي تسقط فيه، وهي غالباً تسقط في أراضٍ غير مأهولة، أو في الشوارع والطرقات العامة، ذلك أنها عمياء غير مهدفة، ودقة اصابتها محدودة، وقدرتها التدميرية بسيطة.

راهن العدو الصهيوني كثيراً على قبته الفولاذية، ومنظومة الباتريوت، التي اعتقد أنها ستحميه وستنقذه، وأنها ستكون بمثابة مظلةٍ فولاذيةٍ تقيه خطر الصواريخ، وتمنع سقوطها على الأماكن السكنية والمنشئات الاقتصادية، وأن مواطنيه سيأمنون على أنفسهم من خطر الصواريخ المتساقطة عليهم، ذلك أن الصواريخ المضادة ستعترضها وستسقطها، وستبطل مفعولها، أو ستقلل من أخطارها.

لكن الواقع أثبت عكس ذلك تماماً، فقد نضبت المخازن الإسرائيلية، وتراجع مخزون العدو من الصواريخ المضادة، وكادت منصات الباتريوت تتوقف عن العمل لعدم وجود الذخيرة الكافية، فضلاً عن أسعار صواريخها الباهظة بالمقارنة مع صواريخ المقاومة الفلسطينية المحلية الصنع، والقليلة الكلفة، والكثيرة نسبياً، نظراً إلى أنها أصبحت تصنع في غزة، ولا يتم الاعتماد على تهريبها من الخارج بعد تدمير الأنفاق، وملاحقة القائمين على عمليات التسليح وتهريب السلاح.

تطرح الأوساط الإعلامية الإسرائيلية تساؤلاً موضوعياً، وتثير شكوكاً حقيقية حول دوافع قيام الحكومة الإسرائيلية بقبول التهدئة، والتوقف عن العمليات الحربية، والانسحاب من مناطق قطاع غزة، والكف عن المعركة البرية، وتسريح الجنود والضباط الاحتياط.

هل أن السبب في ذلك يعود إلى أن الجيش الإسرائيلي قد حقق الأهداف التي انطلقت من أجلها الحملة العسكرية على قطاع غزة، ولكنهم يستبعدون هذه الفرضية نظراً لأنهم يعلمون أن جيش كيانهم لم يحقق شيئاً من أهدافه، ولم يتمكن من تنفيذ تهديداته التي أعلن أعنها.

أم أن السبب يعود إلى التخوف من التوغل أكثر في قطاع غزة، والتورط في حربٍ بريةٍ طويلة المدى، تلحق به خسائر كبيرة، وتعرضه لتقديم تضحياتٍ هو غير مستعدٍ ولا متهيئٍ لها، خاصةً أن عدد قتلاه اقترب من المائة أو يزيد، فضلاً عن وجود جنديين أسيرين، رغم عدم التأكد من كونهما ما زالا على قيد الحياة، أم أن المقاومة الفلسطينية تحتفظ بجثتيهما فقط.

يؤكد كثيرٌ من الإعلاميين والمحللين العسكريين الإسرائيليين، أن أحد أهم أسباب قبول كيانهم بالتهدئة، يعود إلى عجز القبة الفولاذية عن حمايتهم، نظراً لعدم كفاءتها وقدرتها لأن تكون مظلة واقية بنسبة مائة بالمائة، وكذلك نتيجة النقص الملحوظ في ذخائرها المضادة، في الوقت الذي أثبتت فيه صواريخ المقاومة جاهزيتها وقدرتها وكثافتها واستمراريتها، وحفاظها على المنسوب والمستوى ومناطق الاستهداف، الأمر الذي يؤكد أن صواريخ المقاومة ليست عبثية، أو أنها لم تعد عبثية، بل أصبحت سلاحاً رادعاً ومخيفاً، ومن الممكن تطويره وتحسينه، وزيادة مداه، وتوسيع إطاره، وتدقيق إصابته.

الثلاثاء 15:00 الموافق 12/8/2014

مشعل:

معركة غزَّة العظيمة

ستختصر الزَّمن وستقرّب شعبنا من تحقيق أهدافه

• كسر الحصار عن قطاع غزَّة لا تراجع عنه.

• لدينا نفسٌ طويل ولدينا قدرة عالية على الاحتمال والمقاومة أعدَّت وأحسنت الإعداد.

• نحن اليوم أمام نظام سياسي فلسطيني واحد، ونسير على طريق المصالح.

• مصرّون على تحقيق وانتزاع جميع مطالبنا الفلسطينية وهي أبسط حقوق شعبنا.

• نحن شعب يتوق للحرية، ويريد أن يتخلص من الاحتلال وحقوقنا لا تحتاج لمساومة.

· لا نعوّل على أحد، وكلّ من يقدّم جهداً أو تحرّكاً سياسياً سنتعامل معه بمسؤولية وبجدية.

