نجاح الثورة السورية منعطف تاريخي
صمد العراق ثمان سنوات أمام المد الصفوي ، برجال العراق وأموال الخليج ، ووقف سداً منيعاً في بوابة العرب ضد الزحف الإيراني الصفوي ، شقيق الزحف الصهيوني ، وصديق الزحف الصليبي ، ثم كان خطأ صدام التاريخي باحتلال الكويت فانهار مابناه في السنوات الثمانية ...وأخذ الصفويون العراق ...
ثم طرحوا شعار الهلال الشيعي ، ليأخذوا سوريا ، بعد أن سيطر حزب اللات على لبنان ، فيكتمل الطوق على جزيرة العرب ، جزيرة الإسلام ، وحصنه المنيع ...وأنفقوا مليارات الدولارات على نشر التشيع في سوريا ، وبنوا مئات الحسينيات ، وجنسوا مئات الألوف من الصفويين بالجنسية السورية ....وظنوا أنهم كسبوا سوريا ، واكتمل الهلال الشيعي ...
ثم يرفعه الله ....
ثم جــــــاء الربيع العــربي بقدر الله كما جاء في الحديث الصحيح (.....ثم تكون ملكاً جبرياً فيكون ماشاء الله أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت )
وانطلقت ثورة الكرامة في سوريا في (15/3/2011) ، بعد نجاح ثورة الشباب في تونس ومصر ، هذا النجاح الذي لايمكن فهمه وتفسيره إلا على ضوء الحديث الشريف المذكور .. انطلقت ثورة الكرامة السورية بقدر وتخطيط ربانيين يفوق كل تصورات البشر ، حيث لم يخطر على ذهن أحد أن يكسر الشباب السوري حاجز الخوف الذي سيطر على سوريا أربعة عقود بعد مجازر وحشية منذ (1964) وحتى (1982) ...ومقتل أكثر من ستين ألف مواطن سوري على طريق الحرية ، ومناهضة النظام الأسدي الصفوي ..
ثورة المفاجئات :
وكانت الثورة السورية مفاجئة ، ومغايرة لكل الاحتمالات والتوقعات ، كنا نقول الجيش العقائدي السوري يختلف عن الجيش التونسي الوطني ، والجيش المصري الوطني ، وإذا بهذا الجيش العقائدي الذي رباه النظام الأسدي طوال أربعة عقود ، يبدأ بالانشقاق عن النظام ، بدأه المقدم البطل الشهيد بإذن الله حسين هرموش ، واستمرت الانشقاقات حتى صار الجيش السوري الحر ، متواجداً في كل مكان من سوريا ، يدافع عن ثوارالشعب ، ويحفظ لهم كرامتهم ...ويدحر وحدات الأمن والشبيحة ، ويذيقهم كأس الموت كل يوم ...ووصل أمره أن حرر بعض البلدات والأرياف من النظام الأسدي ...
واليوم كل العالم يقول : النصر آت ، والنظام الأسدي انتهى ، وسيكون ذلك بأمر الله ، وعسى أن يكون قريباً ، وعندئذ يتحطم الهلال الشيعي ، ويتمكن اللبنانيون من جمع سلاح حزب اللات ليتحول إلى حزب سياسي فقط ، وتتحرر منه لبنان ، واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط ، ويأخذ العرب المسلمون والأكراد دورهم الحقيقي في العراق ، وينقذونه من مخالب الصفويين ... وتتغير المنطقة كلها ، ويعلو نداء الحق في مآذن الشام ، وبلاد الرافدين، وتقام حكومات مدنية ديموقراطية ، فيزدهر الشرق الأوسط ، وتعود له رؤوس المال المهاجرة ؛ بعد أن يترسخ القانون والدستور ، وتثمر الديموقراطية الحقة ، ويتربى الرجال على العزة والكرامة ، وتنكمش دويلة العصابات الصهيونية بعد أن تفقد حليفها الصفوي ، وتقوم الدولة الفلسطينية ....ويتحقق ماوعدنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ويغلبوهم .....) وفي إحدى روايات الحديث ( أنتم شرقي الأردن وهم غربيه ) ويقول راوي الحديث ( ماكنت أعرف ما الأردن ) ...
كل هذا سيكون بنجاح الثورة السورية ...ثورة الكرامة العربية الإسلامية ....وهي منعطف تاريخي إيجابي كبير في حياة الأمة العربية الإسلامية ...
|