تصويت

ما تقييمك للموقع ؟
 

المتواجدون الآن

يوجد حاليا 226 زوار 
الصمود والتصدي والممالنعة

نظام الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة

الممانعـة كما نعرفها نحن الكلاسيكيون مقاومة العدو، وعرقلة مخططاته، وإجباره على الانسحاب من أرضك المحتلة، أما نظام الممانعة في دمشق، نظام الصمود والتصدي في زمـن الأب، ونظام الممانعـة والمقاومـة في زمن الابـن، يتـذلل اليـوم علناً للصهاينـة، بينما كان والده يتذلـل ( سـراً )، ويطلب بشار منهم أن يقبلوا المفاوضات معـه، من الصفر، بدون الجولان، إنـه يصرح على لسان وزير خارجيته ( وليـد المعلم ) أن تحرير الجولان غير مهم، المهم المفاوضات والمصالحة والسلام.

ويذبح الصهاينة العرب الفلسطينيين بالجملة،في غـــزة الصـــامدة ونظام الممانعة يتفرج، بل أعلن انه سيجعل المفاوضات مباشرة مع الصهاينة..

التـعاون الأمريكي الأسدي

لم يترك النظام الأسدي أحداً يختلف معه إلا وألصق بـه تهمـة العمالة لأمريكا، بدءاً من المعارضة السورية، وحتى الدول العربية المعتدلـة، التي لم تبع بلادها للنظام الإيراني...

وحتى مؤتمر القمـة السابق الذي حضره صاحبهم (!!!!) القذافي، وقليـل من العرب، ادعى النظام الأسدي أن أمريكا منعت أنصارها من حضوره، هذا النظام الذي مـل المتابعون لـه من تغميزه على اليـسار وذهابه من اليـمين، وتعلـم الجميع (مرض) التقيـة الأسدي، هذا النظام يتعامل مع أمريكا مرات ومرات، وفي اليـوم التالي  يلصق تهمة العمالة لأمريكا بخصومة من الشعب السوري، والحكام العرب...

فقد كشفت مجلة "تايم" الأمريكية ( كما نشر موقع أخبار الشرق ) جانباً من التعاون بين المخابرات الأمريكية والسورية، ومنها :

1-  استخدام الأمريكيين فرع فلسطين للمخابرات العسكرية في سورية سجناً للتحقيق مع بعض المعتقليـن، وذلك في ضمن ما عرف بفضيحة السجون السرية في إطار الحرب الأمريكية على "الإرهاب".

وأشارت المجلة خصوصاً إلى  قضية المواطن الألماني/ السوري الأصل محمد حيدر الزمار الذي أشرف عملاء للمخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، في كانون الأول/ديسمبر2001، على نقله من المغرب "إلى  سجن سوري يدعى فرع فلسطين، مشهور باعتماده التعذيب،  واستخراج المعلومات من ذهن الضحية. ووفق المجلة الأمريكية التي نسبت معلوماتها إلى  "تقرير سري للاستخبارات الألمانية" اطلعت عليــه الأربعاء الماضي، لافتة إلى أن التقرير مشار إليـه أيضاً في كتاب جديد يحمل عنوان "طائرة شبح : القصة الحقيقية لبرنامج التعذيب الذي اعتمدته السي آي إي" لمؤلفه الصحفي البريطاني الاستقصائي ستيفن غراي.

ووفق المجلة الأمريكية، فإن السجين الذي نقل جواً إلى  سورية في كانون الأول/ديسمبر2001 لم يكن مجرماً عادياً، مشيرة إلى أن الزمار (42 سنة) هو رجل أعمال هاجر إلى ألمانيا وعاش في هامبورغ؛ كان مطلوباً في الولايات المتحدة للاشتباه بدوره في تجنيد بعض خاطفي الطائرات الذين نفذوا هجمات 11 أيلول/سبتمبر من أعضاء خليـة تنظيم "القاعدة" في هامبورغ. وبموجب الطلب الأمريكي "اعتقلت الشرطة المغربية زمار، وحقق معه مسؤولون من السي آي إي في المغرب ثم نقل جواً إلى  دمشق". ولا يتضمن التقرير إشارة إلى الطائرة التي نقلته.

والسر في ذلك أن فرع فلسطين للمخابرات العسكرية في النظام الأسدي متخصص ومتفوق عالمياً في فنون التعذيب، وفيه من الأزلام الساديين الذين يندر مثلهم في العالم أجمع، لذلك احتاجت المخابرات الأمريكية المركزية إلى  طلب المساعدة منهم.

ولفتت "تايم" إلى أن التعاون بين "الحليـفين الاستخباريين" السوري والأمريكي لم ينته عند هذا الحد، فبعدما علمت ألمانيا أن السوريين يحتجزون زمار "عرضت السي آي إي على الاستخبارات الألمانية فرصة تقديم أسئلة مكتوبة لطرحها على السجين". ولا يوضح التقرير ما إذا كان محققون من "السي آي إي" قد استجوبوا زمار في سورية بأنفسهم.

وفي حزيران/يونيو 2002 "سمح المسؤولون السوريون للمحققين الألمان باستجواب زمار في السجن"، وفقا للتقرير الذي يقع في 263 صفحة ويحمل ختم "غيهيم" بالألمانية، أي سري.

و"في اليـوم نفسه طلب رئيس الاستخبارات الألمانية "بي إن دي" من النيابة العامة إسقاط التهم عن عملاء الاستخبارات السورية الذين كانوا أوقفوا في ألمانيا بتهمة جمع معلومات عن معارضين سوريين".

وفرع فلسطين سيئ الصيت، هو أحد الفروع الأمنية التابعة للاستخبارات العسكرية في سورية ويعرف بالفرع 235.

وكانت منظمة العفو الدوليـة قد وثقت في 28 إيلول/ سبتمبر 2005 جانباً من الأوضاع السيئة في هذا الفرع، مشيرة  إلى أن "زنازين القبور في فرع فلسطين (تعج) بالصراصير وغيرها من الحشرات، فضلاً عن الجرذان التي تمشي على أجساد السجناء وتعضهم أحياناً". كما "يُستخدم التعذيب على نطاق واسع في فرع فلسطين. والزنازين التي تقع تحت الأرض يقل ارتفاعها عن مترين وطولها عن مترين ويبلغ عرضها قرابة متر واحد". وقال: "يُحتجز بعض السجناء هناك طوال سنوات، غالباً بمعزل عن العالم الخارجي وبدون تهمة. وقد تلقت منظمة العفو الدوليـة أنباء حول احتجاز نساء حوامل أخريات وأطفال صغار هناك. وبحسب ما ورد تعرضت إحدى هؤلاء النساء للإجهاض نتيجة التعذيب".

وقد نقل (غراي) عن سجناء سابقين لدى الاستخبارات السورية أنهم تعرضوا للتعذيب وحجزوا إفرادياً في زنزانات لا تتجاوز الواحدة منها مساحة التابوت.

2- وقال أحد المعتقليـن السابقين أنه تحدث عبر ثقب في جدار الزنزانة مع مراهق أبلغ إليـه أن عملاء أمريكيين نقلوه من باكستان. وأوضح السجين السابق أن عمر "رفيقه" المراهق يتراوح بين 15و16 سنة.

3- وجاء في التقرير أن مهندس الاتصالات الكندي من أصل سوري ماهر عرار كان معتقلاً في "الزنزانة رقم 2 في فرع فلسطين".

وعرار اعتقل في مطار جون كينيدي القريب من مدينة نيويورك ورحل إلى  سورية على رغم أنه كان يحمل جواز سفر كندياً، ونقل جواً على متن طائرة خاصة إلى  عمان، ومنها براً إلى  سجن فرع فلسطين في سورية.

وبعد تعرضه للضرب وقّع عرار "إفادة" بأنه تدرب في معسكر للإرهابيين في أفغانستان وقال لغراي أنه كان "مستعداً للقبول بحكم بالسجن عشر سنين أو عشرين سنة في مقابل نقلي الى  مكان آخر"[1].

وبعدما أمضى سنة في السجن، أفرج عن عرار الذي عاد إلى  كندا وبرأته الحكومة الكندية الشهر الماضي في تقرير من 1200 صفحة من "أي شبهة".

وقاضي عرار الحكومة الأمريكية، لكن قاضياً فيديراليـاً في نيويورك رفض الدعوى قائلاً أنه لا يمكن النظر فيها لدواع أمنية. ولم يعلق الأردن على مرور عرار في أراضيه.

هذا فرع فلسطين للمخابرات العسكرية، المتعاون مع المخابرات الأمريكية المركزية، في الوقت الذي يصل فيه جواسيس إسرائيل إلى  دير الزور في شمال سوريا، ويتصورون مع لافتات سورية في المنطقة ليـؤكدوا وصولهم هناك، وتنشر صورهم في الصحافة العالمية، وفرع فلسطين مشغول جداً بتعذيب المواطنين الشرفاء السوريين.... ويردد النظام الأسدي صباح مساء أنـه الوحيـد المقاوم والممانـع للمشروع الأمريكي في المنطقة، وأن كل من يعارضه ويختلف معـه عميل لأمريكا...

وننتظر اليـوم الذي يهجم الشعب السوري على فرع فلسطين وغيره من عشرات الفروع، فروع المخابرات العسكرية، التي تركت مراقبة التجسس الإسرائيلي، وانشغلت ليـل نهار بتعذيب الشعب السوري، ننتظر ذلك اليـوم الذي يهجم الشعب على هذه الفروع كما هجم الفرنسيون يوماً على سـجن الباستيل....وليـس ذلك على الله ببعيـد...

بطل الصمود والتصدي حافظ الأسد يفاوض إسرائيل

كنت في بداية الخدمة العسكرية عندما وافق جمال عبد الناصر على مشروع روجز، الداعي إلى  حل سلمي بين العرب واليـهود، واستغل البعثيون ذلك للتشهير بجمال عبد الناصر، والمزاودة عليــه والصعود على جثته، للوصول إلى الجماهير العربية، وكم كانوا يزاودون ويشهرون بعبد الناصرلأنه سمح لجنود مجلس الأمن أن يعسكروا على حدوده مع دولة العصابات الصهيونية في سيناء، ثم أقاموا الدينا وأقعدوها عندما وافق عبدالناصر على مشروع روجرز القاضي بضرورة التفاوض بين العرب وإسرائيل .

وقد تقدمت إلى  مسابقة للقوات المسلحة أرادت فيها ابتعاث بعض الجامعيين لدراسة الحرب النفسية، وكانت لجنة المقابلة الشفوية مكونة من مدير إدارة شؤون الضباط العقيد ممدوح عبارة، ومدير إدارة التوجيه المعنوي العميد عبد الغني إبراهيم، والدكتور جورج صدقني عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي،ورائد شركسي متعاطف معي نسيت اسمه، وسألني أحد العميديــن ما رأيك بمشروع روجز ؟ فأجبت بما أسمعه صباح مساء من وسائل الإعلام البعثية ــ ويتفق مع قناعتي الشخصية طبعاً ــ وقلت هذا المشروع انهزام أمام العدو، وخيانة للأمة العربية، لأنه يعترف بالعدو الإسرائيلي كدولة ذات سيادة، ويعترف بالأرض المحتلة عام ( 1948م) بأنها أرض إسرائيليـة، ويتناقض مع أهداف الأمة العربية في تحرير فلسطين ( كل فلسطين )....إلخ، وكنت أرى ابتسامة الرضا على وجه الدكتور جورج صدقني عضو القيادة القومية لحزب البعث، وعلى وجه الرائد المتعاطف معي كذلك([2]). وأذكر هذا الخبر لأذكر بأطروحات البعثيين التي زرعوها فينا، طوال مايقرب من نصف قرن، ثم هاهو حافظ الأسد يغير ذلك كله وينسـاه؛ ويجلسون مع الإسرائيليـين على طاولة المفاوضات.

فكانت سوريا من الدول المساهمة في مؤتمر مدريد للسلام، وهو أول مؤتمر يجلس فيه العرب واليهود  علناً في قاعة واحدة ويسمعون لبعضهم مشافهة.

ثم حضرت سـوريا المفاوضات التي جرت بين السفير وليـد المعلم (السفير السوري في واشنطن) من جهة؛ ومفاوض إسرائيلي، وحضرها ذات مرة ضباط من الطرفين لمباحثات إجرائية.

وتعلن سوريا مراراً أن خيار السلام لا رجعة فيه ( سلام الشجعان كما سماه حافظ الأسد )، وأنه خيار استراتيجي، وأن الأرض مقابل السلام حل عادل بينها وبين إسرائيل، وتقصد أن تنسحب إسرائيل من الجولان، ثم تتصالح سوريا مع إسرائيل وتقيم معها علاقات سياسية واقتصادية وثقافية، وتطبع العلاقات معها كما فعلت مصر والأردن ومنظمة التحرير.

وخلال حكم حزب العمل بزعامة ( بيريز ) الذي انتهى عام (1996م ) جرت عدة لقاءات علنية للتفاوض بين السـورييـن والإسـرائيلـيـن في الولايات المتحدة، وكان الخلاف منحصر اً في :

1ــ أيهما أولاً : التطبيع أم الانسحاب ؟ فبينما تريد سوريا الانسحاب الكامل قبل التطبيع، ترى إسرائيل انسحاباً جزئياً ثم التطبيع .

2 ــ الانسحاب الكامـل أم الجــزئي ؟

3 ــ مناطق مراقبة في مرتفعات جبل الشـيـخ لحمـايــة أمـن إسرائيل.

4 ــ تفكيك المستعمرات اليـهـوديــة أم بقــاؤهــا ؟

وخلال مشاركة حافظ الأسد في تشييع جنازة الملك حسين، أذاعت إسرائيل نقلاً عن لسان رئيس وزرائها (نتنياهو ) يقول : لقد جلست في خيمة تبعد أمتاراً عن خيمة الرئيس حافظ الأسد، وقريباً سنجلس في خيمة واحدة، وبعد يومين أذاعت وكالات الأنباء أن اجتماعاً عقد بين الأسد وكليـنتون ونتنياهو.

وهكذا كان حافظ الأسد راديكإليـاً بحق إذ جاء بمالم يخطر في بال عربي أو مسلم قبل ذلك.

والراديكاليـة تأتي بجديد دائماً، ولاتتمسك بالقديم، وهكذا أراد حافظ الأسد، وتتضح الراديكاليـة عنده بشكل آخر، وهو التغميز على اليـسار والذهاب من اليـمين، كما في مايلي  :

1ـ يطرح شعار القومية العربية ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) ويجبر طلاب المدارس والجنود على ترديده كل صباح. ويقف مع إيران الفارسية ضدالعراق (البعثي العربي) خلال الحرب بينهما، ويسمح للطائرات الإيرانية أن تقلع من إيران لتقصف العراق ثم تهبط في مطارات البادية السورية لتتزود بالوقود والذخيرة ثم تعود تقذف مرة ثانية في العراق لتهبط في إيران، وهكذا تكون الراديكاليـة.

2 ـ ملأ رؤوسنا بشتم الإمبرياليـة، وإعلانه صباح مساء أنه ضدها، وأنها مصاصة دماء الشعوب، وأنها تحمي إسرائيل ومصالح الصهيونية في المنطقة. ثم وقف مع الجيش الأمريكي في حربه ضد العراق ( البعثي العربي ) يوم تحرير الكويت.

3 ـ يتهم الإخوان المسلمين أنهم عملاء الصهيونية والامبرياليـة، ويجبر طلاب المدارس على ترديد ذلك، ثم يصرح مسؤول سوري هذا العام (2005) أنهم قطعوا كل صلة لهم بالجيش الأمريكي ووكالة المخابرات الأمريكية، بعد أن قدمت سوريا للمخابرات المركزية ملفات بألوف الأسماء من المواطنين السوريين، وقالت لأمريكا هؤلاء إرهابيون، لاحقيهم وضعيهم في غوانتانامو.

يقول الغادري :

وقد عاب أحد البعثيين على فريد الغادري صلته العلنية بالخارجية الأمريكية فأجاب فريد الغادري ـ وهو أدرى ببواطن الأمور الأمريكية ـ قال : نحن نعلن علناً أننا على صلة بالخارجية الأمريكية أما البعثيون فإنهم على صلة قديمة ومازالت مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وقد صرح مسؤول سوري في ربيع (2005) يقول : قطعنا علاقاتنا مع الجيش الأمريكي، ومع وكالة المخابرات الأمريكية، وكان هذا التصريح بمناسبة تزايد الضغوط الأمريكية على النظام السوري. إذن النظام السوري يعترف صراحة وعلناً أنهم كانوا على صلة بالمخابرات الأمريكية.

هذه هي راديكإليـة حافظ الأسد، يغمز على اليـسار، ويذهب نحو اليـمين. حتى صارت قاعدة لفهم سياسة حافظ الأسد وبشار الأسد وسائر السياسة السورية الحاضرة.

والمشكلة الآن أمام بشارحافظ الأسد هـذا الجيل الذي ربي على مقولة تحرير فلسطين (كل فلسطين)، والوحدة العربية، وليـس التطبيع مع اليهود، هذا الجيل الذي لايستطيع أن ينسى ماتربى عليــه طوال نصف قرن، ولكن حافظ الأسد استطاع  كما مرمعنا  أن يذبح منه عشرات الألوف، وأن يزج في السجون عشرات الألوف أيضاً، وأن يشرد مئات الألوف من أحرار سوريا، ثم يضع ماتبقى في قفص حديدي يحاصرهم الجوع والبرد في الشتاء، وتحصي أنفاسهم مؤسساته الأمنية ووحداته الخاصة وسرايا الدفاع، فهل يستطيع حافظ الأسد أن يغسل أدمغة مايزيد على ثمانية عشر مليـون سوري !!؟ ربتهم وسائل الإعلام القومية العربية على تحرير فلسطين ( كل فلسطين ) وتحرير سائر الأجزاء العربية المغتصبة، وإقامة الوحدة العربية الكبرى، والوقوف ضد الإمبرياليـة والصهيونية.!!؟ هل يستطيع حافظ الأسد أن يغسل أدمغة العرب الأحرار في سوريا !!؟

واتضح الآن أن مهمة حافظ الأسد التي جاءوا به إلى الحكم من أجلها تتلخص في:

1ــ القضاء على الحركة الإسلامية في سوريا تمهيداً لما بعد ذلك. وقد سربها في أحد الأيام عندما قابله وفد من علماء حماة بعيد أحداث الدستور (1973م) يشفعون بمجموعة من المعلمين والمدرسين اعتقلوا وتركوا أسرهم وتلاميذهم، ولكن حافظ الأسد كان عصبياً جداً معهم، وتكلــم بعصبية وقال : لأقطعــن اليــد التي لم يســتطع جمال عبد الناصر أن يقطعها. ( ومفهوم أنه يقصد القضاء على الحـركة الإســلاميـة التي لم يستطع عبد الناصر القضاء عليــها ).

