تصويت

ما تقييمك للموقع ؟
 

المتواجدون الآن

يوجد حاليا 215 زوار 
نظام الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة

بسم الله الرحمن الرحيم

نظام الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة

إن الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

تهدف هذه الورقة إلى كشف حقيقة النظام الأسدي الذي يكذب على العرب ويدعي أنه نظام صمود وتصدي وممانعة ومقاومة ...

فالممانعـة هي مقاومة العدو، وعرقلة مخططاته، وإجباره على الانسحاب من أرضك المحتلة، والنظام الأسدي هو الحكم العسكري الذي احتل سوريا منذ (8/3/1963) ومازال حتى الآن .

أما نظام الممانعة في دمشق، نظام الصمود والتصدي في زمـن الأب، ونظام الممانعـة والمقاومـة في زمن الابـن، يتـذلل(علناً) للصهاينـة، بينما كان والده يتذلـل(سـراً)، ويطلب بشار منهم أن يقبلوا المفاوضات معـه، من الصفر، بدون الجولان، ويصرح على لسان وزير خارجيته(وليـد المعلم) أن تحرير الجولان غير مهم، المهم المفاوضات والمصالحة والسلام.

ويذبح الصهاينة العرب الفلسطينيين بالجملة،في غـــزة الصـــامدة ونظام الممانعة يتفرج، بل أعلن انه سيجعل المفاوضات مباشرة مع الصهاينة..

بطل الصمود والتصدي حافظ الأسد يفاوض إسرائيل

زرع فينا النظام الأسدي، على مدى نصف قرن، أنه نظام الصمود والتصدي للعدو الصهيوني ، ثم هاهو حافظ الأسد يظهر على حقيقته، ويغير ذلك كله وينسـاه؛ ويجلس أزلامه مع الإسرائيليـين على طاولة المفاوضات ، في مدريد . وهو أول مؤتمر يجلس فيه العرب واليهود  علناً في قاعة واحدة ويسمعون لبعضهم مشافهة.

ثم استمرت المفاوضات بين وليـد المعلم (السفير السوري في واشنطن) من جهة؛ ومفاوض إسرائيلي، وحضرها ذات مرة ضباط من الطرفين لمباحثات إجرائية.

وتعلن سوريا مراراً أن خيار السلام لا رجعة فيه ( سلام الشجعان كما سماه حافظ الأسد )، وأنه خيار استراتيجي، وأن الأرض مقابل السلام حل عادل بينها وبين إسرائيل، وتقصد أن تنسحب إسرائيل من الجولان، ثم تتصالح سوريا مع إسرائيل وتقيم معها علاقات سياسية واقتصادية وثقافية، وتطبع العلاقات معها كما فعلت مصر والأردن ومنظمة التحرير.

وخلال حكم حزب العمل بزعامة (بيريز) الذي انتهى عام (1996م ) جرت عدة لقاءات علنية للتفاوض بين السـورييـن والإسـرائيلـيـن في الولايات المتحدة، وكان الخلاف منحصراًً في :

1ــ أيهما أولاً : التطبيع أم الانسحاب ؟ فبينما تريد سوريا الانسحاب الكامل قبل التطبيع، ترى إسرائيل انسحاباً جزئياً ثم التطبيع .

2 ــ الانسحاب الكامـل أم الجــزئي ؟

3 ــ مناطق مراقبة في مرتفعات جبل الشـيـخ لحمـايــة أمـن إسرائيل.

4 ــ تفكيك المستعمرات اليـهـوديــة أم بقــاؤهــا ؟

النظام الأسدي يقول عكس مايفعل :

- يطرح شعار القومية العربية ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) ، ثم يقف مع إيران الفارسية ضدالعراق (البعثي العربي) خلال الحرب بينهما، ويسمح للطائرات الإيرانية أن تقلع من إيران لتقصف العراق ثم تهبط في مطارات البادية السورية لتتزود بالوقود والذخيرة ثم تعود لتقذف مرة ثانية في العراق لتهبط في إيران، وهكذا تكون الراديكاليـة.

ـ ملأ رؤوسنا بشتم الإمبرياليـة، وإعلانه صباح مساء أنه ضدها، وأنها مصاصة دماء الشعوب، وأنها تحمي إسرائيل ومصالح الصهيونية في المنطقة. ثم وقف مع الجيش الأمريكي في حربه ضد العراق ( البعثي العربي ) في عاصفة الصحراء .

3 ـ يتهم الإخوان المسلمين أنهم عملاء الصهيونية والامبرياليـة، ويجبر طلاب المدارس على ترديد ذلك، ثم يصرح مسؤول سوري عام (2005) أنهم قطعوا كل صلة لهم بالجيش الأمريكي ووكالة المخابرات الأمريكية، بعد أن قدمت سوريا للمخابرات المركزية ملفات بألوف الأسماء من المواطنين السوريين، وقالت لأمريكا هؤلاء إرهابيون، لاحقيهم وضعيهم في غوانتانامو.

والمشكلة الآن أمام بشارحافظ الأسد هـذا الجيل الذي ربي على مقولة تحرير فلسطين (كل فلسطين)، والوحدة العربية، وليـس التطبيع مع اليهود، هذا الجيل الذي لايستطيع أن ينسى ماتربى عليــه طوال نصف قرن، ولكن حافظ الأسد استطاع أن يذبح منه عشرات الألوف، وأن يزج في السجون عشرات الألوف أيضاً، ويشرد مئات الألوف من أحرار سوريا، ثم يضع ما تبقى في قفص حديدي يحاصرهم الجوع والبرد في الشتاء، وتحصي أنفاسهم سبعة عشر جهازاً أمنياً، ووحداته الخاصة وسرايا الدفاع، فهل يستطيع حافظ الأسد أن يغسل أدمغة مايزيد على ثمانية عشر مليـون ســوري !!؟ ربتهم وسائل الإعلام القومية العربية على تحرير فلسطين(كل فلسطين)وتحرير سائر الأجزاء العربية المغتصبة، وإقامة الوحدة العربية الكبرى، والوقوف ضد الإمبرياليـة والصهيونية.!!؟ هل يستطيع حافظ الأسد أن يغسل أدمغة العرب الأحرار في سوريا !!؟

واتضح الآن أن مهمة حافظ الأسد التي جاءوا به إلى الحكم من أجلها تتلخص في:

1ــ القضاء على الحركة الإسلامية في سوريا تمهيداً لما بعد ذلك.

2ــ المصالحة والتطبيع مع إسرائيل لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.

وحتى عام ( 1997) حيث استلم حزب الليـكود الحكم في إسرائيل، وتشدد في مواقفه مع العرب ومنهم السوريين وصار( نتنياهو ) يطرح على السوريين مقولة السلام مقابل السلام، أي لن ينسحب من الجولان وتوقفت المحادثات بين الطرفين، وراح حافظ الأسد يلوح بإقامة تحالف مع الحركات الأصوليـة في العالم العربي؛ ليـغيظ أمريكا التي خذلته وأخلفت وعدها معه عندما قاتل معها ضد الشعب العربي في العراق. كما يغيظ إسرائيل التي تتشدد أمامه وتخاف كثيراً من الأصوليـة الإسلامية.

وقال حافظ يومها للمبعوث الأمريكي (مـورفي ) : إذا تأخـرت علي في الــرد ســتجدنــي(بلحيـة) ويقصد أنه سيكون أصوليـاً، كما أنه أجرى عدة لقاءات مسايرة مع زعماء الحركة الإسلامية في السودان والجزائر ولبنان والأردن وغيرها. كل ذلك ليـغيظ أمريكا وإسرائيل ويهددهم أنه سوف يضع يده بيد الأصوليـين إذا لم يستأنفوا معه المفاوضات من حيث توقفت.([1]).