ص.تايمز:

المقاومة كبدت الاحتلال 6 أضعاف خسائره بالحروب السابقة

الجنسية المزدوجة لجنود الاحتلال الإسرائيلي

حرب غزة ومعانيها السياسية

*****************

شئون تركية

بيان من الإخوان المسلمين

تهنئة للشعب التركي بانتخاب أردوجان رئيسًا للجمهورية

بيان صحفي من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

تهنئة للشعبين التركي والسوري بفوز رجب طيب أردوغان

أردوغان الرئيس الـ 12 للجمهورية التركية

فاز مرشح حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم للرئاسة "رجب طيب أردوغان"، برئاسة الجمهورية التركية، في أول انتخابات مباشرة عن طريق الشعب. وحصل أردوغان وفق النتائج غير الرسمية على 51.8% من الأصوات، تلاه المرشح التوافقي لعدة أحزاب معارضة "أكمل الدين إحسان أوغلو"، ثم مرشح حزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين دمير طاش.

ودخل رجب طيب أردوغان، أول رئيس تركي منتخب شعبيًّا، معترك السياسة عندما كان في الثانية والعشرين من عمره، مع توليه رئاسة جناح الشبيبة في حزب السلامة الوطنية، وواصل مع رئاسة بلدية اسطنبول. أسس أردوغان عام 2001 حزب العدالة والتنمية، الذي حل في المركز الأول في كل الانتخابات التي شارك فيها. تولى أردوغان رئاسة الوزراء منذ عام 2003 وحتى 2014 بلا انقطاع.

وُلد أردوغان في 26 شباط / فبراير 1954 لعائلة من ولاية ريزه، شمال شرق تركيا، وأنهى دراسته الثانوية، في ثانوية الأئمة والخطباء عام 1973. وأتم دراسته الجامعية في كلية الاقتصاد والعلوم التجارية بجامعة مرمرة عام 1981.

لعب أردوغان دورًا فعالًا في "اتحاد الطلبة الأتراك الوطنيين" خلال دراسته الثانوية والجامعية، وانتخب رئيسًا لجناح الشبيبة في حزب السلامة الوطنية في قضاء "بي أوغلو" عام 1976 ورئيسًا لجناح الشبيبة بولاية اسطنبول في العام نفسه عندما كان في الثانية والعشرين من عمره.

واصل العمل في الحزب حتى عام 1980، ثم عمل مستشارًا ومديرًا في القطاع الخاص، عقب إغلاق الأحزاب السياسية إثر انقلاب 12 أيلول/ سبتمبر 1980.

عاد أردوغان إلى معترك السياسة عام 1983 مع تأسيس حزب الرفاه، وفي عام 1984 أصبح رئيسًا لفرع الحزب في قضاء "بي أوغلو"، وتولى عام 1985 رئاسة فرع الحزب في ولاية اسطنبول وانتُخب عضوًا في اللجنة المركزية له.

رشحه حزب الرفاه لرئاسة بلدية اسطنبول، وحل في المركز الأول في انتخابات الإدارة المحلية التي جرت في 27 آذار / مارس 1994 بعد حصوله على نسبة 25.19%، ليصبح رئيسًا للبلدية.

مثل أردوغان أمام المحكمة بسبب قراءته قصيدة شعرية في 12 كانون الأول / ديسمبر 1997، خلال إلقائه خطابًا بالمواطنين، وحُكم عليه بالحبس. وعقب الحكم عُزل من منصبه في رئاسة بلدية اسطنبول، وقضى أربعة أشهر في الحبس.

أُخلي سبيله في 24 تموز / يوليو 1999، ليواصل عمله في المجال السياسي. وعقب تأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 آب / أغسطس 2001 اختاره المؤسسون رئيسًا للحزب.

فترة وجوده في حزب العدالة والتنمية

بعد إخلاء سبيل أردوغان من سجن بينار حصار، في 24 تموز / يوليو 1999، استأنف نشاطه السياسي، وبعد تأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 آب / أغسطس 2001، تم انتخاب أردوغان زعيما للهيئة التأسيسية للحزب.

الانتخابات العامة

لم يتمكن أردوغان من الترشح في الانتخابات العامة التي شارك فيها حزبه لأول مرة، بسبب قرار المحكمة، وفاز الحزب آنذاك بالمرتبة الأولى بعد حصوله على 34.6% من أصوات الناخبين، في 3 تشرين ثاني / نوفمبر 2002.

بعد رفع حظر ترشح أردوغان، رشح نفسه للانتخابات العامة، في 9 آذار / مارس 2003، في محافظة سيرت، وأصبح نائباً في البرلمان عن ولاية سيرت التركية.

في 15 آذار / مارس 2003، تسلم رئاسة الوزراء الـ 59 من رئيس الوزراء حينها عبد الله غل.

وشكل أردوغان الحكومة الـ 60، بعد حصول حزب العدالة والتنمية على 46.6% من أصوات الناخبين في الانتخابات العامة في 22 تموز / يوليو 2007، وفي 12 حزيران / يونيو 2012، وبعد حصول حزبه على 49.8% من أصوات الناخبين، شكل أردوغان الحكومة الـ 61، وشغل بذلك منصب رئيس الوزراء لولاية ثالثة كأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية.

