تصويت

ما تقييمك للموقع ؟
 

المتواجدون الآن

يوجد حاليا 91 زوار 
رسالة الاخوان -4

بسم الله الرحمن الرحيم

رأي الرسالة:

داعش والمونديال

والبطاقات الحمراء

هو الشيخ المجاهد العالم العابد الإمام الهمام المجدد وسليل بيت النبوة عبد الله إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي بن محمد البدري القرشي الهاشمي الحسيني نسبا السامرائي مولدا (ومنشأ البغدادي طلبا للعلم وسكنا) والملقب بعد هذا التعريف الذي جاء على لسان الناطق باسم الدولة الإسلامية أبي بكر البغدادي.

والدولة الإسلامية (سابقا الدولة الإسلامية في العراق والشام: داعش) وحسب البيان الذي تلاه أبو محمد العدناني في الأول من رمضان 1435هـ الموافق 29 من يونيو / حزيران 2014م تعلن أنها قد قررت (ممثلة بأهل الحل والعقد من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى) قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين وأنه قد قبل البيعة وبذلك أصبح إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان .. وأنه وبإعلان الخلافة صار واجبا على جميع المسلمين مبايعة ونصرة الخليفة، وعلى الفصائل والجماعات على وجه الأرض كافة المجاهدين والعاملين لنصرة الله أن يعلموا أنه لا عذرا شرعيا لهم في عدم نصرة الدولة الإسلامية الجديدة.

نحن لا نستطيع إنكار الصفات والألقاب التي تم تقديم الخليفة أبي بكر البغدادي بها وقد يكون في الحقيقة هو أكبر منها رغم أننا لم نسمع عن أي خليفة من خلفاء المسلمين طوال أكثر من 1400 سنة قد حظي بمثلها، ونحن كغيرنا من غالبية الأمة المسلمة وكذلك غالبية أتباعه لم نتعرف عليه شخصيا ولا نحتج عليه بالسؤال عن الجامعات التي درس بها والشهادات والإجازات التي نالها فقد يحاججنا البعض بأن هذه الأمور من البدع التي هَزَمَنَا بها من هم من خارج الأمة (ونعتذر للسيد العدناني من عدم استخدامنا لفظ الكفار على الأقل في هذه التقدمة   حتى لا يطال بعض من هم منا بأذى) فكل علماء الأمة الأعلام السابقين لم يلتحقوا بجامعات أو يحصلوا على شهادات أو إجازات منها .. ولكننا ومن حقنا أن نعلم شيئا عن مؤلفاته وكتاباته واجتهاداته وتجديده في الدين لتكون البيعة إذا تم اكتمال الشروط الأخرى لها بيعة طوعية واتِْباعٍ على هدى.

وأمر ثان من شروط البيعة نتصور أن السيد أبو بكر البغدادي يدركه جيدا وهو مستخرج من كتب الفقه القديمة بأنه لا بيعة لسلطان أو أمير خفي، وإذا كان هناك تجديد فقهي لدى السيد الخليفة فجمهور الأمة يتشوق إلى معرفته خصوصا وأنه لا يُرى وجهه ولا يظهر على الناس بنفسه ولا يؤم الناس علنا في صلاة، وهناك من يقول أن السيد أبو بكر البغدادي الحقيقي قد تم قتله في معركة لم يعلن عنها تنظيم داعش قبل تشكيل الدولة لأسباب أمنية وتنظيمية وأن هناك بديل له يحمل اسمه وصفته ويتحمل مسؤولية إدارة العمل حتى يكتمل ثم بعد ذلك يتم إخبار الأمة بالحقيقة.

وثالث الأمور (المهمة على الأقل) هو السؤال عن وظيفة داعش السابقة واللاحقة، ونحن لا نشكك في ما تعلنه الدولة عن الجهاد في سبيل الله ولا نعتمد على ما تم نسبته إلى أبي محمد المقدسي (في الأردن) عن التنظيم بأن (تنظيم الدولة في العراق والشام، تنظيم منحرف عن جادة الحق، باغ على المجاهدين، ينحو إلى الغلو، وقد تورط في سفك دماء المعصومين ومصادرة أموالهم وغنائمهم ومناطقهم التي حرروها من النظام (لعله يقصد النظام السوري) وقد تسبب في تشويه الجهاد، وشرذمة المجاهدين، وتحويل البندقية من صدور المرتدين والمحاربين إلى صدور المجاهدين والمسلمين .. إلى غير ذلك من إنحرافاته الموثقة).

وأمّا وقد تعلق الأمر بالجهاد في سبيل الله فأحكامه التي اتفق عليها علماء الأمة الثقات استنادا لما جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم فإن ممارسات التنظيم تحتاج إلى تحرير ووقفة لا مجاملة فيها فليس قتل المسالم لمجرد الشبهة أو المخالف أو تكسير الصلبان وما تم من ممارسات أجبرت أهل قرية مسيحية على الهجرة إلى المنطقة الكردية، وهو إضافة إلى ما جاء بعضه على لسان السيد أبو محمد العدناني يحتاج إلى بيان وهل هناك اجتهاد جديد يتم الطلب من جمهور الأمة البيعة على أساسه.

الأسئلة كثيرة تترى طلبا للأمان من إنذارات المتحدث الرسمي أبو بكر البغدادي (الذي لا يعرف أحد اسمه وتاريخ جهاده وحياته) وكلها أسئلة مشروعة لا تطاول فيها على مقام أحد، ومنها على سبيل المثال سؤال مشروع وجَّه مثله أحد الصحابة للخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى طول ثوبه ولم يستنكر الخليفة هذا السؤال، ونحن نسمع سؤال احتار الناس في إيجاد إجابة له عن مصدر المال الذي جاء إلى داعش قبل الغنيمة التي حصل عليها التنظيم من بنوك الموصل، ومنها أيضا سؤال عن التطابق بين خطة الخلافة الجديدة في العراق والشام مع خطة (الكفار ..!!) الخاصة بإعادة تقسيم المنطقة والمعلن عنها منذ سنوات طويلة، وهل جاء هذا التطابق الحرفي مجرد صدفة؟!، وحتى لا يتهمنا أحد في عقيدتنا فإننا نؤمن بأن كل حدث في الدنيا هي أقدار مكتوبة تجري بما كسبت أيدي الناس ولا مجال فيها لتعبير الصدفة.

يبقى أمر (لن يكون هو الأخير) خاص بالتوقيت الخاطئ للإعلان الذي تم توجيهه إلى الأمة كلها وقد جاء والعالم كله والمليار مسلم منه قد انقسموا إلى فسطاطين، فسطاط تطحنه أحداثه الداخلية كالعراق والشام وباقي ما يطلق عليه الربيع العربي والقليل من المناطق الأخرى البعيدة عن المنطقة، والفسطاط الآخر مشغول بالمونديال الكروي الذي يجري على أرض البرازيل في نصف الكرة الجنوبي، وجاء الإعلان وقد اجتمع الفسطاطان على أمر واحد هو انتظار المعركة الوجودية بين فريق الجزائر الذي يرفع علما في وسطه الهلال والفريق الألماني الذي لا ينتمي إلى أمتنا، ولم تسمع أغلبية الكون عن بلاغ الخلافة بما يعني أن البلاغ غير مبين وهو ما يحتاج إلى فتوى أخرى جديدة عن مدى إلزام البشرية كلها به في هذه الظروف.

وبمناسبة المونديال فقد عاقب حكم إحدى المباريات لاعبا عض لاعبا منافسا في فريق آخر ورفع له بطاقة حمراء وأوقعت عليه الفيفا (الهيئة الدولية المشرفة على اللعبة) عقوبة المنع من اللعب لعدة شهور ولعدة مباريات.

عضة واحدة سببت أزمة لدرجة أن طالب أحدهم بإرسال اللاعب (العضاض) إلى معسكر جوانتانامو الشهير الذي لا يعلم أحد له صاحب أو مسؤول بعد أن عجز الرئيس الأمريكي أوباما لمدة ستة سنوات عن الوفاء بعهده بإغلاقه، أو أن يتم وضع هذا (العضاض) في مصحة عليها سبعة أبواب يتم علاجه فيها.

وبعد المشهد الأخير على أرض العراق والشام، فهل يمكن تخيل كم بطاقة حمراء تحتاج إلى أن ترفعها هيئة مسؤولة تخشى الله وتحرس حدوده .. قياسا إلى بطاقة واحدة بسبب مجرد عضة؟!!

مقال الأسبوع:

رمضان والشخصية المسلمة

بقلم فضيلة الأستاذ: جمعة أمين
نائب المرشد العام للإخوان المسلمين

وجاء رمضان شهر القرآن، شهر الصيام والقيام، شهر البذل والعطاء، شهر الوحدة والأمة الواحدة، إنه يعلمنا كيف نتعامل مع هذا الدستور الرباني الخالد أفرادا وجماعات بعقل مشرق، وفكر ملهم، وفهم مستنير.

إنه شهر يقدم لنا النموذج الأخلاقي للشخصية المسلمة التي يظهر فيها سلطان العقيدة على نوازعه وغرائزه، حيث تعاف نفسه تلقائيا إتيان المنكرات والخبائث دون حاجة إلى رقابة شرطي أو سوط جلاد، إنها تربية روحية وفكرية وجسدية تحمي الفرد ليصبح إنسانا صالحا فإذا ما كوّن أسرة كانت كذلك لبنة قوية في المجتمع الصالح، ذلك لأن جسم المجتمع كجسد الإنسان متداخل التركيب وتتأثر أعضاؤه بعضها ببعض، وعافية المجتمع كعافية الإنسان لا تتحقق إلا أن تكون أعضاؤه كلها سليمة، وأنت تشاهد صدق ذلك في هذا الشهر الكريم الذي يتحقق فيه المنهج الرباني.

إن المجتمع الذي تحكمه أنظمة وقوانين فاسدة، ويربي أفراده وفق مناهج فاسدة وتقوم وسائل الإعلام فيه على قواعد فاسدة، كما نلاحظ اليوم في كثير من أقطار عالمنا الإسلامي،  يحتاج إلى من يرعى الدين ويذب عنه تجاه هؤلاء الذين يجهرون بفطرهم ويجعلون من ليالي هذا الشهر الكريم مراقص وملاهي، وفارق بين وضعين، بين من يغارون على إسلامهم ويظهر الغضب في وجوههم كحبات الرمان إذا انتهكت حدود الله، وبين من يفسدون ولا يصلحون ويسخرون من المؤمنين وإذا مروا بهم يتغامزون.

لكل هذا كان الإسلام في حاجة إلى دولة وحكم من أهم أدوارها حماية عقائد الأمة التي يسخرون منها اليوم فضلا عن إقامة شعائره وعبادته والإعانة عليها حتى تسود الحياة كلها.

إنه لا بقاء للإسلام إلا بنماذج بشرية حية يمثلون الإسلام تمثيلا عمليا، صغرت الدنيا في أعينهم فلا تفتنهم الشهوات، ولا تلفتهم مغريات ولا تستهويهم مناصب ولا مطامع، ولا تغير من تصوراتهم واعتقاداتهم شبهات أنهم عرفوا الحق فاتبعوه وأقبلوا عليه بقلوب صادقة   وأعمال خالصة، فكانوا بالنسبة للدعوة كالأرض يطؤها البار والفاجر، وكالسحاب يظل كل شيء، وكالمطر يسقي من يحب ومن لا يحب، لذلك فإننا كلما جاء رمضان استقبلناه بفرحة لأننا نستعيد فيه هويتنا الإيمانية ووحدة أمتنا الإسلامية.

إنك ترى في هذا الشهر الكريم المساجد وقد امتلأت بالركع السجد مذكرين للغافلين والمغرورين وهم القدوة العملية لمن لا يعرف الإسلام وأثره في بناء الرجال، فإذا رآهم تأسى بهم وتلقى دينه عنهم، والإنسان بطبعه مفطور على حب الحق وطلب الكمال، فإذا وجد القدوة الصالحة والأسوة الحسنة، تهيأت له أسباب الهداية.

إن الصائمين الذين تربوا في مدرسة رمضان لا يكذبون ولو مرة واحدة ولا خان واحد منهم ولا ظلم، ولا قطع رحم، ولا تخلي عن مروءة، ولا سب ولا شتم أحدا ولا تلفظ لفظة نابية ولا جارحة، ولذلك فإن حياة الصائم نقاء وصفاء، وصدقا ومثلا إنه نموذج المسلم الأخلاقي الشخصية الإيماني المسلك وهكذا يعلمنا رمضان كيف نكون بعده وبذلك تفتح قلوب العباد بتوفيق الله قبل فتح البلاد لأنه أقام دولة الإسلام في قلبه وسلوكه فاقتنع من رآه بما يحمل من فكر وما يدعو إليه من منهج يحقق الأمن والأمان في الدنيا والسعادة الأبدية في الآخرة.

إن هذا النموذج الأخلاقي الرباني خير برهان على صدق الداعي، وصدق الله القائل (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) إنه الصادق يعيش في جنتين جنة في الدنيا وجنة في الآخرة، ولقد حُرم جنة الآخرة من لم يدخل جنة الدنيا.

هذه من أهم الدروس المستفادة من هذا الشهر الكريم ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم – أو كما قال – (لو يعلم المسلمون ما في رمضان من خير لتمنوا أن يكون العام كله رمضان).

أخبار إخوانية

مصر

حصاد عام من الانقلاب الدموي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد؛

فها هو عام يمر على الخيانة الأثيمة التي ارتكبها العسكر بانقلابهم الدموي على أول رئيس شرعي منتخب بإرادة الشعب الحرة في أنزه انتخابات عرفتها مصر وشهد بها العالم، وهو عام حصدت فيه آلة الحقد الانقلابية الدموية أرواح الآلاف وأصابت عشرات الآلاف، واحتوت فيه زنازين القهر الانقلابية الوحشية عشرات الآلاف من المصريين الأحرار والحرائر، ولا ذنب لهؤلاء جميعا إلا أنهم يريدون أن يعيشوا أحرارا في وطن حر، ويرفضون أن يكونوا عبيدا لغير الله الذي خلقهم أحرارا.

عام مضى فيه الانقلابيون على غير هدى وبغير برنامج إلا القهر وسفك الدماء، امتدت فيه أيديهم إلى شعبهم بالإساءة، وإلى الخارج بالاستجداء والمهانة، بعد أن تملكتهم شهوة السلطة واستبد بهم الحقد الأعمى، فرأوا العدو المجرم صديقا حميما، ورأوا الشعب الحر الثائر عدوا عنيدا!

عام تراجعت فيه مصر الحرة عن كل مكتسبات ثورة 25 يناير المجيدة، بعد أن اعتبرها الانقلابيون نكسة، واعتبروا رموزها وأبطالها الوطنيين متآمرين، فملأوا بهم زنازين القهر وسجون الدم، ورموهم بكل نقيصة، وألغوا كل ما حققته من حقوق وحريات، وعادوا بالشعب إلى أسوإ عصور القهر التي تجاوزتها الأمم الحديثة.

عام تراجع فيه الاقتصاد المصري الذي كان قد بدأ في التعافي والنمو، فإذا به يتجه إلى الانهيار، حيث لم تسعفه مليارات ممولي الانقلاب التي لم يستفد منها سوى حسابات الانقلابيين الخاصة.

عام تراجع فيه -بل غاب- الأمن الجنائي لحساب الأمن السياسي، بعد أن صار البلطجية والمجرمون وأصحاب السوابق الإجرامية مع الشرطة الانقلابية يدا واحدة ضد الشعب الثائر المطالب بحريته.

عام تم فيه توريط الجيش المصري لأول مرة في تاريخه الطويل في حرب ضد شعبه الذي بناه من عرقه، ووفَّر له من قُوتِه، ليكون حارسا لحدوده وحاميا لترابه وضامنا لأمنه القومي، فإذا بالانقلابيين ينقلون معركته من الحدود مع أعداء الأمة إلى الشوارع وساحات الثورة مع الشعب الحر الثائر، في محاولة انقلابية يائسة للتفريق بين الشعب وجيشه لن تفلح بإذن الله.

عام سقط فيه جزء من القضاء المصري من ذروته الشامخة إلى حضيض الظلم، ليصبح عصا القهر الغليظة في يد الانقلابيين، بصورة أثارت الضمير الإنساني في أنحاء العالم، الذي هاله حجم الفساد والظلم الهائل في الأحكام غير القانونية وغير الإنسانية وغير العادلة التي أدانت الضحايا بأنهم قتلوا أنفسهم، وحاولوا قتل جلاديهم! وبرأت الجلادين الذين اغتالوا الناس علنا وعبر الشاشات!.

عام تراجعت فيه الأخلاق بعد أن ألغى الانقلابيون دور الدولة في رعاية الأخلاق والقيم، فأصبحت مصر –للأسف- مضرب المثل في الإساءة للمرأة وللأخلاق والقيم، بعد أن صار الرقص الماجن وسيلة الانقلابيين في التعبير عن شماتتهم في الثورة التي أجهضوها وحلم الحرية الذي اغتالوه.

عام تراجعت فيه مصر عن دورها الرائد لأمتها العربية الإسلامية وفي محيطها الإفريقي الإقليمي، وعن دورها المتميز في العالم، إلى دولة لا وزن لها، لا تقرر لنفسها، بل يقرر لها الآخرون، بعد أن اشتروا قرارها وكرامتها بثمن بخس تقاضاه الانقلابيون على حساب دماء الشعب وحرياته.