لماذا أصر الأسد على السباحة في طبريا وأفشل مفاوضات إعادة الجولان

كتب الأخ طريف يوسف آغا في ( رابطة كتاب الثورة السورية ) باختصار :

وجد الأسد الأب نفسه في ورطة مع وصول الديمقراطي بل كلينتون إلى البيت الأبيض (1993-2001) ووصول العمالي إيهود باراك فيما بعد إلى رئاسة الوزراء الإسرائيلية (1999-2001). إذ كان لدى الأخيرين رغبة في إغلاق الملف السوري بإعادة الجولان المحتل على نفس طريقة اتفاقية (كامب ديفيد) الإسرائيلية المصرية، وذلك وفق ماكان يعرف حينها (بوديعة رابين). حيث كان رئيس الوزراء العمالي إسحق رابين يعد لهذا الاتفاق قبل أن يغتاله اليمين الإسرائيلي المتطرف عام 1995. وكما ذكرنا فقد دعا كلينتون لتلك المفاوضات بعد وصوله إلى البيت الأبيض، إلا أنها وصلت في النهاية إلى طريق مسدود عام(1999)بسبب رفض الأسد الأب للعرض الإسرائيلي، وهي التي عرفت فيما بعد بمفاوضات (شيبردز تاون).

السؤال الذي يطرحه هذا المقال ويحاول إيجاد الإجابة عليه هو على شقين: ماذا عرضت إسرائيل؟ ولماذا رفض الأسد الأب العرض؟

حتى نجيب على هذا السؤال لابد أن نعود قليلاً إلى الوراء، وبالتحديد إلى حرب فلسطين عام 1948 واتفاقية الهدنة التي نتجت عن هذه الحرب. طبعاً كانت دولة إسرائيل هي أول مانتج عن الحرب، ولكن أتت تلك الاتفاقية لتمنح دول المواجهة (جوائز ترضية) مقابل موافقتها على وقف القتال والتوقيع على الاتفاقية. وكانت الجوائز عبارة عن ثلاثة أجزاء من أرض فلسطين المعترف بها في الأمم المتحدة تم اقتطاعها ومنحتها لهذه الدول لكسب رضاها ولتديرها سياسياً (لحين التوصل لاتفاقية سلام دائمة ونهائية). فكانت غزة من نصيب مصر، والضفة الغربية والقدس من نصيب الأردن وشريطاً ضيقاً على الشاطئ الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية من نصيب سورية.

بالعودة إلى المفاوضات السورية الإسرائيلية التي سبق وأشرنا إليها، فقد تكررت نفس القصة حيث عرضت إسرائيل إعادة الجولان حسب الخرائط الدولية المعترف بها للدولة السورية، ليأتي الأسد الأب ويطالب أيضاً (بجائزة الترضية) التي كانت تتمثل بذلك الشريط الضيق على الساحل الشمالي الشرقي لبحيرة طبرية، واستشهد على موقفه بأنه كان قبل حرب حزيران (يسبح ويصطاد السمك) في البحيرة. فرد الجانب الإسرائيلي أن هذا الشريط كان تحت الإدارة السورية المؤقتة بموجب اتفاقية الهدنة، ولكنه أرض فلسطينية وسيكون على مائدة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في المستقبل، كقطاع غزة والضفة الغربية والقدس. ثم قدم  في مرحلة لاحقة خرائطاً تعود لعام 1924 لتأكيد روايته، ولكن الأسد الأب رفض حتى النظر إليها وأصر أن هذا الشريط هو أرض سورية وأنه لن يرضى بالجولان من دونه!

لوكان الأسد الأب جاداً باستعادة الجولان، وعلينا أن لاننسى أنه هو كان من (أهداه) بالكامل لإسرائيل على طبق من ذهب في حرب حزيران(1967)ومن دون قتال حتى، لو كان جاداً باستعادته لوافق على العرض الإسرائيلي ثم ذهب بشأن ذلك الشريط (الذي لايشكل أكثر من واحد بالمئة من مساحة الجولان) إلى محكمة دولية كما فعلت مصر بشأن طابا.

أما لماذا رفض الأسد الأب العرض؟ يرى المحللون السياسيون أن الديكتاتور عادة يفكر بمصلحته الشخصية وكرسي الحكم قبل أي شيء آخر بما في ذلك مصلحة الوطن. فهو من جهة كان يعرف أن استعادة الجولان وتوقيعه معاهدة سلام مع إسرائيل هو أمر له تبعات، من أولها أن عليه الانسحاب من لبنان، ولبنان بالنسبة له أثمن بكثير من الجولان. ومن جهة ثانية، فان معاهدة السلام تلك ستعني إنهاء حالة الحرب وبالتالي سيكون ملزماً بإلغاء قانون الطوارئ الذي لايستطيع أي ديكتاتور أن يستمر بدونه. وهذا سيعني استحقاقات العودة إلى الحياة الديمقراطية والتعددية السياسية وإطلاق الحريات العامة، وبالتالي فهو حتماً كان قد نظر إلى الأمر من نفس المنظار، فوجد أن احتفاظه بالحكم (إلى الأبد ولولد الولد) إنما هو أهم بكثير، ليس فقط من الجولان، ولكن من أي شئ آخر. ( وهذا ماقاله نتنياهو نفسه ) ...

الممانعـة الأسدية عند الأسد الصغير

سنجد من خلال الصحف الصهيونية أن (بشار) أرسل رسالة لإسرائيل تضمنت سلسلة تنازلات سورية غير مسبوقة تنسف ثوابت نظام دمشق التي يدعيها في الممانعة والمقاومة كما يسميها اليـوم والصمود والتصدي كما كان والده يسميها...وفي ما يلي بعض النقاط الأساسية التي تضمنتها رسالة الأسد:

1- التباحث في مصير الجولان, من دون شروط مسبقة, أي من دون الالتزام الإسرائيلي  سلفاً بإعادة الجولان( كله), إلى الوطن الأم سورية.

3- ستعمل سوريا على ضبط الحدود السورية- العراقية والمحافظة على الأمن, كما هي الحال على الحدود بين إسرائيل وسورية!

4- العمل مع قيادة »حماس« في الخارج للحد من تأثيرها على الحركة في الداخل.

5- منع وصول الأسلحة عبر الحدود السورية إلى  »حزب الله« في لبنان.

وتمت مفاوضات غير مباشرة بين النظام الأسدي والصهاينة في تركيا، ويعلن اليـوم أنها ستكون مباشرة قريباً...

وسنرى مزيداً من التباكي على باب الصهاينـة من أجل المصالحة، ومازال شعار الممانعـة مرفوعاً في شوارع بيروت وساحاتها على لســان النظام السوري وعملائه...

كما جاء في المحرر :

نقلت أوساط أميركية عن نتنياهو أنه أجاب خلال أحد لقاءاته الخاصة على سؤال ( لماذا لا تجلو إسرائيل عن الجولان فتساعد على خروج النظام السوري من المحور الإيراني )..؟ أجاب بالقول :

ولكن الرسائل السرية التي تصلنا من السوريين تؤكد أنهم لا يريدون استعادة الجولان لأسباب داخليـة تتصل بالنظام. وإذا كانت سورية مستعدة لتوقيع سلام مع إسرائيل فان إسرائيل مستعدة غداً للجلاء عن الجولان. أضاف نتنياهو : على أي حال فالسلام مستقر على الحدود مع سورية ولا شيء تشكو منه إسـرائيل. ثم ضحك نتنياهو وقال : ( ربما هي الازدواجية السورية التي أتقنها النظام ويستمر بها. )...