الاستفتاءات

بعد أن خاض أردوغان وحزب العدالة والتنمية ثلاث انتخابات عامة، وثلاث انتخابات محلية منذ العام 2001، وتقدم بالمرتبة الأولى فيها جميعاً، خاض أيضاً في الفترة ذاتها استفتاءين عامَّين، حيث تقدم فيها أردوغان، وحصل في الاستفتاء الذي تم تنظيمه في 21 تشرين أول 2007 على 69% من الأصوات، وفي الاستفتاء الذي تم تنظيمه في 12 أيلول / سبتمبر 2010، فاز بنسبة 58%.

مسيرة نجاح حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان

قصة نجاح باهرة سطرها حزب العدالة والتنمية، بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، منذ ظهوره على الساحة السياسية، لم يسبقه إليها أي من الأحزاب العاملة على الساحة، منذ نشوء الجمهورية عام 1923، تكللت بـ 9 انتصارات انتخابية متتالية، ثلاثة منها في انتخابات عامة، و ثلاثة في انتخابات الإدارة المحلية، واستفتائين وأول انتخابات مباشرة لمنصب رئيس جمهورية.

البرلمان يدين لــ "العدالة"

وكان أول انتصار للحزب في الانتخابات العامة أواخرعام 2002 ، وكان الحزب فتياً، ولم يمضِ على تأسيسه أكثر من عام، وتمكن حينها من الحصول على 35% من أصوات المشاركين، كانت كافية لتمنحه الأغلبية المطلقة في البرلمان، مستفيداً من نظام " عتبة العبور" في قانون الانتخاب، الذي يشترط الحصول على 10% من الأصوات للقوائم الحزبية، وبناءً عليه، لم يتمكن سوى حزب الشعب الجمهوري الذي حصل على 19% من أصوات الناخبين من تجاوز العتبة ودخول البرلمان برفقة حزب العدالة، ليتقاسما مقاعد البرلمان البالغة 550، حيث حصل حزب العدالة والتنمية على 363 مقعداً خولته تشكيل حكومة بمفرده، وحصل حزب الشعب الجمهوري على 178 مقعدا، فيما ذهبت 9 مقاعد للمستقلين.

وفي الانتخابات العامة التالية التي جرت عامي 2007 و2011 استطاع حزب العدالة أن يرفع نسبة المصوتين له، وتمكن من تحقيق 46.58% من الأصوات في انتخابات عام 2007 و 49.83% في انتخابات عام 2011 ، وشكّل في كليهما الحكومة بمفرده، بالرغم من دخول حزب الحركة القومية البرلمان، ليصبح الحزب الثالث الذي يتجاوز نسبة الـ 10% ويجلس نوابه تحت القبّة.

تجديد الثقة في الإدارات المحلية

وعلى نفس المنوال، نجح الحزب في تحقيق ثلاثة انتصارات في انتخابات الإدارة المحلية، متجاوزاً بقية الأحزاب بفروق كبيرة، كانت أولها في انتخابات 28 آذار مارس 2004 ، حيث حصل فيها على 40،2% من الأصوات وفي 29 آذار مارس 2009 رغم تراجعه بعض الشيء إلا أنه حقق 38.6% ، فيما قفز في 30 آذار مارس 2014 إلى نسبة 45،5% من الأصوات.

ولم يكتف حزب العدالة والتنمية بتلك الإنتصارات، ونجح في استفتائين على تعديلات دستورية، بهدف إدخال إصلاحات ديمقراطية، وإضفاء صبغة أكثر مدنية على الحياة السياسية، طارحاً في استفتاء شعبي تعديلات دستورية عامي 2007 و2010، حصل بموجبهما، في الأول على "نعم" بنسبة 69% من الأصوات، وفي الثاني على 58%.

التعديلات الدستورية

تم رفع حالة الطوارئ وإلغاء المحاكم ذات الصلاحيات الخاصة ومحاكم أمن الدولة وبداية مشروع الأخوة وإعادة حقوق من نزعت عنهم الجنسية وانتخاب الرئيس مباشرة من قبل الشعب والتمهيد لجعل مجلس الأمن القومي مجلساً مدنياً وتضييق صلاحيات القضاء العسكري وفتح الطريق لمحاكمة منفذي انقلاب 12 أيلول 1980 وتعويض العسكريين الذين أخرجوا من الخدمة بعد انقلاب شباط 1998 الأبيض، وعدم التسامح بالمطلق مع استخدام التعذيب ضد المعتقلين، وتسهيل إدارة الأقليات لأوقافها الخاصة، وتوسيع مظلة الحريات العامة ومنح المواطنين إمكانية مراجعة المحكمة الدستورية بصورة فردية، وجعل بنية المجلس الأعلى للقضاة والمدعيين العاميين أكثر ديمقراطية والسماح بارتداء الحجاب في الجامعات والمؤسسات العامة ومنح حق التعليم باللغات غير التركية، وعدد آخر من الإصلاحات.

