معالم في العمل السياسي الإسلامي
تعــريــف :
الصحوة الإسلامية أو الحركة الإسلامية أو الدعوة الإسلامية مصطلحات ثلاثة متداخلة ، تتفق كلها في أنها تريد إيقاظ المسلمين من غفلتهم ، وحثهم وتربيتهم على الالتزام الكامل بالإسلام .وإيقاظ الغافل ( النائم ) ينبغي أن يكون بلطف ولين كي لايفجع ويهرب ويعاند في استمرار الغفلة ، قال تعالى لموسى وهارون { اذهبا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى } طه 44 . فإذا كان ربنا يريد من رسله أن يقولوا لفرعون الذي ادعى الألوهية ( قولاً ليناً ) ، فماذا يقول الدعاة للمسلمين الغافلين !!؟ لابد إذن من الرفق واللين في الدعوة وهو مضمون قوله تعالى { وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ...} . وهذا يؤدي إلى أن وسائل الدعوة الإسلامية يجب أن تكون ( لينـة ) ولاتكون بالبندقية أو الصراخ والصراع ....
مقدمـة :
يهدف العمل السياسي الإسـلامي أو الحركة الإسلامية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في حياة المسلمين ، وذلك بالوسائل التربوية والإعلامية والسياسية .. ومن أهدافه إصلاح المجتمع ، أو قل تغييره نحو الأفضل ، والأفضل هو اقترابه من شريعة الله عزوجل ، كما وردت في الكتاب والسنة ، والمصلح الذي يريد تغيير المجتمع يجب أن يتميز عن الآخرين .ولاشك أن العمل السياسي الإسلامي يختلف عن غيره من الأعمال السياسية الوطنية أو القومية أو الليبرالية أو غيرها ،يتميز عنها ، بمعنى أنه يتفوق عليها بهذه المعالم التي تجعله فريداً متميزاً ، ولابد أن يلحظ العاملون للإسلام هذه الملحوظة ، وإن لم يفعلوا كان عملهم لايختلف عن غيرهم من أحزاب الدنيا ، وعندئذ يقال أنهم استغلوا اسم الإسلام وتاجروا به ، أما عندما يتميز عملهم السياسي كما تتميز جميع أعمالهم عن أعمال غير الملتزمين بالاسلام عقيدة وشــريعة ، فإنهم يســـتحقون هذا الوصف ( الإسلامي ) ،فالمسلم الحقيقي متميز عن الآخرين ، والتميز هو الشرط الأول لإصلاح المجتمع ، وهكذا كان الأنبياء والدعاة والمصلحون متميزون عن المجتمع ، كما نجد ذلك سافراً في قصص الأنبياء والمصلحين ، ومنها سيرة رسول الله r ، فقد عرفنا كيف كان متميزاً عن مجتمع مكة ، قبل البعثة وبعدها ، حتى نقل العرب والعالم من الشرك إلى التوحيد .وهكذا استطاع الأنبياء والمصلحون تغييـر المجتمع عندما تميزوا عنـه ، وهذه معالم تجعل العمل السياسي الإسلامي متميزاً ، من هذه المعالـم : 1-
العمل السياسي في الإسلام عبـادة لله عزوجل
: تعمل الأحزاب السياسية العادية من أجل تطبيق مشروعها الاقتصادي والاجتماعي والتربوي ، وتحقيق مكاسب دنيوية للمجتمع والفرد ، ويحصل أعضاء هذه الأحزاب على مكافآت دنيوية ، كالوصول إلى المسؤولية ، وتحقيق مكاسب شخصية خاصة بـه نتيجـة لنضالـه في الحزب ، ومكاسب جماعية لحزبـه ، فيزداد الحزب قـوة وجماهيريـة ، ويزداد عدد الناخبين الذين يمنحون أصواتهم لهذا المرشح ، ولهذا الحزب وهذه الأهداف بعض أهداف العمل السياسي الإسلامي ، يجب أن تكون في الحسبان ولاتغيب عن البال ، لكن يجب أن نؤمن بأن هذه الأهداف الدنيوية ليست هي غاية مايصبو إليه المسلم ...