الشعب يعيد اكتشاف نفسه وتقييم نخبه:

مع كل هذه التراجعات التي أصابت مصر على يد الانقلابيين الدمويين خلال عام؛ فإن الشعب الأصيل على الجانب الآخر قد كشف عن معدنه النفيس العجيب المبهر، بصموده الأسطوري أمام آلة القهر، وصبره الرائع على صنوف الظلم، واستمراره المدهش في ثورته السلمية العظيمة لاستعادة حرياته وحقوقه، ذلك الصمود الذي كشف حقيقة الكثيرين من النخب من مدعي الثورية والليبرالية الذين تبين أنهم ليسوا سوى قفازات يستخدمها العسكر الدمويون في ضرب الديمقراطية وسحق الحريات، ومن ثم عرف الشعب من يقف معه ويضحي من أجل حريته ومستقبله بالغالي والنفيس، ومن يخدعه ويتواطأ ضد حريته، وصدق الله العظيم حين قال (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ).

لقد رأى الشعب المصري حجم الخداع الذي تعرض له على مدار عام وأكثر، بعد أن نزع قائد الانقلاب قناع الزيف الذي طالما لبسه، وكشف عن وجهه الحقيقي وأنه - كما قال بلسانه - عذاب ومعاناة، وبعد أن كان يمني الشعب بأنهار العسل والسمن (ومصر أم الدنيا وهتبأى أد الدنيا، وبكرة تشوفوا مصر)؛ إذا به يحبط آمال الشعب ويهدده إذا طالب ببعض حقوقه، ويتوعد من يعترض على سياساته المدمرة بالويل والثبور وعظائم الأمور، ونسي أن الشعب الحر قد أفاق من كل محاولات التغييب، واستعصى على كل محاولات التخويف، وأنه صمم أن يحيا كريما عزيزا في وطن حر عزيز.

وبعد أن رأى الشعب المصري كل سياسات العهد البائد - بل كل رموز فساده - تعود؛ أيقن أن الانقلاب الدموي لم يكن إلا ثمرة ثورة مضادة استخدمت كل أشكال الخيانة والكذب والتدليس لخداع الشعب، وأدرك هذه الحقيقة كثير ممن سقط في هذا الخداع، وانفضوا عن هذا الانقلاب الدموي الذي أصبح يقف وحيدا في مواجهة القوى الوطنية الحرة.

الوحدة طريق الثوار إلى النصر:

لقد أدرك جميع المخلصين لهذا الوطن أن لا سبيل لكسر هذا الانقلاب الدموي وإنهاء هذه الخيانة الأثيمة إلا بالاستعانة بالله وحده، والتوحد بين سائر القوى الوطنية الرافضة للظلم والساعية إلى تحقيق أهداف الثورة المباركة (عيش حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية)، وهو ما يوجب على كل القوى تحويل هذا الإدراك إلى برنامج عملي للوحدة والتعاون، يكون عنوان المرحلة الجديدة، ويقود ثورة الشعب المتأججة في الشارع إلى تحقيق غايتها المنشودة في كسر الانقلاب بإذن الله، ونؤكد أن هذا الانقلاب الدموي أضعف من أن يصمد كثيرا أمام ثورة الشباب الحر المتوحد إن شاء الله، بشيء من الصبر والثبات، وبالعزيمة الماضية، وبالإصرار على تحقيق أهداف ثورتنا مهما كانت التضحيات والعقبات.

ثورة في أنحاء الأمة:

إن روح الثورة تنتعش في كل أنحاء الأمة بفضل الله تعالى، بعد أن استفاقت الشعوب العربية وأدركت حجم الخسارة التي أصابت الدنيا كلها جراء غيابها بما تحمله من قيم الحق والعدل عن الساحة العالمية، وأدركت أن الاستبداد الذي ألم بها هو سبب ذلك الغياب، وهي ماضية في طريقها لاستعادة حريتها وإرادتها واستنقاذ قرارها من أيدي المستبدين الظلمة، لتسهم مع كل الشعوب الحرة في بناء وتقويم وتقدم الحضارة الإنسانية الراشدة، وبإذن الله سينتصرون (مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

متفائلون بقرب النصر بإذن الله:

إن انتصار الحق على الباطل وغلبة العدل على الظلم وتقدم الخير على الشر وارتفاع لواء الفضيلة هو وعد إلهي للصادقين المخلصين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، وفي ظلال شهر رمضان المبارك يلجأ المسلمون إلى جناب الله بالاستغفار والذكر، وبالدعاء بالليل والنهار وفي الأسحار أن ينصر الله الحق وأهله، وأن يخذل الظلم والظالمين.

ومهما ارتكب الانقلاب من حماقات، ومهما حاول إعاقة الثورة والثوار بإجراءات انقلابية باطلة، أو من خلال حملات التشويه الكاذبة التي يشنها إعلام الانقلاب الدموي؛ فنحن على يقين أن أمة الجهاد والصيام والقيام ماضية نحو غايتها بإذن الله لإحقاق الحق وإبطال الباطل وانتصار قيم الثورة من الحق والعدل والحرية والكرامة إن شاء الله، ولن تنسى هذه الأمة المجاهدة أنه في مثل هذه الأيام من رمضان الماضي خاض الانقلابيون في دماء الشهداء الصائمين القائمين المتهجدين التالين لآيات الله، ولم يراعوا حرمة الشهر ولا حرمة الدم، وهو ما لن يفلتوا من عقوبته، بالقصاص العادل إن شاء الله (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

والله أكبر ولله الحمد.

حوار مع

فضيلة المراقب العام

لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

- مؤسف ما يحصل بين الإئتلاف والحكومة المؤقتة

- الجماعة لا تتخذ مواقف سياسية مزدوجة
- من اعلنوا الخلافة الإسلامية نخشى أن يكون لهم ارتباطات دولية تسعى لإجهاض الثورة

- ما يحدث في العراق شبيه بما يحدث في سورية وهو في صالح الثورة السورية

- لدينا نظام انتخابي ومؤسسات هي من سوف تحدد قيادة الجماعة القادمة ، والشباب سوف يكون لهم دورا كبيرا

أجرى موقع جماعة الإخوان في سوريا على الإنترنت حوارا هاما مع فضيلة المراقب العام للجماعة المهندس رياض شقفة تناول فيه بعض من شئون المنطقة وشئون الجماعة وفيما يلي نص هذه الحوار:

س - أين تقف الثورة السورية الآن وبعد مرور أكثر من 3 سنوات ونصف على انطلاقتها؟

ج - تمر الثورة السورية بمرحلة صعبة ، ولكن ما يدعو للتفاؤل هو إيمان الشعب السوري بثورته وتصميمه على المضي بها حتى النصر مهما بلغت التضحيات.

س - كيف تقيِّم الأداء السياسي للمعارضة؟

ج - أستطيع أن أقول إن أداء المعارضة السياسي لا بأس به وهي تبذل جهدها في شرح قضية الشعب السوري وما عاناه من ظلم من هذا النظام ، رغم أن هناك ضعفاً في تأثيرها في المجتمع الدولي ، وهذا يرجع إلى تخاذل المجتمع الدولي في دعم الثورة السورية وردع جزَّار سورية وكبير مجرميها. ونتمنى على أطراف المعارضة تناسي خلافاتهم وتوحيد مواقفهم في دعم الثورة والعمل يدا واحدة لنصرتها.

س - ما هو موقفكم في الخلاف الحاصل بين الجربا وطعمة ؟

ج- هذا موضوعٌ مؤسف كنَّا نتمنّى أن لا يحصل ، وكان من المفروض أن يحال الى اللجنة القانونية لترى رأيها فيه ، والأصل أن الحكومة هي المسؤولة عن العمل التنفيذي ويجب أن تُدعم من جميع الأطراف، ومسؤولية المؤسسات الأخرى في الإئتلاف هي الإشراف والتوجيه وعدم التدخل المباشر في أعمال الحكومة التنفيذية .

س - هل أنت مقتنع بأداء الجماعة السياسي ؟

ج - نحن نبذل جهدنا قدر الإمكان في العمل السياسي لكشف عورات النظام ، ودعم الثورة ، وتوحيد قوى المعارضة في الداخل والخارج ، وكان لنا دور في تأسيس وبناء مؤسسات المعارضة ، وهذا يحسب للجماعة.

س - يتحدث البعض أن الجماعة تتخذ مواقف سياسية مزدوجة من خلال كتلتها وبعض الأشخاص المحسوبين عليها .. كيف تردون على ذلك؟

ج - لا يوجد شيء من هذا، فالجماعة عندما تتخذ موقفاً .. فجميع أفرادها يلتزمون به ، قد يكون هناك مجموعات يحسبها الآخرون على الجماعة وهي ليست كذلك .

س - ما حقيقة انتماء وعلاقة مجموعة العمل الوطني بالجماعة؟ وهل أفرادها ينتمون تنظيمياً للجماعة ؟

ج - قد يكون بعض أفرادها ينتمي للجماعة، ولكن هذه المجموعة وقيادتها تتصرف بدون أي تنسيق أو تشاور مع الجماعة، وهي مستقلة تماما في مواقفها، ولا يجب أن تحسب مواقفها أو آراؤها على الجماعة.

س - وماذا عن هيئة حماية المدنيين ؟

ج - أيضا هي مجموعة مستقلة بشكل كامل ولا علاقة للجماعة بها وبمواقفها.

س - الوضع العسكري للثورة .. إلى أين يتجه؟

ج - قناعتنا أنه رغم المد والجزر الذي يحصل، فإن هذه الثورة في طريقها إلى النصر إن شاء الله، وما يسرِّع في النصر هو توحد المجموعات المقاتلة على الأرض في هيكلية واحدة أو على الأقل في تجمع يشتركون فيه بالتخطيط والتنسيق . وهذا ما نسعى له

س - ما هو موقف الجماعة من تنظيم الدولة وإعلان الخلافة الإسلامية مؤخرا؟

ج - هذه المجموعة المتطرفة في أفكارها وفي فهمها للإسلام لا تمثل الثورة السورية ولا المجتمع السوري، وإعلانها عن دولة إسلامية وخلافة أمر مستغرب وليس من صلاحية مجموعة مهما بلغت قوتها ، فاختيار الحاكم هو من حق الشعب. ونخشى أن يكون لهم ارتباطات دولية تسعى لإجهاض الثورة من خلال تصرفات خارجة عن الفهم الصحيح للإسلام. ونتمنى على الشباب الذين يلتحقون بهم ظناً منهم أنهم يمثلون الإسلام الصحيح أن يعودوا إلى رشدهم كي لا يتحملوا مسئولية الأخطاء والتجاوزات التي ترتكبها هذه المجموعة.

س - ما هو تقويمكم لما يحدث في العراق ؟

ج - إن ما يحدث في العراق هو شبيه لما حدث ويحدث في سورية، وهو بسبب فساد المالكي وطائفيته وتهميشه لأهل السنة وخضوعه لإملاءات ايران ، مما جعل أهل السنة بعشائرهم وقياداتهم يتحركون لاسترداد حقوقهم .

س - و ما هو تأثير ذلك على الثورة السورية ؟

ج - إن ما حصل في العراق في صالح الثورة السورية، لأنها ثورة ضد نظامين متشابهين، ولكن استغلال بعض المجموعات المتطرفة للوضع واستيلائهم على كميات كبيرة من السلاح ونقل معظمها إلى سورية كان له تأثير سلبي مؤقت على الثورة السورية، إذ قام هؤلاء باحتلال بعض المناطق في سورية التي كانت أصلا بيد الثوار.

س - الجماعة قادمة على انتخابات لجميع مؤسساتها، فمن هو الشخصية التي يمكن أن تتسلم زمام الأمور في الجماعة؟

ج - أهداف الجماعة ومقاصدها واضحة ومتفق عليها بغض النظر عمن يكون في قيادتها، ونأمل أن يكون لجيل الشباب دور في قيادة المرحلة القادمة مما يؤدي إلى مزيد من النشاط والحيوية.

من الصعب التكهن بأسماء محددة لأن الجماعة اعتمدت الشورى في الترشيح والتصويت؛ حيث سيتم انتخاب اللجان الاستشارية ومن ثم مجلس الشورى وهو من سوف ينتخب المراقب العام، ولكن التوجه العام أن يكون للشباب دور فاعل في المرحلة القادمة.

حركة "النهضة"

قد تطرح مرشحا لرئاسة تونس

في مقابلة أجرتها معه صحيفة الشرق الأوسط قال السيد علي العريض، رئيس الحكومة التونسية السابق، إن خروج حركة النهضة من الحكم أثبت للجميع أنها تسعى إلى ضمان التعايش السلمي بين مختلف الأطراف، وتكريس مبدأ التداول على السلطة.

واشار العريض إلى أن “هناك بعض القوى السياسية يغلب على بعض تصرفاتها عدم الاعتراف بالآخر، وما زالت تفكر في الاحتكام إلى الشارع واستعمال العنف”.

وأشار السيد العريض إلى أن “تعذر تدرب حركة النهضة وحلفائها في السلطة وكذلك المعارضة على الحكم هو الذي أدى إلى مأزق سياسي انتهى بتنازل حضاري عن السلطة من أجل الثورة، ومحافظة على المسار الديمقراطي”.

وكشف للصحيفة عن وجود تفاعل إيجابي مع مبادرة الرئيس التوافقي التي طرحتها حركة النهضة، لكنه لم يستبعد إمكانية ترشح أحد قيادات حركة النهضة للمنافسة على كرسي الرئاسة.

واستبعد حصول السيناريو المصري في تونس، لكنه حذر من سيناريو آخر قد يجد طريقه إلى تونس، ويدفع بالبلاد إلى التآكل الداخلي من خلال التراجع الاقتصادي وانعدام الاستقرار الأمني وتهديد مسار الانتقال الديمقراطي.

العفو الدولية:

نشطاء الإمارات

يذبلون في السجون

أكدت منظمة العفو الدولية أن تسعة من النشطاء “السلميين” في الإمارات يعانون من سوء المعاملة في أحد سجون أبو ظبي، وذلك بعد مرور عام على “محاكمة غير عادلة انتهت بالحكم بسجنهم”. وطالبت المنظمة بإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين.

وقالت المنظمة في تقرير بمناسبة الذكرى الأولى لصدور الأحكم بسجن هؤلاء النشطاء: “إن السبب الوحيد للإلقاء بهؤلاء الأشخاص وراء القضبان هو أنهم تجرأوا على  المطالبة بالإصلاح الديمقراطي السلمي، وهو ما يبدو أنه يتجاوز الحدود المسموحة في الإمارات”.

وقال سعيد بوميدوحة، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: “إنهم معتقلو رأي، ويجب إطلاق سراحهم فورا ودون شروط”.

وقالت المنظمة: “إن على قادة العالم ألا يجعلوا المصالح التجارية أولوية على حقوق الإنسان، عبر تجاهل الانتهاكات الجسيمة في الإمارات. يجب عليهم أن يستخدموا نفوذهم مع السلطات (الإماراتية) لضمان إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، والتأكد من احترام حقوقهم في حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع وتشكيل الجمعيات”.

وكان النشطاء التسعة، وبينهم محامون ومدرسون وطلاب إضافة إلى قاض وشخصيات بارزة أخرى في الإمارات، قد حكم عليهم بالسجن في 2 تموز/ يوليو 2013، ضمن سلسلة من المحاكمات الجماعية بحق “منتقدي الحكومة”. وقد وجهت إليهم تهمة “تشكيل منظمة بغرض الإطاحة بالحكم”.

والتسعة هم: محاميا حقوق الإنسان الدكتور محمد الركن والدكتور محمد المنصوري، والمعلم السابق صالح محمد الظفيري، والمعلم إحسين علي النجار الحمادي، والقاضي السابق أحمد الزعابي، ومؤسس جامعة الاتحاد ورئيس جمعية الإصلاح الشيخ الدكتور سلطان كايد محمد القاسمي (ابن عم حاكم إمارة رأس الخيمة) والطالبان الجامعيان خليفة النعيمي وعبدالله الهاجري، والدكتور علي حسين الحمادي.

وفي المجموع، فإن 94 ناشطا قد حوكموا أمام المحكمة الاتحادية العليا في سلسلة محاكمات، في حدث غير مسبوق في الإمارات. ووصفت منظمة العفو الدولة هذه المحاكات بأنها “غير عادلة”.

ومؤخرا حكم على 69 ناشطا بالسجن لفترات تراوحت بين سبعة و15 عاما. وبين هؤلاء ثمانية نشطاء حوكموا غيابيا.

وفي وقت لاحق، بدأت محاكمة عشرة مواطنين إماراتيين حكم عليهم سابقا؛ في قضية أخرى.

وقالت المنظمة: “هذه المحاكمات غير عادلة بشكل فاضح. فالقضاة يقبلون باعترافات انتزعت تحت التعذيب، والمتهمون لا يسمح لهم بالاتصال بمحامين، وبعضهم أبلغ عن تزوير توقيعه على أوراق الاعترافات”.

وخلال المحاكمات وصف المتهمون تعرضهم للضرب المبرح، وكيف تم تعليقهم من أرجلهم ورؤوسهم للأسفل، كما تعرضوا لنتف شعر اللحية والصدر، واقتلعت أظافرهم. كما تحدث المعتقلون عن تعريضهم للإضاءة القوية خلال الليل والنهار، وتهديدهم بالصعقات الكهربائية والاغتصاب، وحتى الموت، هذا بالإضافة إلى الاعتقال الانفرادي لفترات طويلة مع الحرمان من النوم.

وأكدت العفو الدولية أن المحكمة “تجاهلت كل هذه المزاعم وفشلت في التحقيق في التقارير حول التعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة”.