2ــ المصالحة والتطبيع مع إسرائيل لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.

وحتى عام ( 1997) حيث استلم حزب الليـكود الحكم في إسرائيل، وتشدد في مواقفه مع العرب ومنهم السوريين وصار( نتنياهو ) يطرح على السوريين مقولة السلام مقابل السلام، أي لن ينسحب من الجولان وتوقفت المحادثات بين الطرفين، وراح حافظ الأسد يلوح بإقامة تحالف مع الحركات الأصوليـة في العالم العربي؛ ليـغيظ أمريكا التي خذلته وأخلفت وعدها معه عندما قاتل معها ضد الشعب العربي في العراق. كما يغيظ إسرائيل التي تتشدد أمامه وتخاف كثيراً من الأصوليـة الإسلامية.

وقال يومها للمبعوث الأمريكي (مورفي ) : إذا تأخـرت علي في الرد ســتجدني ( بلحيـة ) ويقصد أنه سيكون أصوليـاً، كما أنه أجرى عدة لقاءات مسايرة مع زعماء الحركة الإسلامية في السودان والجزائر ولبنان والأردن وغيرها. كل ذلك ليـغيظ أمريكا وإسرائيل ويهددهم أنه سوف يضع يده بيد الأصوليـين إذا لم يستانفوا معه المفاوضات من حيث توقفت.

لماذا أصر الأسد على السباحة في طبريا وأفشل مفاوضات إعادة الجولان

بقلم طريف يوسف آغا ( رابطة كتاب الثورة السورية ) باختصار :

وجد الأسد الأب نفسه في ورطة مع وصول الديمقراطي بل كلينتون إلى البيت الأبيض (1993-2001) ووصول العمالي إيهود باراك فيما بعد إلى رئاسة الوزراء الإسرائيلية (1999-2001). إذ كان لدى الأخيرين رغبة في إغلاق الملف السوري بإعادة الجولان المحتل على نفس طريقة اتفاقية (كامب ديفيد) الإسرائيلية المصرية، وذلك وفق ماكان يعرف حينها (بوديعة رابين). حيث كان رئيس الوزراء العمالي إسحق رابين يعد لهذا الاتفاق قبل أن يغتاله اليمين الإسرائيلي المتطرف عام 1995. وكما ذكرنا فقد دعا كلينتون لتلك المفاوضات بعد وصوله إلى البيت الأبيض، إلا أنها وصلت في النهاية وبعد سنوات من اللقاءات والانسحابات إلى طريق مسدود عام 1999 بسبب رفض الأسد الأب للعرض الإسرائيلي، وهي التي عرفت فيما بعد بمفاوضات (شيبردز تاون). ومثل النظام السوري فيها وزيرالخارجية آنذاك فاروق الشرع الذي كان يتلقى التعليمات من الأسد الأب على مدار الساعة، في حين ترأس الوفد الإسرائيلي رئيس الوزراء إيهود باراك وعن الجانب الأمريكي وزير الخارجية وارن كريستوفر ثم الوزيرة مادلين أولبرايت

السؤال الذي يطرحه هذا المقال ويحاول إيجاد الإجابة عليه هو على شقين: ماذا عرضت إسرائيل؟ ولماذا رفض الأسد الأب العرض؟

حتى نجيب على هذا السؤال لابد أن نعود قليلاً إلى الوراء، وبالتحديد إلى حرب فلسطين عام 1948 واتفاقية الهدنة التي نتجت عن هذه الحرب. طبعاً كانت دولة إسرائيل هي أول مانتج عن الحرب، ولكن أتت تلك الاتفاقية لتمنح دول المواجهة (جوائز ترضية) مقابل موافقتها على وقف القتال والتوقيع على الاتفاقية. وكانت الجوائز عبارة عن ثلاثة أجزاء من أرض فلسطين المعترف بها في الأمم المتحدة تم اقتطاعها ومنحتها لهذه الدول لكسب رضاها ولتديرها سياسياً (لحين التوصل لاتفاقية سلام دائمة ونهائية). فكانت غزة من نصيب مصر، والضفة الغربية والقدس من نصيب الأردن وشريطاً ضيقاً على الشاطئ الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية من نصيب سورية.

بالعودة إلى المفاوضات السورية الإسرائيلية التي سبق وأشرنا إليها، فقد تكررت نفس القصة حيث عرضت إسرائيل إعادة الجولان حسب الخرائط الدولية المعترف بها للدولة السورية، ليأتي الأسد الأب ويطالب أيضاً (بجائزة الترضية) التي كانت تتمثل بذلك الشريط الضيق على الساحل الشمالي الشرقي لبحيرة طبرية، واستشهد على موقفه بأنه كان قبل حرب حزيران (يسبح ويصطاد السمك) في البحيرة. فرد الجانب الإسرائيلي أن هذا الشريط كان تحت الإدارة السورية المؤقتة بموجب إتفاقية الهدنة، ولكنه أرض فلسطينية وسيكون على مائدة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في المستقبل، كقطاع غزة والضفة الغربية والقدس. ثم قدم  في مرحلة لاحقة خرائطاً تعود لعام 1924 لتأكيد روايته، ولكن الأسد الأب رفض حتى النظر إليها وأصر أن هذا الشريط هو أرض سورية وأنه لن يرضى بالجولان من دونه!

لاأنكر طمع المفاوض الإسرائيلي  بالمياه العربية بشكل عام. لكن لو كان الأسد الأب جاداً باستعادة الجولان، وعلينا أن لاننسى أنه هو كان من (أهداه) بالكامل لإسرائيل على طبق من ذهب في حرب حزيران ومن دون قتال حتى، لو كان جاداً باستعادته لوافق على العرض الإسرائيلي ثم ذهب بشأن ذلك الشريط (الذي لايشكل أكثر من واحد بالمئة من مساحة الجولان) إلى محكمة دولية كما فعلت مصر بشأن طابا. ودعونا نذكر في هذا المجال أن النظام السوري الذي يدعي حرصه على كل شبر من الجولان، لم يفتح ولو حتى تحقيقاً شكلياً لتحديد المسؤولين عن ضياعه بتلك الصورة المريبة في حرب حزيران، لاحين كان الأسد الأب وزيراً للدفاع ولا خلال حكمه الذي استمر أكثر من ثلاثين سنة ولا خلال فترة حكم ابنه التي تجاوزت الدزينة من السنوات، وكأن هناك مالايريدون كشفه أمام الشعب والعالم!

الآن وقد عرفنا ماذا عرضت إسرائيل، نعود إلى الجزء الثاني من السؤال: لماذا رفض الأسد الأب العرض؟ يرى المحللون السياسيون أن سبب رفضه وتحججه بشريط ساحل طبرية هو في الحقيقة في غاية الوضوح، فالديكتاتور عادة يفكر بمصلحته الشخصية وكرسي الحكم قبل أي شيء آخر بما في ذلك مصلحة الوطن. فهو من جهة كان يعرف أن استعادة الجولان وتوقيعه معاهدة سلام مع إسرائيل هو أمر له تبعات، من أولها أن عليه الانسحاب من لبنان، ولبنان بالنسبة له أثمن بكثير من الجولان. ومن جهة ثانية، فان معاهدة السلام تلك ستعني إنهاء حالة الحرب وبالتالي سيكون ملزماً بإلغاء قانون الطوارئ الذي لايستطيع أي ديكتاتور أن يستمر بدونه. فهذا سيعني استحقاقات العودة إلى الحياة الديمقراطية والتعددية السياسية وإطلاق الحريات العامة، وهذه كانت ومازالت ألد أعداء أي ديكتاتور في أي مكان في العالم في أي حقبة من التاريخ. ولاأعتقد أن أحداً يشك في تصنيف الأسد الأب كديكتاتور، حتى هو لايشك بذلك، وبالتالي فهو حتماً كان قد نظر إلى الأمر من نفس المنظار، فوجد أن احتفاظه بالحكم (إلى الأبد ولولد الولد) إنما هو أهم بكثير، ليس فقط من الجولان، ولكن من أي شئ آخر. ( وهذا ماقاله نتنياهو نفسه ) ...

ولكن وإذا كذبنا كل تلك الحقائق، وكذبنا الواقع الذي أنتجه ذلك النظام مع إسرائيل على الأرض، وافترضنا أن الرجل إنما تحكمه دوافع وطنية بحتة وأن رفضه عرض إعادة الجولان كان بهدف عدم التفريط بأي شبر منه، وأن إضاعته في حرب حزيران كانت مجرد هفوة بسيطة فحسب، وأن عدم فتح تحقيق بالموضوع فيما بعد كان مجرد سهوة لاأكثر. إذا افترضنا كل ذلك فيبقى هناك عدة أسئلة صعبة تتعلق بسلوكه عليه الإجابة عليها ليبرئ نفسه من كافة التهم السابقة.

إذاً فقد قدم الأسد الأب خدمة عظيمة لليمين الإسرائيلي المتطرف بمماطلته في تلك المفاوضات مما أدى في النهاية إلى فشلها. فعاد هذا اليمين إلى الحكم بشخص إيريل شارون (2001-2006) مع شعاره (السلام مقابل السلام) بديلاً لشعار سلفه العمالي (الأرض مقابل السلام).

واليـوم يتذلل بشار الأسد على أعتاب شارون يريد استئناف المفاوضات، دون قيد أو شـرط، أما إذا تكرمت إسرائيل بالانسحاب من الجولان، فسوف تقيم سوريا معها علاقات طبيعية كاملة،ويتدخل الوسطاء العرب المقربون من أمريكا. ولكن يبدو أن الانسحاب من الجولان ليـس مطلبـاً واقعياً عند الصهاينة.

لقد انسحب الصهاينة من سيناء، وسيناء تختلف عن الجولان، تستطيع إسرائيل احتلالها ثانية خلال يوم أو يومين، أما الجولان فكان احتلاله حلماً، وقد تحقق هذا الحلم، فهل يفرط الصهاينة فيه !!؟

* الكشف عن اتـفاق سوري إسرائيلي  بموافقة نتانياهو والأسد الأب

موقع إيلاف - الخميس 10 أيلول/ سبتمبر 2009

نضال وتد من تل أبيب : كشفت يديعوت أحرونوت أخيرًا عن مسودّة التفاهمات بين نتانياهو والأسد الأب بوساطة رجل الأعمال الأميركي رون لاودر والتي نصت وثيقتها على انسحاب إسرائيلي  من أراض سورية احتلت عام 67 وفقًا لقراري مجلس الأمن 242 و338 وقرار الدولتين على تأسيس علاقات سلام بينهما..

الأسد لايريد انسحاب الصهاينة من الجولان

كشفت يديعوت أحرونوت صباح اليـوم، وثيقة بالانكليزية قالت أنها نصّ التفاهمات ومسودة لاتفاقية السلام بين إسرائيل وسوريا، والتي كان قد تم التوصل إليـها قبل عشر سنوات بين سوريا تحت قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد، وبين رئيس الحكومة الإسرائيليـة آنذاك، الرئيس الحالي، بينيامين نتانياهو، تنص على موافقة إسرائيليـة لانسحاب كامل من الأراضي السورية المحتلة عام 1967 بموجب قراري مجلس الأمن الدولي  242 و3438، مع التزام الدولتين بإقامة علاقات سلام بينهما واحترام سيادة الطرف الآخر.

وأضاف يديعوت أن بينيامين نتانياهو أنكر على مر السنين أن يكون وافق خلال ولايته الأولى  (1996-1998) على الانسحاب من الجولان. لكن "وثيقة لاودر" التي تنشر هنا للمرة الأولى  تكشف غيظًا من فيض ما دار وراء الكواليس. ففي الوثيقة التي نقلها المقرب من نتانياهو رون لاودر للرئيس الأميركي، كليـنتون، تلتزم إسرائيل بالانسحاب من الجولان إلى  خطوط الرابع من حزيران، مقابل إلتزام السوريين بالسماح بإقامة محطة إنذار مبكر أميركية- فرنسية على جبل الشيخ".

وقالت الصحيفة إنه على مر هذه السنين فإن قلة قليـلة تسنى لهم رؤية هذه الوثيقة وتم حفظها في خزينة وزارة الأمن. كانت هناك إشاعات عن وجودها تم نفيها لكن الآن يتم نشرها للمرة الأولى. فقد كان رون لاودر وهو ملياردير أميركي يهودي ومقرب من نتانياهو مبعوثًاً من قبل نتانياهو لمحادثات مع السوريين والتقى مرات كثيرة مع الرئيس حافظ الأسد ومع أن نتانياهو نفى طيلة الوقت أن يكون وافق على الانسحاب من الجولان، إلا أن الوثيقة تظهر بوضوح، في رسالة لاودر للرئيس كلينتون أن نتانياهو وافق عمليـاً على الانسحاب لحدود العام 1967 فقد جاء في الوثيقة"... إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها عام 1967... في سياق معادلة الأرض مقابل السلام. وسيكون الانسحاب إلى  حدود متفق عليــها، على أساس خطوط الرابع من حزيران 67."

الجولان مقابل محطة إنذار مبكر على جبل الشيخ

اتفاقية سلام بين إسرائيل وسوريا، هو عنوان وثيقة النقاط الثمانية التي يفصلها لاودر باعتبارها المبادئ التي اتفق عليــها الطرفان السوري والإسرائيلي. يتعلق الشرط الأول بانسحاب إسرائيلي  من الجولان: "إسرائيل ستنسحب من أراض سورية احتلت عام 67 وفقاً لقراري مجلس الأمن الدولي  242 و338 اللذان يكرسان حق جميع الدول بالعيش في حدود آمنة ومعترف بها وفق معادلة الأرض مقابل السلام. يكون الانسحاب لغاية حدود متفق عليـها على أساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967. يتم الانسحاب على ثلاثة مراحل وينتهي بعد عام ونصف، 18 شهرًا، ويبدأ تطبيع العلاقات بين الطرفين فقط في المرحلة الثالثة. يكون الإعلان عن نهاية حالة الحرب بين الدولتين في المرحلة الأولى من الانسحاب".

يتناول البند الخامس من الوثيقة المردود الذي ستحصل عليــه إسرائيل: " في حالة قضت الضرورة وجود محطة للإنذار المبكر، فيمكن أن تبقى على جبل الشيخ لمدة عشر سنوات، من الانسحاب الكامل. وستكون محطة أميركية فرنسية تحت المسؤوليـة الكاملة لهاتين الدولتين.

ملاحظة : ماسبق منسوخ من موقع أخبار الشرق....

الممانعـة الأسدية عند الأسد الصغير

بعث الرئيس السوري  (بشار) رسالة لإسرائيل تضمنت سلسلة تنازلات سورية غير مسبوقة تنسف ثوابت نظام دمشق التي يدعيها في الممانعة والمقاومة كما يسميها اليـوم والصمود والتصدي كما كان والده يسميها...وفي ما يلي النقاط الأساسية التي تضمنتها رسالة الأسد:

1- الدعوة إلى  مفاوضات بين ســورية وإسرائيل, من دون شروط مسبقة  ( علماً انه في زمن الأسد الأب جرت مفاوضات، وتم فيها التفاهم على الانسحاب من معظم أراضي الجولان، ووقع الاختلاف على شاطئ طبريا، فقد أصر الأسد الكبير على أن يعود لـه الشاطئ ليـغمس فيه ساقيه كما فعل مرة في شبابه، هذا هو الظاهر والمعلن، أما الحقيقة فهي شيء آخر بالتأكيد لان المستبد لايفصح عن حقيقة أفعاله ونواياه لشعبه )([3]).

2- الموافقة على المحكمة الدوليـة بشان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, بشرط أن لا تستدعي المحكمة شخصيات بارزة سياسية وعسكرية من النظام السوري.

3- التباحث في مصير الجولان, من دون شروط مسبقة, أي من دون الالتزام الإسرائيلي  سلفاً بإعادة الجولان( كله), إلى الوطن الأم سورية.

4- ستعمل سوريا على ضبط الحدود السورية- العراقية والمحافظة على الأمن, كما هي الحال على الحدود بين إسرائيل وسورية! [ أي أن النظام السوري يعلم ويصرح بأن الصهاينة رقـم فاعل على الساحة العراقية اليـوم ]... [ كما يصرح ويعترف بأنه يضبط الحدود مع العدو الصهيوني، ولايسمح لسوري أو فلسطيني أو عربي بدخول الأرض المحتلة من الجولان ]...

5- العمل مع قيادة »حماس« في الخارج للحد من تأثيرها على الحركة في الداخل.

6- منع وصول الأسلحة عبر الحدود السورية إلى  »حزب الله« في لبنان.

وتمت مفاوضات غير مباشرة بين النظام الأسدي والصهاينة في تركيا، ويعلن اليـوم أنها ستكون مباشرة قريباً...

وسنرى مزيداً من التباكي على باب الصهاينـة من أجل المصالحة، ومازال شعار الممانعـة مرفوعاً في شوارع بيروت وساحاتها على لســان النظام السوري وعملائه... وحتى المظاهرات التي حشدت أمام السفارة المصرية كانت تطالب بعدم التفاوض مع إسرائيل... فماندري نصدق مـَن ونكذب مـَن من أدعياء الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة....

عندما دخلت مذبحة أهلنا في غزة أسبوعها الثالث، ثم توقف إطلاق النار، ونظام الصمود والتصدي، نظام الممانعة والمقاومة مازال ساكتاً بل أخرساً، تمنينا لو حشد قواته على حدود الجولان، ليـخيف العدو الصهيوني فيخفف ضغطه على أهلنا في غزة، ولكن حتى هذه الحركة الرمزية لم يفعلها النظام الأسدي نظام الممانعة والمقاومة....