لأن المسلم يحصل على أجره من خالقه عزوجل في الآخرة ، ولاينتظر أجراً دنيوياً ، كما أن أجـره يرتبط بنيـته ، ( إنما الأعمال بالنيات ) ، وهو حاصل سواء نجح العمل الســياسي أو أخفق ، بل إن المســلم يؤجر على عمله يومياً دون انتظار النتائج ... هذا على مستوى الفرد ، أما المجتمع فيحصل على مكافآت دنيويـة ، ويحقق السعادة لأبنائـه عندما يطبق الشريعة الإسلامية ، ويوفر للمواطنين الحرية والكرامة ، ويؤمن لهم حاجاتهم الضرورية والكمالية ، كما يحقق العدالة والمساواة في المجتمع ....وينبغي أن تترسخ هذه البدهية لدى العاملين في الحركة الإسلامية ، فكل خطوة ينفذونها يؤجرون عليها عند ربهم إذا خلصت النية للـه عزوجل ، وينبغي أن لايربطوا عملهم وحركتهم بالنتائج الفورية الوقتية ، فإن ظهرت تلك النتائج شجعتهم على المضي في الحركة ، وإن لم تظهر آنيـاً أصابهم الملل والسأم والإحباط ....ومن البدهي أن كل عمل يقصد به رضى الله عزوجل عبادة ، وطاعة لله ، يؤجر عليها العبد كلما قام بها ، والعاملون في الحركة الإسلامية يريدون تطبيق شـريعة الله عزوجل على أنفسهم وعلى مجتمعهم وعلى الإنسانية جمعاء ، كل ذلك بالعمل التربوي والإعلامي والسياسي ... 2
- التربيـة هي الوسيلة الأولى للعمل الإسلامي:
لابد أن تكون الدعوة إلى الله سـمة بارزة ، وبدهية لدى العاملين للإسلام ، وأن تكونن وسيلتها الحكمة والموعظة الحسنة ، وأن يعلن الدعاة ويؤكدوا ويلتزموا بهذه الوسائل السلمية والمتعقلة والحكيمة في الدعوة إلى الله عزوجل ، وهي التربية والإعلام والعمل السياسي .التربية إذن أولها ، فالعمل الاسلامي ، أو الدعوة الإسلامية ، أو الحركة أو الصحوة الإسلامية ، يقوم على التربية أولاً ، والداعية هو مربي ، قبل كل شيء ، وأول المتربين هم أولاد الداعية ، وتركيز الأخ الداعية على أولاده أولاً أمر في غاية الأهمية ، لأن البيت هو المؤسسة التربوية الأولى ، ولأن تربيـة الداعيـة لأولاده تظهـر فيها مصداقيتـه ، وتطابق أقوالـه مع أفعـالـه ، فيتقبـل الآخرون دعوتـه لهم ... كما أن الأولاد الذين ينشأون في بيت مسلم ، الأب فيه داعية ، والأم كذلك ، ينبغي أن يكون هؤلاء من القاعدة الصلبة التي ننتظـرها – وقد طال انتظارنا لها – لإقامـة المجتمع المسلم ... ولابد أن يكون بيت الداعية متميزاً ، كما يكون الداعية نفسه متميزاً أيضاً سواء كان ذكراً أم أنثى
...
أهمية البيت في التربيـة
:
يقول محمد قطب : ( البيت والمدرسة والمجتمع هي ركائز التربية الأساسية ، لكن البيت هو المؤثر الأول وهو أقوى الركائز جميعاً ، لأنه يتسلم الطفل من بداية مراحله فيبذر فيه بذوره ، ولأن الزمن الذي يقضيه الطفل في البيت أكثر مما يقضيه في أي مكان آخر ولأن الوالدين أكثر الناس تأثيراً في الطفل )([i]). فالبيت مسؤول عن عقيدة الطفل ، يحافظ على عقيدته أو يخربها ، وعقيدة المرء هي مدار فلاحه في الدنيا والآخرة . والأبوان مسؤولان أمام الله عز وجل عن هذه الأمانة التي وضعها بين أيديهما سليمة كما فطرها ، وجعلهما مسؤولين عن رعايتها وحفظها لتنمو هذه الفطرة وتتفتح ثم تثمر وتنضج عقيدة التوحيد التي أودعها الله في عباده .