النجاح الإقتصادي والدبلوماسي

وخلال 12 عاماً، تصدر فيها حزب العدالة والتنمية المشهد السياسي، نشطت دبلوماسيته الخارجية بشكل ملفت للمراقبين الدوليين، أكسبت تركيا مكانة إقليمية ودولية، ومنحت كاريزما أردوغان شعبية في العالم العربي والإسلامي لم يحظ بها أي زعيم سياسي تركي قبله، كما استطاعت تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية أن تحقق قفزات هائلة فيما أطلق عليه "قصة نجاح اقتصادية" لدولة كانت ترزح تحت كاهل الديون والأزمات، وقد ضرب الرئيس المنتخب أردوغان أمثلة على ذلك في خطاب الشرفة نفسه حيث أوضح "أن تركيا كانت مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 23 مليار دولار تخلصت منها كلها، وتعتزم إقراض الصندوق 5 مليارات دولارات لتتحول بذلك من دولة مدينة إلى دولة دائنة، ومن دولة تخضع للاملاءات الى دولة تشارك في رسم السياسات الدولية من موقع الأنداد.

*****************

شئون مصرية

في ذكرى رابعة

تقرير "هيومن رايتس ووتش" عن مجزرة فض رابعة والنهضة

حسب الخطة: مذبحة رابعة وعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين في مصر

بيان من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الذكرى الأولى لمحرقة رابعة والنهضة

كاتبة بريطانية تروي مأساة زوجها المصور المقتول بـ رابعة

رسالة جامعة إلى ربوع رابعة

البيان التأسيسي

لـ المجلس الثوري المصري

بسم الله الرحمن الرحيم

وفاءً لدماء الشهداء وجراح المصابين وآلام المعتقلات والمعتقلين ، وإيمانا بحق المصريين في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ودعما لثورة شعبنا المستمرة منذ 25 يناير وحتى اليوم، وبعد صمود شعبنا الأبي أمام بطش الانقلاب العسكري وقمعه، نعلن نحن المصريين في الخارج شركاء ثورة يناير 2011 تأسيس "المجلس الثوري المصري".

إن "المجلس الثوريّ المصريّ ": هو كيانٌ للقوى والأفرادِ المصريين في الخارجِ ، على اختلافِ اتجاهاتهم السياسيةِ وانتماءاتهم الفكرية، المتمسكينَ بمبادئِ ثورةِ 25 يناير، والعاملينَ على تحقيقِ أهدافها، والمناهضينَ لكلِّ صورِ الفسادِ والاستبدادِ والانقلابِ العسكريِّ وما ترتبَ عليهِ، والرافضينَ لتدخلِ المؤسسةِ العسكريةِ في السياسة، والمؤمنينَ بالشرعيةِ الدستوريةِ، والمتطلعينَ لتأسيسِ دولةٍ مدنيةٍ، تعبيرًا عن إرادةِ الشعبِ وحريتهِ في اختيارِ من يحكمهُ.

ونحن إذ نعلن للشعب المصري عن تأسيس هذا المجلس دعما للحراك الميداني السلمي، فإننا نؤكد أننا لسنا بديلا عن القيادة الميدانية، بل مؤيدين ومساندين لخطواتها، مؤكدين إصرار الشعب المصري على الحصول على الحرية والكرامة والعدالة متمسكا بحقه الأصيل في اختيار حكامه تعبيرا عن إرادته الشعبية الحرة.

ونؤكد أننا سنكرس جهودنا في التحرك الدولي على كل المستويات خاصة السياسية والقانونية والحقوقية والإعلامية لحشد الدعم اللازم للثوار في الشارع لمقاومة الحكم العسكري وأساليبه القمعية، وسنعمل على تفكيك دولة الفساد والاستبداد.

كما نؤكد على احترام الإرادة الشعبية والشرعية بعد ثورة 25 يناير وقبل وقوع الإنقلاب، وأن الشرعية الثورية ستكون هي المرجعية الأولى لكافة السياسات والإجراءات التي ستتخذ بعد سقوط الإنقلاب ضد قوى الثورة المضادة.

إننا ندعو كل الوطنيين من أبناء ثورة يناير داخل مصر وخارجها للالتفاف حول الثورة وأهدافها وتوحيد الجهود لمواجهة الثورة المضادة وانقلابها العسكري.كما ندعو كل القوى المدافعة عن حقوق الشعوب في العالم لدعم قضيتنا والانتصار لقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في مصر.

وإننا ندعو جميع الوطنيين للإنضمام والتعاون معنا لتحقيق الأهداف التالية:

1- اصطفافُ كافةِ القوى الثوريةِ والشبابيةِ المناهضةِ للانقلابِ ونظامِ الحكمِ العسكريِّ، ، وتجاوزُ خلافاتِ الماضي، وبناءُ رؤيةٍ مشتركةٍ للمستقبل.

2- حشدُ الدعمِ الدوليِّ لثورةِ يناير ، وحقِّ الشعبِ المصريِّ في إقامةِ دولةٍ مدنيةٍ دستوريةٍ.

3- تقديمُ الدعمِ الكاملِ للمقاومة الشعبية وكافة قوى الثورةِ في الداخلِ لإسقاطِ الإنقلاب والحكمِ العسكريِّ، وتحقيقِ التحرُّرِ والاستقلالِ الكاملِ للإرادةِ الشعبية.

4- تحقيقُ أهدافِ ثورةِ يناير من خلالِ مشروعٍ سياسيٍّ انتقاليٍّ متكاملٍ.