نظام الممانعة في دمشق، نظام الصمـود والتصدي في زمـن الأب، ونظام الممانعـة والمقاومـة في زمن الابـن، يتـذلل اليـوم علناً للصهاينـة، وطلب بشار منهم أن يقبلوا المفاوضات معـه، من الصفر، بدون الجولان، وصرح على لسـان وزيـر خارجيته ( وليد المعلم ) أن تحرير الجولان غير مهم، المهم المفاوضات والمصالحة والسلام...ففي الوقت الذي حث فيه الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولـمرت على استئناف المفاوضات والتأكد مما إذا كانت دمشق تمارس أي خدعة، أعلن وزير الخارجيـة السـوري وليـد المعلم أن دمشق لا تضع استعادة الجولان السوري المحتل كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.

وجاء في المحرر :

نقلت أوساط أميركية عن نتنياهو أنه أجاب خلال أحد لقاءاته الخاصة على سؤال ( لماذا لا تجلو إسرائيل عن الجولان فتساعد على خروج النظام السوري من المحور الإيراني )..؟ بالقول :

ولكن الرسائل السرية التي تصلنا من السوريين تؤكد انهم لا يريدون استعادة الجولان لأسباب داخليـة تتصل بالنظام. وإذا كانت سورية مستعدة لتوقيع سلام مع إسرائيل فان إسرائيل مستعدة غداً للجلاء عن الجولان. أضاف نتنياهو : على أي حال فالسلام مستقر على الحدود مع سورية ولا شيء تشكو منه إسرائيل. وحين سئل عن مغزى ضرب المركز النووي ومن قبله الغارة على سورية قال : (لقد أبلغونا ذلك وقد فعلنا ما كانوا يريدون ولا يستطيعونه لظروفهم ). ثم ضحك نتنياهو وقال : ( ربما هي الازدواجية السورية التي أتقنها النظام ويستمر بها. على أي حال فقد قتلوا من أبلغنا ذلك على الرغم من أنه حصل على الضوء الأخضر قبل أن يبلغنا)...

وفي جلسة أخرى مطولة مع بعض رجال الإدارة الجديدة ، شرح نتنياهو للمجتمعين الأسباب التي تعتقد إسرائيل أن سورية غير مستعجلة على تحرير الجولان وتفضل أن تبقيه ورقة بيدها على ان تستعيده.

قال نتنياهو إن سورية ( تستخدم احتلال الجولان لتشديد قبضة النظام على الحكم وتجنب تغييرات أساسية سوف يفرضها السلام وتهدد تركيبة النظام )...

وأخرج نتنياهو من جيبه ورقة سجل عليــها بعض الملاحظات قال :(إن السلام سوف يفرض على سورية إلغاء قانوني الطوارئ والجندية الإجبارية وهما القانونان اللذان يمنحان الحكم في سورية سلطات مطلقة ومبررات الاستمرار. أضاف : إن إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية سوف يلغي المحاكم الاستثنائية التي يحكم النظام بها ويشدد قبضته على الشعب. أيضاً فإن الجلاء عن الجولان وقيام السلام سوف يفرض إلغاء الجندية الإجبارية التي يستخدمها لتطويع المثقفين أو حملهم على الهرب خارج البلاد باسم التخصص ثم يستقرون في الخارج فيرتاح النظام من شريحة مثقفة قد تفسد الرأي العام بطروحات الديموقراطية والحرية والانفتاح )...

إذاً، يقول نتنياهو، فإن النظام في سورية محتاج لبقاء إسرائيل في الجولان ، بقدر ما هي إسرائيل مرتاحة لبقائها هناك.

وأعطى نتنياهو مثالاً على صحة هذه المعادلة هدوء الجبهة لأكثر من خمس وثلاثين عاماً من دون أي حادث يذكر. فلا مقاومة ولا تهديد. مجرد حديث سياسي عن الجولان المحتل والترحيب بمفاوضات متقطعة يحتاجها النظام من دون الوصول بها إلى  حل. لا هو يريد الجلاء ولا هو يريد الجولان. الآن على الأقل ولمرحلة طويلة مقبلة.

أضاف نتنياهو : طبعاً هناك مفاوضات لتقطيع الوقت وإشعار الرأي العام في الداخل أن النظام مهتم بالجولان ، إضافة لرسالة يودّ النظام إيصالها إلى الخارج تؤكد أن خيار النظام هو التفاوض وليـس الحرب....

وحين سئل نتنياهو : هل تعتقد أن تغيير النظام سوف يحرك الجبهة ويطرح إشكاليـتها مع أي نظام سوري جديد قال : إذا جاء النظام الجديد من رحم هذا النظام فلا خوف ولا قلق([4]). أما إذا جاء النظام من رحم التطرف الوطني أو الديني فالأمر مختلف وهو ما لا تريده إسرائيل وتخشاه وتفضل أن يبقى هذا النظام الذي يجيد لعبة تقطيع الوقت.

خلال الحديث الذي امتد ثلاث ساعات وتناول كل شؤون المنطقة ومستقبلها سئل نتنياهو رأيه في الرئيس بشار الأسد والفارق ما بينه وبين والده الرئيس الراحل فقال:

حافظ الأسد كان سيد لعبته ومؤسس النظام. ولده وارث يعرف شيئاً ويجهل أشياء. تساعده القوى الداخليـة التي أرسي قواعدها والده على البقاء ولكنه ما زال يتعامل معها من موقع وارثها لا موقع صانعها. والدليـل على ذلك التغييرات المتعاقبة التي يجريها في أجهزة أمنه ومردّها الخوف من أن تأكله. في سورية لا يوجد نظام ديموقراطي. يوجد نظام نصف ملكي نصف ديكتاتوري. وفي كل الأحوال فنحن ننظر إليـه على أنه نظام نصف صديق وليـس عدواً. الزمن وحده كفيل بنقله من موقعه هذا لموقع الصديق. بشار الأسد يعرف جيداً أنه ما دامت جبهة الجولان ساكنة واللعب بالحواشي والأطراف ، أي بالفلسطينيين واللبنانيين ، فإن الموضوع يظل آمناً له.

(حزب الله) في لبنان ليـس حزبه. إنه حزب إيران. وتحالفه مع إيران ليـس صلباً. إنه تحالف المصلحة والخوف. وقد طالما أمدّنا من موقعه هذا بما نريد. نعطيه ويعطينا. نمرر له ويمرر لنا. من هنا، فاننا نحرص عليــه ويفيد موضوع الجولان في لعبة بقائه. وبالعودة لموضوع الجولان يجب أن لا ننسى أن سكانه من الدروز وهي طائفة منافسة لا يطمئن إليـها الأسد والعلويون. لذلك ، فهو يفضل بقاءها خارجاً على أن يستردها .

ولقد قرأت حين تسلمت رئاسة الحكومة وثائق الاتصالات السرية مع النظام السوري والاتفاق على الحديقة المفتوحة فأعجبني مع بعض الملاحظات الجانبية. إنه يؤكد أن النظام لا يريد الجولان. يريد صيغة تعيده ولا تعيده.

صيغة تحافظ على أمنيه السوري والإسرائيلي. وفي هذا الموضوع اتفق مع الذين أداروا المفاوضات الخاصة إلى حد كبير. وحين نعود غداً للحديث عن الجولان سيظل موضوع الحديقة المفتوحة أساس أي اتفاق. غير أن هذا لن يكون غداً. فالأسد في ما أبلغنا يريد أن يكون توقيعه على السلام التوقيع الأخير. إن عقدة السلام الآن هي إيران التي تريد حصتها من الشرق الأوسط مستعينة بـ»حزب الله« وبعناصر من الطائفة الشيعية في مواطن انتشارها على امتداد الشرق الأوسط وبخاصة في الخليـج. إيران لا تريد لبنان وتعتبره عبئاً عليــها. تريد تفكيك الخليـج. تريد النفط وتعتبره شيعياً. تريد إضعاف الأنظمة العربية بحيث يسهل إقامة نظام إقليـمي تسيطر عليــه وتأخذ موقعها في ما تعتقده أنه حقها. تقول لنا إيران عبر رسلها: لماذا تستعيد إسرائيل حضورها ونفوذها في المنطقة ولا تستعيده فارس..؟ الموضوع ليـس قابلاً للمناقشة لأن إيران دولة كبيرة ويهدد تمدّدها أمن إسرائيل خصوصاً وأنها تتطلع لامتلاك القنبلة النووية. حضرت نقاشاً مع مجموعة فارسية مهاجرة في الغرب. قال بعضهم أن في الشرق الأوسط ثلاث دول إقليـمية كبرى تستطيع إدارته هي إيران وتركيا وإسرائيل وأن الانطلاق من هذه المسلمة سوف يعيد خلط أوراق المنطقة. وحين سأل أحدهم وماذا عن مصر أجاب : لقد ترهلت كثيراً ولم تعد قادرة على إدارة مشكلاتها لتلعب دوراً خارج حدودها.

وفي نهاية اللقاء عاد نتنياهو ليـؤكد أن الخطر الذي يجب التعامل معه اليـوم هو إيران وأذرعها وخصوصاً »حزب الله« ذراعها الأولي  في لبنان و»حماس« ذراعها الأخرى في فلسطين. بعد ذلك سيكون سهل على الغرب تحجيم إيران واستعادتها لدورها الشرق أوسطي الذي فقدته بثورتها الإسلامية.

أضاف نتنياهو: على أي حال فالسلام مستقر على الحدود مع سورية ولا شيء تشكو منه إسرائيل. وحين سئل عن مغزى ضرب المركز النووي ومن قبله الغارة على سورية قال : لقد أبلغونا ذلك وقد فعلنا ما كانوا يريدون. ثم ضحك نتنياهو وقال : ربما هي الازدواجية السورية التي أتقنها النظام ويستمر بها  ( يقصد التقية المطورة غمز على اليسار...) . على أي حال فقد قتلوا من أبلغنا ذلك ؟؟؟ على الرغم من أنه حصل على الضوء الأخضر قبل أن يبلغنا. وفي جلسة أخرى مطولة مع بعض رجال الإدارة الجديدة، شرح نتنياهو للمجتمعين الأسباب التي تعتقد إسرائيل أن سورية غير مستعجلة على تحرير الجولان وتفضل أن تبقيه ورقة بيدها على أن تستعيده.

وجاء في المحرر :

نقلت أوساط أميركية عن نتنياهو أنه أجاب خلال أحد لقاءاته الخاصة على سؤال ( لماذا لا تجلو إسرائيل عن الجولان فتساعد على خروج النظام السوري من المحور الإيراني )..؟ بالقول :

ولكن الرسائل السرية التي تصلنا من السوريين تؤكد انهم لا يريدون استعادة الجولان لأسباب داخليـة تتصل بالنظام. وإذا كانت سورية مستعدة لتوقيع سلام مع إسرائيل فان إسرائيل مستعدة غداً للجلاء عن الجولان. أضاف نتنياهو : على أي حال فالسلام مستقر على الحدود مع سورية ولا شيء تشكو منه إسرائيل. وحين سئل عن مغزى ضرب المركز النووي ومن قبله الغارة على سورية قال : (لقد أبلغونا ذلك وقد فعلنا ما كانوا يريدون ولا يستطيعونه لظروفهم ). ثم ضحك نتنياهو وقال : ( ربما هي الازدواجية السورية التي أتقنها النظام ويستمر بها. على أي حال فقد قتلوا من أبلغنا ذلك على الرغم من أنه حصل على الضوء الأخضر قبل أن يبلغنا)...

وفي جلسة أخرى مطولة مع بعض رجال الإدارة الجديدة ، شرح نتنياهو للمجتمعين الأسباب التي تعتقد إسرائيل أن سورية غير مستعجلة على تحرير الجولان وتفضل أن تبقيه ورقة بيدها على ان تستعيده.

قال نتنياهو إن سورية ( تستخدم احتلال الجولان لتشديد قبضة النظام على الحكم وتجنب تغييرات أساسية سوف يفرضها السلام وتهدد تركيبة النظام )...

وأخرج نتنياهو من جيبه ورقة سجل عليــها بعض الملاحظات قال :(إن السلام سوف يفرض على سورية إلغاء قانوني الطوارئ والجندية الإجبارية وهما القانونان اللذان يمنحان الحكم في سورية سلطات مطلقة ومبررات الاستمرار. أضاف : إن إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية سوف يلغي المحاكم الاستثنائية التي يحكم النظام بها ويشدد قبضته على الشعب. أيضاً فإن الجلاء عن الجولان وقيام السلام سوف يفرض إلغاء الجندية الإجبارية التي يستخدمها لتطويع المثقفين أو حملهم على الهرب خارج البلاد باسم التخصص ثم يستقرون في الخارج فيرتاح النظام من شريحة مثقفة قد تفسد الرأي العام بطروحات الديموقراطية والحرية والانفتاح )...

إذاً، يقول نتنياهو، فإن النظام في سورية محتاج لبقاء إسرائيل في الجولان ، بقدر ما هي إسرائيل مرتاحة لبقائها هناك.

وأعطى نتنياهو مثالاً على صحة هذه المعادلة هدوء الجبهة لأكثر من خمس وثلاثين عاماً من دون أي حادث يذكر. فلا مقاومة ولا تهديد. مجرد حديث سياسي عن الجولان المحتل والترحيب بمفاوضات متقطعة يحتاجها النظام من دون الوصول بها إلى  حل. لا هو يريد الجلاء ولا هو يريد الجولان. الآن على الأقل ولمرحلة طويلة مقبلة.

أضاف نتنياهو : طبعاً هناك مفاوضات لتقطيع الوقت وإشعار الرأي العام في الداخل أن النظام مهتم بالجولان ، إضافة لرسالة يودّ النظام إيصالها إلى الخارج تؤكد أن خيار النظام هو التفاوض وليـس الحرب....

وحين سئل نتنياهو : هل تعتقد أن تغيير النظام سوف يحرك الجبهة ويطرح إشكاليـتها مع أي نظام سوري جديد قال : إذا جاء النظام الجديد من رحم هذا النظام فلا خوف ولا قلق([5]). أما إذا جاء النظام من رحم التطرف الوطني أو الديني فالأمر مختلف وهو ما لا تريده إسرائيل وتخشاه وتفضل أن يبقى هذا النظام الذي يجيد لعبة تقطيع الوقت.

خلال الحديث الذي امتد ثلاث ساعات وتناول كل شؤون المنطقة ومستقبلها سئل نتنياهو رأيه في الرئيس بشار الأسد والفارق ما بينه وبين والده الرئيس الراحل فقال:

حافظ الأسد كان سيد لعبته ومؤسس النظام. ولده وارث يعرف شيئاً ويجهل أشياء. تساعده القوى الداخليـة التي أرسي قواعدها والده على البقاء ولكنه ما زال يتعامل معها من موقع وارثها لا موقع صانعها. والدليـل على ذلك التغييرات المتعاقبة التي يجريها في أجهزة أمنه ومردّها الخوف من أن تأكله. في سورية لا يوجد نظام ديموقراطي. يوجد نظام نصف ملكي نصف ديكتاتوري. وفي كل الأحوال فنحن ننظر إليـه على أنه نظام نصف صديق وليـس عدواً. الزمن وحده كفيل بنقله من موقعه هذا لموقع الصديق. بشار الأسد يعرف جيداً أنه ما دامت جبهة الجولان ساكنة واللعب بالحواشي والأطراف ، أي بالفلسطينيين واللبنانيين ، فإن الموضوع يظل آمناً له.

(حزب الله) في لبنان ليـس حزبه. إنه حزب إيران. وتحالفه مع إيران ليـس صلباً. إنه تحالف المصلحة والخوف. وقد طالما أمدّنا من موقعه هذا بما نريد. نعطيه ويعطينا. نمرر له ويمرر لنا. من هنا، فاننا نحرص عليــه ويفيد موضوع الجولان في لعبة بقائه. وبالعودة لموضوع الجولان يجب أن لا ننسى أن سكانه من الدروز وهي طائفة منافسة لا يطمئن إليـها الأسد والعلويون. لذلك ، فهو يفضل بقاءها خارجاً على أن يستردها .

ولقد قرأت حين تسلمت رئاسة الحكومة وثائق الاتصالات السرية مع النظام السوري والاتفاق على الحديقة المفتوحة فأعجبني مع بعض الملاحظات الجانبية. إنه يؤكد أن النظام لا يريد الجولان. يريد صيغة تعيده ولا تعيده.

صيغة تحافظ على أمنيه السوري والإسرائيلي. وفي هذا الموضوع اتفق مع الذين أداروا المفاوضات الخاصة إلى حد كبير. وحين نعود غداً للحديث عن الجولان سيظل موضوع الحديقة المفتوحة أساس أي اتفاق. غير أن هذا لن يكون غداً. فالأسد في ما أبلغنا يريد أن يكون توقيعه على السلام التوقيع الأخير. إن عقدة السلام الآن هي إيران التي تريد حصتها من الشرق الأوسط مستعينة بـ»حزب الله« وبعناصر من الطائفة الشيعية في مواطن انتشارها على امتداد الشرق الأوسط وبخاصة في الخليـج. إيران لا تريد لبنان وتعتبره عبئاً عليــها. تريد تفكيك الخليـج. تريد النفط وتعتبره شيعياً. تريد إضعاف الأنظمة العربية بحيث يسهل إقامة نظام إقليـمي تسيطر عليــه وتأخذ موقعها في ما تعتقده أنه حقها. تقول لنا إيران عبر رسلها: لماذا تستعيد إسرائيل حضورها ونفوذها في المنطقة ولا تستعيده فارس..؟ الموضوع ليـس قابلاً للمناقشة لأن إيران دولة كبيرة ويهدد تمدّدها أمن إسرائيل خصوصاً وأنها تتطلع لامتلاك القنبلة النووية. حضرت نقاشاً مع مجموعة فارسية مهاجرة في الغرب. قال بعضهم أن في الشرق الأوسط ثلاث دول إقليـمية كبرى تستطيع إدارته هي إيران وتركيا وإسرائيل وأن الانطلاق من هذه المسلمة سوف يعيد خلط أوراق المنطقة. وحين سأل أحدهم وماذا عن مصر أجاب : لقد ترهلت كثيراً ولم تعد قادرة على إدارة مشكلاتها لتلعب دوراً خارج حدودها.