وقال نتنياهو إن سورية ( تستخدم احتلال الجولان لتشديد قبضة النظام على الحكم وتجنب تغييرات أساسية سوف يفرضها السلام وتهدد تركيبة النظام )...

وقال :(إن السلام سوف يفرض على سورية إلغاء قانوني الطوارئ والجندية الإجبارية وهما القانونان اللذان يمنحان الحكم في سورية سلطات مطلقة ومبررات الاستمرار. أضاف : إن إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية سوف يلغي المحاكم الاستثنائية التي يحكم النظام بها ويشدد قبضته على الشعب. أيضاً فإن الجلاء عن الجولان وقيام السلام سوف يفرض إلغاء الجندية الإجبارية التي يستخدمها لتطويع المثقفين أو حملهم على الهرب خارج البلاد باسم التخصص ثم يستقرون في الخارج فيرتاح النظام من شريحة مثقفة قد تفسد الرأي العام بطروحات الديموقراطية والحرية والانفتاح )...

إذاً، يقول نتنياهو، فإن النظام في سورية محتاج لبقاء إسرائيل في الجولان ، بقدر ما هي إسرائيل مرتاحة لبقائها هناك.

وأعطى نتنياهو مثالاً على صحة هذه المعادلة هدوء الجبهة لأكثر من خمس وثلاثين عاماً من دون أي حادث يذكر. فلا مقاومة ولا تهديد. مجرد حديث سياسي عن الجولان المحتل والترحيب بمفاوضات متقطعة يحتاجها النظام من دون الوصول بها إلى  حل. لا هو يريد الجلاء ولا هو يريد الجولان. الآن على الأقل ولمرحلة طويلة مقبلة.

أضاف نتنياهو : طبعاً هناك مفاوضات لتقطيع الوقت وإشعار الرأي العام في الداخل أن النظام مهتم بالجولان ، إضافة لرسالة يودّ النظام إيصالها إلى الخارج تؤكد أن خيار النظام هو التفاوض وليـس الحرب....

وبالعودة لموضوع الجولان يجب أن لا ننسى أن سكانه من الدروز وهي طائفة منافسة لا يطمئن إليـها الأسد والعلويون. لذلك ، فهو يفضل بقاءها خارجاً على أن يستردها .

ويتابع نتنياهو : إن عقدة السلام الآن هي إيران التي تريد حصتها من الشرق الأوسط مستعينة بـ»حزب الله« وبعناصر من الطائفة الشيعية في مواطن انتشارها على امتداد الشرق الأوسط وبخاصة في الخليـج. إيران لا تريد لبنان وتعتبره عبئاً عليــها. تريد تفكيك الخليـج. تريد النفط وتعتبره شيعياً. تريد إضعاف الأنظمة العربية بحيث يسهل إقامة نظام إقليـمي تسيطر عليــه وتأخذ موقعها في ما تعتقده أنه حقها. تقول لنا إيران عبر رسلها: لماذا تستعيد إسرائيل حضورها ونفوذها في المنطقة ولا تستعيده فارس..؟ الموضوع ليـس قابلاً للمناقشة لأن إيران دولة كبيرة ويهدد تمدّدها أمن إسرائيل خصوصاً وأنها تتطلع لامتلاك القنبلة النووية. حضرت نقاشاً مع مجموعة فارسية مهاجرة في الغرب. قال بعضهم أن في الشرق الأوسط ثلاث دول إقليـمية كبرى تستطيع إدارته هي إيران وتركيا وإسرائيل وأن الانطلاق من هذه المسلمة سوف يعيد خلط أوراق المنطقة. وحين سأل أحدهم وماذا عن مصر أجاب : لقد ترهلت كثيراً ولم تعد قادرة على إدارة مشكلاتها لتلعب دوراً خارج حدودها.

نتانياهو يؤكد تنازل سوريا عن شرط إعلان الانسحاب من"الجولان"

نشرت صحيفة اليـوم السابع المصرية-08-12-2009

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتانياهو في حديث مقتضب لإذاعة "صوت إسرائيل"، أن سوريا أبلغت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنها تخلت عن مطالبتها بإعلان إسرائيل عن استعدادها للانسحاب من هضبة الجولان كشرط سوري لاستئناف المفاوضات بين البلدين...

المعلم لايهمـه الانسحاب من الجولان

ونسبت صحيفة ( واشنطن بوست ) الأمريكية للمعلم قولـه : إن النظام السـوري لا يطلب من إسرائيل أن تلتزم بإعادة الجولان كشرط مسبق لبدء المفاوضات، المهم أن تبدأ المفاوضات، وكل شيء يهون بعدها.

[ لان الأهم هو بقاء النظام الأسدي في الحكم، وليـس تحـريـر الجولان، كما يريـد النظام الأسـدي أن يكسـب نصيراً آخـر قويــاً  يحميـه من المحكمـــة الدوليـــة بعد النظام الإيــراني الصفوي، وهو النظام الصهيوني بعيـنه ....

والجولان ليـس على قائمة الأولويات الأسدية، التي يهمها أولاً البقاء في الحكم، وثانياً رضى أمريكا عنها وإعادتها إلى  وظيفتها التي داوم فيها الأسد الأب بضعة عشر عاماً، وفشل الابن في الاســتمرار بتلك الوظيفـة فطردتـه الإدارة الأمريكيــة من وظيفتــه في دائــرة عملاء أمريكا ]...

وقال المعلم رداً على سؤال؛ أن بلاده ليـست ضد الولايات المتحدة وعلى العكس فإنها تريد أن تكون جزءاً من حوار إقليـمي سيخدم مصالح واشنطن في المنطقة.

النظام الأسدي يبعث وثيقة للصهاينة تؤكد جديته في التفاوض :

وعلى خط العلاقات بين سوريا وإسرائيل، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن القيادة السوريـة أرسلت وثيقـة رسـمية مكتوبة إلى الحكومة الإسرائيليـة بواسطة ديبلوماسي أوروبي،أكدت فيها استعدادها الفوري لإجراء مفاوضات سلام بصورة سرية للغاية وغير رسمية، وتضمنت أربعـة بنود.

1-  تتعهد سوريا أمام إسرائيل، بعدم شن حرب عليـها في الصيف المقبل (2007)، وأن وجهتها إلى السلام فقط.

2-  تؤكد الحكومة السورية أنها تستطيع السيطرة على "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس)، وتحديداً على رئيس مكتبها السياسي ( خالد مشعل !!!! )  الذي يتخذ من دمشق مقراً له، وأنها قادرة على إحراز تقدم في صفقة تبادل بين "حماس" وإسرائيل في ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليـط وعلى تطويع "حزب الله" اللبناني، وأنها ستزود إسرائيل بمعلومات مؤكدة حول مصير الجنديين الإسرائيليـين ( الداد ريغف وأيهود غولد فاسر) لدى حزب الله.

لانريد انسحابكم من الجولان :

3- سوريا مستعدة لأن تكون هضبة الجولان منطقة منزوعة السلاح، ولإقامة المصانع والمشاريع الاقتصادية الأخرى بمشاركة الإسرائيليين والأميركيين في المنطقة.

4-  مـــد سكة حديد من مدينة حيفا إلى اسطنبول في تركيا عبر الأراضي السورية.

النظام السوري يوسط عمير بيرتس  وتسيبي ليـفني :

وأفادت القناة الثانية استناداً إلى  مصادر سياسية إسرائيليـة وأوروبية رفيعة المستوى، بأن السوريين بدأوا بإرسال رسائل السلام إلى  وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليـفني، لأن القيادة في دمشق " توصلت إلى اقتناع بأن هاتين الشخصيتين على استعداد لدراسة الأفكار والمقترحات السورية". ولفتت إلى أن أولمرت، الذي التقى مع الشخصية الأوروبية، رد على الوثيقة بالقول أن سوريا ملزمة أولا ًبأن تثبت لإسرائيل بالأعمال وليـس بالكلام، بأن وجهتها إلى السلام.