5- رسمُ مسارات تفكيكِ مؤسساتِ الفسادِ وأركانِ الدولةِ العميقةِ، وإعادةِ بناءِ مؤسساتِ الدولةِ على أسسٍ من الشفافيةِ، وسيادةِ القانون.

6- بناءُ دولةِ المواطنةِ، والعدلِ، والحريةِ، والكرامةِ الإنسانية.

كما سيقوم المجلس بمهامه المختلفة من خلال المكاتب الأتية:

1- مكتب سياسي، يقوم على الشئون السياسية و إدارة الاتصالات والعلاقات الدولية للمجلس، مع جميع الحكومات و البرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني.

2- مكتب قانوني وحقوقي، يتولى توثيق وحصر الجرائم والانتهاكات في ظل الانقلاب العسكري والتواصل مع الجهات القانونية والحقوقية لملاحقة من قاموا بهذه الانتهاكات امام المحاكم الدولية والإقليمية.

3- مكتب إعلامي، يتولى التواصل مع كافة وسائل الإعلام من خلال استراتيجيات وسياسات تفصيلية تحقق نشر رسالة المجلس وأعماله وتفعل التأييد لمقاومة دولة الاستبداد والفساد.

وجاري تشكيل هذه الهياكل مع استكمال تأسيس المجلس الثوري، حيث تم تكليف الهيئة التنفيذية للتواصل مع جميع الكيانات والأفراد الفاعلين لدعوتهم للمشاركة في تحقيق أهداف المجلس.

إن القوى الوطنية والثورية وبعد عام من انكشاف المواقف والمؤامرات لقادرة على مواجهة الانقلاب الدموي الإرهابي الذي سرق ثورتنا وقتل وسجن أبناء شعبنا، وباع وطننا، ونشر فيه الفقر والخراب والإرهاب، وخطف رئيسه المدني المنتخب الدكتور محمد مرسي واعتقل النشطاء السياسيين والثوريين.

وأخيرا فإن "المجلس الثوري المصري" ليؤكد على حق المصريين في رفض القهر والظلم وإرهاب دولة العسكر، والحق في المقاومة الشعبية ضد حكم العسكر ومحاكمة القتلة والمجرمين، والقصاص للشهداء والمصابين.

حفظ الله مصر وشعبها وثورتها.

الجمعة 12 شوال 1435 هـ الموافق  8 أغسطس 2014م

أبرز 9 لقطات في تقرير "هيومن ووتش"

مجزرة رابعة جرائم ضد الإنسانية

سلطت شبكة سكاي نيوز البريطانية الأضواء على  تسعة لقطات اعتبرتها الأبرز في تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" المؤلف من من 188 صفحة، حول حالات قتل جماعي للمتظاهرين في مصر، ومدى المسؤولية التي يتحملها النظام المصري وفقا لما يلي، بحسب نص الشبكة البريطانية.

أولا: السلطات المصرية استخدمت قوة مميتة بشكل متعمد دون تمييز، في فض معسكري اعتصام رابعة والنهضة، واللذين عسكر فيهما متظاهرون على مدى 45 يوما، بما أفضى إلى أحد أكثر الحوادث دموية ضد محتجين،  في التاريخ الحديث.

ثانيا: الهجوم على معسكر رابعة تم من خمس جهات مختلفة، كما أشار شهود عيان إلى إطلاق الرصاص من طائرات هليكوبتر على المتظاهرين، الذين حوصروا دون أن تتاح لهم فرصة الذهاب إلى ممرات آمنة.

ثالثا: الطريقة الوحشية التي نفذت بها القوات الأمنية فض الاعتصامين تبدو أنها تعكس السياسات التي نفذتها السلطات المصرية، على أعلى مستوياتها، في أعقاب أسابيع من التخطيط.

رابعا: الحكومة المصرية استخدمت قوة غير ملائمة، فشلت في اتخاذ إجراءات للحد من خسائر الأرواح، وفتحت النار على متظاهرين عزل.

خامسا: الطبيعة الممنهجة لعمليات القتل، مع وجود أدلة تشير إلى ضلوع الحكومة في التخطيط لعمليات قتل جماعية تجعل الانتهاكات ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية.

سادسا:  رغم حمل بعض المتظاهرين لأسلحة وإطلاقها على الشرطة، إلا أن أعدادهم كانت قليلة لا تبرر إطلاق النار العشوائي على المتظاهرين العزل.

سابعا: بدلا من أن تقوم الحكومة المصرية بالتحقيق في المخالفات، ترفض الاعتراف بأي انتهاكات محتملة من جانب القوات الأمنية.

ثامنا: بدلا من ذلك، اتهمت الحكومة المصرية المراسلين الأجانب، بالتحيز في تغطيتها، وقدمت إليهم لقطات وصور في محاولة لإثبات أن معسكرات الاعتصام كانت أرض تدريب للمسلحين، دون التحقق من صحتها.

تاسعا: ينبغي التحقيق في الدور الذي لعبه الرئيس الحالي لمصر عبد الفتاح السيسي، و10 على الأقل من كبار المسؤولين حول مسؤولياتهم في قتل نحو 1150 متظاهرا، في فترة  6 أسابيع.

