اعتقلت قبل نحو شهرين بالضبط أثناء دخولها من معبر باب السلامة، متذرعة بحجة زيارة الأماكن المقدسة في حلب، وتعني بذلك الأضرحة الشيعية، لكن سرعان ما تلعثمت بكلماتها ولم تجب عن سؤال وجه لها من أحد القياديين في لواء التوحيد حيال اسم الضريح الذي تنوي زيارته في حلب الشهباء، وقالت بالحرف الواحد:"إنّها زيارة خاطفة سريعة أردت القيام بها بجب أن تنتهي خلال فترة قصيرة، والعودة دون ضجة".
يبدو أن الزيارة لم تكن خاطفة ولا سريعة، فقد وقعت الإيرانية شيرين أحمد في الأسر وكان لها أول ظهور علني قبل أسبوع في مدينة حلب، عندما تمكن قيادي كبير في الحرس الثوري الإيراني (رفضت الكشف عن اسمه وتلقبه بالسيد) بالضغط على نظام دمشق لقبول الدخول في عملية مفاوضات من أجل الإفراج عنها والإسراع بعودتها إلى مدينتها "آبادي" دون "شوشرة" بحسب ما أفادت في تصريح خاص لــ"زمان الوصل" معها، وهو ماتم برفقة ضابط روسي كان أسيراً ايضاً...
وكانت "شيرين أحمد" خائفة في البداية من عملية تصفية، ولم تكن تصدق أنها ستكون جزءا من عملية تبادل ضخمة برفقة ضابط روسي وأربعين أسيرا علويا من ضباط وعناصر جيش النظام سجنوا معها في نفس المكان ثم نقلت منه.
وتوقعت ـ على حد قولها- التصفية الكاملة، وبحسب ما تمتلك من معلومات عن معاملة مخطوفين من جانب المعارضة في سجون النظام السوري، وكيف كانوا يعاملون أبشع معاملة، وبالتالي توقعت المعاملة بالمثل ولم تحلم بالعودة يوما.
ضبطت الإيرانية "شيرين" متلبسة بعدة كاملة فقد حملت جهاز تصوير وكاميرا مخفية، ثبتت تحت ملابسها الداخلية، قالت أثناء تجهيزها للخروج إنها فوجئت بحجم القصف التي طال المناطق المحررة خلال الأسبوع الأخير أثناء بقائها هناك في ..... "، وتفاجأت أكثر من أسلوب عناصر التوحيد معها حيث قام الأخير بفرز فتاة مخصصة لها تجلب لها ما تريد من طعام وملابس، وخصص لها مترجم إيراني لفهم حديثها وأنها لم تتعرض إطلاقا لعملية تعذيب كما ستروج قنوات الإعلام المؤيد.
ووصفت شيرين ابنة الثلاثين عاما لــ"زمان الوصل" كيف أن جمهوريتها الإسلامية تقوم بتنظيم حملات حج إلى سوريا بذريعة زيارة الأماكن المقدسة، يدخل بعضهم بهويات إيرانية مزورة، وتحدثت عن تنظيم عمليات إرسال الشباب الإيراني من هم في سن العشرين إلى سوريا ولا يعودون أبدا، مشيرة إلى أن الحرس الثوري اليوم يحاول إرسال فتيات إيرانيات للنكاح خلال فترة الجهاد في سوريا، وتوقعت في حديثها لـ"زمان الوصل" أن تزداد تلك الأعداد مع اشتداد وتيرة الحرب، "فإيران تعتبر سوريا مستعمرة لها".
وتحدثت شيرين عن فتيات إيرانيات دخلن من أجل النكاح، وهو ما تحاول آلة النظام إلصاقه بالثوار من خلال الحديث عن تونسيات، واليوم تؤكد الإيرانية عن وجود بناء في الأشرفية كامل كشقق دعارة وتعمل فيه إيرانيات إلى جانب سوريات.
كما كشفت أنها قابلت قياديا إيرانيا قبل مجيئها إلى حلب ولم تفصح عن طبيعة مهمتها حتى اللحظة.
في وقت سابق من العام الماضي، قامت كتائب المعارضة في حلب باعتقال عناصر من حزب الله اللبناني أفرجت عنهم لاحقا ضمن إطار ماسمي بصفقة إعزاز وخرجوا للعلن وقالوا إن الجيش الحر عاملهم معاملة حسنة.
وتنوه "زمان الوصل" بأنها لم تتمكن من الحصول على مزيد من التفاصيل نظراً للجانب الأمني الذي أحاط بالعملية وقلة المعلومات التي وافقت المرأة الإيرانية على البوح بها..
يذكر أن الصفقة التي جرى تنفيذ القسم الثاني منها ورصدته "زمان الوصل" في حلب، قضت بتسليم الجبهة الإسلامية لأربعين ضابطاً ومجنداً نظامياً من الطائفة العلوية، وضابط روسي والمرأة الإيرانية التي كان لها أثر كبير في الضغط على النظام، إذ اعتبر عناصر الجيش النظامي تكملة للاتفاق وليس بنداً أساسياً، مقابل فك الحصار عن حمص المحاصرة من سنتين وإخراج الثوار من وسط المدينة وهو ماعرف باتفاق حمص الشهير.
شام محمد - زمان الوصل - خاص
|