وفي نهاية اللقاء عاد نتنياهو ليـؤكد أن الخطر الذي يجب التعامل معه اليـوم هو إيران وأذرعها وخصوصاً »حزب الله« ذراعها الأولي  في لبنان و»حماس« ذراعها الأخرى في فلسطين. بعد ذلك سيكون سهل على الغرب تحجيم إيران واستعادتها لدورها الشرق أوسطي الذي فقدته بثورتها الإسلامية.

أضاف نتنياهو: على أي حال فالسلام مستقر على الحدود مع سورية ولا شيء تشكو منه إسرائيل. وحين سئل عن مغزى ضرب المركز النووي ومن قبله الغارة على سورية قال : لقد أبلغونا ذلك وقد فعلنا ما كانوا يريدون. ثم ضحك نتنياهو وقال : ربما هي الازدواجية السورية التي أتقنها النظام ويستمر بها  ( يقصد التقية المطورة غمز على اليسار...) . على أي حال فقد قتلوا من أبلغنا ذلك ؟؟؟ على الرغم من أنه حصل على الضوء الأخضر قبل أن يبلغنا. وفي جلسة أخرى مطولة مع بعض رجال الإدارة الجديدة، شرح نتنياهو للمجتمعين الأسباب التي تعتقد إسرائيل أن سورية غير مستعجلة على تحرير الجولان وتفضل أن تبقيه ورقة بيدها على أن تستعيده.

نتانياهو يؤكد تنازل سوريا عن شرط إعلان الانسحاب من"الجولان"

صحيفة اليـوم السابع المصرية-08-12-2009

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتانياهو في حديث مقتضب لإذاعة "صوت إسرائيل"، أن سوريا أبلغت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنها تخلت عن مطالبتها بإعلان إسرائيل عن استعدادها للانسحاب من هضبة الجولان كشرط سوري لاستئناف المفاوضات بين البلدين...

وزعمت الإذاعة في تقرير لها، أن السوريين أكدوا أنهم لا يريدون الخوض في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، إنما إجراء عمليـة التفاوض من خلال طرف ثالث، موضحين أنهم يفضلون قيام تركيا بدور الوسيط في الوقت الذي أعلن فيه نتانياهو صراحة احترامه للوساطة الفرنسية "الأكثر فاعليــة" على حد قوله.

واستبعدت مصادر سياسية إسرائيليـة في حديث لموقع الإذاعة عبر الانترنت تخلي  سوريا بالفعل عن مطلبها بإعلان إسرائيل عن استعدادها للانسحاب من الجولان شرطاً لاستئناف المفاوضات.

ونقلت الإذاعة تصريحات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي قال إن لدى سوريا الكثير من الخيارات لاستعادة الجولان في حال فشل المساعي السلمية لاستعادة كامل السيادة عليــه، ومن ناحية أخرى قال مقداد، إن العلاقة السورية الأمريكية انتقلت من حرارة تحت الصفر والتهديد بالحرب إلى  علاقة تدب بها الحرارة مع رئاسة باراك أوباما، إلا أن هذا التطور لم يسفر بعد عن تحقيق شيء ملموس على صعيد العلاقات الثنائية...

المعلم لايهمـه الانسحاب من الجولان

ونسبت صحيفة ( واشنطن بوست ) الأمريكية للمعلم قولـه : إن النظام السـوري لا يطلب من إسرائيل أن تلتزم بإعادة الجولان كشرط مسبق لبدء المفاوضات، المهم أن تبدأ المفاوضات، وكل شيء يهون بعدها.

[ لان الأهم هو بقاء النظام الأسدي في الحكم، وليـس تحـريـر الجولان، كما يريـد النظام الأسـدي أن يكسـب نصيراً آخـر قويــاً  يحميـه من المحكمـــة الدوليـــة بعد النظام الإيــراني الصفوي، وهو النظام الصهيوني بعيـنه ....

والجولان ليـس على قائمة الأولويات الأسدية، التي يهمها أولاً البقاء في الحكم، وثانياً رضى أمريكا عنها وإعادتها إلى  وظيفتها التي داوم فيها الأسد الأب بضعة عشر عاماً، وفشل الابن في الاســتمرار بتلك الوظيفـة فطردتـه الإدارة الأمريكيــة من وظيفتــه في دائــرة عملاء أمريكا ]...

وقال المعلم في حديث للصحيفة الأمريكية: "ليـس هناك من شروط مسبقة. أي حوار بناء يجب أن يبدأ بدون شروط مسبقة"، مضيفاً في الوقت نفسه أن الهدف لا يزال "استعادة كل الأراضي السورية المحتلة".

وقال المعلم رداً على سؤال؛ أن بلاده ليـست ضد الولايات المتحدة وعلى العكس فإنها تريد أن تكون جزءاً من حوار إقليـمي سيخدم مصالح واشنطن في المنطقة. واعتبر المعلم، وحسب مقتطفات نشرتها صحيفة "الشرق الأوسـط" اللندنية؛ أن الـولايات المتحدة والمنطقة في مفترق طرق فإما أن نذهب نحو الاســـتقرار أو ســتنهار المنطقة كلها وتسيطر عليــها الحروب الدينيـة والمتطرفيون.

النظام الأسدي يبعث وثيقة للصهاينة تؤكد جديته في التفاوض :

وعلى خط العلاقات بين سوريا وإسرائيل، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن القيادة السوريـة أرسلت وثيقـة رسـمية مكتوبة إلى الحكومة الإسرائيليـة بواسطة ديبلوماسي أوروبي،أكدت فيها استعدادها الفوري لإجراء مفاوضات سلام بصورة سرية للغاية وغير رسمية، وتضمنت أربعـة بنود.

وجاء في البند الأول من الوثيقة التي حصلت عليــها القناة من مكتب رئيس الحكومة أيهود أولمرت، أن سوريا تتعهد أمام إسرائيل، بعدم شن حرب عليـها في الصيف المقبل (2007)، وأن وجهتها إلى السلام فقط.

وفي البند الثاني، تؤكد الحكومة السورية أنها تستطيع السيطرة على "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس)، وتحديداً على رئيس مكتبها السياسي ( خالد مشعل !!!! )  الذي يتخذ من دمشق مقراً له، وأنها قادرة على إحراز تقدم في صفقة تبادل بين "حماس" وإسرائيل في ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليـط وعلى تطويع "حزب الله" اللبناني، وأنها ستزود إسرائيل بمعلومات مؤكدة حول مصير الجنديين الإسرائيليـين ( الداد ريغف وأيهود غولد فاسر) لدى حزب الله.

لانريد انسحابكم من الجولان :

البند الثالث يشير إلى أن سوريا مستعدة لأن تكون هضبة الجولان منطقة منزوعة السلاح، ولإقامة المصانع والمشاريع الاقتصادية الأخرى بمشاركة الإسرائيليين والأميركيين في المنطقة.

ويتطرق البند الرابع من الوثيقة إلى مد سكة حديد من مدينة حيفا إلى اسطنبول في تركيا عبر الأراضي السورية.

النظام السوري يوسط عمير بيرتس  وتسيبي ليـفني :

وأفادت القناة الثانية استناداً إلى  مصادر سياسية إسرائيليـة وأوروبية رفيعة المستوى، بأن السوريين بدأوا بإرسال رسائل السلام إلى  وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليـفني، لأن القيادة في دمشق " توصلت إلى اقتناع بأن هاتين الشخصيتين على استعداد لدراسة الأفكار والمقترحات السورية". ولفتت إلى أن أولمرت، الذي التقى مع الشخصية الأوروبية، رد على الوثيقة بالقول أن سوريا ملزمة أولا ًبأن تثبت لإسرائيل بالأعمال وليـس بالكلام، بأن وجهتها إلى السلام.

في سياق متصل، أكد أولمرت في المؤتمر الصحافي مع بليـرأن "إسرائيل ترغب بتحقيق السلام مع كل دولة عربية ومن ضمن ذلك بالطبع سوريا، ومن المؤكد أننا نريد تحقيق سلام معها. ونأمل أن تمكننا الشروط التي ستولد في المستقبل، من القيام بعمليـة تؤدي إلى  تحقيق سلام أيضاً مع سوريا.

هذا ما يقوله النظام الأسدي للإدارة الأمريكيـة، وللعصابات الصهيونية، بينمـا يقول للشعب العربي، وخاصة في شوارع بيروت أنه نظام الممانعـة والمقاومـة ضـد أمريكا وعملاء أمريكا....

وقد استجاب أولمرت أخيراً، وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين النظام الأسدي وإسرائيل في تركيا، وقبيل حرب غزة أعلن بشار أنها ستتحول قريباً إلى  مفاوضات مباشرة، هذا وقد وقف الصهاينة علناً إلى  جانب النظام الســـوري، وطلبوا من ( ساركوزي ) دعم النظام السوري، وتسويقه في أوربا، كما يبذل الصهاينة جهوداً لإقناع أمريكا كي تعيد ثقتها وصلتها بالنظام الأسدي... وهذا مايريده ( المعلم ) من المفاوضات أما إعادة الجولان فليـست مهمة كما قال.

*     *     *

عندما يصرح رامي مخلوف ابن خال بشار أن أمن إسرائيل مرهون بأمن النظام السوري، يؤكد ماكتبته منذ أكثر من عشــر ســنوات، ونشرته في عدة مقالات عن نظام الممانعة الأسدي .....

وكشفت الحرب الصهيونية على غـزة، تخاذل الانظمة العربية القائمة، وهذا ليـس جديداً على من قرأ نكبة (1948م) عندما ضاعت فلسطين، لكن الجديد هو انكشاف سوءة أنظمة الممانعة والمقاومة، وريثة نظام الصمود والتصدي، انكشافها على عامة العرب، أما أبناء الحركة الإسلامية في سوريا ( أكرر في سوريا ) فيعرفون هذا حق المعرفة، وصرحوا به مرات ومرات، وكتبوه عشرات المرات، وفي هذا الموضوع يوثق الباحث مايطرحه ويكشفه للعرب؛ من حقيقة النظام الأسدي الذي يدعي الممانعة والمقاومة.

طبق حمص شامي :

انفردت صحيفة هآرتس وموقعها على الانترنت بنشر خبر قيام الرئيس السوري، بشار الأسد، عام 2007، بإرسال هدية خاصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في صيف العام 2007، تمثلت بإرسال طبق حمص خاص أعد في القصر الرئاسي في دمشق، لإيهود أولمرت، قام القصر الرئاسي في دمشق بتسليـمه لأحد رجال الأعمال الأميركيين، الذين زاروا دمشق يومها، وهو من أصدقاء أولمرت، مع بدء رئيس الوزراء التركي، رجب الطيب أوردغان عمليـة الوساطة بين الطرفين الإسرائيلي  والسوري.

وقالت هآرتس أن أولمرت نفسه قص حكاية وصول طبق الحمص الدمشقي مع رجل الأعمال الأميركي، الذي كان قد سأله الرئيس بشار الأسد عن الطبق المفضل لدى أولمرت، فأخبره هذا بأنه طبق الحمص.

وبحسب الصحيفة الإسرائيليـة، فقد فوجئ رجل الأعمال الأميركي، قبل صعوده للطائرة بوصول طرد من قصر الرئاسة في دمشق، قيل أنه طبق حمص، هدية من الأسد إلى أولمرت. وقال أولمرت، إن رجل الأعمال الأميركي أخبره هاتفياً بالهدية التي يحملها، وأن أولمرت قرر تناول طبق الحمص، متجاوزًا كافة الإجراءات الأمنية المعمول بها، لأنها كانت ستؤدي إلى إفساد الطبق. وقال أولمرت لمن حوله، أنه كان واثقًا بأن الأسد لا ينوي تسميمه.

هذا الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام نقلاً عن الصحيفة الإسرائيليـة، لا يوضح مطلقاً أن نية الأسد هي السلام، ولا يوضح أن من أكله نيته السلام أيضاً. هي لعبة إعلام وعلاقات عامة من أجل استمرار الإيحاء للمجتمع الدولي، بأن الطرفين يرغبان بالسلام، وكل المعطيات تشير إلى أن السلام عموماً ومع سورية خصوصاً هو أبعد ما يكون عن تفكير النخب السياسية في إسرائيل، وأبعد بكثير عن طريقة تفكير النظام في دمشق، حيث جل همه يتركز في الحصول على أمرين دائمين" الغطاء الإسرائيلي، والكافيار الإيراني، مقابل صحن الحمص الدمشقي" إن حدود اللعبة التي لازالت قائمة حتى اللحظة، تتعلق فقط، بما يعنيه الكافيار الإيراني لنخب السلطة في دمشق، فهي نخب تربت على الزبائنية ( السمسرة )، والريعية المتوحشة التي تأتيها جراء استمرار دائرة الفوضى والعنف في المنطقة، وهذا ما تريده النخب الإسرائيليـة حتى اللحظة، من أجل الهروب دوماً من الاستحقاقات الحقيقية للسلام سواء على المسار السوري أم على المسار الفلسطيني، وهو الأهم وهو الذي يشغل بال النخب السياسية والمدنية في إسرائيل، والسلام يعني نهاية كذبة كبيرة من الحلم بأرض المعياد، ومواجهة الإسرائيلي  لنفسه بعد السلام، أمن أجل هذا تم إراقة كل هذا الدم؟

إن المراقب السطحي يعتقد أن بشار الأسد راغباً بالسلام، من خلال ما يشير به عليــه بعض سفرائه في العالم، من وجوب القيام بحملة علاقات عامة، وإعطاء انطباع أنه رجل سلام. وهذا غير صحيح وأكثر من يعرف ذلك هم الساسة في إسرائيل،يعرفون جيداً أن أخطر ما يواجه هذا النظام هو حل حقيقي لمشكلة الصراع العربي الإسرائيلي التي يعتاش عليـها منذ نشأته وحتى الآن. إذا كان صحن الحمص هو عبارة عن علاقات عامة سخيفة، ومكشوفة فان الهم الحقيقي هو باستمرار تدفق الكافيار الإيراني، بما يعنيه من استمرار الترف الناهب لثروة الشعب السوري، وما تعطيه القوة الإيرانية من دعم واستمرار لهذا النهب الذي يتم في وضح النهار وأمام مرأى من العالم أجمع.

إن إيران حلت مكان السوفييت في خلق معادلة استمرار السلطة في دمشق تطيح بأي أمل في استقرار المنطقة، وفي عودة الشعب السوري إلى  نطاق الحرية التي حرم منها منذ أكثر من أربعة عقود.

حتى شارون  فاوض النظام الأسدي :

كشف المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الصهيونية ( زئيف شيف ) : أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابـق أريـل شــارون أجرى اتصالات سرية مع سوريا في العام 2004.

وأكد (شيف ) أن ممثليـن عن شارون عقدوا لقاءات سرية مع السوريين في سويسرا، مشيراً إلى وجود وثائق حول هذه اللقاءات، تم جمعها في ملف أصبح يعرف باسم "الملف السويسري". وقال إن شارون أوقف هذه المحادثات مع السوريين لأنه "يدرك الثمن" ويعارض انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان.

نقلاُ عن صحيفة معاريف الصهيونية

تقول «معاريف» : أولمرت نَضَج أخيراً واقتنع بالتفاوض مع دمشق ( بعد التذلل الســوري المستمر )..

وبعد «فقدان الأمل» من الفلسطينيين دفع في اتجاه إحياء المسار السوري...
كما كتب علي حيدرفي جريدة الأخبار في  25/5/2007.....

أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيليـة أمس بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أصبح أكثر نضجاً للبدء بمفاوضات سياسية مع سوريا وأنه «أكمل الدراسات التمهيدية» في هذا الخصوص.

وأشارت الصحيفة إلى أن «أولمرت يدرس دمج المسار السوري ضمن رد إسرائيلي إيجابي متحفّظ على مبادرة السلام السعودية. لكنه ينتظر في هذه الأثناء نتائج الانتخابات التمهيدية في حزب العمل، على أمل أن يفوز إيهود باراك الذي من المفترض أن يتحول إلى  شريك استراتيجي لرئيس الحكومة في هذا المسار».

واقتنع بأن المفاوضات مع السوريين واتفاق سلام محتمل بين الدولتين سيغير بشكل جوهري الوضع الاستراتيجي في المنطقة وسيُساعد على عزل إيران وحل مشكلة حزب الله».
وأضافت أن «عدم وجود أمل بإحياء المسار السياسي مع الفلسطينيين في المستقبل القريب جراء انهيار حركة فتح وأبو مازن، شكل دافعاً إضافياً لأولمرت للتفكير في التحرك على المسار السوري».

وأوضحت الصحيفة أن وسطاء دوليـين نقلوا أسئلة من أولمرت إلى السوريين في إطار «دراسة سرية ومعمقة للقضية»، مشيرة إلى أن إسرائيل توجّهت، في هذا الوقت، وعبر أقنية مختلفة، إلى الولايات المتحدة التي اقتنعت بأن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا تتلاءم مع مصالحها في المنطقة.

ونقلت «معاريف» عن شخصيات شاركت في مثل هذه المحادثات، أن جهود وساطة سرية جرت في السنوات الثلاث الأخيرة وإن لم يحدث أي تحرك يذكر من جانب أي من الحكومتين حتى  الآن.

وفي هذا السياق، ذكرت «معاريف» أن الأصوات المطالبة بفتح قناة سياسية على الجبهة الشماليـة، تتزايد طوال الوقت داخل المنظومة الأمنية، مشيرة إلى أن جميع المستويات الأمنية، باستثناء رئيس الموساد مئير دغان، تؤيد حاليـاً وبشكل حماسي، المسار السياسي مع سوريا، بدءاً من رئيس الأركان غابي أشكنازي ونائبه اللواء موشيه كابليـنسكي ومروراً برئيس مجلس الأمن القومي إيلان مزراحي ورئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع اللواء الاحتيـاطي عاموس غلعاد، وصولاً إلى  كل مستويات الهيئة الأركانية والعملية في المنظومة.


الأسد يتهافت على إعادة العلاقات مع أميركا مقابل تنازلات منها التخلي  عن "حزب الله"

* عبر البوابة الإسبانية والإيطإليـة، واشنطن تعلن أنها لا تثق بعروضه :

كما كتب أحمد الجار الله في (صحيفة السياسة الكويتية -  18 أيلول/ سبتمبر 2006) :

يسعى النظام السوري هذه الأيام، وبكل ما أوتي من وسائل، إلى الاتصال والتفاهم مع الإدارة الأميركية، وبقصده إعادة أوضاع وعلاقات البلدين إلى  ما كانت عليــه أيام حكم حافظ أسد، وقبل وراثة ابنه بشار لمقاليـد الرئاسة بعد وفاة أبيه.