مسؤولية الأم
:دور الأم أهم من دور الأب في البيت ، لأنها أكثر التصاقاً بالطفل ، ولأنها تعيش معه في البيت أكثر سنوات حياته أهمية وهي مرحلة ما قبل المدرسة ، التي تتحدد شخصية الطفل بناء عليها ، ولذلك أوصانا رسول الله r فقال فيما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال : ( تُنكح المرأة لأربع ، لمالها وحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك )([ii]).ووجدت الباحثة (سامية حمام) : أن أثر غياب الأم أكبر من أثر غياب الأب على الأطفال ، لأن الأم الحصيفة يمكن أن تملأ بعض الفراغ الذي يتركه الأب . لذلك أمر الله النساء فقال : {وقرن في بيوتكن} ، وكلف الرجل بالإنفاق على المرأة لتستقر في البيت وتتفرغ لمهمتها الأصلية . ولا تسد الحضانة ولا المربية أو الخادمة مكان الأم لأن العلاقة بين الأم وطفلها علاقة عضوية ، فهو قطعة منها ، ولأن الأم تعتني بطفلها لأنها تحبه ، فيبادلها الطفل الحب وتنمو عاطفته ثم شخصيته نمواً سليماً . وكما قال الشاعر :الأم مدرسة إذا أعددتها .............. أعددت شعباً طيب الأعراق
مسؤولية الأب
:يتوهم بعض الآباء أن مسؤوليتهم نحو أبنائهم تنتهي عندما يحضرون لهم الطعام والشراب والملبس ، وغيرها من الأشياء ، وقد يحضرون لهم المربيات والخدم ، ظناً منهم أنهم أدوا واجبهم نحو أولادهم على الوجه الأكمل .كما يتوهم بعض الآباء أن مسؤولية التربية تقع على الأم ثم المدرسة ، أما الأب فإنه مشغول بالتجارة والأسفار والأصحاب خارج البيت ، حتى إذا دخل بيته جلس وحده في غرفته بعيداً عن أطفاله . وهم بهذا العمل يضيعون أبناءهم وبناتهم ، وهم أثمن ما عندهم لأنهم مستقبل الأمة .يبدأ الطفل بالتعرف على صوت والده منذ الشهر الثالث ، وفي السنة الثانية ينبغي للأب أن يلعب مع طفله الرضيع ، بلعبه وأسلوبه الذي يسره ، ولنا في رسول الله r قدوة حسنة ، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه : (( أن رسول الله r كان يحمل حفيدته أمامة في صلاة الفريضة ، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها )) ([iii]) . وكان النبي r يمازح الحسن والحسين رضي الله عنهما ، ويداعبهما ويجلس معهما ، وكان يحملهما على ظهره ، وكان يخرج لسانه للحسين فإذا رآه أخذ يضحك ، كما كان عليه الصلاة والسلام يضع في فمه قليلاً من الماء ويرضه على وجه الحسن فيضحك أيضاً ، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يمشي على يديه ورجليه وأولاده على ظهره ، وهو يسير بهم كالحصان ، فإذا رآه الناس واستغربوا ذلك قال لهم : ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي _ أي في الأنس والسهولة _ هكذا في البيت فغذا كان في القوم كان رجلاً ([iv]).وتزداد مسؤولية الأب عندما تنشغل الأم بمولود جديد ، عندئذ يقوي الأب علاقته بطفله القديم ، ليقلل الغيرة عنده من المولود الجديد الذي سيصادر أمه منه .وفي الرابعة ينبغي أن يصحب الأب طفله إلى المسجد أو السوق أو في بعض زياراته للأقارب والأصحاب ، وفي مصاحبة الطفل لأبيه تفتح اجتماعي وعقلي ونفسي سليم للطفل فيتشرب القيم التي يلمسها عند والده .
أهمية الطفولة المبكرة :
وتسمى مرحلة ماقبل المدرسة ، وتمتد من الثانية وحتى السابعة من العمر ، وتعود أهميتها للأسباب التالية :أ_ لما جعل الله الأبوين مسؤولين عن عقيدة الطفل لذلك هيأ لهما الأسباب التالية ، لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها :_جعل الطفل يتلقى من والديه فقط ، وجعله يرى والديه مثلاً أعلى في كل شيء حسن ، فلا يصدق غيرهما ، وذلك ليحصن الله الطفل من التأثيرات التي تأتي من خارج الأسرة طوال هذه الفترة ._وجعل الله طفولة الإنسان طويلة المدى ، وذلك ليساعد الأبوين على أداء الأمانة المناطة بهما ، فالمدة بضع سنوات ، وقد يشغل أحدهما أو كلاهما شهوراً أو سنة أو سنتين ، لكن مدة الطفولة أكثر من ذلك بكثير تتيح لهما أداء الأمانة الموكلة إليهما .ب_ يكتسب الطفل أسس السلوك الاجتماعي من البيت ، وتبقى ثابتة مدى العمر ، وتنادي التربية الاجتماعية بأهمية الخبرات الأولى للأطفال ، وآثارها في تباين ميولهم واتجاهاتهم وأنماط سلوكهم المختلفة ([v]) . وترسم الملامح الرئيسية لشخصية الطفل المقبلة في هذه المرحلة ، ويصبح من الصعوبة إزاحة بعضها مستقبلاً . وتقول (مارغريت ماهلر) : إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر ، واتفق أعضاء مدرسة التحليل النفسي على أن السنوات الأولى هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل .وذهب ( رينيه دوبو ) إلى أن كثيراً من نتائج التأثيرات الباكرة _ إن لم نقل كلها _ دائمة ، كأنها في الظاهر لا تزول أبداً . ويقول (دوبو) أيضاً : ولا يصل الأطفال إلى سن الثالثة أو الرابعة من عمرهم إلا ويكون سلوكهم قد تبلور نهائياً من أثر العوامل الثقافية والبيئية .