وحيث أن المحاكمات عقدت في المحكمة الاتحادية العليا، فإن المتهمين لم يكن لديهم الحق في استئناف الأحكام، في انتهاك فاضح لالتزامات دولة الإمارات بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان”.

وكانت مجموعة العمل الخاصة بالاعتقال التعسفي، التابعة للأمم المتحدة، قد أصدرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 تقريرا أكدت فيه أن الاعتقالات المشار إليها “تعسفية”، وأنها جاءت هي بسبب ممارسة النشطاء حقهم في حرية الرأي والتعبير، وحقهم في حرية التجمع تشكيل الجمعيات. ورأت المجموعة أيضا أن محاكم الإمارات “ليست مستقلة عن السلطة التنفيذية، وهذا أدى إلى حرمان المتهمين من حقهم في محاكمة عادلة”.

الدكتور همام سعيد:

الربيع العربي

تعرض لمؤامرات وتشويه

قال فضيلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الدكتور همام سعيد، إن “الربيع العربي تعرّض لمؤامرات من انقلاب وتشويه وقمع واستبداد”.

وخلال مأدبة إفطار أقامتها الجماعة في العاصمة عمان مساء الثلاثاء الأول من يوليو بحضور وزراء ومسؤولين سابقين وحزبيين وناشطين، انتقد فضيلته الأنظمة التي “قمعت شعوبها ومنعتها من ممارسة حقها في الإصلاح  للرقي بالمجتمعات والدول”.

وأضاف: “الشعوب العربية قامت بالربيع العربي لعدة مطالب على رأسها الإسلام والحرية والعدالة والقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية العرب والمسلمين الأولى”.

الحركة الإسلامية في الأردن

ترسل نسخا

من دراستها الاقتصادية إلى الملك

أرسل حزب جبهة العمل الإسلامي نسخا من دراسة "استراتيجية النهوض بالاقتصاد الوطني" إلى الديوان الملكي لتسليمها للملك عبدالله الثاني.

وقال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، إن الحزب أرسل ثلاثة نسخ من الدراسة الاقتصادية التي أشرف على إعدادها إلى الديوان الملكي، كما أرسل نسخا إلى رئيس الحكومة عبدالله النسور، وإلى رئيسي مجلس النواب والأعيان وإلى وزراء الفريق الاقتصادي في الحكومة.

وأضاف منصور أن الحزب أراد من إرسال تلك النسخ إطلاع الملك عبدالله الثاني والحكومة ومجلسي النواب والأعيان على الدراسة، لتحقيق النفع للوطن والمواطن.

وأعد الدراسة التي استغرقت نحو عامين من البحث مجموعة من الخبراء الاقتصاديين والأكاديميين.

وتقوم الدراسة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتمكين الاقتصاد الوطني من الاعتماد على موارده الذاتية.

وتوصي بضرورة التنسيق بين القطاعين العام والخاص، والاستفادة من أبرز الممارسات العالمية في مجال استقطاب الاستثمار وتنميته، وتطوير القطاع الاستثماري التقليدي بما يكفل له الاستمرار والمنافسة.

ولتحقيق الاستراتيجية بدون اللجوء إلى الاقتراض الداخلي أو الخارجي، اقترحت الدراسة إنشاء صناديق ادخارية لموظفي القطاع الخاص والعام واستثمار أموالها في تمويل المشاريع المقترحة.

الريسوني:

إعلان "داعش" عن "دولة الخلافة"

وهم وخرافة

قال الدكتور أحمد الريسوني نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الإعلان عن قيام ما سمّي بـ"الخلافة الإسلامية" في العراق، ليس أكثر من وهم وسراب وأضغاث أحلام، سواء من حيث الواقع الفعلي، أو من الناحية الشرعية.

وأضاف الريسوني في تصريح نشرته جريدة "التجديد" في عددها الصادر يوم الثلاثاء 1/7/2014، أنه في الوقت الذي تكافح فيه الشعوب الإسلامية لتتحرر من الاستبداد المسلّط عليها بالسيف والمدفع والدبابة، تأتينا مجموعة جديدة لتعلن خلافتها بالسيف، ولتنصب خليفتها بالسيف، ولتعلن زوراً وكذباً من قهرَ الناسَ بسيفه وجبت مبايعتُه وطاعته.

وأوضح الريسوني أن إعلان هذه الخلافة ليس سوى خرافة، والبيعة المزعومة تمّت من أشخاص مجاهيل لشخص مجهول، في صحراء أو في كهف من الكهوف. فهي لا تلزم ولا تعني إلا أصحابها. وقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه - كما في صحيح البخاري -: "مَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ فَلاَ يُبَايَعُ هُوَ وَلاَ الَّذِي بَايَعَهُ، تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلاَ".

موقفنا:

الإجلاب على أمة الإسلام هو الهدف!!!

حول إعلان البعض ما يسمى (دولة الخلافة!!)

زهير سالم: المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان في سوريا

كانت وحدة الأمة الإسلامية وستظل مطلباً شرعياً، وهمّاً سياسياً جامعاً لكل دعاة المشروع الإسلامي، الذين يؤمنون بأن الشعوب تلتقي على العقائد والأفكار أكثر مما تلتقي على الحسب والنسب أو على الذهب والنشب كمل يؤمن الآخرون..

لقد كان عنوان (الخلافة) عنواناً جامعاً في مرحلة من مراحل التاريخ السياسي لهذه الأمة، اختاره أهل الرأي والشورى من رجالها ليغطوا به حاجة مرحلية، دون أن يعني ذلك أن الاسم، دون المسمى، هو لازم شرعي لمن يتولى أمر إدارة هذه الأمة ورعاية شؤون أبنائها..

أطلقوا على سيدنا أبي بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله بعد شورى وتردد، ثم أطلقوا على من جاء بعده لقب أمير المؤمنين، أو أطلقوا على كل من تولى هذه المسئولية لقب (الخليفة) مقطوعاً عن الإضافة، وأطلقوا على الوظيفة الإمامة كما الخلافة، وأطلقوا عليه في مرحلة أخرى (السلطان) وقالوا بالمثل سلاطين بني عثمان.

نعتقد أن تعلق بعض الناس بالمسميات الإسلامية التاريخية ليضفوا على أنفسهم، أو على تصرفاتهم ظلالاً شرعية إسلامية هو نوع من الاختباء وراء الاسم دون المسمى، والالتصاق بالعنوان دون المضمون. بل هو نوع من الجناية على الإسلام، والإساءة إلى المشروع الإسلامي.

ومن ناحية أخرى فإننا نؤكد أن حديثنا عن مشروع سياسي لدولة جامعة يمكن أن تضم الدول والشعوب الإسلامية سينتمي إلى العصر الذي يعيش فيه المسلمون بلا حرج ولا ضيق.

إن مشروع دولة الأمة الواحدة الذي آمنا به ودعونا إليه وما زلنا هو شكل من أشكال التجمعات الكبرى التي أنضجت مثلها تجارب شعوب العالم، والتي يمكن لشعوب أمتنا أن تستفيد منها بما يحمي حقيقتها، ويحقق مصالحها، ويخدم مشروع نهضتها.

إن الواقعية الشرعية والواقعية السياسية توأمان لا يفترقان. ولقد غربت شمس الإمبراطوريات البنيوية الكبرى منذ عصور، فهل سيكون في أنموذج مثل الاتحاد الأوربي أو في أي شكل من أشكال التجمعات الكبرى المعاصرة ترجمة عملية واقعية لحقيقة مشروعنا الإسلامي الذي يقوم على الجوامع ويذيب كل ما يعترض المشروع من عوائق أو تناقضات؟

من المنهاج:

الثبات عند الإخوان المسلمين

الحمد لله رب العالمين ، القائل فى كتابه الحكيم (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المجاهدين ، محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه وبعد

لقد قدم الإخوان المسلمون  – ولازالوا يقدمون - نماذج طيبة وأمثلة حية من الثبات على المبادئ والصبر فى الشدائد ، وذلك رغم  كثرة الخطوب ووحشة الدروب ،  وكثرة المحن وتعدد صور الأذى والفتن  ، فما لانت لهم قناة وما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله ، وما ضعفوا وما استكانوا ، وما توقفوا عن مسيرة الدعوة أو تخلفوا عن ركب الإصلاح ،  وما زادتهم هذه الصعاب إلا إيمانا وتسليما وتثبيتا .

وبعد توفيق الله لهم ، وتثبيته إياهم على طريق الحق ، كان للتكوين الدقيق والتربية العميقة لهذا الصف الإخواني أثرا كبيرا فى ثباتهم ، ولا سيما التكوين الإيماني والعبادي الذي هو سببا مباشرا لهذا الثبات . وقد تكلم الإمام البنا فى رسالة التعاليم عن أحد أركان هذه الدعوة ، وهو ركن الثبات ، فقال رضي الله عنه فى رسالة التعاليم :

وأريد بالثبات : أن يظل الأخ عاملاً مجاهدًا في سبيل غايته مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والأعوام ، حتى يلقى الله على ذلك وقد فاز بإحدى الحسنيين ، فإما الغاية وإما الشهادة في النهاية ، ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ الأحزاب:23 ، والوقت عندنا جزء من العلاج ، والطريق طويلة المدى بعيدة المراحل كثيرة العقبات ، ولكنها وحدها التي تؤدي إلى المقصود مع عظيم الأجر وجميل المثوبة.

الإمام البنا بهذا التوجيه الواضح للإخوان المسلمين ، يريد منهم أن يعاهدوا الله على العمل وبذل الجهد والاستمرار والدوام على الحركة والعمل وبذل الجهد والسعي الدؤب والمجاهدة من أجل التمكين لدين الله فى الأرض ، مهما طال العمر وبعدت الشقة ، وتتابعت المشاق والعقبات .

قد استشرف الإمام البنا  – من واقع فهمه العميق لسنن الله فى الدعوات - ، العقبات التى ستواجه الإخوان  ، وقد تحول بينهم وبين الثبات والاستمرار على طريق الدعوة ، فكتب فى رسالة بين الأمس واليوم ، معددا مظاهر هذه العقبات:

1- سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم.

2- وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله.

3- وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان.

4- وستقف في وجهكم كل الحكومات على السواء.

5- وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم.

6- وسيتذرع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم.

7- وسيستعينون في ذلك بالحكومات الضعيفة والأخلاق الضعيفة والأيدي الممتدة إليهم بالسؤال وإليكم بالإساءة والعدوان.

8- وسيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات.

9- وسيحاولون أن يلصقوا بها كل نقيصة ، وأن يظهروها للناس في أبشع صورة ، معتمدين على قوتهم وسلطانهم ومعتدين بأموالهم ونفوذهم ، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف: 8).

10- وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان ، فتسجنون وتعتقلون ، وتنقلون وتشردون ، وتصادر مصالحكم ، وتعطل أعمالكم ، وتفتش بيوتكم ، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان ، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت: 2).

ويستكمل الإمام البنا حديثه ، موضحا نتائج الصبر والثبات فيقول:

ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) )  سورة الصف . فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله؟

والمتأمل فيما يجرى للدعوة والدعاة الآن  – ولاسيما فى مصر الكنانة - ، يلاحظ أمرين إثنين

أولا : أن مظاهر العقبات والمحنة التى ذكرها الإمام البنا ، متحققة فى واقع الدعوة الآن.

ثانيا : حالة الثبات والصمود البطولي للإخوان المسلمين أمام هذه المحن والفتن المتنوعة.

ونخرج من هذه الحالة الواقعية إلى بشرى عاجلة وقريبة إن شاء الله ، وهي تأييد الله ونصره لعباده الصابرين المحتسبين كما وعد سبحانه (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) . هذا وعد الله ، ووعد الله حق ، وقوله الصدق سبحانه ، وهذه سنة الله فى الدعوات وأهلها ، أن يمتحنوا ويفتنوا ، وعليهم أن يصبروا ويثبتوا ، ولا يحيدوا عن منهجهم الرباني ، ومبدأهم القرآني ، عندها سيتنزل أمر الله بهلاك الظالمين المجرمين ، ونصره وتأييده لعباده الصالحين الصابرين المحتسبين ، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج 40 .

فاثبتوا أيها الأحبة ، واصبروا على هذا المصاب ، فلو شاء ربكم ما فعلوه ، ولكنها حكمة الله البالغة التى لايعلمها إلا هو ، وسنته الواقعة فى عباده وأولياءه ، وبثباتكم على الحق والمبدأ سيأتى النصر والفرج القريب ، وما ذلك على الله بعزيز  ، (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ. وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) . الروم 4-6

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تربويات:

يا باغي الخير أقبل

يا باغي الخير أقبل ... بهذا النداء الطيب يُدعى كل مسلم في أول ليلة من شهر رمضان الكريم؛ فتلبي القلوب شوقاً إلى الله.

يا باغي الخير أقبل ... بالرغبة الصادقة و العزم المتين علي أن تهتدي روحك بوحي السماء الذي ارتضاه الله لنا وحفظه إلي يوم الدين و أن تنظر إلي السماء نظرة عبد لمولاه مردداً قول إبراهيم عليه السلام :

( الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني و يسقين و إذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، رب هب لي حكما و ألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين و اجعلني من ورثه جنة النعيم ) الشعراء / 78 : 85

يا باغي الخير أقبل ... فالبداية منك و الرب _جل ثناؤه _ يبشرك و رسول الله يبشرك كما روى عن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)) رواه البخاري

يا باغي الخير أقبل ... و إن كنت مسرفاً على نفسك؛ فربك الغفور الودود يقول لك: أحببتنا فأحببناك، و عصيتنا فأمهلناك، و إن عدت إلينا قبلناك.

يا باغي الخير أقبل ... فلا شياطين؛ فقط أنت و نفسك فلا تُضيع فرصتك و رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ يشجعك هاتفاً «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ،   وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ،  وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ:  يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ .  وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ».

يا باغي الخير أقبل ... فربك يناديك: ( فإما يأتينكم مني هدي فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمي قال رب لما حشرتني أعمي و قد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى و كذلك نجزي من أسرف و لم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد و أبقى ) طه / 127:123.

يا باغي الخير أقبل ... فإن الرجل يُحرم الرزق بالذنب يصيبه؛ فلا تُؤذ نفسك و أهلك و وطنك فلربما تأخر النصر بسببك.

يا باغي الخير أقبل ... فالموت يأتي بغتة و منْ مات فقد قامت قيامته.

يا باغي الخير أقبل .... ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ).

القضية الفلسطينية

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يستنكر الصمت العالمي

تجاه قتل وإحراق الفتى الفلسطيني

الشهيد محمد حسين أبو خضير

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه  ( وبعد)

فقد تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأسى بالغ واقعة قتل وإحراق الفتى الفلسطيني الشهيد محمد حسين أبو خضير، على يد مستوطنين مجرمين صهاينة على أرض فلسطين المحتلة ، وسط صمت إسلامي وعربي وإقليمي ودولي: رسمي وشعبي ، بما ينذر بغياب الضمير الإنساني العام ، ويفضح الوقوف مع المحتل الصهيوني ضد أصحاب الأرض الفلسطينيين !

والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إزاء هذه القضية يرى ويؤكد على مايلي :

يؤكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على كامل الحق الفلسطيني، في الدفاع عن أرضه المحتلة، ومقاومة المحتل بشتى الطرق المتاحة، دون استثناء، وفق قواعد الشرع الإسلامي ، وقواعد ومبادئ القانون الدولي.

يستنكر الاتحاد الصمت العالمي تجاه واقعة قتل وإحراق الفتى الفلسطيني الشهيد محمد حسين أبو خضير ، الذي خطفه مجرمون صهاينة مستوطنون، وقاموا بقتله بدم بارد ثم إحراق جثته، في ظل التحريض الصهيوني الرسمي، والانفلات في الدعوات الدموية ضد الفلسطينيين ، وهو ما ينذر بخطر كبير على القضية الفلسطينيية، مما تستوجب رفض تلك الاعتداءات العنصرية ضد العرب والمسلمين، والتصدي لها على كافة الأصعدة .

يعتبر الاتحاد العالمي ما تقوم به سلطة الاحتلال الصهيوني على الأرض الفلسطينية الآن: خطوات استعراضية متطرفة؛ إرضاء لمطالب دموية من محتل قاتل.

يستنهض الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية والعربية: شعوباً وحكومات، لنصرة الشعب الفلسطيني، ودعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، والمقدسات الفلسطينية التي تقع فريسة لمحتل غاشم ، ويحملهم المسئولية كاملة أمام الله تعالى .

(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) (محمد: 7).

رئيس الاتحاد أ. د. يوسف القرضاوي

الأمين العام  أ. د. علي محيي الدين القره داغي

التاريخ : 5 رمضان 1435 هـ الموافق 3 يوليو 2014 م

مستوطنون يهود

يختطفون طفلا مقدسيا

ويقتلونه ويحرقون جثثه

أحرق مستوطنون متطرفون فجر الأربعاء الثاني من يوليو 2014، جثة الطفل المقدسي محمد حسين أبو خضير(15 عامًا) بعد اختطافه من أمام منزله في حي شعفاط وسط القدس المحتلة، وقتله قرب قرية دير ياسين غربي القدس.

وفي تفاصيل الحادث، أن مستوطنين اثنين - من أصل ثلاثة كانوا يستقلون سيارة من نوع “هونداي”- ترجلا من السيارة وخطفا الطفل أثناء وقوفه أمام منزله بحي شعفاط استعدادًا لذهابه إلى المسجد لصلاة الفجر.