في سياق متصل، أكد أولمرت في المؤتمر الصحافي مع بليـر أن "إسرائيل ترغب بتحقيق السلام مع كل دولة عربية ومن ضمن ذلك بالطبع سوريا، ومن المؤكد أننا نريد تحقيق سلام معها. ونأمل أن تمكننا الشروط التي ستولد في المستقبل، من القيام بعمليـة تؤدي إلى  تحقيق سلام أيضاً مع سوريا.

هذا ما يقوله النظام الأسدي للإدارة الأمريكيـة، وللعصابات الصهيونية، بينمـا يقول للشعب العربي، وخاصة في شوارع بيروت أنه نظام الممانعـة والمقاومـة ضـد أمريكا وعملاء أمريكا....

وقد استجاب أولمرت أخيراً، وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين النظام الأسدي وإسرائيل في تركيا، وقبيل حرب غزة أعلن بشار أنها ستتحول قريباً إلى  مفاوضات مباشرة، هذا وقد وقف الصهاينة علناً إلى  جانب النظام الســـوري، وطلبوا من ( ساركوزي )([2]) دعم النظام السوري، وتسويقه في أوربا، كما يبذل الصهاينة جهوداً لإقناع أمريكا كي تعيد ثقتها وصلتها بالنظام الأسدي... وهذا مايريده ( المعلم ) من المفاوضات أما إعادة الجولان فليـست مهمة كما قال.

*     *     *

عندما يصرح رامي مخلوف ابن خال بشار،وشريكه في نهب الشعب السوري،أن أمن إسرائيل مرهون بأمن النظام السوري، يؤكد مانذهب له في هذه الورقة .....

وكشفت الحرب الصهيونية على غـزة، تخاذل الأنظمة العربية القائمة، وهذا ليـس جديداً على من قرأ نكبة (1948م) عندما ضاعت فلسطين، لكن الجديد هو انكشاف سوءة أنظمة الممانعة والمقاومة، وريثة نظام الصمود والتصدي، انكشافها على عامة العرب، أما أبناء الحركة الإسلامية في سوريا فيعرفون هذا حق المعرفة، وصرحوا به مرات ومرات، وكتبوه عشرات المرات، وفي هذا الموضوع يوثق الباحث مايطرحه ويكشفه للعرب؛ من حقيقة النظام الأسدي الذي يدعي الممانعة والمقاومة.

طبق حمص شامي :

وقالت هآرتس (2007) أن أولمرت نفسه قص حكاية وصول طبق الحمص الدمشقي مع رجل الأعمال الأميركي، الذي كان قد سأله الرئيس بشار الأسد عن الطبق المفضل لدى أولمرت، فأخبره هذا بأنه طبق الحمص.

وبحسب الصحيفة الإسرائيليـة، فقد فوجئ رجل الأعمال الأميركي، قبل صعوده للطائرة بوصول طرد من قصر الرئاسة في دمشق، قيل أنه طبق حمص، هدية من الأسد إلى أولمرت. وقال أولمرت، إن رجل الأعمال الأميركي أخبره هاتفياً بالهدية التي يحملها، وأن أولمرت قرر تناول طبق الحمص، متجاوزًا كافة الإجراءات الأمنية المعمول بها، لأنها كانت ستؤدي إلى إفساد الطبق. وقال أولمرت لمن حوله، أنه كان واثقًا بأن الأسد لا ينوي تسميمه.

حتى شارون  فاوض النظام الأسدي :

كشف المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الصهيونية ( زئيف شيف ) : أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابـق أريـل شــارون أجرى اتصالات سرية مع سوريا في العام 2004.

وأكد (شيف ) أن ممثليـن عن شارون عقدوا لقاءات سرية مع السوريين في سويسرا، مشيراً إلى وجود وثائق حول هذه اللقاءات، تم جمعها في ملف أصبح يعرف باسم "الملف السويسري". وقال إن شارون أوقف هذه المحادثات مع السوريين لأنه "يدرك الثمن" ويعارض انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان.

كما كتب علي حيدرفي جريدة الأخبار في  25/5/2007.....

أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيليـة أمس بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أصبح أكثر نضجاً للبدء بمفاوضات سياسية مع سوريا وأنه «أكمل الدراسات التمهيدية» في هذا الخصوص. لكنه ينتظر في هذه الأثناء نتائج الانتخابات التمهيدية في حزب العمل، على أمل أن يفوز إيهود باراك الذي من المفترض أن يتحول إلى  شريك استراتيجي لرئيس الحكومة في هذا المسار».

واقتنع بأن المفاوضات مع السوريين واتفاق سلام محتمل بين الدولتين سيغير بشكل جوهري الوضع الاستراتيجي في المنطقة وسيُساعد على عزل إيران وحل مشكلة حزب الله».

وأوضحت الصحيفة أن وسطاء دوليـين نقلوا أسئلة من أولمرت إلى السوريين في إطار «دراسة سرية ومعمقة للقضية»، مشيرة إلى أن إسرائيل توجّهت، في هذا الوقت، وعبر أقنية مختلفة، إلى الولايات المتحدة التي اقتنعت بأن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا تتلاءم مع مصالحها في المنطقة.

ونقلت «معاريف» عن شخصيات شاركت في مثل هذه المحادثات، أن جهود وساطة سرية جرت في السنوات الثلاث الأخيرة وإن لم يحدث أي تحرك يذكر من جانب أي من الحكومتين حتى  الآن.



المفاوض السوري الأمريكي  إبراهيم سليمان

نقلا عن موقع سوريا الحرة :
شدد المفاوض السوري إبراهيم سليمان([3]) الذي زار إسرائيل مرات كثيرة على أن دمشق لن تشن حرباً ضد تل أبيب ( صيف 2006), مشدداً على أن الموافقة على "وثيقة التفاهمات" الإسرائيليـة السورية ستؤدي إلى  قطع سورية لعلاقاتها مع "حزب الله ".
وقال سليمان  في مؤتمر صحافي عقده في الكنيست بعد مشاركته في اجتماع للجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس أن الرئيس بشار الأسد رفض فتح جبهة ضد إسرائيل خلال حرب تموز على لبنان الصيف الماضي. وأكد أن سورية تريد تحقيق السلام مع إسرائيل متحدياً حكومة تل أبيب في أن ترد إيجاباً على دعوة سورية, ناقلاً عن الرئيس السوري قوله أن سورية وإسرائيل بإمكانهما العيش جنباً إلى  جنب بسلام.
وتابع "أريد أن تسود علاقات جيدة بين الولايات المتحدة وسورية ، و الرئيس السوري بشار الأسد يريد سلاماً مع إسرائيل .. وزيارتي إلى  هنا هي مؤشر على أن السلام بين سورية وإسرائيل ممكن ويتوجب العمل لتحقيق ذلك".

