ماذا يجري في سوريا ؟

استلم البعثيون السلطة في (8/3/1963م) ، وبعد سنوات لم يبق للبعثيين سوى الاسم والهيكل العظمي المحنط ، بعد أن تسلق عليهم   حافظ الأسد ثم رماهم  ....

ثم جاء دور الطائفة العلوية لمدة وجيزة جداً ثم رمى بها حافظ الأسد بعد أن تسلق عليها كذلك ...

ثم صارت سوريا ملكاً شخصياً لحافظ الأسد وأولاده من بعده ، ومات الأسد المؤسس للجملوكية الأولى في العالم العربي ، والتي بدأ غيره من حكام العرب يحلمون أن يفعلوا كما فعل حافظ الأسد ، وهكذا حلم حسني مبارك أن يورث مصر لجمال مبارك ، وحلم القذافي أن يورث ليبيا لسيف الإسلام والإسلام منه بريء ، وحلم عبد الله صالح أن يورث اليمن لولده ....

وفي سوريا وصلت ( الجملوكية ) لبشار الطبيب الذي أقحم في الموضوع غصباً عنه ، وبسبب ضعفه زاد النفوذ الإيراني حتى صار جهاراً نهاراً ، حيث تعسكر قوات من الحرس الثوري في غوطة دمشق ، ووضعت إيران الصفوية كل ثقلها لتحقيق حلمها في الهلال الشيعي ، ولكن تركيا كانت لها بالمرصاد ، ولاترضى تركيا أن يصير النفوذ الصفوي على حدودها الجنوبية ، وبين تركيا وإيــران عداوات تاريخية ، لاتقل عن العـــداوة بين العـــرب والصفويين ....وشيئاً فشيئاً تتكشف المؤامرة ، لأن الفرقة الرابعة بقيادة المجرم ماهر الأسد تقتل أحرار الشعب السوري لصالح إيران الصفوية ، ولذلك يجتهد حزب الله ، والحرس الثوري في الدفاع عن النظام الأسدي المجرم ...

تريد إيران أن تفعل في سوريا مافعلته في العراق ، عندما وقف العرب في صف أمريكا وإيران ضد العراق ، وتضع إيران اليوم كامل ثقلها في سوريا، والمؤلم أن العرب يتفرجون ، ومالم تعلن أمريكا أنها ضد النظام الأسدي فلن يتكلموا ، مع أنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أن سكوتهم سيكون كارثة عليهم ، ويعلمون أنه لو نجحت إيران ــ لاسمح الله ــ في تحقيق الهلال الشيعي ، وثبتت وجودها في سوريا ، يعلمون أن أيامهم باتت معدودة ، وأن إيران لاتقبل بأقل من الحرمين الشريفين ، وأنها ستقتل العرب شر قتلة ، أو تستعبدهم شر استعباد كما هو الحال في الأهواز ....

فهل صدق العرب أنفسهم ، وعملوا بما يميله عليهم فهمهم دون انتظار أمريكا التي في الغالب متحالفة مع إيران وتريد أن يسيطر الصفويون على العالم العربي ، وربما تجد أمريكا التفاهم مع الصفويين أسهل من التفاهم مع العرب ...أو على الأقل يحطمون القوة العربية الناشئة ، ويصبح العرب شرذمة مقهورة كما هو الحال في العراق ....

فهل صدقتم أنفسكم أيها العرب ...وأنتم مادة الإسلام كما قال عمربن الخطاب أكبر عدو للصفويين في التاريخ كله ....

الدكتور خالد أحمد الشنتوت