وأدخل المتطرفان الطفل عنوة الى السيارة ثم لاذوا بالفرار، متوجهين إلى أحد الأحراش غربي القدس المحتلة، وقاموا بقتله بدم بارد ثم أقدموا على حرق جثته.

وتعتبر مؤسسة القدس الدولية أن هذه الجريمة البشعة مؤشرًا خطيرًا على التصعيد الذي ستشهده القدس والضفة المحتلة من خلال تكثيف اعتداءات المستوطنين الإرهابية والتشجيع الضمني من قبل الأجهزة الأمنية الصهيونية لإرهابهم.

ودعت المؤسسة المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى توثيق جرائم الاحتلال ومستوطنيه ومحاسبته أمام القانون الدولي، ودعت الجماهير الفلسطينية إلى هبة غضب عارم في وجه الاحتلال استنكارًا لجرائم سلطاته ومستوطنيه.

هنية:

التهديدات الإسرائيلية لا تخيفنا

وسنتصدى لأي اعتداء على شعبنا

قال الأستاذ إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إن "التهديدات الإسرائيلية لقطاع غزة ولحماس لا تخيفنا، وسنتصدى لأي محاولة إسرائيلية للاعتداء على شعبنا الفلسطيني".

وأضاف في تصريحات صحفية مساء الاثنين 30 يونيو، تعقيبا على تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية لحركة "حماس" عن اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وتهديده لها "بدفع الثمن"، أن "تهديدات الاحتلال لا تخيفنا ولا يمكن إطلاقا إلا أن تدفع الشعب الفلسطيني لمزيد من الصمود والعطاء والتصدي لأي محاولة إسرائيلية للاعتداء على قطاع غزة".

وفي السياق ذاته، قال هنية: إن العدو الإسرائيلي استباح الضفة الغربية المحتلة وقتل الشباب واقتحم البيوت وحرق المزارع واعتقل القيادات والرموز ونواب المجلس التشريعي وهو يعتقد أنه قادر من خلال هذه السياسة القمعية أن يقتل إرادة الثبات والصمود لدى الشعب ولكنه واهم فشعبنا أكبر وأعظم وأكثر رسوخا في هذه الأرض وهو مصمم على أن يستمر حتى ينال حريته وعودته".

أخبار متفرقة

مؤشر هشاشة الدول

وضع الدولة العربية

دولة دولة

تلانتا، (CNN)- نشرت منظمة Fund For Peace لائحتها السنوية بأكثر دول العالم هشاشة، والتي تضم الدول المرشحة لتدهور الأوضاع بها، خلال العام الماضي، واحتلت دولة جنوب السودان المرتبة الأولى في اللائحة.

اء احتلال جنوب السودان مقدمة اللائحة، باعتبارها أحدث دولة في العالم، إذ انفصلت عن السودان عام 2011، لكن الفرحة بالاستقلال لم تدم طويلاً بسبب اندلاع نزاعات قبلية بها، بعد اتهام رئيس البلاد، سيلفا كير، نائبه رياك مشار، بتخطيطه لانقلاب ضده، مما أدى إلى هجرة مئات الآلاف من منازلهم، وسط قتال بين القوات الموالية للجانبين.

احتلت جمهورية الصومال المرتبة الثانية، بعد أن احتفظت الدولة العربية المضطربة، الواقعة في منطقة “القرن الأفريقي”، بالمرتبة الأولى في اللائحة على مدى ست سنوات.

تضمنت المراتب العشرة الأولى كلاً من السودان، واليمن، وأفغانستان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهايتي، وباكستان، وتشاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، كما أن سوريا لم تختف من هذه اللائحة محتلة المرتبة الخامسة عشرة.

صنّفت المنظمة الدول إلى 11 قسما هي  مخاطر عالية جدا، ومخاطر عالية ومخارط، وتنبيه عال جدا وتنبيه عال وتنبيه، ودول مستقرة قليلا ودول مستقرة ودول مستقرة جدا ودول ذات استقرار مستدام ودول ذات استقرار مستدام جدا.

جاءت دولة وحيدة في أعلى تصنيف “دول ذات استقرار مستدام جدا” وهي فنلندا.

وفيما يلي ترتيب وضع الاستقرار المستقلبي لدى العرب دولة بدولة حسب تصنيفاتها:

دول ذات محاطر عالية جدا: السودان والصومال

دول ذات مخاطر عالية: اليمن والعراق وسوريا

دول ذات مخاطر: موريتانيا ومصر

دول ذات تنبيه عال جدا: ليبيا ولبنان وجيبوتي

دول ذات تنبيه عال: السعودية والأردن والجزائر والمغرب وتونس

دول ذات تنبيه: البحرين

دول مستقرة قليلا: الكويت وعمان

دول مستقرة: قطر والإمارات العربية المتحدة

من أفغنة سوريا إلى صوملة اليمن:

نمط 'الدولة الفاشلة' يغزو المنطقة العربية

رصد الباحث السياسي المصري أحمد زكريا الباسوسي في دراسة حديثة تحليلية صدرت عن المركز الإقليمي للدراسات بالقاهرة”،  نشرتها عدد من وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت العربية نماذج مستنسخة صاحبت موجة الثورات العربية ليس فقط في انتقال المد الثوري، بل أيضا في التعثر الانتقالي والإخفاق الديمقراطي.

ويشير الباسوسي، إلى أن ظاهرة “استنساخ النماذج” تعدّ أحد أبرز الأعراض التي صاحبت موجة الثورات العربية، حيث تزايد الأثر الانتشاري لنمط “الدول الفاشلة” في المنطقة العربية.

ويوضّح الباحث أن المقصود بالاستنساخ في هذا السياق، انتقال أحد النماذج التي تحققت في دولة ما إلى دولة أخرى، علما بأن عمليات الاستنساخ نسبية، ففي حالات يكون الانتقال شبه تام، وفي حالات أخرى يبدو جزئيًّا وأقل حدة، وفي حالات ثالثة يكون مشوها.

ووفق تحليل أحمد زكريا تعج المنطقة العربية، بمحاولات عديدة لاستنساخ نماذج الدول الفاشلة، مع الحفاظ، بطبيعة الحال، على خصوصية كل حالة وفقا لظروفها.

ويسرد الباحث، في هذا الإطار، بعض هذه النماذج، على النحو التالي:

النموذج الأفغاني في سوريا:

تُثار خوفات عديدة حول إمكانية تحول سوريا إلى “النموذج الأفغاني” أو ما يعرف باسم “أفغنة سوريا”، وذلك عبر متغيرين:

أولهما، استمرارية الصراع وفشل الدولة بشكل تام.

وثانيهما، تحول سوريا إلى بؤرة لتصدير عناصر الجماعات التكفيرية التي تحارب فيها إلى دول الجوار بعد انتهاء الصراع مع نظام الرئيس بشار الأسد، لا سيما مع تزايد أعداد المقاتلين الأجانب بها، الذين ربما يعود بعضهم إلى بلادهم بعد انتهاء الحرب الأهلية.

فعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة لعدد المقاتلين الأجانب، إلا أن هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أن ما يقرب من 60 ألف مقاتل أجنبي في سوريا، موزعين على 29 جنسية غالبيتهم من تونس وليبيا والمغرب وبعض الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا.

ولا يستبعد الباحث أن تكون هناك محولات لاستنساخ النموذج الصومالي في الساحة السورية، ويقول إن ذلك ما انعكس في تصريح المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في 8 يونيو 2014، والذي أعرب فيه عن تخوفه من تحول سوريا إلى دولة فاشلة على غرار الصومال التي يديرها زعماء للميليشيات، وهو ما سيشكل خطرا جسيما على مستقبل منطقة الشرق الأوسط برمتها.

النموذج الصومالي في اليمن:

فعلى الرغم من انتهاء الحوار الوطني الذي من المفترض أنه قد رسم ملامح مستقبل الدولة اليمنية، إلا أنه يبدو أن مؤشرات فشل الدولة لا تزال حاضرة بقوة، مما يثير تخوفات بشأن ما يطلق عليه “صوملة اليمن”.

إذ أن الوضع في اليمن يمثل بيئة تجعل التوجه نحو النموذج الصومالي احتمالا قائمًا، حيث يخضع شمال اليمن وحتى الوسط بالقرب من صنعاء لسيطرة شبه تامة من قبل جماعة الحوثيين، كما تنتشر التنظيمات المتشددة خاصة “أنصار الشريعة” في محافظات الجنوب، فضلا عن أن القبائل تحظى بنفوذ واسع داخل النظام السياسي، وهو ما يتزامن مع الانحسار الواضح للوجود الأمني الرسمي، واستمرار التوجهات الانفصالية للجنوب.

على الرغم من انتهاء الحوار الوطني إلا أنه يبدو أن مؤشرات فشل الدولة لا تزال حاضرة بقوة في اليمن

يؤكّد تحليل الباسوسي أن انتشار هذه الظاهرة لم يأتِ من فراغ، وإنما عبر عمليات تحفيز دائمة من خلال عدة جهات.

وعلى الصعيد الخارجي، يمثل دعم بعض الأنظمة السياسية للجماعات المتصارعة عاملا مؤثرا في تصعيد حالة عدم الاستقرار، ومن ثمَّ انتشار عملية استنساخ النماذج الفاشلة.

ويضيف الباحث أن بعض جماعات المصالح الاقتصادية ساهمت في انتشار ظاهرة النماذج المستنسخة، خاصة شبكات وسماسرة تجارة الأسلحة في دول المنطقة، والتي انتشرت بشكل مكثف بعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، وتصاعد حدة الصراع في سوريا، حيث اتسع نطاقها في تركيا، على سبيل المثال، في إطار الاستفادة من “اقتصاديات الحرب” كاستمرار تدفق السلع المهربة، وتوريد وتسفير من يُطلق عليهم اسم “المجاهدين” للمشاركة في الصراع السوري مقابل الحصول على أموال.

مناخ موات

تلك الأطراف وجدت، وفق تحليل المركز الإقليمي للدراسات، بيئة قاعدية خصبة حاضنة تمكن وتسهل عملية نقل واستنساخ النماذج الفاشلة في المنطقة العربية، والتي تتمثل أبرز ملامحها في:

1- فشل الدولة: تعتبر مسألة الحكم على فشل الدول في المنطقة نسبية إلى حد بعيد، حيث تتراوح بين حالات فاشلة مثل اليمن وليبيا وسوريا، التي أصبحت فيها الدولة غير قادرة على توفير الحاجات الأساسية للمواطن، ووصل الأمر إلى حد خروج مناطق واسعة من إقليمها عن سيطرتها، على غرار منطقة شرق ليبيا التي تُسيطر عليها الميليشيات المسلحة، والمحافظات الجنوبية في اليمن التي تخضع لسيطرة جزئية لتنظيم “القاعدة”، والمناطق التي تسيطر عليها قوى المعارضة المسلحة في سوريا، وبين دول أخرى تعاني فشلا جزئيًا في السيطرة على بعض المناطق، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” في العراق مثل محافظة الموصل.

2- تصدع المجتمع: تُعاني أغلب المجتمعات في المنطقة العربية من نزاعات طائفية ومذهبية وعرقية، لا سيما في سوريا والعراق، في الوقت الذي أصبحت فيه الانتماءات الأولية السابقة على تكوين الدولة الوطنية هى الحاكمة، حيث باتت القبائل والعشائر تسيطر على المشهدين اليمني والليبي، بشكل أصبح معه منطق القوة هو الأساس في إدارة العلاقات الاجتماعية بين الفصائل والعشائر المتباينة، دون الاعتداد بالأطر القانونية الرسمية.

ويختم أحمد زكريا الباسوسي مشيرا إلى أن العلاقة بين الدولة والمجتمع في بعض دول المنطقة يبدو أنها تعيش حالة من الانسداد الذي يقود إلى نفق مظلم، خاصة مع عدم قدرة كافة الأطر القانونية والسياسية والدستورية على وضع رؤية شاملة لإدارة هذه العلاقة، وهو ما أدى في النهاية إلى زيادة معدلات العنف المتبادل، الذي ساهم في توفير بيئة خصبة لانتــقال الفــشل، واستنـــساخه من دولــة إلــى أخرى.

حزب العدالة والتنمية

يرشح أردوغان

لخوض الانتخابات الرئاسية

أعلن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، رئيس الوزراء “رجب طيب أردوغان”، مرشحاً لخوض الانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها في (10) أغسطس/آب المقبل.

وقال نائب رئيس حزب “العدالة والتنمية”، “محمد علي شاهين”، إن قرار ترشيح أردوغان، لرئاسة الجمهورية ، جاء بإجماع نواب الحزب في البرلمان الذي وقع أعضاؤه الـ311 جميعا خطاب الترشيح المرسل إلى البرلمان، مع أنه يكفي 20 توقيعا فقط ليصبح الترشيح قانونيا.

وفي خطاب وجهه إردوغان معلنا قبوله الترشيح قال إردوغان «إننا لم نخض غمار السياسة طمعا في منصب، أو موقع، أو منفعة، ولكن رغبة في سبيل الله، والشعب، ومن أجل الوطن، والعَلَم، والاستقلال، ومستقبل البلاد». وأضاف أن «تركيا وطن للجميع، وليس لمن صوت لحزبنا، وأن حكومتنا عملت دائما من أجل الجميع»، واصفا تركيا بـ«البلاد الرائعة، فهي بلاد من أحب حزب (العدالة والتنمية) ومن كرهه على حد سواء، والحزب يسعى دائما لصون حرية البلاد، وتحقيق مصالحها من أجل 77 مليون مواطن تركي».

ورأى إردوغان أن «انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة، وليس من قبل البرلمان، ليس مجرد تغيير إجرائي، أو تغيير لشكل الإدارة، وإنما هو نهاية لتاريخ الوصايات.

علينا أن ندرك الأمر على هذا النحو». وأضاف «العاشر من أغسطس (آب) المقبل لن يشهد فقط انتخاب الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية، وإنما سيشهد لأول مرة انتخاب الرئيس بشكل مباشر من الشعب، وهو ما يعد نهاية لفترة الوصاية السوداء، وعلى الجميع أن يعلم أنه لو قرر الشعب انتخابي رئيسا للجمهورية التركية، فسأكون رئيسا جامعا بين الشعب، والدولة، وعينا على مصالح الدولة، وسندا للديمقراطية، والشعب. سأكون رئيسا لجميع المواطنين، وليس رئيسا لحزب، أو فئة معينة، ولا داعي لأن يقلق أي أحد، سواء من صوتوا لي، أو من لم يصوتوا».

وقد حقق رئيس حزب “العدالة والتنمية”، ورئيس الوزراء التركي، ”أردوغان”، العديد من الإصلاحات، التي شملت الحياة السياسية، والديمقراطية، والاجتماعية، والاقتصادية، والقضائية، منذ وصوله إلى السلطة في (3) تشرين الثاني/ نوفمبر (2002).

كما عززت التعديلات التي أجريت على دستور 1982 الذي فرض من قبل إنقلابيي (12) أيلول/ سبتمبر 1980، الحياة الديمقراطية، وأنهت الوصاية العسكرية على الحياة السياسية، معتمدة على مبدأ سيادة القانون، كما أجريت تعديلات على بنية المحكمة الدستورية، وتحققت مجموعة من التغييرات، والتحولات في مجال الحياة الديمقراطية من بينها::

- إلغاء حالة الطوارئ.

- إلغاء محاكم أمن الدولة والمحكمة الخاصة.

- إطلاق مشروع الوحدة الوطنية والإخاء.

- إعادة حقوق المواطنين الذين سحبت منهم الجنسية التركية.

- انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب.

- فتح المجال أمام تنصيب رئيسٍ مدني لمجلس الأمن القومي.

- تضييق سلطات القضاء العسكري.

- فتح المجال أمام محاكمة انقلابيي 12 أيلول/ سبتمبر 1980.

- تطبيق سياسة عدم التسامح مع مرتكبي التعذيب.

- ترسيخ هيكلية أكثر ديمقراطية وتعددية في المحكمة الدستورية.

- إتاحة المجال أمام تعلم اللغات واللهجات المختلفة، وتطويرها والنشر بها.

كما تم رفع حظر إرتداء الحجاب في المؤسسات العامة، وضمان حرية المواطنين والمقيمين، وتحسين ظروف المواطنين الغجر، وإطلاق مرحلة السلام الداخلي لإنهاء الإرهاب.

رؤية غربية

سباق الرئاسة

يعكس نجاح اردوغان

في أسلمة المجتمع التركي

عند إلقاء لمحة سريعة على من ظهروا من المرشحين لأول انتخابات رئاسية مباشرة تجريها تركيا يتضح التغير الجذري الذي أحدثه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، الذي يشغل المنصب منذ 11 عاما.

نخبة علمانية قديمة تركت الساحة لرجلين من خلفية إسلامية وثالث من السكان الأكراد في تركيا.

ويرى كثير من المراقبين أن انتصار رئيس الوزراء أردوغان حتمي، الذين يملك منذ جاء حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم عام 2002 قاعدة تأييد ضخمة بين الشعب التركي، وخاصة من المواطنين العادين الذين كانوا يشعرون بأنهم يعاملون معاملة مواطنين من الدرجة الثانية في دولة علمانية، فعلى سبيل المثال كان هناك حظر على ارتداء الحجاب في المباني الحكومية.

اما اردوغان نفسه (60 عاما) فقضى حكما قصيرا بالسجن عام 1999 بسبب نشاطه السياسي.

تولى مقاليد الحكم بعد ذلك بأربعة أعوام فقط فروض الجيش الذي كان يعتبر نفسه حائط الصد الأخير في مواجهة التيار الإسلامي وعزل أربع حكومات خلال أربعة عقود.