من جانبه, قال (ليـئيل ) المفاوض الصهيوني خلال اجتماع اللجنة البرلمانية أنه أطلع وزارة الخارجية على نتائج المحادثات مع سليـمان, وأن الأخير التقى موظفين إسرائيليـين.
وأوضح ليـئيل أن "وثيقة التفاهمات" تقضي بانسحاب إسرائيل بشكل تدريجي من هضبة الجولان على أن يتم إنشاء "محمية سياحية" في القسم الأكبر من الجولان ويكون بإمكان الإسرائيليـين الدخول إليـها من دون تصريح وأن يتم جعل المناطق الإسرائيليـة والسورية المتاخمة للجولان منزوعة السلاح.
إلا أن سليمان  لم يقنع أعضاء الكنيست من أحزاب اليـمين, إذ قال عضو لجنة الخارجية والأمن من حزب "الليـكود" يسرائيل كاتس بعد الاجتماع أنه طلب من سليمان  تمرير رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد مفادها أن إسرائيل لن تنسحب من هضبة الجولان بأي حال. وأضاف كاتس,المعروف بمواقفه اليـمينية, "لقد جمعت في الماضي تواقيع 61 عضوَ كنيست (من أصل 120 عضواً) على عريضة تعارض الانسحاب من الجولان ولذلك فإن هناك غالبية صلبة في الكنيست وثمة أهمية لأن يعرف الأسد ذلك".
وكان سليمان  زار متحف ضحايا المحرقة النازية " ياد فاشيم " , وفق ما أكده أحد موظفي المتحف لموقع " الحقيقة " الالكتروني السوري , الذي أضاف : " أن سليمان  بدا متأثراً جداً , وقد بكى على نحو واضح كما يبكي أي يهودي يزور هذا المكان ".
في سياق متصل , كشف مصدر إسرائيلي  مقرب من مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون أبراموفيتش ل¯ " الحقيقة " عن أن سليمان  زار دمشق قبل مجيئه إلى إسرائيل . وقال المصدر أن سليمان  يحمل رسالة إلى أولمرت تكشف عن أن الرئيس السوري " شكل لجنة عليــا للمفاوضات مع إسرائيل برئاسة ضابط مخابرات ، وعضوية عدد من ضباط الجيش , فضلاً عن وزير الخارجية وليـد المعلم , تأكيداً لجدية دمشق في إجراء مفاوضات مع إسرائيل لإحلال السلام ". كما وتتضمن الرسالة ــ حسب المصدر ــ  أجوبة سورية على تساؤلات إسرائيليـة سابقة.

المهم هي المفاوضات وليـس الجـولان :

[ لكن النظام الأسدي اليوم تخلى عن المطالبة بالانسحاب من الجولان، إنـه يريد المفاوضات وإقامة علاقات حسن جوار لعل الصهاينة ينقذون رقبـته من حبل المشنقة الدوليـة...وقد صرح وزير الخارجية السوري بأن الانسحاب من الجولان ليـس شرطاً لبدء المفاوضات ]..

وأنه ( أي شارون )  أفشل في العام 2003 اتصالات أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه سيلفان شالوم مع شقيق الرئيس السوري بشار الأسد ( أي ماهر الأسد ) وشقيقة الرئيس السـوري ( أي بشـرى الأسد، زوجـة آصف شـوكت ) في الأردن.

اتصالات مستمرة  :

وشدد (شيف) على أن "جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل، بدءاً من إسحق شامير، أجروا اتصالات مع سوريا"، وانتقد(شيف) المسؤوليـن الإسرائيليـين الذين يعارضون إجراء محادثات مع ســوريا "مستندين إلى الإدعاء بأن الرئيس الأميركي) جورج بوش) يطلب من إسرائيل عدم إجرائها بسبب أداء السوريين في ما يتعلق بالعراق ولبنان وبسبب دعمهم الإرهاب الفلسطيني".

كما أكد أن اللواء في الاحتيـاط ( أوري ساغي ) الذي كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليـة، أجرى محادثات كثيرة مع السوريين، ونقل عنه أن "المحادثات مع دمشق ليـست أمراً مرغوباً به إنما هو ضرورة".

[ وهكذا فالمحادثات بين النظام السوري والصهاينة لم تنقطـع في يوم من الأيام، بل هي مستمرة، والتنسيق بينهما على قدم وساق ].

تباطؤ الصهاينة جعل السوريين يتخلون عن الانسحاب من الجولان :

وكتب (تومي لبيد ): في صحيفة (معاريف) الصهيونية يوم  20/12/2006  يقول :

يطلب الجميع الآن أن تستجيب حكومة إسرائيل، بلا تأجيل لا داعي له، إلى  دعوة الرئيس السوري الأسد إلى  بدء تفاوض سلمي. كما هي رغبة إسرائيل عندما كانت ما تزال تتصرف كدولة مستقلة لا كرعية لأمريكا، كان فيها التفاوض المباشر، بلا أية شروط مسبقة لب السياسة الإسرائيليـة في الشرق الاوسط - يكتب (عاموس عوز). أي من غير أن تلتزم إسرائيل سلفاً بالانسحاب من الجولان.

وتحت عنوان :

لايتنازل أولمرت عن الجولان ويتذرع بالرفض الأمريكي حتى لا يفاوض السوريين. كتب(جدعون سامت)في صحيفة(هآرتس)الصهيونية يوم (20/12/2006 ) يقول:

واشنطن تعارض إسرائيل في محادثات مع سوريا :

رئيس الوزراء أيهود ألمرت  تُشن عليــه الانتقـــادات كذلك لرفضه التحدث مع دمشــق وانتظاره للأوكي من واشنطن. عاموس عوز مثلاً انضم إليهم في الأمس. وليس صحيحاً أن أولمرت لا يملك أجندة. لديه أجندة كاملة وهي تكاد تنفجر من كثرة اللاءات التي توجد فيها.

واليوم يكشف النظام الأسدي أنه يسعي إلى  تمتين حكمـه، ودعم كرسيه المهتز، بالتفاوض مع الصهاينة، لمعرفته أن الصهاينة يضغطون على الإدارة الأمريكية من أجل إعادة النظام السوري إلى  دائرة عمـلاء أمريكا....

*   *   *

تل أبيب تصلي  من أجل بقاء نظام بشار!

في تقريربعنوان"الأسد ملك إسرائيل"([4]) أشارت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلى  حالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيليـة من احتمال سقوط نظام بشار الأسد بدمشق، مضيفة أن الكثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم "شعاراته" المستمرة وعدائه "الظاهر" لها.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تصريحات الأسد الأب والابن المعادية لإسرائيل إلا أن هذه التصريحات لم تكن إلا "شعارات" خاليـة من المضمون وتم استخدامها لهدف واحد فقط كشهادة ضمان وصمام أمان ضد أي مطلب شعبي سوري لتحقيق حرية التعبير والديمقراطية  مشيرة في تقريرها إلى أن النظام السوري المتشدق بـ"عدائه" لتل أبيب لم يسمع الأخيرة ولو "صيحة خافتة واحدة" على الحدود بهضبة الجولان منذ سيطرة إسرائيل عليـها عام 1973.

ولفتت هاآرتس إلى أنه مؤخراً ترددت في تل أبيب أصوات كثيرة تتمنى استمرار نظام بشار الأسد في دمشق فكثيرون يخشون من نهاية هذا النظام موضحة أن الصلوات تنطلق من قلوب الإسرائيليـين في الخفاء كي يحفظ الرب سلامة النظام الحاكم بسوريا.

وقالت في تقريرها إن الإسرائيليـين بلا استثناء يحبون الحكام العرب الطغاة والديكتاتوريين، لكن أكثر ديكتاتور أحبه الإسرائيليـون كان حافظ الأسد الرئيس السوري السابق، لكن حينما توفي الأب وورث نجله الحكم القمعي بدمشق انتقلت محبة الديكتاتور الأب للطاغية الابن في قلوب الإسرائيليـين.