وتحت عنوان "قادة مصر ليسوا مستعدين لتحقيق العدالة"، وصفت سكاي نيوز رد الفعل المصري على التقرير، بأنه علامة على عدم تسامح الحكومة مع الانتقادات.

وأضافت الشبكة البريطانية: "14 أغسطس 2013 هو اليوم الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث .. فقد شهد فض اعتصامي لمؤيدي الرئيس محمد مرسي باستخدام القوة .. ووفقا لهيومن رايتس ووتش، فإن أكثر من 800 متظاهر قضوا نحبهم في ظرف ساعات قليلة".

وتابعت الشبكة البريطانية: "الآن أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرا يكشف تفاصيل ما وصفته بالقتل الممنهج الصيف الماضي لأكثر من 1000 من المتظاهرين، على أيدي قوات أمنية مصرية".

وأضافت: "التقرير يحمل اسم "حسب الخطة، مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر"، هو نتيجة لعام من التحقيق شمل أكثر من 200 شاهد، بالإضافة إلى فحص الأدلة المادية..وخلص التقرير إلى أن عمليات القتل خطط لها بدقة على أعلى المستويات".

ومضت تقول: "حددت هيومن رايتس ووتش أكثر من عشرة من كبار المسؤولين، بينهم عبد الفتاح السيسي".

وأشارت إلى أن نتائج التحقيق قد تعني أن هناك جرائم ضد الإنسانية تم ارتكابها، لكن السلطات المصرية لم تستجب مع النتائج بالرغم من حصولها على نسخة من التقرير ".

وكانت سلطات المطار قد منعت كلا من كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش، وسارة ليا ويتسون مديرة المنظمة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدعوى أنهما لم يستوفيا الإجراءات اللازمة، لكن بيانا حكوميا صدر فيما بعد أشار إلى إخبار المسؤولين بتأجيل الزيارة إلى سبتمبر.

تصفية أموال حزب الحرية والعدالة

أحدث حلقات النهب الممنهج لأموال جماعة الإخوان

مصادرة 342 شركة و1107 جمعية و174 مدرسة

في إطار عمليات النهب المنظم والممنهج لأموال جماعة الإخوان المسلمين التي تقوم بها سلطة الانقلاب على مدار أكثر من عام، جاء حكم المحكمة الإدارية العليا الأخير بحل حزب الحرية ليستكمل الانقلابيون مسلسل الاستيلاء على أموال وممتلكات الحزب؛ حيث أمر قاضي المحكمة بتشكيل لجنة تتولى أعمال التصفية للأموال العينية أو المنقولة والمملوكة للحزب وأيلولتها إلى خزانة الدولة.

نرصد في إطار هذا التقرير حجم ما نهبه واستولت عليه سلطة الإنقلاب على مدار ما يزيد عن عام من أموال جماعة الإخوان.

بدأت أول حلقات النهب الممنهج لأموال الجماعة بعد قرار حكومة الانقلاب السابقة برئاسة حازم الببلاوي بإعلان "جماعة الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية في ديسمبر في عام 2013، حيث صدر على الفور قرار بتشكيل لجنة لحصر ممتلكات الإخوان.

في غضون الأيام الأولى من تشكيلها أعلنت اللجنة بأنه تم التحفظ على 1107 جمعيات تشتبه اللجنة في ملكيتها للإخوان، كما بلغ عدد الشركات التي التحفظ عليها 342 شركة من بينها شركات "الفريدة" و"سرار" و"استقبال و"العز للتجارة" و"رومرز للتجارة" و"مالك للتجارة والملابس"؛ حيث تم تشكيل 24 لجنة تباشر عمليات جرد والاستيلاء على فروع تلك الشركات.

التحفظ على أموال القيادات

كما كان من أول قرارات "لجنة حصر أموال جماعة الإخوان" هو قرار التحفظ على أموال القيادات،حيث تم التحفظ على أموال 737 قيادة إخوانية، كما قامت اللجنة بالتحفظ على الأموال العقارية والسائلة والمنقولة لعدد 132 عضوا آخرين بجماعة الإخوان، فضلا عن التحفظ على وسائل النقل والأطيان الزراعية والأسهم والسندات بالبورصة والشركات المملوكة لعدد آخر من أعضاء جماعة الإخوان.

كما قررت اللجنة في يناير 2014، التحفظ على أموال وممتلكات 572 قياديا.

وفي السياق نفسه قررت اللجنة التحفظ على أموال سمية محمد الشناوي زوجة الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان، ونجله بلال بديع طبيب أشعة من أموال سائلة ومنقولة وأسهم وسندات بالبورصة.

وأصدرت اللجنة أخيرا قرار بالتحفظ على مجموعة محال زاد المملوكة لخيرت الشاطر، نائب المرشد لجماعة الإخوان الإرهابية، وكذا مجموعة محال عبد الرحمن سعودي رجل الأعمال تحت دعوى باطلة بثبوت تورطهم في دعم الجماعة الإرهابية!