ويرفض الكثير من الأتراك، البالغ عددهم 77 مليون نسمة، فكرة الرئيس العلماني.

وصل هذا الرفض الى حد أن حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب مؤسس الدولة العلمانية كمال أتاتورك واكثر الأحزاب التركية علمانية، وحزب الشعب الوطني اختارا مرشحا مشتركا هو اكمل الدين احسان اوغلو الدبلوماسي والاكاديمي الذي يقود منظمة التعاون الإسلامي منذ تسعة اعوام وحتى العام الحالي.

وفي اول تصريحات له بعد اقتراح ترشيحه، سارع احسان اوغلو الى تأكيد أهمية فصل الدين علن الدولة.. ولا ترتدي زوجته الحجاب على عكس زوجة اردوغان.

كما اشاد احسان اوغلو بأتاتورك في تناقض واضح مع رئيس الوزراء الذي أغضب الكثير من محبي أتاتورك حين أشار على ما يبدو الى المؤسس بأنه سكير خلال كلمة ألقاها في مايو/ايار عام 2013.

ويقول محللون إن احسان اوغلو يمثل عودة الى القيم السياسية العلمانية والليبرالية وسط خلفية دينية، وهو النهج الذي كان يعتمده حزب العدالة والتنمية عندما تولى الحكم للمرة الأولى.

ولن تفيد خبرة احسان اوغلو في الشؤون الدولية وشؤون العالم العربي كثيرا بين الجماهير التركية، فالكثير منهم لم يكن يعلم بوجوده حتى الأسبوع الماضي.

وتشير استطلاعات الرأي إن خصوم أردوغان سيواجهون صعوبة لإجباره على خوض جولة إعادة، اذ تظهر الاستطلاعات أنه سيحصل على 55 في المئة من الأصوات وتقدمه بعشرين نقطة.

واذا لم يحصل اردوغان على نسبة الخمسين في المئة المطلوبة لتجنب جولة إعادة فإن الأقلية الكردية، وتقدر بما بين 15 و20 في المئة من السكان، يمكن أن تقرر مصيره.

ولعبت جهود إنهاء عقود من الصراع بين الحكومة والمتمردين الأكراد دورا مهما خلال رئاسة اردوغان للوزراء وقادت الى وقف لإطلاق النار العام 2013 الى جانب تخفيف للقوانين العنيفة على اللغة والثقافة الكرديتين.

ويقول محللون إن نحو نصف الأكراد يصوتون لحزب العدالة والتنمية وإن كثيرين منهم سيسيرون على نفس النهج اعتقادا منهم بأن اردوغان هو املهم في تسوية دائمة للسلام.

يذكر أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية سوف تجرى في 10 أغسطس المقبل، على أن تجرى جولة ثانية في 24 منه إذا لم يحصل أحد المرشحين على نسبة تفوق الـ50 في المائة.

أول استطلاع للرأي

حول الانتخابات الرئاسية التركية

أجرت شركة” غنار” للاستشارات والابحاث السياسية التركية بتاريخ 19- 23 من شهر يونيو/ حزيران الحالي، أول استطلاع للرأي حول الانتخابات الرئاسية التركية، المزمع اجراء الجولة الأولى منها في 10 أغسطس/ آب القادم.

وكانت أسئلة الشركة على النحو التالي:

- هل تؤيد ترشح أردوغان لمنصب الرئاسة؟

52.5 % قالوا نعم، و47.5 % قالوا لا.

- هل تؤيد ترشيح المعارضة لأكمل الدين احسان أوغلو؟

33 % فقط قالوا نعم، و67 % قالوا لا.

- لمن ستصوت في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

55.2 % سأصوت لأردوغان

35.8 % سأصوت لاحسان أوغلو

9 % سأصوت لصلاح الدين دميرطاش مرشح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي

وأكد 93.6 % من الذين استطلعت الشركة رأيهم تأييدهم لانتخاب الرئيس مباشرة من قبل الشعب.

700 جامع تركي يصلي التراويح

بختمة قرآنية هذه السنة

أصبح عدد الجوامع التي ستختم القرآن الكريم في التراويح 700 لهذا العام، منها ثمانون في ولاية إسطنبول.

وستصلى التروايح في 23 جامعاً - كجامع السلطان أحمد وجامع السليمانية وجامع الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري “جامع السلطان أيوب”- حسب طريقة “الأندرون” المعروفة في العصر العثماني.

السلطات الصينية

تحذر مسلمي إقليم سنجان

من الصوم

أنقرة ـ الأناضول ـ حذرت السلطات الصينية مسلمي إقليم، “سنجان”، ذي الحكم الذاتي للأيغور، الواقع في غرب البلاد، من الصوم خلال شهر رمضان المبارك.

ونشرت الإدارة المحلية للإقليم بيانا في موقعها على الإنترنت، حذرت فيه المسلمين الذين يعملون في المدارس والمؤسسات الحكومية، من الصوم، أو القيام بعبادات، مشابهة خلال شهر رمضان.

كما طالبت طلاب المدارس بعدم الصوم، والامتثال إلى القوانين المحلية.

وأفادت صحيفة “صباح بوسطاسي”، (بريد الصباح)، التي تصدر في جنوب الصين، أن مكتب الأرصاد الجوية، أفاد في بيان له في موقعه على الإنترنت، أنه “حسب تعليمات السلطات العليا، يرجى من الموظفين والعاملين في مكتب الأرصاد الجوية، عدم الصوم خلال شهر رمضان”.

وأضافت الصحيفة، أن إدارات مختلفة في الإقليم نشرت على مواقعها في الإنترنت، بيانات مشابهة، تدعو فيها موظفيها بالامتثال لتعليمات الجهات العليا، وعدم الصوم.

يشار أن الإدارات المحلية تحذر موظفيها، في كل عام، وتطالبهم بعدم الصوم خلال شهر رمضان المبارك، وقامت بعض الإدارات بتوزيع بطاقات مجانية للطعام، خلال الشهر الفضيل، من أجل دفع العاملين إلى الأكل وعدم الصوم.

وكانت الحكومة الصينية، أفادت العام الماضي، أن منع الموظفين من الصوم، لأسباب صحية فقط، وليس لأي أسباب أخرى.

مصر تحصل على برنامج

يراقب وسائل التواصل

تعرضت صحيفة “الجارديان “ لمساعي السلطات المصرية لتشديد الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي في سياق من ملاحقتها لحركة الاحتجاج التي لم تتوقف في الشارع المصري رغم مرور عام على الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس منتخب في التارخ المصري.

وكشفت الصحيفة عن حصول السلطات المصرية على برنامج كمبيوتر يقوم بتسهيل عمليات الرقابة على الاتصال التي يقوم بها الشباب على وسائل الإنترنت، مما يعرض حياة المعارضين حتى الذين يظلون في بيوتهم لخطر.

وبحسب إيفا بلام- دموني من جماعة الخصوصية الدولية “بريفسي إنترناشونال” قالت “في الحقيقة، يتعرض الشباب الذين يبقون في بيوتهم ولا يذهبون للتظاهرات ويحبون التواصل عبر الإنترنت لمخاطر هذه الرقابة”.

وأضافت أن الطبقة السياسية المصرية عادة ما تتهم بعدم التفاتها لاحتياجات الشباب الذين يعانون أكثر من آثار الإقتصاد والعلل الإجتماعية.

وفي كل عام ينضم لسوق العمل ما يزيد عن 800.000 شاب، في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة البطالة عن العمل 13.4% في مصر.

وتقول وزارة الداخلية إن هناك 16.000 معتقل تم اعتقالهم منذ الإطاحة بالرئيس مرسي، لكن تقديرات مستقلة لمنظمات حقوق إنسان تضع الرقم بحوالي 36.000 سجين.

هل ينجح «الحراك السني» في لبنان

في إيقاف تهميش أهل السنة

قبل ايام عدة، اصدرت “هيئة العلماء المسلمين في لبنان” وثيقة بعنوان “الحراك السني في لبنان” محورها إغلاق ملف الموقوفين الاسلاميين ووقف ما تسميه «التمييز الطائفي ضد أهل السنة والجماعة».

ودعت “الهيئة” إلى مؤازرتها في مطالبها التالية:

-  إبطال الأحكام الصادرة ضد الاسلاميين، واعتبارها أحكاما باطلة بطلانا مبرما.

- إطلاق سراح كافة الموقوفين الاسلاميين ومحاكمة المسؤولين عن تأخير محاكمتهم وتعويض الموقوفين وعائلاتهم عن الأذى البالغ الذي لحق بهم.

- إلغاء آلاف مذكرات التوقيف الصادرة بحق شباب السنة، "والتي هي بمثابة مذكرة توقيف جماعي بحق الطائفة السنية".

- محاكمة كل من يثبت تورطه في دهم المنازل وانتهاك حرمات البيوت وترويع النساء واﻷطفال اﻵمنين.

- محاكمة كل من يثبت تورطه في انتهاك الحقوق القانونية والكرامة اﻹنسانية ﻷي موقوف.

مباشرة تنفيذ الخطط والوعود الإنمائية لكافة مناطق أهل السنة المحرومة وتحديداً العاصمة الثانية طرابلس».

العين الاميركية

تراقب كل الاجانب

عبر الانترنت

واشنطن - خلصت لجنة مستقلة في تقرير نشر الثلاثاء 1 يوليو 2014الى ان البرنامج الاميركي “بريزم” لمراقبة اتصالات الاجانب على الانترنت مشروع ومفيد في الحملة ضد الارهاب وذلك في ختام تحقيق اطلقته بعد المعلومات التي كشفها ادوارد سنودن في 2013.

وكتبت لجنة حماية الخصوصية والحريات المدنية المؤلفة من خمسة اعضاء والتي كلفها الكونغرس والرئيس الاميركي باراك اوباما التحقيق في شرعية ودستورية عدة برامج مراقبة قامت بها وكالة الامن القومي التي كان سنودن يعمل لديها، ان “جمع المعلومات في اطار برنامج بريزم يسمح به القانون بشكل واضح”.

ويتيح بريزم لمحللي وكالة الامن القومي مراقبة الاتصالات الالكترونية لاشخاص اجانب وموجودين في الخارج كما يبدو بحسب الوكالة. وبحسب وثائق ادوارد سنودن فان فيسبوك وغوغل ومايكروسوفت وابل و”ايه او ال” وسكايب وياهو كلها يشملها هذا البرنامج، لكن الشركات نفت اعطاء امكانية الاطلاع المباشر على مشغلاتها.

وهذا البرنامج اعتمد بموجب المادة 702 من القانون الذي يحدد انشطة التجسس التي تقوم بها الحكومة الاميركية في الخارج واعتمد عام 2008

وكانت صحيفة واشنطن بوست اوردت الثلاثاء نقلا عن وثائق جديدة حصلت عليها من ادوارد سنودن ان وكالة الامن القومي حصلت في العام 2010 على اذن قانوني واسع النطاق بالتنصت على الاتصالات في 193 دولة باستثناء اربع دول ناطقة بالانكليزية هي بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلندا.

وبين الاهداف على هذه اللائحة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية كما اوردت الصحيفة الاميركية.

واستثنيت بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلندا لان الولايات المتحدة تقيم علاقات تعاون وثيقة جدا في مجال الاستخبارات مع هذه الدول.

والاذن القانوني مدته سنة ولا يعني ان وكالة الامن القومي استهدفت بشكل دائم الحكومات او المنظمات الواردة على لائحةالـ193 لكن كان لديها السلطة القانونية للقيام بذلك

العفو الدولية :

عام كارثي

على حقوق الإنسان في مصر

قال بيان لمنظمة العفو الدولية بمناسبة مرور عام علي الانقلاب العسكري في مصر ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي أن أمن الدولة سئ السمعة عاد ليعمل بكامل طاقته وأن هناك قرابة 40 ألف معتقل وحالات قتل واختفاء واغتصاب ، و80 معتقل على الأقل استشهدوا في المعتقلات منذ 3 يوليو 2013 .

وقالت حسيبة صحراوي نائبة مدير برنامج منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن “أمن الدولة سئ السمعة المعروف حاليا بالأمن الوطني يعود ليعمل بكامل طاقته، مستخدما نفس أساليب التعذيب وسوء المعاملة التي استخدمت خلال أسوأ أوقات عهد مبارك” .

وتحدث تقرير المنظمة عن “موجة من الاعتقالات العشوائية والاحتجاز، وحالات تعذيب ووفاة داخل أماكن احتجاز شرطية رصدتها المنظمة في مصر خلال العام الماضي منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي “ ، وقال أن الاعتقالات التعسفية، وحوادث التعذيب، والوفيات، رصدتها المنظمة بنفسها داخل أقسام الشرطة، هي أدلة واضحة على التدهور الحاد في مجال حقوق الإنسان، بعد العام الأول على رحيل الرئيس مرسي.

وتقول المنظمة إنها جمعت “أدلة دامغة” تشير إلى أن التعذيب “يمارس بشكل روتيني في أقسام البوليس وأماكن احتجاز غير رسمية مستهدفا بشكل خاص أعضاء وأنصار الجماعة” ، وأشارت إلى حالات سجلتها منها حالة لطالب قال إنه تعرض للتعذيب والاغتصاب خلال استجوابه محتجزا لمدة 47 يوما .

وأوضح التقرير، الذي صدر تحت عنوان : مصر اعتقالات عشوائية وحالات تعذيب ووفاة داخل أماكن احتجاز شرطية، أن التعذيب أصبح شيئا روتيني في أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز خاصة مع أعضاء جماعة الإخوان ومؤيديهم”، وأن التعذيب يتم على يد قوات من الشرطة التابعة للأمن القومي، ويكون في كثير من الحالات بهدف الحصول على اعترافات أو إجبار المعتقلين على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أو الزج بأسماء لتوريطهم، على حسب تعبير المنظمة .

وأشار التقرير إلى أن الشرطة المصرية استعانت بأساليب كانت تتبع في فترة حكم الرئيس المخلوع مبارك، والتي تضم الصدمات الكهربائية والاغتصاب داخل السجون وتقييد المعتقلين وتعليقهم.

وقالت المنظمة إن 80 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في الحجز منذ 3 يوليو 2013 نقلا عن موقع يسمى “ويكي ثورة” ، وأوردت المنظمة شهادات لبعض المعتقلين عشوائيا وأسرهم أدلوا بها للمنظمة ، وجددت انتقاداتها لما سمته أحكام إعدام جماعية “كشفت عن نواقص كبيرة في نظام القضاء الجنائي” ، في إشارة الي الحكم علي 200 من أنصار جماعة الإخوان بالإعدام في قضيتين منفصلتين في المنيا، من بينهم مرشد الجماعة .

وأكد تقرير المنظمة أن العشرات تم احتجازهم بصورة غير قانونيه، وحرموا من حقوقهم ، ففي كثير من الحالات كانت قوات الشرطة تلقي القبض على الناس في الشوارع أو من بيوتهم، وتحتجزهم دون أدلة واضحة على إدانتهم ، ودون أن تتيح فرصة للطعن في قانونية اعتقالهم أو معرفة سبب اعتقالهم .

وقال :” لقد عانى نظام العدالة في مصر نكسات كبيرة، خلال العام الماضي ، حيث كانت هناك محاكمات ذات دوافع سياسية ، وكشفت سلسلة أحكام الإعدام الجماعي أنه هناك جور ضد المعتقلين “ ، وتابع التقرير “أنه منذ يناير 2014 ، فإن المحكمة قد حكمت على 1.247 معتقل بالإعدام شنقا وتم تأييد الحكم ضد 247 معتقلا ، وهو ما يثبت جور وظلم المحاكمات”.

وأضافت المنظمة في بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس أن عدد المحتجزين والمسجونين يبلغ 16 ألف حسب تقديرات رسمية ويصل إلى 40 ألف حسب تقديرات أخرى غير رسمية، وأن هناك تقارير عديدة بشأن حالات تعذيب واختفاء قصري.

الجارديان":

حملة لطرد "بلير" من منصبه

لفساده ومساندته لـ"السيسي" الديكتاتور!

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "توني بلير" مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط والمستشار الاقتصادي لقائد الانقلاب العسكري يجسد الفساد والحرب، لذا يجب طرده من منصبه الدولي، لافتة إلى أنه دعم الانقلاب العسكري على الحكومة المنتخبة في مصر العام الماضي.

وأضاف المقال أن مصر تعيش اليوم تحت وطأة حملة وحشية من القمع المتواصل منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المصري المنتخب د. محمد مرسي العام الماضي، مشيرة إلى مقتل ما يزيد عن 2500 متظاهر في الشوارع وبلا رحمة على يد قوات الأمن، وسجن واعتقال أكثر من 20 ألف ناشط، والحكم على 1000 آخرين بالإعدام، فضلا عن كبت الحريات وانتهاج سياسة التعذيب المنهجي للسجناء والمعتقلين.

وأشارت الصحيفة إلى الحكم الأخير بالسجن ضد صحفيي قناة الجزيرة الثلاثة 7 و10 سنوات بزعم نشرهم "أخبارًا كاذبة".

وتابع المقال أن قائد الانقلاب العسكري في مصر الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي أصبح اليوم رئيسًا لمصر، بعدما حصوله على 96% من أصوات الناخبين عبر انتخابات وصفته بالمزورة، حظر جماعة الإخوان المسلمين صاحبة الأغلبية في جميع الاستحقاقات الانتخابية الحرة التي تمت عقب ثورة 25 يناير.