متى تنمى العقيدة عند الطفل
؟ :تختلف التربية الإسلامية عن غيرها في نظرتها إلى العقيدة اختلافاً جذرياً ، فبينما ترى الفلسفات الجاهلية أن العقيدة قضايا وأحكام عقلية مجردة مكتسبة من البيئة ، ترى التربية الإسلامية أن بذرة العقيدة فطرية ، والبيئة المسلمة تنمي هذه البذرة ، قال سبحانه وتعالى : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } ( الأعراف :172 ) . ويقول ابن كثير يرحمه الله في تفسير هذه الآية : ( يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم وجعلهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم ، وأنه لا إله إلا هو ، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه ، قال الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي r قال : ( إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة ، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلاً قال : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ... ) ([vi]).ثم أورد ابن كثير بضعة أحاديث في هذا المعنى منها ( كل مولود يُولد على الفطرة ... )ثم قال : قال قائلون من السلف والخلف : إن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد ( مختصر تفسير ابن كثير :2/64 ) .ويقول محمد قطب : ( إن القيم والمثل العليا فطرة ، تنشأ تلقائياً في داخل النفس ، في مرحلة معينة من نموها ، والتوجيه الخارجي يشكل القيم ويحددها ، أو نقول أدق من ذلك : إن النفس البشرية مهيأة فطرياً لإفراز تلك القيم وهذه المثل ، ويكون هذا مصداق الحديث الشريف (( ما من مولود إلا يُولد على الفطرة )) ([vii]).وعندما نعرف أن بذرة العقيدة موجودة لدى الرضيع والطفل ، فإننا نعتني بتنميتها منذ الولادة ، ولذلك جعل الله الوالدين مسؤولين عن عقيدة ابنهما ، والله عز وجل لا يكلف نفساً إلا وسعها ، فلو كانت مرحلة اكتساب العقيدة في الشباب حيث يفلت الولد من تأثير والديه ، ويقع تحت تأثير المدرسة والشارع والمجتمع ، لما حمّل الله الوالدين هذه المسؤولية . فالطفل يتلقى من أبويه فقط في مراحل طفولته الأولى ، وحتى ذهاب الطفل إلى المدرسة يشكل والداه المثل الأعلى عنده في كل شيء.وقد حث الإمام الغزالي يرحمه الله على الاهتمام بعقيدة الطفل ، وتلقينه مبادئها منذ صغره فيقول في الإحياء (1/94) : ( اعلم أن ما ذكرناه في ترجمة العقيدة ينبغي أن يقدم إلى الصبي في أول نشوئه ، ليحفظه حفظاً ، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئاً فشيئاً ،... فمن فضل الله على قلب الإنسان أن شرحه في أول نشوئه للإيمان ؛ من غير حاجة إلى حجة أو برهان ) ،( وليس الطريق أن يعلم صنعة الجدل والكلام ، بل يشتغل بتلاوة القرآن وتفسيره وقراءة الحديث ومعانيه ، ويشتغل بوظائف العبادات ، فلا يزال اعتقاده يزداد رسوخاً بما يقرع سمعه من أدلة القرآن وحججه ، وبما يرد عليه من شواهد الأحاديث وفوائدها ، وبما يسطع عليه من أنوار العبادات ووظائفها ) .ويقول حامد زهران : ( والدين شعور _ والشعور ليس قضية عقلية منطقية فقط _ ينشأ بالتدريج مع نمو الفرد ) ، وربما نوضح فنقول : الدين شعور فطري عند الطفل يتفتح بالتدريج ، مع نمو الفرد نمواً سليماً ، ويتابع حامد زهران فيقول : ( ويلعب التلقين دوراً هاماً في تكوين أفكار الطفل الدينية _والتلقين مرحلة سابقة على الفهم_ ويتشرب هذه الأفكار ويتمثلها فتحدد سلوكه ، والوالدان والمربون مسؤولون مسؤولية كاملة عن النمو الديني للأطفال ) ([viii]). ويؤكد جمال ماضي أبو العزايم (1964م) أن الرشد الديني يمكن الوصول إليه باكراً ، ويستشهد بالآية الكريمة { يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحمك صبياً } ( مريم :12 ) ، ويرى أبو العزايم أن هذا ما وصلت إليه الدراسات الحديثة ، ويقول عندما يتم النضج الديني مبكراً ؛ تمر مراحل العمر الحرجة خاصة _ كالمراهقة _ بسهولة ويسر (ص396) ، وانظر تربية الشباب المسلم للباحث ، نشر دار المجتمع (1413هـ) . فكيف تُنمى العقيدة عند الأطفال ؟