وحول العلاقة بين نظام مبارك السابق ونظام الأسد أشارت هارتس إلى أن الأسد أكد في مقابلة صحفية مع صحيفة وول ستريت جورنال بعد قيام الثورة الشعبية المصرية أن دمشق ليـست القاهرة، مستبعداً قيام ثورة مماثلة في بلاده  مبرراً ذلك بأن سوريا تقف في محور الممانعة والدول المعارضة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لافتة إلى أن تلك التصريحات من قبل الأسد يمكن الرد عليـها بأن النظام السوري أسوأ من النظام السابق في مصر ومعرض للفناء أكثر منه خاصة أنه قائم على القبليـة والعائلات.

لافتة في النهاية إلى أن الإسرائيليـين ينظرون للنظام الحاكم في دمشق من وجهة نظر مصالحهم  متحدين على أن الأسد الابن مثله مثل الأب محبوب ويستحق بالفعل لقب "ملك إسرائيل".

أين الممانعــة والمقـاومـة !!؟

كشف رامي مخلوف حقيقة الأمر عندما قال إن أمن إسرائيل من أمن سوريا، فإذا ضاع النظام الأسدي ضاعت إسرائيل.... لقد صدق وهو كذوب   :

ويؤلمني كثيراً أن بعض الإسلاميين في العالم العربي لايعرف حقيقة النظام الأسدي الصفوي الباطني الذي اشتهر بالتغميز على اليـسار والذهاب من اليـمين، الذي يتقن الباطنية والتقية، ويضحك على العرب، وخاصة بعض الإسلاميين. النظام الأسدي الذي قتل قرابة مائة ألف من الإسلاميين في سوريا ولبنان وفلسطين.... ومازال بعض رموز الإسلاميين يرونه ممانعاً ومقاوماً ضد الصهاينة....ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، ونشكو أمرنا لله.كان الأسد الكبير يصف نفسـه ببطل الصمود والتصدي، ولقاء هذا الوصف نهب ثروات الخليـج العربي وفرغها في حساباته وحسابات أولاده وأزلامه المقربين، ثم جاء الأسد الصغير وأطلق على  نفســه بطل الممانعــة والمقاومــة، ولكن عرب الخليـج لم ينخدعوا به كما خدعهم أبـوه، ولم يقدموا له ثرواتهم أو بعضها كما فعلوا مع والده، لذلك ســماهم(أنصاف الرجال) ... وراح يطنطن طوال الأعوام (2005- 2006 – 2007) بأنه بطل المقاومـة والممانعـة....

واستمر العدوان الوحشي على الشعب العربي الفلسطيني في غـزة، قرابة شهر، وتسـرح الطائرات الصهيونية وتمـرح في ســماء غـزة، وتحشـد القوات البريـة دباباتها على مشارف غـزة، وجبهتها الشماليـة آمنـة، مع لبنان تقوم قوات اليونفيل بحراســتها، ومع سـوريا تقوم قوات بشـار الأسد ( قوات المقاومة والممانعة الأسدية ) بحراستها، ومنع العصفور أن يطير فوق الجولان المحتل...

وصرح السيد رجب أوردغان أنه سيوقف توسطه للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بعد أن آلمـه  عدوان الصهاينة الوحشي والحاقد على أهـل غـزة... ولكن بشــار الأسد كان قد صرح قبل مدة قليلة بأنه سيجعل المفاوضات مباشرة مع الصهاينة، وكأنه يقول لم أعـد بحاجـة للأتراك لمفاوضات غير مباشرة، سوف أجعلها مفاوضات مباشـرة...

فهل انتهى زمن التغميز على اليـسار والذهاب من اليـمين! وهل جاء وقت التغميز على اليـمين والذهاب من اليـمين ؟ علناً جهاراً ونهاراً، مفاوضات مباشرة مع الصهاينة،وهل المفاوضات المباشرة نوع من المقاومـة والممـانعـة !

فلسطينيو العراق :

ويخرج مئات وربما ألوف الفلسطينيين من بغداد خوفاً على دمائهم من الصفويين الذين يذبحون المسلمين على الهوية، ويتقصدون ذبح الفلسطينيين، وخوفاً من الأمريكيين كذلك، ويعسكرون في خيام على الحدود السورية، ويبقون فيها أكثر من سنتين، في مخيم الهول، وبشار الأسد يرفض دخولهم إلى سوريا، علماً أنه في سوريا  مئات الألوف من الفلسطينيين، منذ عام النكبة، ولو دخلوا يمتصهم إخوانهم الفلسطينيون بسهولة، ولم يسمح لهم مع أنهم بضع ألوف كما قلت، لكنه سمح لمليون أو مليـون ونصف عراقي بالدخول ..حتى فرج الله هم الأخوة الفلسطينيين عندما سمحت البرازيل أو الأرجنتين بالتوجه إليـها...وكان ذلك،ونجحت إسرائيل في إبعادهم عن المنطقة كلها... ونفذ بشار ما أرادته إسرائيل....ومازال بعض العرب، بل بعض الإسلاميين ــ مع شديد الأسف المؤلم ــ يسمونه نظام مقاومة وممانعة، ولاحول ولاقوة إلا بالله...... رادته إسرئايل أرادته

.

· كتب عكيفا الدار: المراسل السـيـاسـي  لصحيفــــة (هــآرتـــــس) الصهيـــــونيـة يـــوم ( 19/12/2006) العنوان التالي  :

التحضيرات جارية لعقد مؤتمر سوري إسرائيلي  بحضور كافة الأطراف من شخصيات رفيعة رسمية سابقة في كافة الدول ذات العلاقة بمبادرة الدول الاسكندنافية وإسبانيا.

وجاء في المقـال : في أكثر من مرة حاول ضيوف من الغرب إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بأن صورة واحدة لقائد عربي في الكنيست تساوي أكثر من ألف صاروخ. ومن الأفضل أن يقول بشار ذلك في بث حي للجمهور الإسرائيلي.

الحــــوار أولاً :

بن عامي يرفض مطلب رفيقه السابق في الحزب، نائب رئيس الحكومة شمعون بيريس، باشتراط استئناف الحوار مع سورية بإغلاق قيادات الإرهاب في دمشق وإيقاف إمدادات السلاح لحزب الله. هذا المطلب لا يتساوق تماماً مع نهج إسرائيل التفاوضي مع سورية في ظل كل رؤساء الوزراء منذ 1992، يُذكر بن عامي، رابين، بيريس، نتنياهو وباراك تفاوضوا مع دمشــق انطلاقاً من التفاهم بأن السلام مع سورية، وليـس الشروع في المفاوضات معها، هو الذي سيحدث الانقلاب الاستراتيجي في سلوكها.

هذا هو نظام الممانعة في عهد ( الابن ) ونظام الصمود والتصدي في عهد ( الأب )، ويبدو أنـه مل من التغميز يساراً والانعطاف نحو اليـمين، أو أنـه لم يعـد يبالي بالجماهير العـربية التي كان يكذب عليــها بغمازاته الباطنيـة... فهاهو اليـوم يمشي بسيارتـه بدون غمازات، ينعطف كيفما دفعـه هـواه دون الالتزام بقانون أو شـرف أو مـروءة، وهذا هو التفسير الراجح، أي أن الشعوب نامت، وخدرت، ودل على ذلك مايجري في غزة الجريحة الآن، فقد اكتفت بعض الشعوب العربية بمظاهرات باهتة، سبقهم الأتراك بها كماً وكيفاً، حكومة وشعباً....

النظام الأسدي يتذلل للصهاينة

في هذا الموضوع كتب ( عاموس عـوز )([5]) في صحيفة ( إيديعوت أحرنوت ) الصهيونية يوم (19/12/2006) يقول :

يقترح رئيس سورية بشار الأسد بإلحاح  على إسرائيل أن تبدأ تفاوضاً سلمياً. بلا شروط سابقة له لبدء التفاوض ـ بل إن الأسد لا يطلب إعادة الجولان شرطاً مسبقاً ـ.