وأشار المقال إلى أن هذا هو النظام الذي من المفترض أن يعمل معه مبعوث الرباعية للسلام "توني بلير" الذي تم اختياره مستشارا اقتصاديا للسيسي لعملية "الإصلاح الاقتصادي في مصر" كجزء من البرنامج الذي تدعمه دولة الإمارات العربية المتحدة، لافتة إلى أن "بلير" يسعى حاليًا للحصول على أكبر دعم ممكن لهذا "الديكتاتور المصري" على حد تعبير الصحيفة.

وأضاف المقال أن "بلير" كان يمثل صورة من صور الفساد في قلب الحياة العامة ببريطانيا، موضحا أن "الإصلاح الاقتصادي" الذي يسعى "بلير" إلى تطبيقه في مصر ينطوي بلا شك على الخصخصة والتحرر من القيود التي تعيق عمل ممولي هذا المشروع، الأمر الذي أثبت فشله في بريطانيا.

دراسات وأبحاث

رياح الفوضى تهب على العالم العربي

بتصرف من مقال للأستاذ  فهمي هويدي

تحت أعيننا تُرسم الآن خرائط جديدة للشرق الأوسط،المرئي منها يتبنى سيناريو الفوضى.

سنحتاج إلى وقت لكي نعرف ما إذا كانت هناك علاقة بين الحاصل في العالم العربي الآن وبين السيناريوهات التي سمعنا بها من قبل (الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو الفوضى الخلاقة).

وليس بمقدورنا أن نتبين دور قوى الخارج فيما يجري، إلا أن ما يبدو لنا الآن أن إرهاصات الفوضى الحاصلة هي صناعة محلية في الغالب، صحيح أن تفكيك العراق -مثلا- تم بأيدٍ أميركية منذ بدء الاحتلال عام 2003، حين تعامل الأميركيون مع البلد ليس باعتباره وطنا للعراقيين ولكن بحسبانه مكانا تساكنت فيه الطوائف الثلاث السُنة والشيعة والأكراد وآخرون، إلا أن أهل البلد حين أداروها فإنهم كرسوا التمزق وأقاموا الأسوار عالية بين الفئات الثلاث. وتحول الوطن إلى ساحة للقتال يشكل الموت عنوانا لها والقتل طقسا يوميا يمارسه الجميع بغير كلل أو ملل.

في عدد 20/6 من جريدة "الشرق الأوسط" جاء فيه أن مائتي ألف متطوع يتجمعون لقتال داعش، وأن الوقف السني في الجنوب أعلن عن تسجيل خمسة آلاف متطوع من شباب أهل السُنة وأن ناطقا باسم ثورة عشائر العراق قال إنها تتهيأ لدخول بغداد من محورين لإسقاط حكومة المالكي، في العدد ذاته أن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني أعلن أنه سيجلب كل قوات البشمركة للحفاظ على كركوك والدفاع عنها، وأن آلاف العوائل المسيحية في سهل نينوى نزحت إلى أربيل (الإقليم الكردي).

وهي القرائن التي فصلت فيها مجلة تايم الأميركية وعرضتها على ثماني صفحات في عدد 20/6، الذي كان عنوان غلافه من كلمتين هما: "نهاية العراق" والكلمتان استعارة لعنوان كتاب صدر عام 2006 للسياسي والدبلوماسي الأميركي بيتر جاليبيرت، وقد تبنى فيه فكرة تقسيم العراق إلى ثلاث دول سُنية وشيعية وكردية. وهي الفكرة التي كانت متداولة في أوساط الخارجية الأميركية.

الحاصل في العراق يُعد نموذجا للفوضى التي نتحدث عنها، إذ الجديد فيه بعد احتلاله وتدميره أمران أولهما الزحف المفاجئ والتقدم المباغت لجماعة "داعش" وتحولها إلى لاعب رئيسي في الساحة السياسية، من حيث إنها بدت في جانب منها تعبيرا عن انتفاضة أهل السُنة، وهو ما استنفر المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني، فدعا إلى ما سماه "الجهاد الكفائي" وهو ما أعطى دفعة قوية لفكرة الحرب الطائفية.

الأمر الثاني تمثل في الجهر بالدعوة إلى استقلال كردستان (الذي هو واقع من الناحية العملية، والتلويح بورقة تقنين الوضع وإضفاء الصفة الرسمية عليه بإتمام الانفصال، وهو ما شجعته إسرائيل ودافع عنه في العلن رئيس وزرائها ووزير خارجيته).

الدولة في العراق لم ينفرط عقدها فحسب، ولكنها صارت بابا لحرب طائفية تأتي على ما تبقى من استقرار في المنطقة.

ذلك أن إعلان دولة سُنية في العراق لا يفتح الباب لاندثار الدولة العراقية واستبدالها بحريق طائفي كبير فحسب، وإنما يمثل أيضا تمددا في الأراضي السورية وتهديدا بطرق أبواب الأردن والسعودية وقلقا في الكويت والبحرين، وإخلالا بالتوازنات الحاصلة في لبنان.

أما انفصال الإقليم الكردي، فالتداعيات المترتبة عليه لا تقل جسامة ولا خطرا. من ناحية لأن ضم كركوك والتمترس داخلها والاستعداد للقتال دفاعا عن إلحاقها بالإقليم الكردي يؤجج الصراع المسلح مع بغداد، ليس فقط لأن كركوك أحد معاقل تصدير النفط ولكن أيضا لأن المدينة لم تكن كردية يوما ما، ولكن الأغلبية الكردية لم تتوفر لها إلا بعد تهجير بعض سكانها الأصليين (العرب والتركمان) منها.

من ناحية أخرى، فإن انفصال الإقليم وإقامة دولة مستقلة باسم كردستان، يثير العديد من الأسئلة حول موقف الأكراد في الدول الأخرى المحيطة (العدد الكلي لهم بحدود ثلاثين مليونا). ومن المفارقات أن قضية الأكراد ليست عراقية في حقيقة الأمر، ولكنها تركية بالأساس حيث النسبة الأكبر منهم (أكثر من 15 مليونا) يقيمون في تركيا، وعددهم في إيران ستة ملايين، أي أنهم أكثر من أكراد العراق البالغ عددهم خمسة ملايين، وإلى جانب هؤلاء وهؤلاء فهناك مليونان من الأكراد في سوريا.

السؤال الأهم هو: ما موقف الأكراد في الدول المجاورة؟ وكيف ستكون علاقتهم بالدولة الجديدة؟ وهل يمهد ظهور دولة كردستان لإعادة رسم خرائط المنطقة المحيطة؟ وإلى أي مدى يمكن أن تقبل تركيا أو إيران بذلك؟ ذلك أنني أفهم مثلا أن الحكومة التركية على استعداد لدخول حرب تستمر مائة عام للاحتفاظ بالمنطقة الكردية ضمن أراضيها، إذ النسبة الأكبر منهم يعيشون في الأناضول، وهي منطقة المياه الوفيرة والزراعة التي تعتمد عليها تركيا.

احتمال إعادة رسم حدود دول الجوار لإقامة كردستان الكبرى ليس واردا في الأجل المنظور لأنه يفتح الباب لحروب في المنطقة لا حدود لها، لكن استقلال كردستان العراق لابد أن يكون له أثره على الأقل في توازنات الإقليم، الأمر الذي يمكن أن يكون له أثره في استمرار النزاعات الحدودية فيها.

خارج منطقة الشام تتفاوت مؤشرات الاستقرار والفوضى، فمصر تواجه مرحلة صعبة، جراء معاناتها من الأزمة السياسية والاقتصادية.

فالمواجهة بين السلطة الجديدة وبين الإخوان ومعها جماعات الإسلام السياسي من ناحية، وبينها وبين جيل ثورة يناير 2011 لا تزال تلقي بظلالها على أجواء الاستقرار المنشودة.

وقد واجهت السلطة الطرف الآخر بالأساليب الأمنية والمحاكمات التي قضت بإعدام أكثر من ألف شخص، غير أحكام السجن والغرامة المشددة التي استهدفت شرائح واسعة من الشباب.

في الوقت ذاته، فإن الأزمة الاقتصادية الضاغطة التي اقترنت بتعثر عجلة الإنتاج بسبب عدم الاستقرار الأمني، من شأنها أن تحدث توترا اجتماعيا سوف يتزايد حيث يتم رفع الأسعار في الفترة المقبلة، نتيجة رفع الدعم وتعالي مؤشرات الغلاء.

وحين يحدث ذلك في أجواء الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة فإن انعكاسه على الاستقرار الاجتماعي يظل موضع تساؤل.
نذر الفوضى أكثر وضوحا في اليمن الذي لم تستقر أوضاعه طوال الثلاث السنوات الماضية.

فعناصر الثورة المضادة لم تتوقف عن محاولة إجهاض الثورة وتعطيل مسيرتها،

ومصادر الاضطراب تتراوح بين دعوات الانفصال في الجنوب

وعناصر القاعدة المستمرة في إنهاك الجيش والشرطة،

والاشتباك مع الحوثيين في الشمال الذي ينفجر كل حين.

والحاصل في السودان منذ انفصال الجنوب الذي لم يحقق له الاستقرار أدخل في طور آخر من القلاقل، وهي التي تراوحت بين أزمة السلطة والمعارضة في الخرطوم وطموحات الانفصال التي تراود البعض في دارفور وشرق السودان والنوبة.

نذر الفوضى لها صداها في المغرب العربي أيضا، إذ بلغت تلك الفوضى ذروتها في ليبيا التي يلوح فيها شبح التقسيم مقترنا بالحزازات والصراعات القبلية، إضافة إلى أنشطة المجموعات المسلحة، وليست معروفة نهاية الصراع القائم الآن بين بنغازي في الشرق حيث يتمترس اللواء خليفة حفتر مؤيدا ببعض عناصر الجيش والرموز الموالية، وبين طرابلس في الغرب حيث السلطة الشرعية ومقر ثوار 17 فبراير، وهو الصراع الذي تتداخل فيه النزاعات القبلية والجهوية مع التجاذبات بين الإسلاميين ومعارضيهم.

الوضع أفضل بصورة نسبية في بقية الدول المغاربية، ولا مفر من الإقرار بأن تونس تعد استثناء بين دول الربيع العربي، من حيث نجاح السلطة التي أفرزتها الثورة في الحفاظ على وتيرة الاستمرار وتجنب رياح الفوضى.

ولا نستطيع الادعاء بأن تلك الرياح اختفت تماما، بل لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إنها كامنة على الأقل.

ذلك أن الصراع لا يزال قائما بين سلطة الثورة وبين غلاة السلفيين من ناحية وبين غلاة العلمانيين الراغبين في إفشال التجربة من ناحية ثانية.

صحيح أن الأوضاع ليست مستقرة تماما في المغرب والجزائر وموريتانيا، إلا أننا نكاد نلمس أثرا لرياح الفوضى في محيطها.

إذا جاز لنا أن نعلّق على تلك "اللوحة" فإننا نخلص منها إلى ملاحظات عدة في مقدمتها ما يلي:

- إن دور القوى الغربية في تحريك عوامل الفوضى ليس واضحا وليس مقطوعا به، رغم وجوده في الخلفيات والجذور (العراق مثلا).

وإذا كان كثيرون يتحدثون عن تراجع دور أميركا بشكل عام، إلا أن ذلك لا يعني أنها خرجت من المنطقة لأن حضورها مستمر، ولكنه يعني أن واشنطن وجدت أن تفاعلات العالم العربي لا تتعارض مع مصالحها في نهاية المطاف.

- إن ما يجري في العالم العربي قدم أكبر خدمة لإسرائيل في الأجل المنظور، ذلك أن الصراعات العربية لم تؤد إلى تآكل وإضعاف بعض تلك الدول، فحسب، ولكنه أيضا صرف الانتباه عن الخطر الإسرائيلي ومخططات الاستيطان والتهويد، وهو ما يسوغ لنا أن نقول بأن إسرائيل هي الفائز الأكبر من الصراعات العربية.

- إن تيارات الغلو والعنف المنسوب إلى الدين خرجت من عباءة الظلم والقهر والاستبداد، الأمر الذي يسلط الضوء على أهمية إفساح المجال لتيارات الوسطية والاعتدال، ويبرز في الوقت ذاته خطورة استهداف تلك التيارات الأخيرة، الأمر الذي يعد إسهاما غير مباشر في إفساح الطريق أمام تيارات الغلو وإطلاق العنان للفوضى.

إن ما يجري الآن في العالم العربي إذا لم ينبهنا ويعيد إلينا الوعي والرشد، فمتى يمكن أن نفيق إذن؟

المشرق العربي

الوجه الآخر للصورة

ميدل ايست أونل اين

الآن تحرر جني الطائفية من قمقمه ليطغى على التنافس التقليدي بين دول الشرق الأوسط حتى وإن ظل هذا التنافس يلعب دورا في الأحداث.

في عام 1979 أدت الثورة الإسلامية لصعود نظام شيعي للحكم في إيران لتمنح بعدا طائفيا للسباق القديم على النفوذ في الخليج بين إيران والسعودية التي يسودها الفكر الوهابي.

كما أدى الغزو الأميركي عام 2003 إلى تفكك العراق على أسس عرقية وطائفية ليمنح الأغلبية الشيعية اليد العليا على الأقلية السنية ويعيد تشكيل توازن القوى الذي استمر قرابة قرن.

وفي سوريا يضع الصراع الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد في مواجهة شاملة مع مقاتلين معظمهم من الأغلبية السنية. واجتذب هذا الصراع متطوعين جهاديين ليخلق ساحة قتال طائفي هائلة تمتد من بغداد وحتى بيروت.

وقال فالي نصر المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية والباحث الأكاديمي في شؤون الشرق الاوسط والباحث بمؤسسة بروكينغز "لا يوجد احساس بوجود هوية مشتركة. وبالتالي فكلما حدث انقسام على السلطة مثلما هو الحال في لبنان وسوريا والعراق والبحرين ينتهي بهم الأمر للتعارك بشأن من سيفوز. أصبح الوضع هو: الفائز يحصل على كل شيء".

ويقول كثير من المحللين ان الدين يستخدم كسلاح لاعطاء زخم للمصالح المتنافسة لكن الهوية الطائفية بدأت تتخذ لنفسها نمطا خاصا سريع الانتشار يخرج في بعض الأحيان عن سيطرة من يحملون السلاح.

ويقول فالي نصر "الهويات القومية في هذه الدول تتراجع بينما تزداد الهويات الطائفية وضوحا."

ويقول طارق عثمان مؤلف كتاب "السيناريو الخطير في شرق البحر المتوسط" إن الصراع "ليس دينيا خالصا ولا سياسيا بالكامل.. العاملان يمتزجان ويغذيان بعضهما البعض وتلعب المصالح الشخصية والمواجهات الجغرافية السياسية دور الحطب للنار."

ويقول عثمان إن الحروب الطائفية تحدث في وقت تمر فيه المجتمعات العربية بتحول من النظام السياسي القديم في أعقاب الاطاحة بحكام مستبدين حكموا بلادهم لسنوات طوال إلى نظام لم تتحدد ملامحه بعد.

ويقول عثمان "لو حدث ذلك فسيشكل ذلك خطرا ليس على كل الدول ذات السيادة في تلك البقعة من العالم فحسب وليس على الاقليات الدينية فحسب بل على جميع المجتمعات."

ويتوقع كثيرون أن يستمر القتال حتى تقوم كل الفصائل - من شيعة وسنة وأكراد وعلويين من سوريا إلى العراق - بتشكيل مناطق حكم خاصة بها حتى لو ظلت ضمن الحدود الدولية ذاتها.

تقسيم العراق

مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي وضعه المحافظون الجدد والقاضي بتقسيم الدول القائمة حاليا إلى ما بين 54 و56 دويلة على أسس عرقية ودينية ومناطقية، تضمن شرذمة بلاد ما بين النهرين إلى ثلاث دويلات والتخلص من العراق الموحد.

تقول الوثائق الأميركية أنه في سنة 2006 عندما كان جو بايدن لا يزال عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير وقبل أن يصبح سنة 2008 نائبا للرئيس أوباما، اقترح تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق ذات استقلال شبه ذاتي للشيعة والسنة والأكراد.

واعتبر بايدن آنذاك أنه إذا اتبعت الولايات المتحدة خطته، ستكون القوات الأميركية خارج العراق بحلول العام 2008، بدون أمل لعودة حزب البعث إلى السلطة أو أي تنظيم سياسي آخر ذا توجه قومي، محذرا من ان العراق سيدخل في دوامة صراع طائفي يمكن ان يزعزع استقرار المنطقة بأسرها، إذا لم ينفذ المخطط التقسيمي، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.

وعلى غرار اتفاقية "دايتون للسلام" في البوسنة والهرسك التي أبرمت العام 1995، سعت خطة بايدن إلى إقامة ثلاث دول تحت غطاء حكم ذاتي موسع.

الكيان الصهيوني الذي دعم جهود تفتيت العراق، خرج كذلك إلى العلن بتأييد التقسيم، فيوم الأحد 29 يونيو أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمه لقيام دولة كردية.

وقال نتنياهو في معهد "آي.إن.إس.إس" البحثي التابع لجامعة تل أبيب إن هناك انهيارا في العراق وغيره من مناطق الشرق الأوسط التي ترزح تحت صراعات بين السنة والشيعة.

وأضاف "علينا.. أن ندعم التطلعات الكردية من أجل الاستقلال". وتابع نتنياهو أن الأكراد "شعب مناضل أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي ويستحق الاستقلال السياسي".