التربية الروحيـة :
الإنسان روح ثم جسد ، والروح أهم من الجسد ، وهي محل العقيدة والقيم وكل ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات ، وقد ميزه الله عز وجل ليجعله خليفة في الأرض ، وقد خصه بها فقال عز وجل : { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } ( الحجر:29 ) ولهذا أمر الملائكة بالسجود له ، وفضله على سائر العالمين . فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله r وهو الصادق المصدوق (( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يُرسل إليه الملَك فينفخ فيه الروح ... )) الحديث _ صحيح البخاري _ . رقم (3036) ، ومسلم رقم (2643) _( والطاقة الروحية في الإنسان هي أكبر طاقاته ، وأعظمها ، وأشدها اتصالاً بحقائق الوجود ، فطاقة الجسم محدودة بما تدركه الحواس ، وطاقة العقل أكثر طلاقة ولكنها محدودة أيضاً بالزمان والمكان ، أما طاقة الروح فلا تعرف الحدود والقيود ، وهي وحدها تملك الاتصال بالله )([ix]) ، وطريقة الإسلام في تربية الروح هي أن يعقد صلة دائمة بينها وبين الله هز وجل في كل لحظة ، وكل عمل ، والعبادة هي الوسيلة الفعالة لتربية الروح ، لأنها تعقد الصلة الدائمة بالله سبحانه وتعالى ، وكلما توجهت الروح إلى ربها وخالقها نمت وترعرعت ، وإذا انحرفت عنه ذبلت وضعفت .والتربية الإسلامية تربية شاملة ومتوازنة ، تشمل الجسد والعقل والروح ، وهذا التوازن هو سمة الإنسان الصالح الذي يفي بشروط الخلافة عن الله في الأرض . وبما أن الروح نفخة من الله ، فإن تربيتها تكون بصلتها بالله عز وجل
.التربية الروحية في الطفولة المبكرة :1
ــ القدوة الحسنة
:يجب أن يرى طفل الثالثة أمه وأباه وهما يصليان ، ويجب أن يسمعهما يتلوان القرآن ، وينبغي أن يصف مع إخوته إذا صلوا في البيت، كما يجلس مع الأسرة في درسها اليومي([x])يسمع تلاوة القرآن، ويسمع الأذكار ، ويحس بالسكينة التي تخيم على الأسرة .إن استماع الطفل في الثالثة للقرآن الكريم ، وللأذكار اليومية من والديه وإخوانه ، وتكرار هذا السماع يغذي روحه ، كما يغذي رذاذ المطر برعم الزهرة المتفتح ، كما يجلس طفل الثالثة مع الأسرة على مائدة الإفطار في رمضان ، ويستيقظ طفل الرابعة على السحور كي تناله البركة ، ويفضل كذلك اصطحاب طفل الرابعة إلى العمرة_إن تيسر ذلك بلا مشقة_ فيلبس ملابس الإحرام ، وتغطي الطفلة شعرها ، ومثل هذه المواقف ستترك أثراً ممتازاً في روح الطفل ، خاصة وأن الأطفال ينزعون إلى تقليد الكبار .
ــ
2- الأناشيد -
تنشد الأم لطفلها في الثالثة والرابعة الأناشيد الإسلامية التي تقدم العقيدة بأسلوب يلائم الطفل ، كشريط أركان الإيمان الذي قدمته تسجيلات سفير في مصر ([xi]). وكذلك شريط ( البراعم المؤمنة ) لأبي جابر _جزاه الله خيراً_ وفيه تقدم العقيدة بكلمات حلوة عند الأطفال ([xii]). وللشاعر المسلم يحيى حاج يحيى سلسلة بشر وهي أناشيد للأطفال ، الكتاب الأول منها في العقيدة ، فيه معاني قيمة صيغت بكلمات سهلة ، تلقن من خلالها العقيدة للطفل المسلم ([xiii]). وهذه الأناشيد مناسبة لرياض الأطفال ، وللبيت المسلم ، كي تنشد للطفل ثم يحفظها فتنمو روحه بإذن الله تعالى
([xiv]) .
