تصويت

ما تقييمك للموقع ؟
 

المتواجدون الآن

يوجد حاليا 106 زوار 
الأباضيون كما عرفتهم

الأباضيون كما عرفتهم

عشت في الجزائر خمس سنوات في مدينة ورقلة من 17سبتمبر 1974 وحتى 16 جوان 1979 وكنت مدرسا للفلسفة في ثانوية ورقلة المختلطة ، وكان عدد طلاب الثانوية يقترب من (1500) طالب وطالبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ، أما مادتي الفلسفة فتدرس للصف الثالث الثانوي بفروعه الأدبي والعلمي المعرب والمزدوج والرياضيات ، وكان طلاب قسم الرياضيات يتفاعلون معي كثيرا لأنهم هم الأذكى بين الآخرين ...

ولم يكن أي كتاب للفلسفة يومئذ ، سوى منهج يحدد المواضيع التي يملؤها المدرس الكفؤ بما يريد ...وكان هذا ممتازا عندي حيث كنت أملؤها بالفكر الاسلامي ...

وكنت اتكلم بصراحة وحرية دون مواربة ...حتى أعلق على خطابات الرئيس بومدين يرحمه الله وأنقض مقولاته ولايحاسبني أحد ...

وكان الطلاب الأباضيون في العام الأول (1975) يدرسون عندي وجاءوا من غردايا ...كانوا يندمجون مع طروحي الاسلامية ويتفاعلون معها ...حتى مر عندي مسؤول من شيوخهم وشجعني وشكرني على سلامة فكري وطلب مني مناهج التربية عند الجماعة ليدرسوها عندهم ...والاباضيون يدرسون أولادهم من صلاة الفجر وحتى قبيل الثامنة في المساجد يدرسونهم الاسلام واللغة العربية ...وكان لهم الباع الأول في الحفاظ على اللغة العربية مع أن فرنسا بل الحلف الأطلسي استعمر الجزائر استيطانيا (132) عاماً ...

وقد اهتموا بي كثيرا حتى أنهم دعوني في اجازة مد رسية لزيارة القرارة وهي بلدة صغيرة كلها أباضيون ، وعشت فيها ثلاثة أيام صرت أظن اني في العصر الأموي ... وطبعا اعطوني دارا كاملة اسكن فيها ويأتوا لي بوجبات الطعام ثلاث مرات في اليوم ... وياتوا يصحبوني في المغرب الى المسجد ...كما أعطوني ثوبا ابيض كالذي يلبسونه كلهم ويسمونه ( غندورة ) ...

ومن دعاتهم الأفاضل الأخ بيوض وأخوه الأكبر كان يخرج مع الدعوة والتبليغ ، والاخ الشيخ بلداود رحمه الله الذي قابلته في المدينة المنورة اكثر من مرة ...

وقد كتبت عنهم في هامش احد كتبي وقسمتهم الى ثلاث فئات :

1- فئة قليلة العدد تدعو الى الاسلام ( السنة والجماعة ) وتتفاعل مع الاخوان المسلمين والدعوة والتبليغ والسلفيين ...ومنهم الأخ بيوض الذي تزوج أكثر من واحدة ، وكسر تقليداً مشوا عليه [ من اجتهاداتهم الخاطئة منع التعدد ]ٍ ...وشقيق الأخ بيوض الأكبر منه مندمج ومتفاعل جدا مع جماعة الدعوة والتبليغ ويخرج معهم الى الباكستان وغيرها ...واخوهم الأصغر عبد الرحمن التحق بجامعة دمشق ودرس في كلية الشريعة وتتلمذ على الشيخ البوطي يرحمه الله ...وشقيقهم الدكتور مسعود ( طبيب أسنان ) زارني في قريتي ( الفقيرة ) بعد عودتي من الجزائر بقليل ....

2- فئة تلتزم بجماعة الاصلاح وتهتم بالمحافظة على المذهب الاباضي ... وهم الأكثر عددا وعدة ...

3- فئة الاباضية عندها تعبير عن اصلهم العرقي وهو ( الأمازيغ ) ....

وادعو الله لي ولهم أن يوفقنا الى مايحبه لنا ...انه لطيف ورحيم ...

وجميع اهل البلد يصلون المغرب ويجلسون حتى العشاء في مسجد واحد ، ولايبنون أكثر من مسجد في بلداتهم ، يوسعونه كلما ضاق ولايعددون المساجد في البلد الواحد ...

وطلبوا مني تقديم محاضرة فقدمت عن الاقتصاد الاسلامي وكان اهتمام العصر في مقابل الاشتراكية ..كما قدمت درسا في معهد الحياة في القرارة عن الفلسفة وتقنيات الامتحان النهائي فيها ...

ومازالوا أحبابي ...كلما زرت الجزائر أزورهم ...وكلما جاءوا المدينة المنورة اقابلهم واسال الله عزوجل أن يجعل ذلك لله عزوجل ..وان يحفظه لي في آخرتي ...

الدكتور   خالد الشنتوت

 

المدينة المنورة   ربيع الثاني 1438

 
RocketTheme Joomla Templates