في واشنطن وعواصم أخرى ينسى الكثيرون أن للعراق تاريخ يعود إلى 6000 عام، وأنه رغم الحروب والغزوات بقي البلد موحدا وقويا وإن كان بعد فترات محن.

العراق

ماذا جرى

في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي بي إس CBS" الأميركية، قال أوباما (22-6-2014) إنّ "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) "استغلّ حدوث فراغ في السلطة في سوريا لجمع الأسلحة والموارد وتوسيع سلطته وقوته على الأرض".

وردّاً على سؤال فيما إذا قرّرت واشنطن دعم قوات المعارضة المعتدلة في سوريا، فهل سيكون هذا الفراغ موجوداً، أجاب أوباما: "فكرة وجود قوة سورية معتدلة جاهزة لهزيمة الأسد ليست صحيحة وبالتالي، فإنّ الفراغ بكل الأحوال سيكون موجوداً". وأوضح أوباما أنّ إدارته "استهلكت وقتاً كبيراً في العمل مع المعارضة السورية المعتدلة"، ولكن وجود معارضة مثل هذه قادرة على الإطاحة ببشّار يبدو الأمر غير واقعي و"فانتازيا"، بحسب تعبيره.

الخطر الذي يتهدد العراق وسوريا أيضا ليس أن يتمكن تنظيم “داعش”، في ظل انهيار الدولة العراقية الموحدة وتضاؤل مستقبل الدولة السورية الواحدة، من إقامة إمارة له في المناطق الحدودية المتداخلة ذات الأغلبية “السنية” في هذين البلدين، بل الخطر أن تستمر الأمور في الاتجاه الذي تسير فيه الآن والذي بات واضحًا أنه قد ينتهي إلى تثبيت الأمر الواقع الحالي الذي إذا تحلينا بالشجاعة المطلوبة لقول الحقيقة فإنه يعني “التقسيم” الذي يواصل الوجدان العراقي والسوري والوجدان العربي أيضا رفضه واعتبار أنه كارثة الكوارث ومن المحرمات التي لا يجوز ملامستها أو الاقتراب منها.

إن هذا هو الواقع وإلاَّ ما معنى أن ينسحب جيش نوري المالكي خلال أقل من أسبوعين من كل مناطق السنة العرب وأن يواصل إدارة ظهره لكل الذين يحاولون تدارك الأمور قبل أن يصبح الحفاظ على وحدة العراق من سابع المستحيلات..

ثم وإلاَّ ما معنى أن يتشبث نظام بشار الأسد بالمناطق المتاخمة لما يمكن أن يكون دولة علوية ويواصل تدميره المنهجي للمناطق ذات الأغلبية السنية؟..

ما معنى هذا؟.. ولماذا يحصل هذا الذي يحصل إنْ في العراق وإنْ في سوريا؟!

في تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها لفضائية “سي إن إن” الأميركية قال الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان: “إن العراق يعاني من انهيار واضح وإنَّ الحكومة المركزية فقدت سيطرتها على كل شيء.. نحن لم نتسبب في انهيار العراق، بل إن غيرنا هو السبب.. إننا نشهد عراقًا جديدًا يختلف عن العراق الذي كنا نعرفه قبل عشرة أيام، ولذلك فإنه آن الأوان كي يحدد الأكراد هويتهم ورسم مستقبلهم وتحديد مصيرهم وحدهم”.

وأشار بارزاني إلى أن موضوع استقلال كردستان بات مطروحًا، وهو قال عندما سُئل عن سيطرة قوات “البيشمركة” على منطقة كركوك الغنية بالنفط: “لم يكن لدينا شك في أي وقت بأنَّ كركوك تعتبر جزءًا من كردستان.. لقد حَاولَت كردستان أن تضمها إليها منذ عشرات الأعوام.. إننا لم نرَ جدية من قبل الحكومة المركزية في وقت هذه الأحداث التي تجري في العراق الآن، ولذلك فقد عاد هذا الموضوع، أي موضوع (إعادة) كركوك لكردستان، للطرح مجددًا”.

أن كل هذا الذي جرى بدءًا بالعاشر من هذا الشهر (يونيو/ حزيران) لم يأتِ عرضًا وأنَّ هناك مؤامرة بدأت باستبعاد السنة العرب استنادًا إلى معادلة المنتصر والمهزوم التي جرى رسمها بعد انهيار نظام صدام حسين في عام 2003

لقد قال بول بريمر في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية قبل أيام: “إنَّ من مصلحة الولايات المتحدة أن يكون العراق مستقرًّا وموحدًا وديمقراطيًّا، لكن المصالح الأميركية الإقليمية تبقى أوسع من هذا، إذ إن البنية السياسية القائمة منذ قرن أصبحت على المحك الآن في المنطقة كلها.. وستكون العواقب هائلة على أصدقائنا وحلفائنا هناك”.

ولعل ما هو الأخطر في كل ما كشف بريمر النقاب عنه في هذا المقال هو أن “الأميركيين الذين ضغطوا في الماضي لتقسيم العراق بحذر قد يحصلون في النهاية على ما كانوا يتمنونه لكن الثمن سيكون باهظًا جدًّا، إذ ستستجد حرب إقليمية إلى جانب هذه الحرب الأهلية العراقية.. وسيكون التحرك الأميركي الآن أقل صعوبة من المرحلة اللاحقة”..

فماذا يعني هذا؟!

إنه يعني تثبيت التقسيم الحالي الذي من الواضح أن تقسيمًا آخر سيأتي بعده مباشرة، وهو تقسيم سوريا التي يبدو أنها أصبحت جاهزة للتقسيم بعد إنهاء قضية تدمير الكيماوي، وبعد أن قال باراك أوباما، إنه لا ضرورة لتزويد المعارضة السورية (المعتدلة) بالأسلحة لأنها لا تستطيع إلحاق الهزيمة بجيش بشار الأسد.. ألا يعني هذا أنه دعوة للتقسيم وعلى أساس الأمر الواقع القائم؟!

إنّ ما يحصل في العراق لا ينفصل عمّا جرى ويجري في سوريا من شرذمة للمجتمع المتنوع في تركيبته ومن هدم للبناء الوطني الواحد، ولا عن محاولات تفكيك اليمن وليبيا بعدما جرى أصلاً تقسيم السودان إلى دولتين، ولا عن إثارة الغرائز الانقسامية بين المذاهب الإسلامية.

بل إنّ كلّ ذلك يؤكّد جدّية المشروع الإسرائيلي/الأجنبي الساعي لتفتيت ما هو أصلاً مقسّمٌ عربياً منذ قرنٍ من الزمن، ولإقامة دويلات "فيدرالية" متصارعة فيما بينها ومتفاهمة مع  قوى أجنبية، ترث "الرجل العربي المريض" كما ورثت اتفاقيةُ (سايكس/البريطاني وبيكو/الفرنسي) مطلع القرن الماضي "الرجلَ التركي المريض".

من يقاتل من في العراق؟

خارطة المشهد السني المسلح في العراق

بقلم:هاني نسيرة

اتضح مع الوقت أن أطراف الصراع في الأزمة العراقية الراهنة ليس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام( داعش) في طرف وقوات المالكي في طرف آخر، بل تتسع الصورة لتشمل أطرافا أخرى تقترب أو تبتعد جزئيا أو كليا من الطرفين الرئيسين قوات تنظيم الدولة الإسلامية( داعش) المتمددة وقوات المالكي المنسحبة دواليك من عدد من المدن في غرب العراق، وصار يبحث عن جيش رديف في 11 يونيو وأعلن مسئولوه عن تأسيس مديرية للحشد الشعبي في 16 يونيو الماضي.

أطراف الانتفاضة السنية في العراق:

ارطة المشهد السني المسلح في العراق

مكننا تحديد القوى السنية الفاعلة مع داعش في القوى الآتية:

- قوى ذات طابع سياسي ووطني ضد تقسيم العراق:

هي قوى تقف ضد تقسيم العراق وضد صبغ الصراع مع حكومة المالكي طائفيا وتهدف لمنح المحافظات السنية حكما ذاتيا على غرار كردستان دون تفكيكها، ويمثل هذا الاتجاه  المجلس الأعلى لثوار العشائر في العراق الذي يجمع العشائر السنية، والمجلس العام لثوار العراق، وجيش الطريقة النقشبندية بقيادة عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وكتائب ثورة العشرين، وجيش نظام صدام، وبعض رموز الطائفة السنية المؤيدة لهذا الحراك كمفتى الديار العراقية رافع الرفاعي والشيخ أبو منار العلمي وغيرهم.

- جماعات جهادية قريبة من داعش:

هي قوى تتوافق مع داعش أيدولوجيا ترى ضرورة إقامة دولة إسلامية جهادية، ورغم ما بينها وبين داعش من اختلافات في الطبيعة والأفكار، والميل الشديد للعمليات الانتحارية الذي تتميز به داعش، إلا أنه تم توافق فيما بينها على مواجهة قوات المالكي المنسحبة، ويعبر عن هذه الاتجاه  مجموعات" الجيش الإسلامي" بقيادة الشيخ حمد العيسى، وجيش أنصار السنة وجيش المجاهدين وهي مجموعات تكونت عقب الغزو الأمريكي للعراق من عناصر من جيش صدام حسين.

- أطياف سنية مختلفة:

عبر عنها مجموعات سنية وعشائرية مختلفة، ولا تنتمي لهذه التنظيمات السابقة، وترى هذه الأطراف المختلفة في المجال السني أن اختزال الثورة في تنظيم الدولة الإسلامية( داعش) هو تشويه لها، بغية وأدها، وأنها عملية إعلامية يراد بها إجهاض ما سمته "الثورة" كما ذكر بيان هيئة علماء المسلمين في العراق في 9 يونيو الماضي.

إن المتابع لافتتاحيات الصحف الأمريكية والبريطانية والغربية عموما يلاحظ بشكل واضح هذا التركز المتعمد على تنظيم "دولة العراق والشام".

لعل هذا المدخل في قراءة الخارطة السنية كاملة فيما يحدث في العراق، يفسر الانهيار السريع لقوات المالكي أمام أطياف سنية متعددة وإن تقدمتها داعش.

فقد نشر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام( داعش)، في 10 يونيو الماضي، مع بدء عملياته التي فاجأ بها الجميع، صوراً لمقاتليه وهم يدمرون أجزاءً من الحدود الفاصلة بين سوريا والعراق، وصرح هؤلاء المقاتلون أنهم  "يدمرون حدود سايكس - بيكو".

ذلك الاتفاق السري الذي تم بين السّير  الإنجليزي مارك سايكس  ونظيره الفرنسي، فرانسوا جورج بيكو، اللذين أنهيا في مايو 1916 مفاوضات سرية، كشفها الروس حينئذ وتم بمقتضاها تقسيم مناطق النفوذ وحدود الدول القطرية في الشرق الأوسط بين الدولتين العظميين حينئذ.

حتى مساء السبت 21 يونيو الحالي نجح المسلحون وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام( داعش) في السيطرة على مدينة القائم ومعبرها الحدودي ومدينتين إلى الشرق منها، مما يتيح لهذا التنظيم أن يبسط سيطرته على معظم حوض نهر الفرات من الرقة في سوريا وحتى الفلوجة على المشارف الغربية لبغداد، وبذا يكون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والتنظيمات التي تقاتل إلى جانبه قد بسطت سيطرتها على معظم حوض نهر الفرات من الرقة في سوريا وحتى الفلوجة على المشارف الغربية لبغداد.

حتى يوم الاثنين 23 يونيو نجح المسلحون السنة في السيطرة على جميع المعابر بين العراق من جهة وبين سوريا والأردن من جهة أخرى. كما سيطر المسلحون على مدينتي راوة وعانة وتقدمهم غربا حيث طوقت مدينة حديثة ، وهي تطورات مهمة وتمثل رافدا إضافيا ل داعش في السيطرة على مصادر جديدة للتمويل واتساع النفوذ، فقضاء كالقائم فضلا عن كونه معبرا رئيسيا بين سوريا والعراق فان هناك منشاة  "عكاشات  الكيماوية " لاستخراجا لفوسفور،  وتضم المصنع الرئيسي في العراق لاستخراج اليورانيوم  " Yellow Cake "، وتتميز حديثة بموقعها الاستراتيجي شرق الأنبار والأقرب لمحافظة صلاح الدين ومصفاة بيجي بالتحديد( تنتج 175 ألف برميل يوميا)،  كما تضم حديثة قاعدة عسكرية استراتيجية تعرف بقاعدة البغدادي تضم قطعات برية وقاعدة جوية  "  سيطر عليها المسلحون أيضا أيضا يوم السبت 21 يونيو، وهو ما دفع قوات المالكي للتحصن داخل منشأت سد حديثة مدعومين بالمدافع ومنصات الصواريخ، ويعد سد حديثة  المائي ثاني اكبر السدود المائية في العراق بعد سد الموصل، كما انسحب الجيش العراقي من قضاء تلعفر في 22 يونيو، لمنطقة سنجار من أجل تنظيم صفوفه، كما أعلن متحدثوه.

تفتيت الشرق العربي

ما عاد شبحا

وإنما أصبح حقيقة في العراق وسوريا

الوصف:

رأى الكاتب "روبرت ف. وورث" في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه على مدى الأسبوعين الماضيين، أصبح الشبح الذي طارد العراق منذ تأسيسها قبل 93 عاما حقيقة واقعة: التقسيم الفعلي للبلد إلى كانتونات سنية وشيعية وكردية.

ومع استمرار مسلحي الثورة في تثبيت مواقعهم في جميع أنحاء شمال وغرب العراق، وما بدا أن جيش المالكي غير قادر على صدَ هجماتهم، بدأ المراقبون في الداخل والخارج يتساءلون عن مدى إمكانية تصحيح الأوضاع في البلاد والعودة بها إلى سابق وحدتها.

ذلك هو السؤال لا يتردد في سوريا -التي تنقسم أيضا بشكل فعال إلى دويلات معادية-، وفقط، ولكن أيضا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وفقا للكاتب، حيث لا تزال الشرارات التي أطلقتها الانتفاضات العربية في العام 2011 تلتهم الهياكل والحدود السياسية التي سادت منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمان.

بعد تقسيم العراق واحتمال تفتيت سورية على أسس طائفية أو عرقية، من غير المرجح أن يُقدم أي حل لهذا الاختلال الوظيفي في المنطقة، وفقا للمحللين، كما قد يتولد عن هذا صراعات جديدة تقودها الأيديولوجية، النفط وغيره من الموارد.

"ما لا يقل عن ثلث البلاد غير خاضع لسيطرة الحكومة في بغداد"، كما قال زيد العلي، وهو محلل عراقي ومؤلف كتاب "النضال من أجل مستقبل العراق"، وأضاف: "لكن أي محاولة للاعتراف رسميا بهذا الواقع قد يؤدي إلى كارثة أكبر، لأسباب ليس أقلها المناطق المختلطة العديدة من البلاد، بما في ذلك بغداد، حيث ستترتب على لك حدوث حمامات دم مع محاولة المجموعات المتضاربة إثبات الوقائع على الأرض".

وقد حثت إدارة أوباما السياسيين العراقيين من مختلف الطوائف للعمل معا، ولكن وزارة الدفاع الأمريكية، وفقا للكاتب، التي لا تتردد في ضخ المزيد من القوات في نزاع معقد وعميق الحذور، ألمحت، بهدوء، إلى أنها يمكن أن تتعايش مع التقسيم الحاليَ للعراق، على الرغم من الأخطار التي تشكلها المعاقل "المسلحة" الجديدة في الصحارى التي تربط بين سورية والعراق.

غير أن السياق هذه المرة، كما استدرك الكاتب، يختلف عما كان عليه الأمر قبل عقد من الزمن: بدأت الكراهية الطائفية تغير الحمض النووي السياسي في المنطقة بشكل يجعل من الحدود القديمة المرسومة أكثر عرضة للخطر.

ذلك أن كثيرا من السنة العاديين يصفون الاستيلاء على الموصل وغيرها من المدن باعتبارها ثورة شعبية ضد الحكومة التي يقودها الشيعة وليس هجوما إرهابيا.

ومع مسارعة لحشد إيران، عدوهم التاريخي، الطائرات من دون طيار وغيرها من الإمدادات العسكرية لمساعدة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في استعادة السيطرة على الشمال -وحماية الجنوب-، فإن الكثير من السنة قد ينفرون أكثر من الدولة المركزية.

وفي الأسبوع الماضي، أصدرت "داعش" تقريرا من ثماني صفحات تندد فيه بنظام الحدود في الشرق الأوسط الذي فرضه الاستعمار، كما وصفته، وتضمن صورا من مقاتليها وتدمير ما وصفته "الحواجز الصليبية" بين العراق وسوريا.

ي الوقت نفسه، يقول الكاتب، فإن هجوم مقاتلي داعش جعل من الانفصال الرسمي لكردستان العراق حتى الآن أكثر قبولا.

أدت الأزمة إلى فرار الجنود العراقيين من كركوك، المدينة الشمالية المتنازع عليها المدينة الغنية بالنفط، والتي كان من بين العقبات الرئيسة الأخيرة أمام الاستقلال الكردي.

عبر الحدود في سوريا، فإن المنطقة الكردية في شمال البلاد هي أيضا مستقلة فعليا عن دمشق، بجيشها الخاص لحكومة مؤقتة. وتركيا، التي عارضت بشدة في الماضي دولة كردية مستقلة على حدودها، ترى الآن في الأكراد منطقة عازلة مستقرة بينها وبين مقاتلي داعش.