إسرائيل تضع شروطاً لبدء التفاوض :

الآن إسرائيل هي التي تعرض على سورية، رداً على الاقتراح السوري، طائفة من الشروط المسبقة:

1- أن تطـرد سـورية عن أرضهـا قيـادة حمـاس.

2- أن تفـاصل ســوريـة حـزب الله.

3- أن تكف ســوريـة عن مضايقة أصدقائنا الأمريكيين في العراق.

4- وأن تـعتـزل ســوريــة إيران.

5- وأن تكف سورية عن استعداداتها العسكرية إزاء هضبة الجولان.

كل ذلك ـ قبل التفاوض ـ  فإن وفت سورية بهذه الشروط المسبقة كلها، سيبقي لإسرائيل سبب لمفاوضتها في مستقبل الهضبة؟ في الحقيقة القبول السوري بجميع مطالب إسرائيل المسبقة سيجعل السلام معها من الفضول.

كنـا قبل النظام الأسدي نرفض فكرة التفاوض :

ويذكرني هذا التذلل الأسدي للصهاينـة بعام (1959) عندما زار الحبيب أبو رقيبـة عاصمة الأردن، وقال أمام الصحافة العالمية، أقترح أن يجلس العرب في مفاوضات مع إسرائيل...في اليـوم التالي أضربت المدارس في الجمهوريـة العربية المتحدة ( مصر وسوريا يومذاك )، والعراق واليـمن ولبنان والجزائر وغيرها...كيف نتفاوض مع العدو الصهيوني...كيف نجلس مع العدو الصهيوني...التفاوض اعتراف...ولايجوز أبداً أن نعترف بالعدو الصهيوني الذي احتـل أرضنا وقتل شبابنا...

وقد زاود ( الأسديون ) على عبد الناصر واتهموه بالخيانة والعمالة عندما وافق على مشروع روجـز ( 1969) تقريباً الذي يدعي إلى مفاوضات بين العرب والصهاينة، كما يدعو إلى انسحاب إسرائيل من أراضٍ التي احتلت عام (1967)...

وكان البعثيون يرفعون شعار حرب التحرير الشعبية، وتحرير فلسطين من النهر إلى البحـر، وكذلك تحرير عربستان واسكندرون وكليـكية وساقية الذهب واريتريا وطنب الصغرى وطنب الكبرى.... كان ذلك أيام البعثيين ( صلاح جديد وزعين وماخوس ).... قبل أن تؤول السلطة إلى حافظ الأسد  أواخر عام (1970) ـ ويصبح الهـم الأول لحكومة الأسد هو المحافظة على الكرسي، ولو باع الوطن العربي كله من الخليـج إلى المحيط....

ونشر في موقع سورية الحرة يوم (13/1/2007) :

قال رياض داوودي([6]) رئيس الوفد السوري غير الرسمي الذي حضر أعمال مؤتمر مدريد + 15 للشرق الأوسط  : أن دمشق لن تقبل بوجود أية شروط مسبقة لدخول المفاوضات مع إسرائيل.

وقال  الداوودي المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية  في تصريحات من مدريد أوردتها صحيفة هاآرتس الإسرائيليـة : الوقت مناسب لتحريك مفاوضات جديدة هو أمر ذو حاجة ماســة بالنسبة لسورية(!!!) [ ولأن ذلك حسب ظن النظام الأسدي يخلصه من المحكمة الدوليـة !!!]، [و التفاوض مع الصهاينة كما يرى الداوودي ]: ضروري أيضاَ للمنطقة بأكملها مضيفاً أن غياب السلام عن المنطقة كان له تأثير سلبي على استقرار الشرق الأوسط.

وتشير المصادر المقربة أن النظام السوري يتهافت الآن من أجل الفوز بتعويم علاقاته مع الولايات المتحدة، ومستعد، لهذه الغاية، أن يتنازل عن كل أوراقه ومبادئه، والسبب في ذلك عائد إلى قناعته بأن ترميم العلاقات مع واشنطن هو سبيله الوحيد الباقي من أجل أن يستمر، ولا يسقط، ويصبح جزءاً من التاريخ الأسود للوطن السوري وللمواطنين السوريين.

أمام الإلحاح السوري توجه عضو من الجمهوريين من أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى دمشق.. وسمع من المسؤوليـن في النظام السوري دعوتهم الإسرائيليـين إلى البدء فوراً بمفاوضات سلام دون أية شروط مسبقة.. وعندما سأل المسؤول الأمريكي بشار الأسد عما ستجنيه إسرائيل من هذه المفاوضات؟ أجابه: ستستفيد كثيراً.. سنعمل على تنفيذ كل طلباتها بالنسبة إلى حركة حماس وحزب الله.. وسنطبّع العلاقة معها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية.

عضو الكونجرس حمل هذا الكلام إلى أولمرت.. وكان الرد مزيداً من السخرية من بشار الأسد ونظامه.. فقد أبلغ أولمرت المسؤول الأمريكي رفضه لأية مفاوضات مع النظام السوري الذي لم يعد يملك أية أوراق ضغط على إسرائيل.. تجعلها تفكّر بإجراء مثل هذه المفاوضات.. فقد طُرد من لبنان.. واستنزفت كل الفصائل الفلسطينية الرافضة لأوسلو.. ولا سلطة له لا على حماس ولا على حزب الله.. وأن النظام نفسه بات ورقة ضغط بيد طهران وتابعاً لسياسة قم المرفوضة عربياً وإقليـمياً ودوليـاً.. وإذا كانت إسرائيل تفكّر في فتح أية قنوات لمفاوضات مستقبليـة ستكون مع طهران وليـست مع دمشق.

نـظام الممانعة يعلن أهدافه : نريد أن نخدم أمريكا ونصالح الصهاينة

بدأت سياسة ( غمز على اليـسار واذهب يميـن) تتكشـف أكثر فأكثر، وهكذا تتحقق الفرضية التي صاغها الشعب السوري المقهور في فهم السياسة الأسدية، فكم نادوا ـ ومازالوا ينادون ـ بمقاومة النفوذ الأمريكي في المنطقة، وكم مرة اتهموا كل من لايمشي حسب رغباتهم بأنه عميل للولايات المتحدة، وحتى قبل أسبوعين فقط اتهموا الدول العربية المعتدلة بالعمالة لأمريكا والسيـر في مخططات الإمبريإلية ...

واسـمع اليـوم ماذا يقول المعلم، ومعلم المعلم :

(( نشرت صحيفة المستقبل  اللبنانية يوم  السبت 16 كانون الأول 2006 - العدد 2477 – على الصفحة الأولى  تقول )):

المعلم:  نريد أن نكون طرفاً في حوار إقليـمي يخدم المصالح الاميركية

فالمهم هو السلام معك ياصهيونية، وتحرير الجولان ليـس مهماً، بل هو أمر ثانوي عند معالي [ المعلم ]، وقد يأتــي لاحقاً...وهذا الحب الذي يسـوق المعلم و [ معلمه ] نحو عشيقتهم ( الصهيونية ) التي ولهوا في حبها ينسيهم الجولان، والمهم عندهم السلام مع الصهاينة لأنه قضية نبيلـة !!!