وأكدت المصادر المقربة، وشديدة الخصوصية، أن النظام السوري يتوسل لهذه المهمة إسبانيا وإيطاليـا وعبر وزيري خارجية البلدين ميغيل إنخيل موراتينوس وماسيمو داليـما. وقد عرض النظام السوري على الوزيرين سلسلة طويلة من التنازلات تهدف إلى إزالة كل المنغصات التي تحول حتى الآن دون إقامة علاقات أميركية سورية بشكل طبيعي.

وفي سياق التنازلات هذه حاول النظام السوري إبداء حسن نواياه عن طريق إحباط الهجوم المفبرك الأخير على السفارة الأميركية بدمشق، وكان أبدى موافقته الكاملة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمبعوث رئيس السلطة أحمد قريع، والذي أبلغ أيضاً موافقة النظام على دخول ألوان الطيف الوطني إلى الحكومة الجديدة. إلى  جانب ذلك أبلغ النظام الوسيطين الأسباني والإيطإلي استعداده لتسيير دوريات فاعلة من الجيش السوري لمراقبة الحدود مع لبنان، ومنع عمليـات تهريب الأسلحة من المعابر غير الشرعية القائمة بين البلدين، إلى  جانب استعداده لتنفيذ كل المطالب الأميركية التي سبق وتسلمتها دمشق أيام كان كولن باول وزيراً للخارجية، وفي عهد الولاية الأولى  للرئيس الأميركي بوش.

وتقول المصادر إن النظام السوري أضاف إلى  لائحة التنازلات استعداده لإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق، وإعادة النظر في علاقته مع »حزب الله« والسعي للإفراج عن الجندي الأسير لدي »حماس« جلعاد شاليـط، مؤكداً أن هذا الإفراج عن الجندي الأسير سيتم عن طريق رئيس المكتب السياسي ل¯ »حماس« المقيم في دمشق خالد مشعل، والذي من ضمن مسؤولياته توفير الأموال للحركة الأصوليـة الفلسطينية من بعض الدول كإيران وغيرها، إلى  جانب ذلك عرض النظام السوري ترميم علاقاته، وبأي طريقة، مع الدول العربية التي توترت علاقاتها معه، وكذلك مع سائر الدول الأوروبية.

وأكدت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية ل »السياسة« أن عروض النظام السوري مازالت معلقة في الهواء، فالأميركيون غير مقتنعين بها، وقالوا إن تجاربهم مع هذا النظام (السوري) علمتهم عدم الثقة به، ويتوقعون أن هذا النظام المتهالك سيواجه مشكلات كبيرة في الأشهر القليـلة المقبلة قد تؤدي إلى انهياره وزواله.

وكان رئيس النظام بشار أسد نقل أول من أمس على عجل إلى المستشفى، دون أن يذكر السبب، أو المرض الذي ألم به. لكن المصادر تقول إن أسد مصاب منذ أمد طويل بالأرق وقلة النوم وتوتر الأعصاب، ويعاني من عدم التركيز الذهني والرغبة في تناول الطعام، ومن ضغوط كثيرة تمارس عليـه من قبل وسطه العائلي الذي يبدو أنه غير مقتنع برئاسته التي يتولاها عنه فعلى سبيل المثال زوج أخته آصف شوكت. وتوقعت المصادر أن تضافر هذه الظروف السيئة عليـه أدى إلى إصابته بانهيار عصبي أدى إلى  ضرورة إدخاله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات السريرية الفورية اللازمة.

وفي جانب آخر ذي صلة، ذكرت المصادر أن وزير الخارجية الإسباني موراتينوس وجه لوماً إلى النظام السوري الذي كذب تصريحاته التي قال فيها أن أسد وعده باستخدام نفوذه على »حزب الله« من أجل وقف التصعيد والعمليـات العدائية ضد إسرائيل، وقد تلقى موراتينوس إيضاحاً من هذا النظام بأنه كان مضطراً للتكذيب لأن مصلحته في تلك الأيام العصيبة كانت تقتضي إبقاء العرض طي الكتمان.

وتشير المصادر المقربة أن النظام السوري يتهافت الآن من أجل الفوز بتعويم علاقاته مع الولايات المتحدة، ومستعد لهذه الغاية، أن يتنازل عن كل أوراقه ومبادئه، والسبب في ذلك عائد إلى  قناعته بأن ترميم العلاقات مع واشنطن هو سبيله الوحيد الباقي من أجل أن يستمر، ولا يسقط، ويصبح جزءاً من التاريخ الأسود للوطن السوري وللمواطنين السوريين.

المفاوض السوري الأمريكي  إبراهيم سليمان

نقلا عن موقع سوريا الحرة :
ألغى الرئيس السوري بشار الأسد " علناً " حالة العداء - المجمدة أصلاً - مع إسرائيل ورفع الراية البيضاء للولايات المتحدة والدولة العبرية , مؤكدا استعداده ل " التضحية " بحلفائه خصوصا اللبنانيين من أجل المحافظة على حكمه...فقد شدد المفاوض السوري إبراهيم سليمان  الذي يزور إسرائيل حاليـاً على أن دمشق لن تشن حرباً ضد تل أبيب, مشدداً على أن الموافقة على "وثيقة التفاهمات" الإسرائيليـة السورية ستؤدي إلى  قطع سورية لعلاقاتها مع "حزب الله ".
وقال سليمان  في مؤتمر صحافي عقده في الكنيست بعد مشاركته في اجتماع للجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس أن الرئيس بشار الأسد رفض فتح جبهة ضد إسرائيل خلال حرب تموز على لبنان الصيف الماضي. وأكد أن سورية تريد تحقيق السلام مع إسرائيل متحدياً حكومة تل أبيب في أن ترد إيجاباً على دعوة سورية, ناقلاً عن الرئيس السوري قوله أن سورية وإسرائيل بإمكانهما العيش جنباً إلى  جنب بسلام.
وأضاف أن "سلاماً بين سورية وإسرائيل سيؤدي إلى صداقة بين سورية والولايات المتحدة , وهما دولتي" إذ أن سليمان  سوري الأصل ويعيش منذ سنوات طويلة في الولايات المتحدة ويمتهن الأعمال الحرة.
وتابع "أريد أن تسود علاقات جيدة بينهما" أي بين الولايات المتحدة وسورية "ولا يمكن الاستمرار هكذا حرب تلو الحرب و الرئيس السوري بشار الأسد يريد سلاماً مع إسرائيل فهو يقول أنه يريد أن يعترفوا به كرجل سلام وأنا أصدقه.. وزيارتي إلى  هنا هي مؤشر على أن السلام بين سورية وإسرائيل ممكن ويتوجب العمل لتحقيق ذلك".
ورأى سليمان  أنه بالإمكان التوقيع على اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية خلال ستة أشهر " ويمكن حل كل الخلافات بين الدولتين من خلال محادثات هادئة والأسد لا يمكنه أن يرغب وحده بالسلام فهو بحاجة لشريك ويحتاج أن ترغب إسرائيل بالسلام".
وأضاف أن "قادة إسرائيل قالوا في الماضي أنهم يريدون التوصل لسلام مع كل زعيم عربي في كل وقت وفي كل مكان وأنا أطلب من الحكومة الإسرائيليـة الاستجابة لمبادرة السلام السورية".
وقال سليمان  إن إسرائيل وسورية أهدرتا فرصاً لدفع مسيرة السلام بينهما منذ قمة مدريد في العام 1991 ووزير الخارجية السوري السابق فاروق الشرع والسفير في حينه وليـد المعلم قالا إن السوريين حلوا 80 في المئة من الخلافات و كانت القضايا المركزية حول إرادة إسرائيل بتطبيع كامل مع دمشق فيما أراد السوريون كل هضبة الجولان, لكن أحداً ما سرب مواضيع المحادثات لوسائل الإعلام ولذلك توقفت". وشدد على أن "الخلافات بين إسرائيل وسورية قابلة للحل".
وبحسب سليمان , فإنه في حال موافقة إسرائيل على "وثيقة التفاهمات", فإن سورية ستساعد في النضال الدولي  ضد الإرهاب وستقطع علاقاتها مع حزب الله وستساعد الولايات المتحدة في العراق.
ودعا سليمان  إلى إجراء مفاوضات سرية بين إسرائيل وسورية ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سليمان  قوله أثناء اجتماع لجنة الخارجية والأمن أن "سورية وإسرائيل خسرتا فرصاً كثيرة سنحت في الماضي لتحقيق السلام".
وأوضح أنه كان يمثل نفسه في المحادثات غير الرسمية لكنه أعطي القيادة السورية تقارير بشأن ما دار في هذه المحادثات.
وقال " إنني مقتنع أن من شان مفاوضات سرية بين سورية وإسرائيل وتكون بعيدة عن أعين وسائل الإعلام أن تؤدي إلى  سلام".
وأضاف "آمل أن يبدأ الجانبان بالالتقاء وأن نغيب نحن كقناة اتصال خاصة ووجودي هنا يحول كل شي إلى  ممكن ولا يوجد مستحيل في العالم".
من جانبه, قال ليـئيل خلال اجتماع اللجنة البرلمانية أنه أطلع وزارة الخارجية على نتائج المحادثات مع سليـمان, وأن الأخير التقى موظفين إسرائيليـين.
وأوضح ليـئيل أن "وثيقة التفاهمات" تقضي بانسحاب إسرائيل بشكل تدريجي من هضبة الجولان على أن يتم إنشاء "محمية سياحية" في القسم الأكبر من الجولان ويكون بإمكان الإسرائيليـين الدخول إليـها من دون تصريح وأن يتم جعل المناطق الإسرائيليـة والسورية المتاخمة للجولان منزوعة السلاح.
إلا أن سليمان  لم يقنع أعضاء الكنيست من أحزاب اليـمين, إذ قال عضو لجنة الخارجية والأمن من حزب "الليـكود" يسرائيل كاتس بعد الاجتماع أنه طلب من سليمان  تمرير رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد مفادها أن إسرائيل لن تنسحب من هضبة الجولان بأي حال. وأضاف كاتس,المعروف بمواقفه اليـمينية, "لقد جمعت في الماضي تواقيع 61 عضوَ كنيست (من أصل 120 عضواً) على عريضة تعارض الانسحاب من الجولان ولذلك فإن هناك غالبية صلبة في الكنيست وثمة أهمية لأن يعرف الأسد ذلك".
من جانبها, قالت عضو الكنيست زهافا غلئون من حزب "ميرتس" اليساري والتي بادرت إلى البحث في لجنة الخارجية والأمن بمشاركة سليمان  أنه "في إطار اتفاق سلام ستتوقف سورية عن دعم الإرهاب وستساعد النضال العالمي ضده وستوقف علاقاتها مع "حزب الله".
وكان سليمان  زار متحف ضحايا المحرقة النازية " ياد فاشيم " , وفق ما أكده أحد موظفي المتحف لموقع " الحقيقة " الالكتروني السوري , الذي أضاف : " أن سليمان  بدا متأثراً جداً , وقد بكي على نحو واضح كما يبكي أي يهودي يزور هذا المكان ".
في سياق متصل , كشف مصدر إسرائيلي  مقرب من مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون أبراموفيتش ل¯ " الحقيقة " عن أن سليمان  زار دمشق قبل مجيئه إلى إسرائيل والتقى كلاً من الرئيس الأسد وضابط المخابرات السابق محمد ناصيف , معاون نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع , ووزير الخارجية وليـد المعلم. وقال المصدر أن سليمان  يحمل رسالة إلى أولمرت تكشف عن أن الرئيس السوري " شكل لجنة عليــا للمفاوضات مع إسرائيل برئاسة ضابط مخابرات ( يعتقد أنه ناصيف نفسه ) وعضوية عدد من ضباط الجيش , فضلاً عن وزير الخارجية وليـد المعلم , تأكيداً لجدية دمشق في إجراء مفاوضات مع إسرائيل لإحلال السلام ". كما وتتضمن الرسالة ــ حسب المصدر ــ  أجوبة سورية على تساؤلات إسرائيليـة سابقة.
وردا على سؤال يتعلق بإمكانية أن يلتقي سليمان  مسؤوليـن رسميين إسرائيليـين في الخارجية أو رئاسة مجلس الوزراء خلال زيارته , قال المصدر " إن هذا لن يحدث , لأن لجهات الرسمية الإسرائيليـة لا تريد إعطاء انطباع كاذب من شأنه إضفاء طابع رسمي على زيارة سليمان  واتصالاته ". إلا أن المصدر لم يستبعد حصول ذلك " سراً , وبعيداً عن الأضواء وفي مكان غير رسمي مثل مزرعة أو منزل يخص أحد المسؤوليـن الرسميين المعنيين ".

المهم هي المفاوضات وليـس الجـولان :

[ لكن النظام الأسدي اليوم تخلى عن المطالبة بالانسحاب من الجولان، إنـه يريد المفاوضات وإقامة علاقات حسن جوار لعل الصهاينة ينقذون رقبـته من حبل المشنقة الدوليـة...وقد صرح وزير الخارجية السوري بأن الانسحاب من الجولان ليـس شرطاً لبدء المفاوضات ]..

وأنه ( أي شارون )  أفشل في العام 2003 اتصالات أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه سيلفان شالوم مع شقيق الرئيس السوري بشار الأسد ( أي ماهر الأسد ) وشقيقة الرئيس السـوري ( أي بشـرى الأسد، زوجـة آصف شـوكت ) في الأردن.

وكانت الحرب على العراق بدأت، وعندها طلب شارون من شالوم إرجاء الاتصالات مع السوريين لمدة شهر، وبعدما تسربت تفاصيل حول هذه الاتصالات لوسائل إعلام (على ما يبدو من مكتب شارون)، تم وضع حد لها.

اتصالات مستمرة  :

وشدد (شيف) على أن "جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل، بدءاً من إسحق شامير، أجروا اتصالات مع سوريا"، وانتقد ( شيف ) المسؤوليـن الإسرائيليـين الذين يعارضون إجراء محادثات مع سوريا "مستندين إلى الإدعاء بأن الرئيس الأميركي) جورج بوش) يطلب من إسرائيل عدم إجرائها بسبب أداء السوريين في ما يتعلق بالعراق ولبنان وبسبب دعمهم الإرهاب الفلسطيني".

كما أكد أن اللواء في الاحتيـاط ( أوري ساغي ) الذي كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليـة، أجرى محادثات كثيرة مع السوريين، ونقل عنه أن "المحادثات مع دمشق ليـست أمراً مرغوباً به إنما هو ضرورة".

[ وهكذا فالمحادثات بين النظام السوري والصهاينة لم تنقطـع في يوم من الأيام، بل هي مستمرة، والتنسيق بينهما على قدم وساق ].

تباطؤ الصهاينة جعل السوريين يتخلون عن الانسحاب من الجولان :

وكتب (تومي لبيد ): في صحيفة (معاريف) الصهيونية يوم  20/12/2006  يقول :

يطلب الجميع الآن أن تستجيب حكومة إسرائيل، بلا تأجيل لا داعي له، إلى  دعوة الرئيس السوري الأسد إلى  بدء تفاوض سلمي. كما هي رغبة إسرائيل عندما كانت ما تزال تتصرف كدولة مستقلة لا كرعية لأمريكا، كان فيها التفاوض المباشر، بلا أية شروط مسبقة لب السياسة الإسرائيليـة في الشرق الاوسط - يكتب (عاموس عوز).

قيلت نفس الأقوال وكُتبت بأقلام نفس المتكلمين قبل أن يعلن وزير الخارجية السوري أيضاً بأن سورية مستعدة للتفاوض بلا أية شروط مسبقة. أي من غير أن تلتزم إسرائيل سلفاً بالانسحاب من الجولان. لو استجابت الحكومة لنداء طالبي السلام السريع، لكان يفترض أن تعلن سلفاً عن تخليـها عن الجولان. ولكن لأن الحكومة لم تبادر بردها، خفض السوريون الثمن وهم مستعدون الآن لبدء مباحثات من نقطة الصفر، لا من المكان الذي وقفت عنده ومن غير التزام النزول عن الجولان.

وتحت عنوان :

لايتنازل أولمرت عن الجولان ويتذرع بالرفض الأمريكي حتى لا يفاوض السوريين. كتب(جدعون سامت)في صحيفة(هآرتس)الصهيونية يوم (20/12/2006 ) يقول:

واشنطن تعارض إسرائيل في محادثات مع سوريا :

من خلف تصريحات أيهود أولمرت الغامضة حول التمسك بالمعارضة الأمريكية للمفاوضات مع سورية، تختفي ذريعة واهية صادرة عن رئيس وزراء يفتقر إلى الأجندة، إلا أنها في نفس الوقت إحدى المسائل الأكثر جوهرية التي تتعلق بالمستقبل الإسرائيلي. رئيس الوزراء أيهود ألمرت  تُشن عليــه الانتقـــادات كذلك لرفضه التحدث مع دمشــق وانتظاره للأوكي من واشنطن. عاموس عوز مثلاً انضم إليهم في الأمس. وليس صحيحاً أن أولمرت لا يملك أجندة. لديه أجندة كاملة وهي تكاد تنفجر من كثرة اللاءات التي توجد فيها. لا لسورية، لا للتفاوض مع القيادة الفلسطينية، لا لإزالة البؤر الاستيطانية المستخفة بالقانون، لا للخطوات التي تُقلل من معاناة السكان في غزة، لا، ولا لتغيير أسلوب رئيس الوزراء المتغطرس.

إلى  جانب كل هذه اللاءات توجد في فم أولمرت نعم كبيرة. هو يقول نعم لـ لا التي تصدر عن جورج بوش. في الموضوع السوري هو يتشبث بذريعة لأنه لن يعترف بالسبب الحقيقي هو ليـس مستعداً للنزول عن هضبة الجولان، وهو الذي كان قد قال في أحد تصريحاته المتعثرة قبل مدة غير بعيدة أن الجولان سيبقي إلى الأبد في أيدينا طالما بقي هو رئيساً للوزراء. سيتضح فيما بعد إلى أي حد كان حكم أولمرت أبدياً. وحتى ذلك الحين هو يفضل عدم التورط في خطوة سياسية خطيرة بالنسبة له مثل الموافقة على ترحيل عشرات الآلاف في الشمال والانسحاب إلى  طبرية.