قد اقتُرحت فكرة تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء في الماضي كحل لمشاكل البلاد. ففي عام 2006، روج جوزيف بايدن، وكان عضوا في مجلس الشيوخ، للفكرة، واستحضر أنموذج تفكك يوغوسلافيا السابقة واتفاقات دايتون في منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

لكنَ الكثير قد تغير على مدى السنوات الثماني الماضية، كما يقول الكاتب: فالتقسيم الآن أصبح أمرا واقعا إلى حد كبير. ومحاولة إعادة تركيب أجزائه ستستنزف موارد هائلة، حتى لو تعاونت الولايات المتحدة مع ايران لتحقيق هذا الهدف، فإن ها هذا التقارب من شأنه أن يغضب السنة، وربما يفضي إلى تطرف كثير من العرب السنة في المنطقة.

النسبة للجزء الأكبر، فإن العراقيين (باستثناء الأكراد) يرفضون فكرة التقسيم، وفقا لمقابلات أخيرة واستطلاعات الرأي أُجريت قبل عدة سنوات.

ي هذا المعنى، ثمة تناقض صارخ بين العراق ويوغوسلافيا السابقة، حيث عملت الميليشيات بوعي منذ البداية لاقامة جيوب وطنية جديدة وحصرية عرقيا. وقد أدى التوتر الطائفي إلى المأزق الحالي للعراق، لكنه يتناغم مع مصادر أخرى من التضامن الإقليمي والأيديولوجي وبعض الجذور العميقة في التاريخ.

هذا السبب، جزئيا، كما يقول العديد من المحللين، فإن التقسيم الحالي للعراق رغم أنه قد يكون أمرا محسوما في نهاية المطاف، إلا أنه لا يمثل العودة إلى نظام أكثر واقعية أو متناغم، ولا هو أفضل علاج لمصادر الفشل السياسي والاجتماعي في المنطقة.

يمكنك تقسيم هذه الدول إلى قسمين أو ثلاثة أو أربعة، وسوف تحصل على الممارسة نفسها للسلطة في كل من تلك الوحدات"، كما قال بيتر هارلينغ، وهو محلل بارز في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، والذي أقام 15 عاما في العراق و سوريا، وأضاف: "المشكلة هي في ممارسة السلطة بطريقة انقسامية واستبدادية وفاسدة، وليست في الحدود".

في ضوء كل هذا، يقول العديد من المحللين إنه من المستبعد أن تصمد الحدود العربية الحالية وتستمر، وسوف تؤول القوة الكبرى (الشرق الكبير)، في نهاية المطاف، إلى مقاطعات ومدن، وهي العملية التي كانت جارية بالفعل منذ الانتفاضات العربية...

سيناريو الدويلات الثلاث:

هل تتفكك الدولة العراقية

بعد أزمة " داعش"؟

محمد عبد لله يونس

مدرس مساعد قسم العلوم السياسية

جامعة القاهرة

الوصف: هل تتفكك الدولة العراقية بعد أزمة " داعش"؟

م يَعُدْ سيناريو تفتت الدولة العراقية إلى دويلات طائفية مجرد رؤية افتراضية؛ إذ إن انهيار الجيش العراقي في مواجهة تحالف بعض الميليشيات بقيادة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، وفقدانه السيطرة على الموصل ونينوى وصلاح الدين والفلوجة، وتمدد البشمركة الكردية للسيطرة على مدينة كركوك المتنازع عليها، وتدفق المقاتلين الشيعة لحماية الأماكن المقدسة في النجف وكربلاء، يكشف مقدارَ التصدع الذي أصاب بنية الدولة العراقية، مما يجعلُ تشكل ثلاثة كيانات من أشباه الدولQuasi States على أسس طائفية، هو المسار الأكثر ترجيحًا، على الرغم مما يكتنفه من تداعيات معقدة على الأمن والاستقرار ليس في العراق فحسب، وإنما في دول الجوار أيضًا.

تحولات إقليمية:

يتمثل التحول الأهم في الصراع الأهلي الدائر في العراق، في أن الفواعل المسلحة من غير الدول باتت قادرة على اقتطاع دويلات من صلب الدول القائمة في الإقليم، والسيطرة عليها، وتقديم ذاتها كبديل للدولة القومية من خلال الإحلال محل الدولة في أداء وظيفة الاستخدام الإكراهي للقوة، وتنظيم التفاعلات المجتمعية.

وفي هذا الصدد، لا يمكن اعتبار تمدد "داعش" في المحافظات السنية في العراق السابقة الأولى لسيطرة التنظيمات الجهادية على أقاليم بعض الدول؛ حيث شهدت مدينة درنة في ليبيا إعلان جماعة "مجلس شورى شباب الإسلام" تأسيس إمارة إسلامية تطبق الحدود الشرعية في إبريل 2014، وسبقها تأسيس إمارات مماثلة في محافظات لحج والرقة وريف حلب في سوريا في المناطق التي سيطر عليها تنظيم "داعش" والتنظيمات التابعة لـ"القاعدة"، كما سيطر تنظيم "أنصار الشريعة" و"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" الممثلة للطوارق على شمال مالي، وحكم تنظيم "شباب المجاهدين" الصومال قبل تدخل الولايات المتحدة وإثيوبيا عسكريًّا.

الدويلات الثلاث:

أدى انهيار الجيش العراقي إلى إعادة تشكيل خريطة الدولة العراقية مع تماهي الحدود الفاصلة بين الصراع الأهلي الدائر في سوريا ونظيره في العراق، بحيث تصاعد احتمال تفكك الدولة العراقية إلى ثلاثة كيانات تتمتع بأغلب مقومات الدول، خاصة التكوينات المجتمعية المتجانسة، والموارد الاقتصادية، والقدرات العسكرية، ولا ينقصها سوى الاعتراف الدولي، وتتمثل أهم مقومات تلك الدويلات الافتراضية فيما يلي:

1- إقليم كردستان: لم يستفد أيٌّ من التكوينات المجتمعية والسياسية العراقية من التحولات الراهنة في الصراع الطائفي بقدر استفادة إقليم كردستان الواقع شمال شرق العراق، والمكون من محافظات داهوك وأربيل والسليمانية؛ حيث أشار نجيرفان بارزاني رئيس وزراء كردستان، في 17 يونيو 2014، إلى أن العراق قد لا يبقى موحدًا، وقد يكون الحل هو تأسيس ثلاثة أقاليم متجانسة تراعي التكوينات الرئيسية للمجتمع العراقي، بينما حذر رئيس الإقليم مسعود بارزاني من أن استمرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في منصبه قد يدفع إقليم كردستان إلى إعادة النظر في العلاقة مع الحكومة المركزية في بغداد، وتوازى ذلك مع زيادة تصدير الإقليم للنفط الخام عبر الأنابيب النفطية الواصلة لتركيا ليصل إلى حوالي 400 ألف برميل يوميًّا بنهاية العام الجاري، وسعي الإقليم للاستحواذ على حوالي 25% من الميزانية العراقية في ظل عدم التزام حكومة المالكي بالاتفاق حول تخصيص 17% من الموازنة المركزية لصالح الإقليم.

وتُعد قوات "البشمركة" الكردية الميليشيات الأكثر تدريبًا وتسليحًا في الساحة العراقية، كونها تُضاهي الجيوش النظامية في قدراتها؛ حيث يتراوح عددها -وفق مختلف التقديرات- بين 75 ألف مقاتل و190 ألف مقاتل اكتسبوا خبراتهم من تدريبات نظمتها القوات الأمريكية منذ غزو العراق عام 2003، ويمتلكون أسلحة نوعية تكفل لهم التصدي للجيوش النظامية، وفي هذا الصدد يستند الإقليم لدعم الولايات المتحدة التي تعتبره نموذجًا للتعايش الطائفي، فضلا عن علاقات شراكة استراتيجية واقتصادية مع تركيا التي تسعى للضغط على تنظيم "حزب العمال الكردستاني"، واحتواء تمدده في جنوب تركيا عبر تعزيز علاقاتها مع كردستان العراق.

وعقب انهيار الجيش العراقي تمكنت قوات "البشمركة" من التمدد والسيطرة على المناطق المتنازع عليها بين الإقليم والحكومة العراقية المركزية، خاصةً كركوك الغنية بالنفط ومناطق خانقين وجلولاء والسعدية، مما يرجح نشوب صراع على الحدود بين الأقاليم العراقية، عقب تسوية سيطرة "داعش" على الأقاليم العراقية السنية، واتضاح خريطة التمثيل السياسي للطوائف العراقية المختلفة.

2- الإقليم السني: على نقيض حالة التماسك السياسي والاتساق الاقتصادي التي يتمتع بها إقليم كردستان، لم تتشكل الهياكل السياسية والاقتصادية الحاكمة للأقاليم السنية، على الرغم من اتصالها الجغرافي، وامتدادها من محافظة ديالي في الشرق مرورًا بالموصل وصلاح الدين وانتهاء بالأنبار في الغرب.

ورغم تمكن التحالف العسكري الممثل للفصائل السنية من طرد القوات النظامية العراقية التابعة لحكومة المالكي؛ إلا أن تلك الفصائل تفتقد للتوافق حول مستقبل الدولة العراقية؛ حيث يسعى تنظيم "داعش" إلى تشكيل دولة إسلامية تمتد لتشمل العراق وسوريا والكويت والأردن ولبنان وفلسطين تكون نواتها المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا؛ ويتوافق معه في الأيديولوجيا "جيش أنصار السنة"، و"جيش المجاهدين"، و"الجيش الإسلامي"، والتي تكونت عقب الاحتلال الأمريكي للعراق من كوادر جيش نظام الرئيس الأسبق صدام حسين والمنتمين لحزب البعث والعشائر السنية.

في المقابل، تسعى تنظيمات "المجلس السياسي العام لثوار العراق" الممثل للسنة، إلى منح المحافظات السنية في العراق حكمًا ذاتيًّا على غرار إقليم كردستان دون تفتيت وحدة الدولة العراقية، وتشمل هذه الفصائل كلا من "كتائب ثورة العشرين" بقيادة الشيخ حارث الضاري، و"رجال الطريقة النقشبندية" بقيادة نائب الرئيس الأسبق عزت إبراهيم الدوري، وقيادات حزب البعث، وجيش نظام صدام، والمجلس العسكري لثوار العشائر الممثل للقبائل السنية.

لكن انفراد هذه التنظيمات بالسيطرة على إحدى المناطق دون تنسيق ربما يزيد من احتمالات اندلاع صراع وشيك فيما بينها؛ حيث سيطر تنظيم "داعش" على قطاع واسع من مدينة الموصل باستثناء أحياء الوحدة والسكر والبلديات التي تقع بيد لجان العشائر، و"رجال الطريقة النقشبندية".

بينما تقع منطقة الحويجة تحت سيطرة "الجيش الإسلامي" بقيادة الشيخ حمد العيسى.

وتسيطر جماعة "أنصار السنة" على يثرب وعزيز، في مقابل انتشار جماعة الشيخ أبو منار العلمي العشائرية في مدن العلم والحجاج والبوعجيل، وسيطرة "جيش المجاهدين" على منطقة الإسحاقي، وقد تتدخل أطراف إقليمية لترجيح ثقل أحد الفصائل لحسم الصراع، وإدارة حرب بالوكالة مع إيران، أو تقوم بالوساطة لتقوية دعائم التحالف فيما بينها في مواجهة نظام المالكي إلى أن يتم حسم الصراع المذهبي.

على مستوى آخر، بدأ الصراع على الموارد مبكرًا باحتدام المواجهات العسكرية بين تنظيم "داعش" وجيش المالكي للسيطرة على مصفاة بيجي النفطية، وهي الأكبر من حيث الإنتاج في العراق، حيث كانت تنتج ما يقارب 170 ألف برميل يوميًّا، بينما وقعت المنشآت النفطية في محافظات صلاح الدين ونينوى تحت سيطرة الفصائل السنية، بيد أن التنظيم نجح في السيطرة على موارد مالية تقدر بحوالي 350 مليون يورو و425 مليون دولار عقب السطو على البنوك والمؤسسات الحكومية في الموصل، مما يؤهله لتجنيد وإعداد كوادر للصراع الممتد مع الفصائل العراقية السنية عقب انتهاء التحالف المصلحي، إلى جانب الصراع الممتد مع الميليشيات الشيعية.

3- الإقليم الشيعي: على الرغم من تمسك حكومة نوري المالكي بالسيطرة على كامل أراضي الدولة العراقية، إلا أن قواعدها المجتمعية تتركز في جنوب العراق في محافظات البصرة والعمارة وذي قار والديوانية والكوت والشامية والحلة، خاصة حول المزارات الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية، ولعل انسحاب قوات الجيش العراقي من المحافظات السنية تحت وطأة هجمات "داعش" وتمترسها في المحافظات الشيعية يكشف عن التكوين المذهبي للقوات المسلحة والشرطة.

وعلى نقيض الفصائل السنية، يتسم التكوين الشيعي بوجود مركز وخطوط واضحة للقيادة نابعة من خصوصية المعتقدات الدينية، وهو ما جعل دعوة المرجع الشيعي الأعلى بالعراق علي السيستاني للاصطفاف ومقاتلة "داعش" تلقى استجابة واسعة النطاق من المواطنين الشيعة والفصائل الشيعية المختلفة؛ حيث عادت الفصائل المنتمية لميليشيات "عصائب أهل الحق" من ساحة القتال إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا بتنسيق مع إيران للدفاع عن المناطق الشيعية، ونظمت ميليشيات "جيش المهدي" الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر مسيرات عسكرية لاستعراض قوتها في 21 يونيو 2014، ناهيك عن تدفق ما يقرب من مليوني متطوع من الشيعة لإعادة إحياء الفصائل المسلحة للدفاع عن المناطق الشيعية، مثل "فيلق بدر"، و"جيش المختار" التابع لـ"حزب الله" العراقي بقيادة واثق البطاط، و"سرايا عاشوراء" التابعة لـ"المجلس الأعلى الإسلامي".

ويستند الإقليم الشيعي إلى عدة مقومات، أهمها سيطرة القوات الأمنية التابعة له على العاصمة ومؤسساتها وخاصة المؤسسة العسكرية، وهيمنتها على المنابع النفطية في المحافظات الجنوبية، خاصة الحقول النفطية العشر الأهم في البصرة وحقول ميسان وذي قار، حيث تحتوي حقول المنطقة الجنوبية على ما يقرب من 71% من إجمالي الاحتياطي الافتراضي للعراق، كما يستند إلى تحالف صلب قوامه التوافق المذهبي مع إيران و"حزب الله" اللبناني، ما يجعل تحقيقه للتماسك السياسي مرجحًا مقارنة بالإقليم السني.

صراع ممتد:

من المرجح أن يؤدي انفصام الترابط بين الدولة والمجتمع في العراق، وتفكك روابط المواطنة، وتعزيز سطوة الجماعات القبلية والمذهبية؛ إلى تحول "الدويلات الافتراضية" سالفة الذكر إلى بؤر للاحتقان المجتمعي، في ظل انتشار ظواهر التطهير المذهبي، والقتل على الهوية، واغتيال القيادات، وعمليات التهجير المتبادل، وإعادة إنتاج نموذج الحرب الأهلية العراقية، مما يؤدي إلى تكون "جيتوهات" مغلقة على امتداد الدولة، فضلا عن المواجهة العسكرية المحتملة بين الفصائل العسكرية الممثلة للسنة نتيجة التنافر الأيديولوجي بين مكوناتها، خاصةً بين تنظيم "داعش" والمقاتلين الأجانب المنضوين تحت لوائه من جانب، والفصائل القبلية والبعثيين وبقايا جيش نظام صدام حسين من جانب آخر.

على مستوى آخر، فإن الصراع بين "الدويلات الافتراضية" في العراق سوف يكون حتميًّا نتيجة التداخل بين النطاقات الجغرافية لتمركز الطوائف المختلفة؛ حيث تحتدم المواجهات الطائفية في حدود التماس بين الأقاليم ذات الانتماءات المذهبية والطائفية والقبلية المختلفة، ويتوازى ذلك مع الصراع على السيطرة على المناطق الغنية بالموارد، لا سيما النفط والموارد المائية؛ إذ يبدو أن عمليات التوسع التي يقودها تنظيم "داعش" قد أدركت مبكرًا بوادر هذا الصراع فعمدت للسيطرة على مسارات المياه العذبة في سوريا والعراق، كما في محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين اللتين تلتقيان بمحافظة الأنبار العراقية عبر نهر الفرات، إلى جانب الاستماتة في محاولة السيطرة على الحقول النفطية في دير الزور بسوريا وصلاح الدين والموصل وبيجي في العراق.

وفي المجمل، سوف يحفز تفكك الدولة العراقية معادلات الانتشار الإقليمي من خلال سعى ذوي الانتماءات الأولية المتقاربة للاتصال جغرافيًّا بنظرائهم، خاصةً في ظل سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا على مناطق تمركزهم، لا سيما مدن كوباني وديريك وعفرين، وتدريب "البشمركة" الكردية للميليشيات الكردية السورية لحماية مناطق تمركزهم والحقول النفطية بتلك المناطق، ربما تمهيدًا لتمديد حدود إقليم كردستان نحو سوريا مستقبلا، كما تزيد سيطرة تنظيم "داعش" على مساحة جغرافية قابلة للاتصال عبر الحدود السورية العراقية من احتمالات تصاعد نشاط التنظيم لتحقيق رؤيته الإقليمية، كما وردت في الخريطة التي أعلنها، مما يهدد الأمن والاستقرار على امتداد الإقليم.

 

 
RocketTheme Joomla Templates