3----- الأذكار
:يلقن الطفل في الثالثة والرابعة أذكار الصباح والمساء ، والنوم ، والطعام والشراب ([xv])، وسماع الطفل للأذكار ، وحفظه لها ، وممارستها ، ربط وثيق لروحه بالله عز وجل ، فتنمو روحه وتسلم فطرته من الانحراف .4
ــ قصص الأنبياء والسيرة :ينتقي الوالدان من قصص النبيين ، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وحياة الصحابة رضوان الله عليهم ، ما يناسب عمر أطفالهم ، ليقصوها عليهم في سهرات الشتاء ، وفي الدرس اليومي للأسرة ، فقصة نبع زمزم عند قدمي الطفل الرضيع إسماعيل عليه السلام ؛ تملأ قلوب الأطفال بحب الله عز وجل ، وكيف أغدق الله الخير والبركة على حليمة السعدية وأهلها عندما حضنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف أغشى الله أبصار فتيان قريش المتربصين أمام بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة ، ثم كيف عشعشت الحمامة على باب الغار ووضعت بيضها ، ثم نسج العنكبوت خيوطه على الباب ، ومثل هذه المواقف التي تملأ قلب الطفل محبة الله عز وجل ، كما تظهر العناية الربانية بالخلق عامة ، وبأوليائه خاصة . ومن القصص المحببة للأطفال قصة موسى عليه السلام ، وعصاه ، وغرق فرعون وجنوده
.5 ــ القرآن الكريم :يلقن طفل الثالثة والرابعة سورة الفاتحة ، ثم السور القصار ، أما في الخامسة فيُرسل إلى جماعة تحفيظ القرآن في المسجد ، لمدة ساعة واحدة بعد العصر ، على أن يشرف عليها مدرس مؤهل تربوياً ، وحافظ لكتاب الله عز وجل . وربط الطفل ببيت الله ، وكلامه عز وجل ، توثيق بين روحه وخالقها فتنمو كما فطرت .كما أن القرآن الكريم هو المقرر الأول في الدرس اليومي للأسرة المسلمة ، حفظاً وتلاوة وفهماً . وروى ابن ظفر المكي في كتابه (أنباء نجباء الأبناء) أن داود بن نصير الطائي لما بلغ من العمر خمس سنوات ، أسلمه أبوه إلى المؤدب ، فابتدأ بتلقين القرآن الكريم ، وكان لقناً ، فلما تعلم سورة الإنسان ، وحفظها رأته أمه يوم الجمعة مقبلاً على الحائط مفكراً يشير بيده ، فخافت على عقله وضمته إلى صدرها فقال : ما لك يا أماه ؟ أبك بأس ؟ قالت : أين ذهنك ؟ قال : مع عباد الله ن قالت : أين هم ؟ قال : في الجنة . قالت : ما يصنعون ؟ قال : { متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً } (الإنسان:13) ، ثم مر في السورة وهو شاخص كأنه يتأمل شيئاً حتى بلغ قوله تعالى { وكان سعيكم مشكوراً } (الإنسان:22) ، ثم قال : ما كان سعيهم يا أماه ؟ فلم تدر ما تجيبه ، فقال لها : قوميعني حتى أتنزه عندهم ساعة ، فأرسلت إلى أبيه ، فجاء فقال له : كان سعيهم أن قالوا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فكان يقولها في أكثر أوقاته (ص160) .6--العبادات
ــ :من أهم حكم العبادات _ كما أعلم _ دوام الصلة بين العبد وربه ، فهناك صلة حسب أوقات الليل والنهار ، وهناك محطات دعم لهذه الصلة مثل رمضان ، والحج والعمرة والزكاة ... ، ويرغب الطفل كثيراً في تقليد الكبار ، وبناء على ذلك نعود الطفل منذ الرابعة على الوضوء ، وأذكاره ، ونكرر على مسامعه : { إن الله يحب المتطهرين } . ويصلي الوالدان أمام أطفالهما ، وفي الرابعة يدعى الطفل إلى الصلاة ، ثم يؤمر بها في السابعة ونضربه _ إن لزم _ في العاشرة من أجل الصلاة . ونفعل في الصوم ما فعلناه مع الصلاة ، ويلقنون أن الصوم طاعة لله عز وجل ، يكافئنا عليه بالجنة ، فقد أخرج الشيخان رحمهما الله تعالى عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت : أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة يوم عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : (( من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائماً فليصم )) قالت : فكنا نصومه بعد ، ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ([xvi]) .
والمؤسسة التربوية الثانية للحركة الإسلامية هي المخيمات
:المخيمات والشباب
المخيمات والمراهقة
:بما أن المراهقة : حبس الطاقات المتفجرة عند الفتى ، لذلك فإن المخيمات أفضل الوسائل لصرف هذه الطاقات بالعمل والتدريب والأنشطة والتعلم، كماأن المخيمات تشبع عدة حاجات لدى الشــباب كالحاجات الروحية والاجتماعية والجسدية والنفسية .أما الحاجات الروحية فإن إقامة الصلوات الخمس بأوقاتها جماعة في المخيم ، بالإضافة إلى التهجد قبل الفجر ، وصلاة القيام في جوف الليل ، وتلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار ، وصوم التطوع والإفطار الجماعي ، والأذكار في اليوم والليلة وما شابه ذلك ، هذه الوسائل تشبع الحاجات الروحية المتفجرة عند الشاب .وأما الحاجات الاجتماعية فإن توفير الأقران المشابهين في المخيم ، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية عندما تسند المهمات إلى الأفراد المشاركين في المخيم ، والعيش المشترك مع الآخرين وما شابه ذلك ، هذه الوسائل تشبع الحاجات الاجتماعية المتفجرة عند المراهق .وأما الحاجات الجسدية فإن دروس التربية البدنية ، والسباحة والجري ، والمشي لمسافات طويلة ، ودروس النظام المنظم ( الطابور ) ، هذه الوسائل تشبع حاجات الجسد إلى الحركة والنمو ، وصرف الطاقة الفائضة .وأما الحاجات النفسية فإن شعور الشاب بأنه رجل يعيش في المخيم ، ويتدرب على القتال من أجل الجهاد في سبيل الله ، والتعود على المفاجآت وما شابه ذلك ، هذه الوسائل تشبع الحاجات النفسية عند المراهق .وعندما تخصص بعض الساعات اليومية في المخيم لخدمة البيئة ، كتعبيد طريق ، أو بناء المدارس والمشافي ، أو بناء السدود ، أو استصلاح الأراضي ... الخ . فإن الفتيان يشعرون بأهمية عملهم ومكانتهم في المجتمع ، وهذا يشبع دافع توكيد الذات لدى الشباب ، كما يجعلهم يتحملون مسئوليتهم في المجتمع
.