واليوم يكشف النظام الأسدي أنه يسعي إلى  تمتين حكمـه، ودعم كرسيه المهتز، بالتفاوض مع الصهاينة، لمعرفته أن الصهاينة يضغطون على الإدارة الأمريكية من أجل إعادة النظام السوري إلى  دائرة عمـلاء أمريكا....

*   *   *

تل أبيب تصلي  من أجل بقاء نظام بشار!

في تقريربعنوان"الأسد ملك إسرائيل"([6]) أشارت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلى  حالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيليـة من احتمال سقوط نظام بشار الأسد بدمشق، مضيفة أن الكثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم "شعاراته" المستمرة وعدائه "الظاهر" لها.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تصريحات الأسد الأب والابن المعادية لإسرائيل إلا أن هذه التصريحات لم تكن إلا "شعارات" خاليـة من المضمون وتم استخدامها لهدف واحد فقط كشهادة ضمان وصمام أمان ضد أي مطلب شعبي سوري لتحقيق حرية التعبير والديمقراطية  مشيرة في تقريرها إلى أن النظام السوري المتشدق بـ"عدائه" لتل أبيب لم يسمع الأخيرة ولو "صيحة خافتة واحدة" على الحدود بهضبة الجولان منذ سيطرة إسرائيل عليـها عام 1973.

واستمرت الصحيفة في سخريتها من نظام الأسد قائلة أن هذا النظام "المعارض" لتل أبيب ما زال مستعداً لمحاربة إسرائيل بآخر قطرة من دم آخر "لبناني" لا "سوري" موضحة أن السوريين لا يكلفون أنفسهم محاربة عدوهم الجنوبي ما دام اللبنانيون مستعدين للموت بدلاً منهم، ولفتت هاآرتس إلى أنه مؤخراً ترددت في تل أبيب أصوات كثيرة تتمنى استمرار نظام بشار الأسد في دمشق فكثيرون يخشون من نهاية هذا النظام موضحة أن الصلوات تنطلق من قلوب الإسرائيليـين في الخفاء كي يحفظ الرب سلامة النظام الحاكم بسوريا.

وقالت في تقريرها إن الإسرائيليـين بلا استثناء يحبون الحكام العرب الطغاة والديكتاتوريين لكن أكثر ديكتاتور أحبه الإسرائيليـون كان حافظ الأسد الرئيس السوري السابق، لكن حينما توفي الأب وورث نجله الحكم القمعي بدمشق انتقلت محبة الديكتاتور الأب للطاغية الابن في قلوب الإسرائيليـين.

وحول العلاقة بين نظام مبارك السابق ونظام الأسد أشارت هارتس إلى أن الأسد أكد في مقابلة صحفية مع صحيفة وول ستريت جورنال بعد قيام الثورة الشعبية المصرية أن دمشق ليـست القاهرة، مستبعداً قيام ثورة مماثلة في بلاده  مبرراً ذلك بأن سوريا تقف في محور الممانعة والدول المعارضة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لافتة إلى أن تلك التصريحات من قبل الأسد يمكن الرد عليـها بأن النظام السوري أسوأ من النظام السابق في مصر ومعرض للفناء أكثر منه خاصة أنه قائم على القبليـة والعائلات.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيليـة أن نظام الأسد يتشابه مع نظام صدام حسين فالاثنين كانا يحملان شعارات المعاداة لتل أبيب كوسيلة لإلهاء الشعب ومنعه من المطالبة بحقوقه في الوقت الذي يقوم فيه النظامان من ناحية أخرى على فكرة القبلية على عكس مصر التي لا تظهر فيها تلك الفكرة بالرغم من وجود الأقليـة القبطية، وجميع المواطنين المصريين يعيشون في حالة وحدة أما في دمشق والعراق فالوضع مختلف.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن النظام الحاكم في سوريا يعتمد على فكرة حكم الأقليـة على الأغلبية القبلية واستخدام وسائل القمع والعنف وبكل قسوة تجاه تلك الأغلبية مما يؤدي في النهاية إلى  حمامات من الدماء، لافتة في النهاية إلى أن الإسرائيليـين ينظرون للنظام الحاكم في دمشق من وجهة نظر مصالحهم  متحدين على أن الأسد الابن مثله مثل الأب محبوب ويستحق بالفعل لقب "ملك إسرائيل".

أين الممانعــة والمقـاومـة !!؟

كشف رامي مخلوف حقيقة الأمر عندما قال إن أمن إسرائيل من أمن سوريا، فإذا ضاع النظام الأسدي ضاعت إسرائيل.... لقد صدق وهو كذوب  وهذا ماكررته عشرات المرات منذ عشرة سنين، وها أنا أكرره :

يؤلمني كثيراً أن بعض الإسلاميين في العالم العربي لايعرف حقيقة النظام الأسدي الصفوي الباطني الذي اشتهر بالتغميز على اليـسار والذهاب من اليـمين، الذي يتقن الباطنية والتقية، ويضحك على العرب، وخاصة بعض الإسلاميين، النظام الأسدي الذي قتل قرابة مائة ألف من الإسلاميين في سوريا ولبنان وفلسطين.... ومازال بعض رموز الإسلاميين يرونه ممانعاً ومقاوماً ضد الصهاينة....ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، ونشكو أمرنا لله.كان الأسد الكبير يصف نفسـه ببطل الصمود والتصدي، ولقاء هذا الوصف نهب ثروات الخليـج العربي وفرغها في حساباته وحسابات أولاده وأزلامه المقربين، ثم جاء الأسد الصغير وأطلق على  نفســه بطل الممانعــة والمقاومــة، ولكن الخليـج لم ينخدعوا به كما خدعهم أبـوه، ولم يقدموا له ثرواتهم أو بعضها كما فعلوا مع والده، لذلك ســماهم ( أنصاف الرجال )...وراح يطنطن طوال الأعوام (2005- 2006 – 2007) بأنه بطل المقاومـة والممانعـة....

واستمر العدوان الوحشي على الشعب العربي الفلسطيني في غـزة، قرابة شهر، وتسـرح الطائرات الصهيونية وتمـرح في ســماء غـزة، وتحشـد القوات البريـة دباباتها على مشارف غـزة، وجبهتها الشماليـة آمنـة، مع لبنان تقوم قوات اليونفيل بحراســتها، ومع سـوريا تقوم قوات بشـار الأسد ( قوات المقاومة والممانعة الأسدية ) بحراستها، ومنع العصفور أن يطير فوق الجولان المحتل...

وصرح السيد رجب أوردغان أنه سيوقف توسطه للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بعد أن آلمـه  عدوان الصهاينة الوحشي والحاقد على أهـل غـزة... ولكن بشــار الأسد كان قد صرح قبل مدة قليلة بأنه سيجعل المفاوضات مباشرة مع الصهاينة، وكأنه يقول لم أعـد بحاجـة للأتراك لمفاوضات غير مباشرة، سوف أجعلها مفاوضات مباشـرة...

وأضــع رأسـي  بين كفي، أحاول أن أفهـم !! هل انتهى زمن التغميز على اليـسار والذهاب من اليـمين! وهل جاء وقت التغميز على اليـمين والذهاب من اليـمين ؟ علناً جهاراً ونهاراً، مفاوضات مباشرة مع الصهاينة،وهل المفاوضات المباشرة نوع من المقاومـة والممـانعـة !

ويخرج مئات وربما ألوف الفلسطينيين من بغداد خوفاً على دمائهم من الصفويين الذين يذبحون المسلمين على الهوية، ويتقصدون ذبح الفلسطينيين، وخوفاً من الأمريكيين كذلك، ويعسكرون في خيام على الحدود السورية ويبقون فيها أكثر من سنتين، في مخيم الهول، وبشار الأسد يرفض دخولهم إلى سوريا، علماً أنه في سوريا  مئات الألوف من الفلسطينيين، منذ عام النكبة، ولو دخلوا يمتصهم إخوانهم الفلسطينيون  بسهولة، ولم يسمح لهم مع أنهم بضع ألوف كما قلت، لكنه سمح لمليون أو مليـون ونصف عراقي بالدخول لأنهم (......)...حتى فرج الله هم الأخوة الفلسطينيين عندما سمحت البرازيل أو الأرجنتين أوكلاهما بالتوجه إليـها...وكان ذلك،ونجحت إسرائيل في إبعادهم عن المنطقة كلها... ونفذ بشار ما أرادته إسرائيل....ومازال بعض العرب، بل بعض الإسلاميين ــ مع شديد الأسف المؤلم ــ يسمونه نظام مقاومة وممانعة، ولاحول ولاقوة إلا بالله...... رادته إسرئايل أرادته

المفاوضات غير المباشرة :

لم تأت المفاوضات غير المباشرة بين النظام الأسدي والصهاينة، قفزة في الفراغ، وإنما جاءت بعد جهود بذلها النظام السوري خاصة، وكان حريصاً على إسهام الطرف الأمريكي فيها، لأن من أهدافها الأساسية إرضاء النظام الأمريكي، والعودة إلى حظيرته، كغيره من الموظفين.

نظام الممانعة في دمشق، نظام الصمـود والتصدي في زمـن الأب، ونظام الممانعـة والمقاومـة في زمن الابـن، بذل جهوداً للعودة إلى (بيت الطاعة )؛ ومنها تذلـلـه علناً للصهاينـة، بينما كان والـده يتذلـل(سـراً) ويطلب منهم أن يقبلوا المفاوضات معـه، من الصفر، بدون الجولان، إنـه يصرح على لسـان وزيـر خارجيته ( وليـد المعلم ) أن تحرير الجولان غير مهم، المهم المفاوضات والمصالحة والســلام... وهذه بعض الوثائق التاريخية تؤكد ذلك :

· خلال حرب صيف (2006) عندما كان بشار ينفخ عضلاته وكأنه هو الذي يرسل الصواريخ من جنوب لبنان، خلال تلك الحرب وبعدها بقليـل كانت الاتصالات مستمرة، والجهود قائمة لأجل موافقة الصهاينة على المفاوضات.

· كتب عكيفا الدار: المراسل السـيـاسـي  لصحيفــــة (هــآرتـــــس) الصهيـــــونيـة يـــوم ( 19/12/2006) العنوان التالي  :

التحضيرات جارية لعقد مؤتمر سوري إسرائيلي  بحضور كافة الأطراف من شخصيات رفيعة رسمية سابقة في كافة الدول ذات العلاقة بمبادرة الدول الاسكندنافية وإسبانيا.

وجاء في المقـال : في أكثر من مرة حاول ضيوف من الغرب إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بأن صورة واحدة لقائد عربي في الكنيست تساوي أكثر من ألف صاروخ. كبار السياسيين في أوروبا والدبلوماسيين الأمريكيين المتقاعدين يقولون له أنه إذا كان يقصد بالفعل ما يصرح به في وسائل الإعلام العالمية بصدد استئناف المفاوضات مع إسرائيل، فمن الأفضل أن يقول ذلك في بث حي للجمهور الإسرائيلي. هناك من اقترحوا عليــه أن يسمح بإرسال رفاة إيلي  كوهين كبادرة حسن نية صغيرة من ناحية سورية وكبيرة من ناحية الجمهور الإسرائيلي.

بعد ثلاثة أسابيع سيجلس نظام الممانعة مع الصهاينة :

هذه ليـست زيارة السادات للقدس، أو زيارة رابين لعمان، ولكن المحادثات المباشرة أيضاً بين مبعوثين من دمشق مع شخصيات معروفة في إسرائيل على طريق إنقاذ السلام، لا تذهب هباء، بطبيعة الحال شريطة أن لا يصاب الأسد بالخوف في اللحظة الأخيرة.

هذا الحدث سيجري بعد ثلاثة أسابيع في العاصمة الاسبانية. هذا سيكون نوعاً من اللقاءات التكرارية التي كانت تُعقد للمشاركين في مؤتمر مدريد قبل 15 عاماً في تشرين الاول (اكتوبر) 1991.

سيكون ضمن الوفد الإسرائيلي البروفيسور شلومو بن عامي، الذي كان وزيرًا للخارجية في حكومة باراك، ودان مريدور وروني ميلو اللذان كانا وزيرين في حكومات الليـكود، واللواء متقاعد أوري ساغي الذي أدار المحادثات مع سورية، وعضو الكنيست كوليـت أفيطال من حزب العمل وداليـا رابين ودافيد كمحي الذي كان مديراً عاماً لوزارة الخارجية ومن قادة الموساد.
في مؤتمر (مدريد +15 ) سيشارك رئيس الحكومة الأردنية السابق، فايز الطراونة، ووزير الخارجية السابق مروان المعشر. أما من مصر فسيأتي وزير الخارجية السابق أحمد ماهر، ويكون هناك تمثيل رفيع أيضاً لأعضاء برلمان لبنانيين ووزراء سابقين من هذه الدولة، والسلطة الفلسطينية (فتح فقط)، والجامعة العربية، ودول الخليـج، وسيكون بين الخطباء وزراء خارجية إسبانيا والدانمارك والسويد والنرويج الذين يرعون هذا المؤتمر. شخصيات بارزة سابقة من أمريكا وروسيا والأمم المتحدة، وشخصيات مركزية من الاتحاد الأوروبي استجابت لدعوة المنظمين ـ مركز تولدو برئاسة بن عامي، ومنظمة البحث عن قاسم مشترك و تيرز كولتورس الإسباني.

الحــــوار أولاً :

بن عامي يرفض مطلب رفيقه السابق في الحزب، نائب رئيس الحكومة شمعون بيريس، باشتراط استئناف الحوار مع سورية بإغلاق قيادات الإرهاب في دمشق وإيقاف إمدادات السلاح لحزب الله. هذا المطلب لا يتساوق تماماً مع نهج إسرائيل التفاوضي مع سورية في ظل كل رؤساء الوزراء منذ 1992، يُذكر بن عامي، رابين، بيريس، نتنياهو وباراك تفاوضوا مع دمشــق انطلاقاً من التفاهم بأن السلام مع سورية، وليـس الشروع في المفاوضات معها، هو الذي سيحدث الانقلاب الاستراتيجي في سلوكها.

بن عامي لا يستبعد إمكانية أن يكون الدافع الحقيقي لدى سورية الرغبة في الحصول على الشرعية الدوليـة وإزالة الضغط الممارس عليــها بسبب مقتل رفيق الحريري، هذا الجدول الذي لا ترغب إسرائيل في التساوق معه، وليـس الرغبة الحقيقية في السلام مع القدس. هو يقترح على حكومة إسرائيل أن تنزع القفاز الذي ألقاه الأسد وأن تكشف الخدعة السورية إذا كانت موجودة بدلا ً من طرح شروط علنية، هو يقترح أن يتم من خلال الحوار الهادئ وضع قواعد سلوكية تلزم الجانبين خلال عمليـة التفاوض.

المفاوضات مع سوريا تكبح الإرهاب :

هذا هو المكان المناسب للتذكير أنه في ربيع 1996 في ذروة موجة العمليـات الصعبة جداً منذ اتفاق أوسلو، قامت إسرائيل بالتخلي عن المسار الفلسطيني متحولة للتفاوض المكثف مع سورية. في شهر شباط (فبراير) من نفس العام أشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، موشيه يعلون، في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى وجود علاقة صارخة بين المصالح السورية في المفاوضات مع إسرائيل وبين نشاطات المنظمات الإرهابية. وذكر أن فترات الهدوء الأربع في العمليـات كانت في الأوقات التي أمرت فيها سورية حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى بوقف إطلاق النار: خلال جولة المباحثات الأولى والثانية بين إسرائيل وسورية في ميريلاند، وخلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي، وورن كريستوفر، للمنطقة، وخلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي آل غور.

شمعون بيريس  رئيس الوزراء الإسرائيلي هو الذي أصر في ذلك الحين على مواصلة المفاوضات مع سورية وكأن الإرهاب غير موجود.

هذا هو نظام الممانعة في عهد ( الابن ) ونظام الصمود والتصدي في عهد ( الأب )، ويبدو أنـه مل من التغميز يساراً والانعطاف نحو اليـمين، أو كأن (غمازاته ) تعطلت، أو أنـه لم يعـد يبالي بالجماهير العـربية التي كان يكذب عليــها بغمازاته الباطنيـة... فهاهو اليـوم يمشي بسيارتـه بدون غمازات، ينعطف كيفما دفعـه هـواه دون الالتزام بقانون أو شـرف أو مـروءة، وهذا هو التفسير الراجح، أي أن الشعوب نامت، وخدرت، ودل على ذلك مايجري في غزة الجريحة الآن، فقد اكتفت بعض الشعوب العربية بمظاهرات باهتة، سبقهم الأتراك بها كماً وكيفاً، حكومة وشعباً.... وشاشة الجزيرة تعرض عليــهم كل ساعة، وعلى مدى ثمانية عشر يوماً  صور جثث الأطفال الممزقة من صواريخ الصهاينة، وعويل الأمهات الثكالى، يسمعون ذلك وقد يبكي بعضهم، وفقط...فقط...لاغير. لذلك لم يعد التغميز على اليـسار لازماً، وتجرأ النظام الأسدي على أن يجهر بتوافقه مع الصهاينة، وسوف تكشف الأيام المزيد...المزيد....

النظام الأسدي يتذلل للصهاينة

في هذا الموضوع كتب ( عاموس عـوز ) في صحيفة ( إيديعوت أحرنوت ) الصهيونية يوم (19/12/2006) يقول :

حـكومـة أولـمرت تتبـع أسـلوب غــولدا مـائـيـر مع الســـادات إزاء اقتراح الأسد عليــها إجراء تفاوض بلا شروط وجـاء في المقال :  يقترح رئيس سورية بشار الأسد بإلحاح  على إسرائيل أن تبدأ تفاوضاً سلمياً. بلا شروط سابقة له لبدء التفاوض ـ بل إن الأسد لا يطلب إعادة الجولان شرطاً مسبقاً ـ.

أولمـرت يراعي بوش الذي لايرغب في التفاوض:

ويرد على ذلك رئيس الحكومة أولمرت رداً مدهشاً: لا يجوز لنا أن نُهين صديقنا الرئيس بوش، الذي لا يرغب في اتفاق بين إسرائيل وسورية. وعلى ذلك ترفض إسرائيل اليـد السورية الممدودة إليـها.