الاستيلاء على المدارس

ولم تسلم المدارس الخاصة التابعة لعدد من أعضاء جماعة الإخوان من عمليات الاستيلاء والنهب الممنهج، حيث تم التحفظ على 174 مدرسة على الرغم من السمعة المتميزة التي اكتسبتها هذه المدارس على مدار عشرات السنوات، حتى إن كبار المسئولين ورجال الأعمال في الدولة كانوا يلحقون أبناءهم بها لتميزها، إلا أنها تحولت - فجأة - في نظر الانقلابيين وحسب زعمهم إلى مصانع لتفريخ الإرهابيين يجب إخضاعها لإشراف الدولة الإداري والمالي.

أبرز هذه المدارس مدرسة البشائر المتكاملة بالمعادي، ومدرسة ابن لقمان الدولية، ومدرسة جنى دان الخاصة المملوكة لابن نائب مرشد الإخوان المهندس خيرت الشاطر، ومدرسة أمجاد المملوكة للإعلامية كاميليا العربي ومدرسة الدعوة الإسلامية ببني سويف ومدرسة الجيل المملوكة للمستشار السابق لوزير التعليم الدكتور محمد السروجي، وكذلك مدرسة المدينة المنورة وفي محافظة الشرقية مدرسة الزهراء ومدارس أنوار ومدارس القومية، وفي محافظة أسيوط مدرسة دار حراء أشهر مدارس الصعيد والتي يتخرج منها سنويًا العديد من أوائل الثانوية العامة. وفي الغربية مجمع مدارس الجيل المسلم الحاصلة على شهادة الجودة العالمية للتعليم.

الاستيلاء على الجمعيات

قررت سلطات الانقلاب العسكري تجميد حسابات 1107 جمعية أهلية في مصر بزعم الانتماء إلى جماعة الإخوان، كان على رأسها "الجمعية الشرعية"، و"جمعية أنصار السنة"، و"جمعية الشبان المسلمين"، وجمعيات أخرى قدرت أصولها بمئات الملايين من الجنيهات، وهو الأمر الذي تسبب في توقف أعمالها الخدمية والشعبية للمواطنين غير القادرين.

هذا وتم التحفظ على جمعية الإغاثة الإسلامية.

كما أصدرت اللجنة، قرارا بالتحفظ على مركز سواسية الحقوقي ومنع مسئوليه من التصرف في أموال المركز وحساباته المصرفية بالبنوك والتحفظ على الممتلكات العقارية والمنقولات المملوكة له.

*****************

من أخبار الدعوة

بيان صحفي صادر عن مجلس الشورى لحزب جبهة العمل الإسلامي

الإخوان المسلمون في سورية

ينعون القائد المجاهد ابن الجبل الشهيد محمد إبراهيم العاصي

لم يمضِ يومٌ واحد على استشهاد رمز من رموز الجهاد والدعوة الإسلاميّة في ساحات سوريّة المباركة "أبو محمد الرفاعيّ" .. حتى أدركه اليومَ آخر .. علمٌ من أعلامها ووجيهٌ من وجهائها .. الدكتور المجاهد محمد إبراهيم العاصي "أبو مهدي" .

وهذا هو العهدُ في أبناء الحركة الإسلاميّة البرَرة .. لا يَذوي غصنٌ من أغصانها إلا لينتفضَ آخر .. سيفًا مصلتًا في وجوه أعداء الأمة والإنسانيّة .. ولا يغيب قمرٌ من أقمارها إلا ليشرق بدرٌ جديد ينير ما أفسده المبطلون وعاث في ساحاته خرابًا المجرمون .. ولا يَنحسر نهرٌ من أنهارها إلا ليفيضَ مرّة أخرى .. سيلاً هادرًا يجرف معه آخر حصون الاستبداد والمستبدين في سورية الخير.

ورحم الله أبا مهدي .. المجاهدِ الصابر المرابط .. الذي عانى من سجون الظلمة ما عانى .. ولقي في سبيل الله من مكرهم ما لقي .. وهاجرَ مع مَن هاجر من المظلومين المضهدين على يد نظام الأسد الأب .. ليكون رحمه الله .. خنجرًا في خاصرةِ نظام الأسد الابن .. فأدمى مُقَلَهم .. وأثخنَ فيهم .. حتى شاء الله أن يقودَ المعارك في ريف حلب الشمالي .. وهو ابن الجبل الأشمَ جبلِ الزاوية في إدلب الخضراء .. فلقيَ الله وهو يذود عن دينه ودعوته.

وإننا في جماعة الإخوان المسلميين في سورية .. نَزُفُّ إلى أبناء الأمة شهيدَها العالمَ المجاهد .. سائلين المولى .. أن يتقبلَه ويؤنسَه .. وأن يكون لنا ولأهله .. وألا يُخْليَ ساحات الجهاد من أمثاله.

(ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيلِ الله أمواتًا * بل أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله * ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم * ألا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون).

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

13-8-2014م

بلاغ الجمع العام الوطني الخامس لحركة التوحيد والإصلاح

انعقد بحمد الله وتوفيقه بالرباط الجمع العام الوطني الخامس لحركة التوحيد والإصلاح أيام الجمعة والسبت والأحد 11 و12 و13 شوال 1435 هجرية موافق لـ 8 و9 و10 غشت 2014، بمعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة.