فهل عرف بقيـة المخدوعين بنظام الممانعة في دمشق ‍‍!!! هل عرف هؤلاء البسطاء حقيقة النظام الباطني الصفوي في دمشق، النظام الذي قضى عمره يغمز على اليـسار ويذهب نحو اليـمين...يطرح شعار الممانعة والمقاومة...ورفض مخططات الإمبرياليـة الأمريكية، وينسق معها ويتعاون مع المخابرات الأمريكية منذ سنين طويلة...ولكنه اليـوم يبدو أنه مل من التغميز على اليـسار والذهاب نحو اليـمين، أو ربما ( تعطلت ) غمازاته، فصار يعلن جهاراً نهاراً على رؤوس الأشهاد أنه كما يقول المعلم  :

لانريد الانسحاب من الجولان....وقد أفشى نتنياهو بهذا السر وهوأن النظام الأسدي لايريد الانسحاب من الجولان لتبقى ورقة يضغط بها على شعبه....

فليـعقل بقيـة المخدوعين العرب ، ومنهم بعض الإسلاميين، وليـفقهوا حقيقة النظام الأسدي في دمشق...

التقيــة المطــورة

وقد طور الخميني بالتعاون مع حافظ الأسد وهما زعيمان كبيران من زعماء الصفوية، طورا التقية إلى  ما أسميه التقية المطورة، وهي طرح شعار بعكس الواقع تماماً، ولنأخذ شــعار الحرية الذي طرحه حافظ الأسد ( وحدة حرية اشتراكية ) لنجد أن الأسد بني سجوناً في سوريا أكثر من الجامعات، وحكم سوريا بأجهزة الأمن التي وصل عددها إلى  سبعة عشر جهازاً وأفرادها أكثر من مائة ألف...

وطرح الخميني وحافظ شعار تحرير القدس، أما الحقيقة فهي وقوف حافظ الأسد ثم ابنه بشار ضد العرب في مواقف صارخة كثيرة وهذه بعضها :

· وقف حافظ الأسد علناً جهاراً نهاراً مع فرس إيران ضد الشعب العربي العراقي وقد انتشرت النكتة التي شاعت في سوريا وصارت مثلاً [ غمز على اليـسار واذهب يـمين ] صارت حقيقة، تبين باطنية الأسد في السياسة السورية، فهو نظام بعثي عربي قومي، وفي العراق نظام بعثي قومي عربي، والمفروض يتحد هذان النظامان البعثييان، أما أن يقف نظام الأسد البعثي مع إيران ( الفرس) ضـد نظام البعث العراقي، فهذه لا تفهم إلا على مبدأ [ غمز على اليـسار واذهب يـمين] كما سبق وبينا عن وقوف حافظ الأسد مع إيران في حرب الخليـج الأولى([7]). وكان هدف إيران نشر التشيع الأسود الصفوي ([8]).

إذن كان العراق يعلن ويكرر أنه يحمي بوابة العرب الشرقية، وكانت إيران تطمح إلى  مد الثورة الصفوية إلى العراق، ونصفه من الشيعة، وفيه حزب شيعي قوي هو حزب الدعوة، وإقامة تحالف مع نظام الأقليــة في سوريا، ومساعدة الشيعة في لبنان على استلام الحكم، وهكذا تطوق إيران دول الخليـج العربي عامة، والسعودية خاصة، عدوها اللدود الأول، وبلد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين في العالم، وتناسى  حافظ الأسد أنه يجبر طلاب المدارس في سوريا على أن يهتفوا صباح كل يوم ( أمة عربية واحـدة ذات رسـالة خالـدة ).

الخلاصـــة :

ادعى حافظ الاسد أنه نظام الصمود والتصدي ، ونهب من أموال الخليج بهذا الإدعاء ، وكان يفاوض الصهاينة سراً ، وسمى ذلك سلام الشجعان ... وبعد فصل القوات عام (1974) حسب قرار كيسنجر ، لم تطلق رصاصة واحدة على العدو الصهيوني ، حتى صار الجولان أكثر الأراضي المحتلة أمناً وارتفعت فيه أسعار العقارات بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية ...

ويدعي بشار الأسد أنه نظام ممانعة ومقاومة ، مع أنه يتذلل للصهاينة كي يفاوضوه ، وقد تنازل عن شرط الانسحاب من الجولان ، المهم عنده أن تدعمه إسرائيل ، وتبيض صفحته عند أمريكا فيعود مدللاً عندها كما كان أبوه ...

وهذا الإدعاء هو التقية المطورة ، أو غمز على اليسار واذهب يمين ....

والله أعلم  والحمد لله رب العالمين


 



[1] - د . عبد الله السوري ، www.odabasham.net

1-     عبيد الله شدهان ، www.sooryoon.net/archives/23630 - لقد أجريت +1 لهذا بشكل عام. تراجع

[3] -www.zaidal.com/229/Syria_Homs/topic/5665-1.html

[4] ـــ  الثلاثاء في ( 29-03-2011 ) كتب  محمد عطية في الشرق الأوسط

[5] - www.sawtakonline.com/forum/showthread.php?...

[6] - news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east.../4366934.stm

[7] ـ زار نيكسون دمشق (1974م) وفي طريقه من المطار إليـ  قصر الضيافة، وعند دوار المطار الكبير، سأله سائق سيارة الضياقة : هل تريد الذهاب من اليمين أم اليسار ياسيدي ؟ فأجاب نيكسون : ألا تعرف من نحن !!؟ ضع غماز اليـمين واذهب يمين.... وبعد أشهر زار الرئيس الروسي  دمشق، وفي نفس المكان والسائق والسؤال أجاب الرئيس الروسي :  ضع غماز اليسار واذهب يـسار. وبعد مدة كان حافظ الأسد خارج سوريا ولما رجع من المطار وبنفس السيارة والسائق والمكان والسؤال : أجاب حافظ الأسد : غريب منك هذا السؤال !!!؟ متى تفهم علي !!؟ ضـع غماز اليـسـار واذهب يمين.

2- الصفوية هي الفارسية الشوفونية المتعصبة بأقصي حدود التطرف للفرس، والتي ترى أن الفرس سادة الأرض، والعرب والكرد وغيرهم أقل شاناً منهم.... والفرس براء من الصفوية، وكثير من علماء المسلمين الذين نعتز بهم من الفرس، وكذلك سواد الشيعة براء من الصفوية ,  والتشيع الصحيح ضد الصفوية،لأنها تكره الإسلام والعرب حملة الدين إلى العالم، ولأنهم حطموا الامبراطورية الفارسية امبراطورية كسرى، والصفوية حركة عنصرية كالصهيونية التي ترى أن اليـهود شعب الله المختار، وأن الله خلق البشر خدماً لهم، وبدأت الصفوية مشروعهاعندما اغتال أبو لؤلؤة  عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في العام (23) هـ. ثم ظهرت عند القرامطة الذين قتلوا الحجاج حول الكعبة في القرن الثالث، ثم ترسخت على يد الشاه إسماعيل الصفوي في القرن التاسع، ومنه  أخذت الاسم، وأحياها الخميني وحافظ الأسد، بمزيد من التقية، والتمترس خلف أكذوبة الدفاع عن القدس وتحريرها، وهم أول من يتعاون مع الصهيونية...

وقد نجحت الثورة الصفوية في إيران عام (1979) والمسماة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطرحت شعار تصدير الثورة أي توسع الامبراطوية الصفوية لتعود كما كانت أيام كســرى والتقية من أهم وسائل الصفوية، لأنها تدعي الإسلام وهي ضد الإسلام، وتدعي أنها ضد الصهيونية وهي توأمها.... وكل ما تطرحه دعاوى فارغة، جوفاء تريد بها أن تضحك على عقول البسطاء من المسلمين، ومما تطرحه أنها تريد تحرير فلسطين، وبينها وبين إسرائيل مواثيق سرية، وأهداف مشتركة...

 
RocketTheme Joomla Templates