كانت في الماضي إسرائيل ما تزال تسلك سلوك دولة مستقلة لا كرعية أمريكا، كان فيها التفاوض المباشر بلا أي شروط مسبقة لب السياسة الإسرائيليـة في الشرق الأوسط. إن دافيد بن غوريون وموشيه شريت وليـفي إشكول وإسحق رابين ومناحيم بيغن، كلهم طلبوا من الدول العربية الجلوس معنا إلى طاولة المباحثات بلا أية شروط مسبقة من أي جانب. إن المطالب المختلفة للطرفين، كما قالت إسرائيل طول عشرات السنين، يمكن أن تتضح في أثناء التفاوض نفسه.

إسرائيل تضع شروطاً لبدء التفاوض :

الآن إسرائيل هي التي تعرض على سورية، رداً على الاقتراح السوري، طائفة من الشروط المسبقة:

1- أن تطـرد سـورية عن أرضهـا قيـادة حمـاس.

2- أن تفـاصل ســوريـة حـزب الله.

3- أن تكف ســوريـة عن مضايقة أصدقائنا الأمريكيين في العراق.

4- وأن تـعتـزل ســوريــة إيران.

5- وأن تكف سورية عن استعداداتها العسكرية إزاء هضبة الجولان.

كل ذلك ـ قبل التفاوض ـ  فإن وفت سورية بهذه الشروط المسبقة كلها، سيبقي لإسرائيل سبب لمفاوضتها في مستقبل الهضبة؟ في الحقيقة القبول السوري بجميع مطالب إسرائيل المسبقة سيجعل السلام معها من الفضول.

في سـنة 1967، في إثر هجوم سوري على إسرائيل [ كما يزعم الصهاينة زوراً وكذباً ]، احتلت إسرائيل هضبة الجولان من سورية. منذ ذلك الحين لم تكف سورية عن طلب إعـادة الهضبة من إسرائيل، في حين تطلب إسرائيل من سورية السلام، والاعتراف والكف عن جميع الأعمال العدائية. تطلب إسرائيل الآن، شرطاً مسبقاً، أن تعطي سورية كل ما تستطيع إعطاءه ـ حتى قبل أن يتم الجلوس إلى طاولة التفاوض. هذا طلب داحض. وأكثر منه دحوضاً التعليــل الإسرائيلي  لرفض اليـد السورية الممدودة وهو أنه لا يجوز لنا إجراء تفاوض مع سورية لئلا نُثقل بذلك على الرئيس بوش في الجدل الداخلي الذي يسود الولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط.

لماذا تتدخل إسرائيل في الجدل الداخلي  بين الصقور والحمائم في الولايات المتحدة؟ لماذا يجب على إسرائيل أن تصد مصلحتها الوطنية العليــا ألا وهي السلام مع جميع جاراتها لمصلحة لطف أو عدم لطف علاقاتها بحكومة أجنبية؟ وفي الأساس: هذه أول مرة يعترف فيها رئيس حكومة إسرائيل بل يتفاخر بذلك، بأن قراراً إسرائيليـاً وطنيا ذا أهمية خطيرة عليــا خُول للأجانب ( أمريكا ).

ألم نشهد هذا الفيلم من قبل؟ عشية حرب يوم الغفران اقترح الرئيس السادات على حكومة إسرائيل سلاماً مقابل إعادة سيناء. تجاهلت حكومة غولدا مائير البائسة الاقتراح لتعليـلات تشبه تلك التي تستعملها حكومة أولمرت شبهاً كبيراً من أجل تسويغ رفضها إجراء تفاوض مع سورية. قُتل 2700 جندي إسرائيلي  وجرح آلاف في حرب يوم الغفران، التي وصلت إسرائيل في إثرها بالضبط إلى اقتراح السادات قبل الحرب: السلام مقابل الأرض.

كنـا قبل النظام الأسدي نرفض فكرة التفاوض :

ويذكرني هذا التذلل الأسدي للصهاينـة بعام (1959) عندما زار الحبيب أبو رقيبـة عاصمة الأردن، وقال أمام الصحافة العالمية، أقترح أن يجلس العرب في مفاوضات مع إسرائيل...في اليـوم التالي أضربت المدارس في الجمهوريـة العربية المتحدة ( مصر وسوريا يومذاك )، والعراق واليـمن ولبنان والجزائر وغيرها...كيف نتفاوض مع العدو الصهيوني...كيف نجلس مع العدو الصهيوني...التفاوض اعتراف...ولايجوز أبداً أن نعترف بالعدو الصهيوني الذي احتـل أرضنا وقتل شبابنا...

أذكـرك أيها الأخ القارئ أن ذلك كان في عام (1959) أي قبل ان تزحف الدبابات على إذاعـة دمشق وتسلب الحكم يوم (8/3/1963)...يومها كان العرب لايقبلون فكرة التفاوض أبداً مع العدو الصهيوني، ويعتبرونها خيانـة.

وقد زاود ( الأسديون ) على عبد الناصر واتهموه بالخيانة والعمالة عندما وافق على مشروع روجـز ( 1969) تقريباً الذي يدعي إلى مفاوضات بين العرب والصهاينة، كما يدعو إلى انسحاب إسرائيل من أراضٍ التي احتلت عام (1967)...

وكان البعثيون يرفعون شعار حرب التحرير الشعبية، وتحرير فلسطين من النهر إلى البحـر، وكذلك تحرير عربستان واسكندرون وكليـكية وساقية الذهب واريتريا وطنب الصغرى وطنب الكبرى.... كان ذلك أيام البعثيين ( صلاح جديد وزعين وماخوس ).... قبل أن تؤول السلطة إلى حافظ الأسد  أواخر عام (1970) ـ ويصبح الهـم الأول لحكومة الأسد هو المحافظة على الكرسي، ولو باعت الوطن العربي كله من الخليـج إلى المحيط....

ونشر في موقع سورية الحرة يوم (13/1/2007) :

قال رياض داوودي رئيس الوفد السوري غير الرسمي الذي حضر أعمال مؤتمر مدريد + 15 للشرق الأوسط  : أن دمشق لن تقبل بوجود أية شروط مسبقة لدخول المفاوضات مع إسرائيل.

وقال  الداوودي المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية  في تصريحات من مدريد أوردتها صحيفة هاآرتس الإسرائيليـة : الوقت مناسب لتحريك مفاوضات جديدة هو أمر ذو حاجة ماســة بالنسبة لسورية ( !!!) [ ولأن ذلك حسب ظن النظام الأسدي يخلصه من المحكمة الدوليـة !!!]، [و التفاوض مع الصهاينة كما يرى الداوودي ]: ضروري أيضاَ للمنطقة بأكملها مضيفاً أن غياب السلام عن المنطقة كان له تأثير سلبي على استقرار الشرق الأوسط.

ولفت الداوودي أن نوايا إسرائيل إزاء السلام لم تكن واضحة وذلك يحملها اللوم في فشل المحادثات السابقة خاصة عام 1996 وفي رفضها اللاحق لتجديد المحادثات.

وردا على اتهامات عضو الكنيست الإسرائيلي أوفير باز بين دعم سورية لمنظمات فلسطينية والعلاقات القوية بين سورية وإيران قال الداوودي إن مثل هذه الأمور يمكن مناقشتها في المستقبل كجزء من المحادثات المحتملة.

وطالب الداوودي الدول الأوربية بلعب دور أكثر فعاليـة في تجديد المحادثات ولعب دور رسمي في مؤتمر مدريد الحالي لإحياء المفاوضات عبر جميع المسارات.

وسبق أن كتب الأستاذ أحمد الجار الله في صحيفة السياسة الكويتية -  يوم - 18 أيلول/ سبتمبر 2006) يقول :

يسعى النظام السوري هذه الأيام، وبكل ما أوتي من وسائل، إلى الاتصال والتفاهم مع الإدارة الاميركية، وبقصده إعادة أوضاع وعلاقات البلدين إلى ما كانت عليــه أيام حكم حافظ أسد، وقبل وراثة ابنه بشار لمقاليـد الرئاسة بعد وفاة أبيه.

وأكدت المصادر المقربة، وشديدة الخصوصية، أن النظام السوري يتوسل لهذه المهمة إسبانيا وإيطإليـا وعبر وزيري خارجية البلدين ميغيل إنخيل موراتينوس وماسيمو داليـما. وقد عرض النظام السوري على الوزيرين سلسلة طويلة من التنازلات تهدف إلى إزالة كل المنغصات التي تحول حتى الآن دون إقامة علاقات أميركية سورية بشكل طبيعي.

وفي سياق التنازلات هذه حاول النظام السوري إبداء حسن نواياه عن طريق إحباط الهجوم المفبرك الأخير على السفارة الأميركية بدمشق، وكان أبدى موافقته الكاملة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمبعوث رئيس السلطة أحمد قريع، والذي أبلغ أيضاً موافقة النظام على دخول ألوان الطيف الوطني إلى الحكومة الجديدة. إلى جانب ذلك أبلغ النظام الوسيطين الإسباني والإيطالي استعداده لتسيير دوريات فاعلة من الجيش السوري لمراقبة الحدود مع لبنان، ومنع عمليـات تهريب الأسلحة من المعابر غير الشرعية القائمة بين البلدين، إلى جانب استعداده لتنفيذ كل المطالب الأميركية التي سبق وتسلمتها دمشق أيام كان كولن باول وزيراً للخارجية، وفي عهد الولاية الأولى للرئيس الاميركي بوش.

وتقول المصادر إن النظام السوري أضاف إلى لائحة التنازلات استعداده لإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق، وإعادة النظر في علاقته مع »حزب الله« والسعي للافراج عن الجندي الأسير لدى »حماس« جلعاد شإليط، مؤكداً أن هذا الإفراج عن الجندي الأسير سيتم عن طريق رئيس المكتب السياسي ل »حماس« المقيم في دمشق خالد مشعل.

وتشير المصادر المقربة أن النظام السوري يتهافت الآن من أجل الفوز بتعويم علاقاته مع الولايات المتحدة، ومستعد، لهذه الغاية، أن يتنازل عن كل أوراقه ومبادئه، والسبب في ذلك عائد إلى قناعته بأن ترميم العلاقات مع واشنطن هو سبيله الوحيد الباقي من أجل أن يستمر، ولا يسقط، ويصبح جزءاً من التاريخ الأسود للوطن السوري وللمواطنين السوريين.

وكتب الأخ فيصل الشيخ محمد يقول :

ليـس مستغرباً على النظام السوري وهو يذهب في عشقه وهيامه بقادة العدو الصهيوني إلى درجة جنون جميل بثينة وقيس بن الملوح بليـلى.. ففد اكتسب الوريث بشار هذا النوع من الحب من أبيه حافظ الأسد.. الذي أفرط بحبه للعدو الصهيوني لدرجة أنه سلَّم مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة للصهاينة في الثامن من حزيران 1967 دون أن يكلّف العدو الصهيوني دفع أي ضريبة لقاء هذا التنازل المريب.. لا من دم جنوده ولا من آلياته أو عتاده.. وبعكس ذلك ترك له الترسانة العسكرية السورية في شحمها وصناديقها داخل المستودعات.. التي أمر القائمين على حراستها - بصفته وزيراً للدفاع - بالانسحاب الكيفي والتخلّص من كل ما يشير إلى أنهم عسكريون.. وقد نفذ كبيرهم العميد محمد المير قائد الجبهة تلك الأوامر بحرفيّتها.. فقد سلب من أحد الرعاة قميصه الممزق، وبنّطاله المتسخ، ونعاله المرقع، وحماره الجربان الجائع.. متنازلاً للراعي عن بِذّته العسكرية ورتبه ونياشينه وسلاحه.. وسط دهشة الراعي الذي لم يعرف تفسيراً لذلك.. وولى القائد الفارَّ وجهه نحو دمشق لا يلوي على شيء!!

أمام الإلحاح السوري توجه عضو من الجمهوريين من أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى دمشق.. وسمع من المسؤوليـن في النظام السوري دعوتهم الإسرائيليـين إلى البدء فوراً بمفاوضات سلام دون أية شروط مسبقة.. وعندما سأل المسؤول الأمريكي بشار الأسد عما ستجنيه إسرائيل من هذه المفاوضات؟ أجابه: ستستفيد كثيراً.. سنعمل على تنفيذ كل طلباتها بالنسبة إلى حركة حماس وحزب الله.. وسنطبّع العلاقة معها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية.

عضو الكونجرس حمل هذا الكلام إلى أولمرت.. وكان الرد مزيداً من السخرية من بشار الأسد ونظامه.. فقد أبلغ أولمرت المسؤول الأمريكي رفضه لأية مفاوضات مع النظام السوري الذي لم يعد يملك أية أوراق ضغط على إسرائيل.. تجعلها تفكّر بإجراء مثل هذه المفاوضات.. فقد طُرد من لبنان.. واستنزفت كل الفصائل الفلسطينية الرافضة لأوسلو.. ولا سلطة له لا على حماس ولا على حزب الله.. وأن النظام نفسه بات ورقة ضغط بيد طهران وتابعاً لسياسة قم المرفوضة عربياً وإقليـمياً ودوليـاً.. وإذا كانت إسرائيل تفكّر في فتح أية قنوات لمفاوضات مستقبليـة ستكون مع طهران وليـست مع دمشق.

هذه الصفعة التي وجهها أولمرت لبشار الأسد.. لم تمنعه من إرسال برقيات التوسل والتزلف لكل شخوص ورموز الكيان الصهيوني.. فإنه لا يمر يوم دون أن نسمع كلاماً صادراً عن المسؤوليـن السورين.. أنهم جادّون في عرضهم للبدء في مفاوضات مع إسرائيل دون أية شروط مسبقة.. طالبين من الكيان الصهيوني وقادته أن يجرّبوا مصداقية النظام السوري في إلحاحه على البدء في مثل هذه المفاوضات.

وصدق من قال: (يقطع الحب شو بيذل!!). والمقصود حب الكرسي، والتمكين من رقاب الناس وأموالهم وأعراضهم كما يفعل زبانية النظام الأسدي.

نـظام الممانعة يعلن أهدافه : نريد أن نخدم أمريكا ونصالح الصهاينة

بدأت سياسة ( غمز على اليـسار واذهب يميـن) تتكشـف أكثر فأكثر، وهكذا تتحقق الفرضية التي صاغها الشعب السوري المقهور في فهم السياسة الأسدية، فكم نادوا ـ ومازالوا ينادون ـ بمقاومة النفوذ الأمريكي في المنطقة، وكم مرة اتهموا كل من لايمشي حسب رغباتهم بأنه عميل للولايات المتحدة، وحتى قبل أسبوعين فقط اتهموا الدول العربية المعتدلة بالعمالة لأمريكا والسيـر في مخططات الإمبريإلية ...

واسـمع إليـوم ماذا يقول المعلم، ومعلم المعلم :

نشرت صحيفة المستقبل  اللبنانية يوم  السبت 16 كانون الأول 2006 - العدد 2477 – على الصفحة الأولى  تقول :

المعلم:  نريد أن نكون طرفاً في حوار إقليـمي يخدم المصالح الاميركية

الأسد: مستعدون للحوار وليـحاول أولمرت  رؤية  ما  إذا  كنا  نخادع

وفي حديث لصحيفة "لاريبوبليـكا" الايطإليـة، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن "كثيراً من الأصوات ترتفع في إسرائيل" للمطالبة بحوار مع دمشق. وأضاف: "أقول إذاً لأولمرت: ليـقم بمحاولة لرؤية ما إذا كنا نخادع". وأردف قائلاً :(إن السلام مع إسرائيل قضية نبيلـة !).

فلماذا إذن تدفع حزب الله في الصيف الماضي إلى محاربة إسرائيل، كي تدمر البنيـة التحتيــة اللبنانية، ويقتل أكثر من ألف لبناني، ويجرح أكثر من بضعة آلاف، ويهدم أكثر من خمسة عشر ألف مسكن !!!! مادام السلام مع العدو الصهيوني قضيـة نبيلـة !!!!لماذا كانت الحرب السادسة في صيف (2006) وكنــت أنــت يابــشار أول من حركها حســب توصيــات والــدك [ تحرير الجولان من الجنوب اللبناني ]...مادام السلام مع العدو الصهيوني قضية نبيلـة لماذا تشـحن الصواريخ إلى لبنان ‍‍‍‍‍!!!!‍؟  ولمن تريد هذه الصواريخ يابشار!!!؟ مادام السلام مع الصهاينة قضية نبيلة !!!؟

ويؤكد وزير الخارجية الســـوري وليـد المعلم  في مقابلة مع الكاتب الصحافي دافيد إغناطيوس من صحيفة "الواشنطن بوست" أن "سوريا ليـست ضد الولايات المتحدة. بل على العكس، نريد أن نكون طرفاً في حوار إقليـمي يخدم برأينا المصالح الأميركيــة في المنطقة"، معتبراً أن هناك نقطة محددة وهي "القضية النبيلة للسلام بين سوريا وإسرائيل"، ومعرباً عن "الاستعداد" للوصول إلى "اتفاق لتبادل الأسرى" مع إسرائيل.

وقال المعلّم إن الوقت حان بالنسبة للإدارة الأميركية لكي تحاول مقاربة أسلوب مختلف مبني على المصالح السورية ـ الأميركية المشتركة، والتي حددها بثلاثة أهداف في الشرق الأوسط: السلام، الاستقرار والازدهار. وأضاف أنه على الرغم من أن سوريا ترغب في استعادة مرتفعات الجولان المحتلة إلا أنها لا تعتبر ذلك شــرطاً للحوار، معتبراً أنه "على الحوار البناء أن ينطلق من دون شروط مسبقة".

وذكرني خطاب معالي الوزير( المعلم ) بمقولة الشباب المراهقين، إذا أحب فتاة يصعب عليه الــزواج منها كأن يحب كتابيــة مثلاً أو فتاة ارســـتقراطية وهـــوصعلــوك، تجده يقــــول : [ أحبك...والبقية تأتي ]... فالمهم هو السلام معك ياصهيونية، وتحرير الجولان ليـس مهماً، بل هو أمر ثانوي عند معالي [ المعلم ]، وقد يأتــي لاحقاً...وهذا الحب الذي يسـوق المعلم و [ معلمه ] نحو عشيقتهم ( الصهيونية ) التي ولهوا في حبها ينسيهم الجولان، والمهم عندهم السلام مع الصهاينة لأنه قضية نبيلـة !!!