وقد تم خلال الجلسة الأولى للجمع العام عرض التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما والتصويت عليهما، فيما عقدت صباح اليوم الثاني جلسة عامة بالمسرح الوطني محمد الخامس تناول خلالها رئيس الحركة، المنتهية ولايته، كلمة أكد فيها على توجهات الحركة في الإصلاح والتعاون ودعم الاستقرار والوحدة.

بعد ذلك تداول على الكلمة عدد من الضيوف المدعوين من خارج المغرب وبعض الشخصيات الوطنية، عبروا خلالها عن تقديرهم للنموذج المغربي في الإصلاح في ظل الاستقرار، مع التنويه بجهود ومنهج الحركة.

في الجلسة الثالثة المنعقدة مساء يوم السبت، انتخب الجمع العام الرئيس الجديد لحركة التوحيد والإصلاح الأستاذ المهندس عبد الرحيم شيخي، خلفا للأستاذ المهندس محمد الحمداوي.

إثر ذلك اقترح الرئيس الجديد كلا من الدكتور مولاي عمر بن حماد نائبا أولا والأستاذة فاطمة النجار نائبة ثانية للرئيس، حيث تم التداول في شأنهما والمصادقة عليهما، كما تم اقتراح الأستاذ المهندس محمد الحمداوي منسقا عاما لمجلس الشورى والمصادقة عليه.

بعد ذلك صوت المؤتمرون على الأعضاء الأحد عشر المقترحين لعضوية المكتب التنفيذي وهم : أحمد الريسوني، عزيزة البقالي، أوس رمال، محمد البراهمي، عبد الله بها، صالح النشاط، عبد الجليل الجاسني، خالد الحرشي، محمد يتيم، امحمد الهلالي، ومحمد سالم بايشا، على أن يتم استكمال باقي أعضاء المكتب التنفيذي بعد انتخاب مسؤولي الجهات. وللإشارة فإن القانون الداخلي للحركة يتيح  إمكاني  ة إلحاق ثلاثة أعضاء آخرين على الأكثر بالمكتب التنفيذي.

الرباط في 13 شوال 1435 هـ الموافق لـ 10 غشت 2014م

*****************

قائد الجيش الأسترالي السابق:

"كونوا على استعداد لحرب مائة عام مع الإسلام المتشدد"

صحيفة دايلي ميل:

حذّر الرئيس السابق للجيش الأسترالي، البروفيسور بيتر ليهي، من أنّ أستراليا بحاجة إلى إعداد نفسها لحرب طويلة قد تمتدّ لقرن من الزمان، سواء في الخارج أو الداخل، ضد المتشددين الإسلاميين المتطرفين.

وقال ليهي، الذي يعمل حاليًا مديرًا لمعهد الأمن القومي في جامعة كانبيرا، بأنّ كون المجتمع الأسترالي هو مجتمع ليبرالي علماني، فإنّ ذلك يجعله "العدو البعيد" للجماعات والأفراد الإسلاميين المتطرفين، وأنه بلا شك سيكون مستهدَفًا طوال الوقت.كما دعا ليهي لدعم الجالية المسلمة في أستراليا في جهودها لمكافحة تلك الأفكار المتطرفة.

وأشار إلى أن أستراليا يجب أن تتبع خطوات الولايات المتحدة وأن تشارك دوليًّا في الصراعات الداخلية في الشرق الأوسط.

*****************

في المنهاج

وصفنا

الإمام الشهيد حسن البنا

سيقول الناس ما معنى هذا وما أنتم أيها الإخوان؟ إننا لم نفهمكم بعد، فافهمونا أنفسكم وضعوا لأنفسكم عنوانا نعرفكم به كما تعرف الهيئات بالعناوين.

هل أنتم طريقة صوفية؟ أم جمعية خيرية؟ أم مؤسسة اجتماعية؟ أم حزب سياسي؟ كونوا واحدا من هذه الأسماء والمسميات لنعرفكم بأسمائكم وصفتكم.

فقولوا لهؤلاء المتسائلين:

نحن دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة:

طريقة صوفية نقية: لإصلاح النفوس وتطهير الأرواح وجمع القلوب على الله العلي الكبير.

وجمعية خيرية نافعة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتواسي المكروب وتبر بالسائل والمحروم وتصلح بين المتخاصمين.

ومؤسسة اجتماعية قائمة: تحارب الجهل والفقر والمرض والرذيلة في أية صورة من الصور.

وحزب سياسي نظيف يجمع الكلمة ويبرأ من الغرض ويحدد الغاية ويحسن القيادة والتوجيه.

وقد يقولون بعد هذا كله لا زلتم غامضين فأجيبوهم: لأنه ليس في يدكم مفتاح النور الذي تبصروننا على ضوئه.

نحن الإسلام أيها الناس .. فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا كما يعرف نفسه فافهموا الإسلام أو قولوا عنا بعد ذلك ما تريدون.

*****************

والله أكبر ولله الحمد.

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل

والله أكبر ولله الحمد

وفي انتظار رؤيتكم ونصائحكم

أسرة رسالة الإخوان

هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته

هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته

 

 
RocketTheme Joomla Templates