أنواع المخيمات
: تختلف المخيمات بحسب الهدف الرئيسي الذي تركز عليه ، والذي يترتب عليه عدد المشاركين فيها ، وأعمارهم ، والمدة التي يقضونها في المخيم ، وبناء على ذلك نميز الأنواع التالية
مخيمات تعارف :1
-:وتهدف إلى جمع فئة من المسلمين ، لتوطيد العلاقات الأخوية بينهم ، وتنمية أواصر التعاون والعمل الجماعي بينهم ، كالشورى والطاعة وغيرهما . وتنقسم مخيمات التعارف إلى :
1-مخيم عام
يجمع عدداً كبيراً من المسلمين ، ويهدف إلى الدعوة إلى الإسلام ، وتعريف الناس به ، وحثهم على طاعة الله والالتزام بشريعته .ب-
1- مخيم خاص
يجمع أفراداً معينين كالطلاب أو المدرسين أو أعضاء جماعة او جمعية معينة ، وفي هذا المخيم نجد تقارباً وتشابهاً بين الأفراد المشاركين ، ويهدف هذا المخيم إلى شرح قضايا معينة ، والتداول في بعض الأمور من أجل تكوين موقف مشترك حولها
مخيم قيادي
: يجتمع فيه قياديون من منطقة واحدة ، أو من مناطق متعددة ، لتوجيههم في مجالات عملهم عن طريق القادة الكبار ، وتقوية صلاتهم بقيادة جماعتهم غرساً للثقة ، ودعماً للحب في الله ، والتدرب على أدب الجندية ، وأدب القيادة والتعامل مع الجنود ، بالإضافة لمناقشة القضايا المصيرية ، والأسباب الملائمة للوصول إلى الأهداف المنشودة .د-
د مخيم قطــــــري
يجتمع فيه مشاركون من عدة أقطار إسلامية ، على مستوى القيادات ، لتدارس شئون الدعوة الإسلامية ، والتعرف على طبيعة العمل الإسلامي فيها ، كما يتبادلون الآراء في تحديد إطارات التعاون بين المسلمين في قطر ما والمسلمين في قطر آخر ([xvii]) .2
- مخيمات التربية
:ومن أهداف هذه المخيمات :أ- صبغ حياة الفرد بصبغة إسلامية خالية من الشوائب على مدى اليوم كله ، ليله ونهاره ، لفترة تشمل على عدد من الأيام أو الأسابيع ، ليتشرب السلوكيات الإسلامية والآداب القرآنية ، وفق منهج خاص تعده إدارة المخيم وتتابع تنفيذه بدقة ([xviii]) .ب- تعويد المشاركين في المخيم على ممارسة الحياة الخشنة ، دعماً لفكرة الجهاد في سبيل الله ، وما يتطلبه من إعداد في البدن والنفس والعقل والدين .ج- تعويد المشاركين في المخيم على النظام الدقيق والصبر على المتاعب والمشقات ، والالتزام بكل أنظمة المخيم ، والتعاون والمشاركة الايجابية في أعمال المخيم .د- عقد دراسات مكثفة طوال فترة المخيم تتناول القضايا الهامة للمسلمين ، مثل الدعوة الإسلامية ، الجهاد في سبيل الله ، الإمامة والبيعة ... الخ ، وتتناول أيضاً التيارات المعادية للإسلام مثل الصهيونية والاستعمار والعلمانية والجاهلية .. الخ
2- مخيمات التدريب
3- :وتهدف هذه المخيمات إلى تدريب المشاركين على الجندية ، كالنظام والدقة والصبر والطاعة ، والثقة في القيادة ، والتعاون والأخوة ، والتدرب على تحمل المسئوليات في المخيم ، والتعرف على أعباء المسئولية وواجباتها ، مع تبادل المواقع بالنسبة لهؤلاء القادة ، حتى يتمرس كل منهم على أكثر من عمل ، ليكوّن الخبرة الكافية التي تتطلبها ظروف العمل الإسلامي ، ويمكن إيجاز هذه الأهداف بما يلي :أ- التدريب على ممارسة الجندية .ب- التدريب على تحمل المسئوليات وتكوين القادة .ج- التدريب على إعداد المخيمات وقيادتها .د- التدريب على التفرغ الكلي للدعوة لمدة محددة .هـ - التدريب على الحراسة والأمن والدفاع المدني .و- التدريب على التكتم والسرية .ز- التدريب على القتال ، وأسلحة القتال . 4
- مخيمات إنتاجية :