فهل عرف بقيـة المخدوعين بنظام الممانعة في دمشق ‍‍!!! هل عرف هؤلاء الأغرار السذج حقيقة النظام الباطني الصفوي في دمشق، النظام الذي قضى عمره يغمز على اليـسار ويذهب نحو اليـمين...يطرح شعار الممانعة والمقاومة...ورفض مخططات الإمبرياليـة الأمريكية، وينسق معها ويتعاون مع المخابرات الأمريكية منذ سنين طويلة...ولكنه اليـوم يبدو أنه مل من التغميز على اليـسار والذهاب نحو اليـمين، أو ربما ( تعطلت ) غمازاته، فصار يعلن جهاراً نهاراً على رؤوس الأشهاد أنه كما يقول المعلم  :

لانريد الانسحاب من الجولان....وقد أفشى نتنياهو بهذا السر وهوأن النظام الأسدي لايريد الانسحاب من الجولان لتبقى ورقة يضغط بها على شعبه....

فليـعقل بقيـة المخدوعين العرب الأغرار، ومنهم بعض الإسلاميين، وليـفقهوا حقيقة النظام الأسدي في دمشق...

المفاوضات للتفاوض فقط

يشكك النائب السابق بالكنيست عن الليـكود أسعد أسعد - وهو أيضا ضابط احتيـاط برتبة مقدم- في احتمالات التوصل إلى  سلام بين سوريا وإسرائيل خلال ولاية أولمرت ومن يليـه. وقال إن تحركاته ربما تنبع من الرغبة في تحسين صورته بعد فضائح الفساد.

كما يشكك في قدرة خليـفة أولمرت على التنازل عن احتلال الجولان بسبب ضغوطات التيار اليـميني داخل الحكومة، وقال إن الأوضاع ستبقي على حالها دون تدخل فعال من قبل المجتمع الدولي  والإدارة الأميركية الجديدة.

ويرجح النائب أسعد أن يحول صقور الليـكود - صاحب الحظ الأوفر بالفوز بالحكم- دون قيام زعيمه بنيامين نتنياهو بإدارة مفاوضات جدية مع سوريا تنتهي بعودة الجولان المحتل.

وكشف أسعد في تصريح للجزيرة نت أن نتنياهو وبخلاف مواقفه المعلنة "الرافضة" قد أدار خلال ترؤسه للحكومة (1996-1999) مفاوضات سرية حول الجولان مع سوريا، وقال إن مندوبا له يدعي رون لاودر تفاوض مع السوريين بواسطة طرف أجنبي بهذا الخصوص.

مبعوث الأســــد كما كشف أن مبعوثاً من مكتب الرئيس الراحل حافظ الأسد - فضل التحفظ على اسمه- زاره في منزله بقرية بيت جن داخل أراضي 48 عام 1997.

وقال إنه مكلف من القيادة السورية ويطلب مذكرة خطية من نتنياهو يلتزم فيها فقط بإدارة مفاوضات للسلام لتسوية المشاكل بين البلدين، وليـس التزاماً بالانسحاب من الجولان.

وتابع أسعد "كان ذلك يوم جمعة وقد فوجئت بالموقف البراغماتي السوري وبالزيارة المفاجئة، فهاتفت نتنياهو في منزله وأبلغته بالأمر فأبدى حماساً كبيراً ودعاني إلى  مكتبه يوم الأحد التالي ".

وأوضح أنه زار نتنياهو في الموعد المحدد ورأى وقرأ المذكرة التي كتبت في نفس اليـوم والتي يلتزم فيها بإدارة مفاوضات مع دمشق "لتسوية المشاكل" بين البلدين، لكن نتنياهو تراجع عن توقيعها في اللحظة الأخيرة استجابة لنصيحة مساعديه وانتهى الموضوع.

ويؤكد أسعد أن إحجام نتنياهو عن ذلك يدلل على أزمة القيادة في إسرائيل التي تحول دون التقدم في المسيرة السياسية مع العرب وإبقائها ضرباًَ من "طحن الماء"، مستذكراً تكرار التجربة في ولاية إيهود باراك خليـفة نتنياهو.

خلاصــة ســـاغــي

وأشار أسعد إلى  ما أبلغه به رئيس الاستخبارات العسكرية السابق أوري ساغي الذي شارك في محادثات السلام مع سوريا في عهد باراك، وقال إن الجانبين اتفقا على كافة القضايا الجوهرية كالترتيبات الأمنية والمياه والتطبيع، لكن الخلاف على مساحة محدودة شمال شرقي بحيرة طبريا حال دون التوصل إلى اتفاق.

إذن ليس المقصود من المفاوضات إعادة الجولان، وإنما التفاهم على ترتيبات الجوار والحدود... ومساعدة الصهاينة  جارهم على الاستمرار في البقاء... في كرسي الحكم.....

يشار إلى أن حاييم رامون نائب رئيس الحكومة أكد في عدة مناسبات على الأثر السلبي البالغ للمماحكات الحزبية الداخليـة في إسرائيل على مسيرة السلام المتعثرة مع العرب.

وفي محاضرته الأخيرة في جامعة حيفا، أكد رامون صدق مقولة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر بأن لإسرائيل سياسة داخليـة لا خارجية.

من المؤلم أن يردد كثير من العرب المخدوعين بالنظام الأسدي، وبعضهم من الإسلاميين، يرددون أنه نظام مقاومة وممانعة ضد الصهاينة، وهؤلاء لايرون سوى مايقوله إعلام النظام الأسدي الذي يكذب ويموه ويجعل ( التقية ) دينه وديدنه....

التقيــة المطــورة

وقد طور الخميني بالتعاون مع حافظ الأسد وهما زعيمان كبيران من زعماء الصفوية، طورا التقية إلى  ما أسميه التقية المطورة، وهي طرح شعار بعكس الواقع تماماً، ولنأخذ شــعار الحرية الذي طرحه حافظ الأسد ( وحدة حرية اشتراكية ) لنجد أن الأسد بني سجوناً في سوريا أكثر من الجامعات، وحكم سوريا بأجهزة الأمن التي وصل عددها إلى  سبعة عشر جهازاً وأفرادها أكثر من مائة ألف...

وطرح الخميني وحافظ شعار تحرير القدس،  أما الحقيقة فهي وقوف حافظ الأسد ثم ابنه بشار ضد العرب في مواقف صارخة كثيرة وهذه بعضها :

· وقف حافظ الأسد علناً جهاراً نهاراً مع فرس إيران ضد الشعب العربي العراقي وقد انتشرت النكتة التي شاعت في سوريا وصارت مثلاً [ غمز على اليـسار واذهب يـمين ] صارت حقيقة، تبين باطنية الأسد في السياسة السورية، فهو نظام بعثي عربي قومي، وفي العراق نظام بعثي قومي عربي، والمفروض يتحد هذان النظامان البعثييان، أما أن يقف نظام الأسد البعثي مع إيران ( الفرس) ضـد نظام البعث العراقي، فهذه لا تفهم إلا على مبدأ [ غمز عليـ اليـسار واذهب على اليـمين] كما سبق وبينا عن وقوف حافظ الأسد مع إيران في حرب الخليـج الأولى([7]). وكان هدف إيران نشر التشيع الأسود الصفوي ([8]).

إذن كان العراق يعلن ويكرر أنه يحمي بوابة العرب الشرقية، وكانت إيران تطمح إلى  مد الثورة الشيعية الصفوية إلى العراق، ونصفه من الشيعة، وفيه حزب شيعي قوي هو حزب الدعوة، وإقامة تحالف مع نظام الأقليــة في سوريا، ومساعدة الشيعة في لبنان على استلام الحكم، وهكذا تطوق إيران دول الخليـج العربي عامة، والسعودية خاصة، عدوها اللدود الأول، وبلد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين في العالم، وتناسى  حافظ الأسد أنه يجبر طلاب المدارس في سوريا على أن يهتفوا صباح كل يوم ( أمة عربية واحـدة ذات رسـالة خالـدة ).

حافظ الأسد يقف مع أمريكا ضد العراق :

· وربما برر بعضهم وقوف حافظ الأسد مع إيران تبريراً دينياً طائفياً، أما وقوفه مع الولايات المتحدة ضد العراق، فلم يجد السياسيون له تبريراً سوى سياسة المكيافيلليـة التي آمن بهاحافظ الأسد، وفسر بعضهم ذلك بأن الولايات المتحدة وعدته بأنها ستضغط على إسرائيل للانسحاب من الجولان، واتضح في عام ( 1996م ) أنها لم تف بوعدها أولم تستطع ذلك.

أرسل حافظ الأسد قواته ( الجيش العقائدي البعثي العربي القومي ) لتقاتل جنباً إلى  جنب مع القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية ( الأمبرياليـة كلها )، هذه الدول التي يسميها حافظ الأسد الإمبرياليـة، وكم شتمها وعلمنا أن نشتمها، وحذرنا من مكرها وخداعها، واتهم بعض العرب بأنهم عملاء لها، وكان يلصق تهمة التعامل معها بكل من يعاديه، وأولهم الإخوان المسلمون، حيث كان يجبر تلاميذ المدارس في كل صباح خلال عقد الثمانينات على ترديد مايليـ  :(يسقط الاستعمار والإمبريإليـة والصهيونية وعميلتهم عصابة الإخوان المسلمين)، ثم هاهو يقف إلى  جانب الصهيونية والإمبريـاليــة والاسـتعمار، ضد دولـة عربيـة، يحكمها نفس الحزب وهو حزب البعث الذي أوصله إلى السلطة في سوريا.

1- جـاء في كتاب [مقاتل من الصحراء ]عن عاصفة الصحراء :(ص 268) :

يقول الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود : بعد غزو العراق للكويت، أوفد الرئيس حافظ الأسد العماد علي أصلان ليـناقش معي مايمكن أن تقدمه سوريا، ويعرف عن الرئيس السوري بغضه الشديد لصدام حسين أكثر من بغضنا له بكثير، كما أيقنت أنه ليـس من السهل على سوريا بصفتها حاملة راية القومية العربية أن تضم قواتها إلى  قوات أمريكا في شن حرب على دولة عربية أخري.

2-الطائرات الأمريكية تحمي القوات السورية من الصهاينة !!؟؟:

ويتابع الكاتب قوله : ثم أبحرت القوات السورية تحت الحماية الجوية الأمريكية !!أي حماية الطائرات الأميركية التي تقلع من حملة الطائرات في البحر الأبيض المتوسط، [وهي الطائرات التي ساهمت في تدمير الطائرات العربية المصرية يوم (5/6/1967م)، وهذه الطائرات الفانتوم نفس الطائرات عند الكيان الصهيوني، والطيار الإسرائيلي  هو طيار أمريكي أيضاً لان كثيرين منهم يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيليـة ].

3- يتابع كاتب  مقاتل من الصحراء :  ولفت نظري قدرة دولتين لم تكونا على وفاق من قبل على التعاون بشكل فعال لمواجهة خطر مشترك !! واستقبلت القوات السورية في ينبع وأصبت بخيبة أمل عندما عرفت أنهم أحضروا دبابات (ت 62) فقط ولم يحضروا (ت 72 )وعذرتهم لانني أدرك أن عليــهم حشد فرقتين على الحدود العراقية لمواجهة صدام !!!. وضعت السوريين غرب مشاة البحرية الأمريكية، ثم عرفت أن الأمريكيين لايحبذون ذلك لأن دبابات السوريين تشبه دبابات العراقيين وخافوا من التباس الأمر عليــهم، لذلك استبدلت السوريين بالمصريين، وسحبت الفرقة السورية إلى الخلف لتشكل احتيـاطي القوات المشتركة في المنطقة الشماليـة....

4- أطقم السيطرة الجويـة الأمريكية مقبولة عند الضباط الكبار السوريين فقط

5- ويتابع الكاتب : وسارت عمليـات التنسيق بين أطقم السيطرة الجوية الأمريكية والقوات المشتركة على مايرام، وكانت العقبة الوحيدة هي أن السوريين لم يتحمسوا كثيراً للعمل مع هذه الأطقم الأمريكية، ولست ألومهم على ذلك، وبدا الضيق على شوارتزكوف وقال : سوف اسحبها فوراً، قلت له : إننا بحاجة لها، أرجو أن تطلب من رجالك التحلي  بالصبر، وألا ترسلهم إلى السوريين الآن، وفي اجتماع مع اللواء علي حبيب (قائد الفرقة السورية ) قلت له : أرجوك أن تخبرني إذا كان لديكم أوامر تمنعكم من العمل مع أطقم السيطرة الجوية الأمريكية ( وهي وحدات تميز الطيران وتتفاهم معـه )، فأنا أقدر موقفكم وسأدافع عنه، أجاب : أبداً بل العكس، ليـس لدينا أية مشكلة معها، نرحب بوجود هذه الأطقم معنا، وأخبرني فيما بعد المقدم طيار عايض ثواب الجعيد أن السوريين في المستويات الدنيا رفضوا قبول الأطقم الأمريكية من قبل، بينما كانت مقبولة من الضباط الكبار فقط !!!، واستغرقت تسوية المشكلة أياماً عدة، ثم وافق السوريون على العمل مع الأمريكيين، كما أنهم عاملوهم معاملة طيبة وأكرموا وفادتهم، وعندما ذهبت لزيارة القوات السورية، تناولت الغداء مع الضباط السوريين في حضور أطقم السيطرة الجوية الأمريكية أيضاً، وسارت الأمور بين الجانبين على نحو أفضل مما كنت أتوقع.

هكذا لم يكن يتوقع الكاتب أن يتفاهم البعثيون مع الإمبريإليـين، والكاتب معذور لأن كل إنسان عاقل لايستطيع أن يفهم ذلك، لأنـه مخالف للمنطق والمألوف، فلماذا نغمـز على اليـسـار ثم نذهب إلى اليـميـن !!!؟ لماذا نربي أجيالنا على مدى بضع عقود على كـره الإمبريإليـة، ثم نتعـاون معها على محاربة أشـقائنا البعثيين في العراق.


 



[1] - كما كان المعتقل تحت التعذيب في سجن تدمر يدعي أنه من الإخوان المسلمين كي يطبقوا عليه المرسوم (49) ويعدموه فيرتاح من التعذيب ، راجع فصل التعذيب في سجون الأسد في كتابي سوريا مزرعة الأسد .

1— والحمد لله لم انجح معهم ولم يبعثوني، وانما فاز بها زميل علوي...

[3] - هذا هو الظاهر ليـقول الشعب والعرب أنه يفاوض من أجل إعادة الجولان، والباطن لايريد إعادة الجولان لانه يعلم تمام العلم أنه باعها، وإلامامعنى هذا الخلاف من أجل بضعة أمتار تفشل المفاوضات...وفي هذا الكتاب ( في الصفحة القادمة ) تصريح لنتنياهو يقول السوريون لايريدون إعادة الجولان، كي تبقى لهم ذريعة استعباد الشعب السوري...

[4] - وهذا ماتتمناه أمريكا صنيعة الصهيونية حتى ( آذار 2012)، وكل تصريحاتها للاستهلاك الإعلامي أي كذب ودجل..

[5] - وهذا ماتتمناه أمريكا صنيعة الصهيونية حتى ( آذار 2012)، وكل تصريحاتها للاستهلاك الإعلامي أي كذب ودجل..

[6] ـــ  الثلاثاء في ( 29-03-2011 ) كتب  محمد عطية في الشرق الأوسط

[7] ـ زار نيكسون دمشق (1974م) وفي طريقه من المطار إليـ  قصر الضيافة، وعند دوار المطار الكبير، سأله سائق سيارة الضياقة : هل تريد الذهاب من إليـ مين أم إليـ سار ياسيدي ؟ فأجاب نيكسون : ألا تعرف من نحن !!؟ ضع غماز إليـ مين واذهب يمين.... وبعد أشهر زار الرئيس الروسيـ  دمشق، وفي نفس المكان والسائق والسؤال أجاب الرئيس الروسي :  ضع غماز اليسار واذهب يـسار. وبعد مدة كان حافظ الأسد خارج سوريا ولما رجع من المطار وبنفس السيارة والسائق والمكان والسؤال : أجاب حافظ الأسد : غريب منك هذا السؤال !!!؟ متى تفهم علي !!؟ ضـع غماز اليـسـار واذهب يمين.

2- الصفوية هي الفارسية الشوفونية المتعصبة بأقصي حدود التطرف للفرس، والتي ترى أن الفرس سادة الأرض، والعرب والكرد وغيرهم أقل شاناً منهم.... والفرس براء من الصفوية، وكثير من علماء المسلمين الذين نعتز بهم من الفرس، وكذلك سواد الشيعة براء من الصفوية ,  والتشيع الصحيح ضد الصفوية،لأنها تكره الإسلام والعرب حملة الدين إلى العالم، ولأنهم حطموا الامبراطورية الفارسية امبراطورية كسرى، والصفوية حركة عنصرية كالصهيونية التي ترى أن اليـهود شعب الله المختار، وأن الله خلق البشر خدماً لهم، وبدأت الصفوية مشروعهاعندما اغتال أبو لؤلؤة  عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في العام (23) هـ. ثم ظهرت عند القرامطة الذين قتلوا الحجاج حول الكعبة في القرن الثالث، ثم ترسخت على يد الشاه إسماعيل الصفوي في القرن التاسع، ومنه  أخذت الاسم، وأحياها الخميني وحافظ الأسد، بمزيد من التقية، والتمترس خلف أكذوبة الدفاع عن القدس وتحريرها، وهم أول من يتعاون مع الصهيونية...

وقد نجحت الثورة الصفوية في إيران عام (1979) والمسماة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطرحت شعار تصدير الثورة أي توسع الامبراطوية الصفوية لتعود كما كانت أيام كســرى والتقية من أهم وسائل الصفوية، لأنها تدعي الإسلام وهي ضد الإسلام، وتدعي أنها ضد الصهيونية وهي توأمها.... وكل ما تطرحه دعاوى فارغة، جوفاء تريد بها أن تضحك على عقول البسطاء من المسلمين، ومما تطرحه أنها تريد تحرير فلسطين، وبينها وبين إسرائيل مواثيق سرية، وأهداف مشتركة...

 
RocketTheme Joomla Templates