تهدف إلى تقديم خدمات للمجتمع ، كأن يساهم المشاركون في المخيم في مد الطريق ، أو بناء السدود ، أو المدارس والمشافي والمرافق العامة في المجتمع .وتحاول سوريا تنفيذ بعض هذه المخيمات الانتاجية مع طلاب المرحلة الثانوية ، حيث يحضر الطالب في مخيم واحد للمرحلة الثانوية مدته شهر واحد ، يقضي جزءاً كبيراً في تنفيذ مشروع إنتاجي .ومما يجدر ذكره أن معظم المخيمات تحاول تحقيق الأهداف السابقة المذكورة كلها أو معظمها ، كالتجميع والتربية والتدريب والانتاج ، إلا أن كل مخيم يركز على أحد هذه الأهداف ، مع الاهتمام الجانبي بالأهداف الأخرى .فالمخيم الإنتاجي مثلاً ، يقوم على التجميع ويتعارف الأفراد المشاركون فيه ، ويعتادون على الخشونة في المأكل والنوم والمشرب ، وهذه أمور تربوية ، كما أنهم يتدربون على تحمل المسئولية والجندية ، ثم يؤدون عملاً إنتاجياً . وهكذا تحاول المخيمات تحقيق الأهداف كلها مع التركيز على أحدها .
1- محمد قطب ، منهج التربية الإسلامية ( 2/93 ) .
2- اللؤلؤ والمرجان رقم الحديث (928) ، وأخرجه البخاري في كتاب النكاح باب الأكفاء في الدين ، وأخرجه مسلم في كتاب الرضاع باب استحباب نكاح ذات الدين .
1- اللؤلؤ والمرجان ، رقم الحديث (315) ، وفي البخاري في كتاب الصلاة ، باب إذا حمل جارية صغيرة في الصلاة ، وفي صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب جواز حمل الصبيان في الصلاة .
2- د /خالد شنتوت ، خطر المربيات ... ، ص (7) .
1- انظر محمد جميل ، ص (281) ، وعائشة السيار في مجلة التربية ، وعبدالله محمد خوج ، ص (11_12) ، وانظر رينيه دوبو ، ص (114) .
3- رواه أحمد والنسائي والحاكم في المستدرك .
1- محمد قطب ، منهج التربية الإسلامية (2/202) .
2- حامد زهران ، ص (261) .
1- محمد قطب ، منهج التربية الإسلامية ، (1/41_44بتصرف) .
2- انظر كتاب : دور البيت في تربية الطفل المسلم ، للباحث ، ص (139) .
3- يقول الشريط بصوت مجموعة من الأطفال : نؤمن بالله ، ونشهد أن لا رب سواه ، وملائكة لا تفعل إلا برضاه ، وبكل كتاب أنزله يهدي بهداه ، وبكل رسول أرسله ودعا بدعاه ، واليوم الآخر يوم البعث ويوم لقاه ، وبأن الأقدار جميعاً تجري بقضاه ... ، مع ترديد لازمة النشيد وهي : نؤمن بالله ، نؤمن بالله ...
4- يقول الشريط بلسان مجموعة من البراعم : الله رب الخلق ، يعدنا بالرزق ، إذا دعاه الداعي يحقق المساعي ... ويكرر ( الله رب الخلق ) .
[xiii] - يقول تحت عنوان ( الله خالق الأرض ) : هذي الأرض ... من كورها ... من زينها ... من نورها ... الله تعالى خالقها .
[xiv] - ينظر كتاب دور البيت في تربية الطفل المسلم للباحث ، دور الأناشيد في تربية الطفل المسلم ، ص (157،85) ، وهو في مجلة منار الإسلام ، عدد (رجب ،1412هـ) .
[xv] - أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين ، أمسى وأمسى الملك لله ، ويقول عند النهوض من النوم : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ، وعند الطعام : اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ، وقنا عذاب النار ، بسم الله ، كما في كتاب الأذكار للنووي _ رحمه الله تعالى _ .
1- صحيح البخاري ، كتاب الصوم ، باب صوم الصبيان (47) . ومسلم في كتاب الصوم ، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه . وفي اللؤلؤ والمرجان رقم (696) .
112- علي عبد الحليم محمود ، ص 265 . وما بعدها بتصرف .
[xviii] - المرجع نفسه ، ص 267.
|