تصويت

ما تقييمك للموقع ؟
 

المتواجدون الآن

يوجد حاليا 148 زوار 
الخميـــــــنيـــة

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تقديم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين

وعلى آله و أصحابه أجمعين

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

قبل ربع قرن كتبت هذه الرسالة يوم أن كانت الحرب

العراقية الايرانية على أشدها وبعد أن استنزفت مقدرات وطاقات

الأمة لعقد من الزمان تنفيذاً لمخططات توسعية تحت مسمى

تصدير الثورة الإيرانية سعياً لتفتيت العالم الاسلامي أو تشييعه

)زعموا(، وخدمة للمصالح الصهيونية، وبعد أن رفض الخميني

كل نداءات العالم الإسلامي لوقف هذه الحرب المجنونة، ويوم

أن كان بعض المسلمين مخدوعاً بالشعارات التي أطلقها خميني

في محاربة الشيطان الأكبر وتحرير القدس؛ فإذا به المعول الذي به

يهدم الغربُ صروحَ العالم الإسلامي وإذا بالشعارات ما هي إلا

جواز سفر لتمرير المؤامرة الكبرى، وما أوقفوا تلك الحرب الظالمة

إلا بعد أن حبكوا المؤامرة للإجهاز على العراق بوسائل أخرى،

فكانت هذه الرسالة لبيان بعض الأبعاد الخطيرة للحركة الخمينية.

6

ومع أن المسافة الزمنية قد تبدو بعيدة، ومع أن الشيخ سعيد

حوى قد توفي بعد قرابة سنتين من كتابة الرسالة، لكن وكأنما

الشيخ يعيش الآن بيننا و يكتب، وكما كانت الحاجة ماسَّةً في

ذلك الوقت لما كتب، فإن الحاجة اليوم أشد، فلئن تحالف خميني

مع حافظ أسد على حرب العراق وتدميره تمهيداً لحرب شاملة

ضد المسلمين؛ فهاهو خامنئي يتحالف مع ابن حافظ ليستمر

مسلسل القتل والعدوان والتآمر على الأمة الإسلامية. ولئن

كان من ثمار تحالف أسد الأب مع خميني السعي للقضاء على

عرين الإسلام والعروبة في العراق، فهاهو تحالف اأسد الإبن

مع خامنئي للقضاء على العرين الثاني – سوريا.

ولئن كان من أخطر آثار الحرب الإيرانية العراقية تعويق

مشاريع الصحوة الاسلامية وتشويهها فربما يكون من أخطر آثار

الحرب الحاقدة اليوم على أهلنا وشعبنا في سوريا -ومن خلال

هذا التحالف بين أسد وخامنئي وروسيا ومن ورائهم الصهاينة؛

هذا المثلث اللعين الذي جمع الصفويين والصهاينة والصليبيين-

تعويق مشاريع الحرية والكرامة في هذا الربيع العربي، وكما

تستّر الأولون بحبِّ آلِ بيتِ رسول الله لتحقيق مآرب شعوبية

مفضوحة فقد جاء الأواخر من حلفائهم ليتاجروا بالمقاومة

7

والممانعة وهي منهم براء، ولئن دفع العراق الثمن قبل ثلاثة

عقود - وما زال يدفع إلى أن يحقق النصر والحرية والكرامة إن

شاء الله - فليس أمام الشعب السوري اليوم إلا أن يدفع الثمن

لإفشال هذه المؤامرة الحاقدة .

علمتنا دروس التاريخ أن أعداءنا يستغلون بل يصطنعون

ويوظفون الصراع الطائفي بين سنة وشيعة لتمرير مخططاتهم

ومؤامراتهم، ويأبى غلاة الشيعة -مُجسَّدينَ اليوم بخميني

وخامنئي وحزب الله- إلا أن يكونوا أداة لتمزيق الأمة وإطالة

أمد العدوان والتآمر الخارجي عليها، بل ولا يرون حرجاً أن

يتحالفوا مع أعداء الأمة من صهاينة وغيرهم لتحقيق مآربهم

الموهومة، ولئن سجل التاريخ أن هذه الأمة لم تحرر مقدساتها

المغتصبة حتى تخلَّصت من كيد الطائفيين الباطنيين وحتى توحد

جناحاها، فقد جاءت الأيام لتثبت من جديد أنه لا عزّ ولانهوض

لهذه الأمة إلا بعد أن تتخلص من هذا الكيد والتحالف الشيطاني

اللعين الحاقد.

إن الذي دفع الشيخ سعيد حوى رحمه الله أن يكتب هذه

الرسالة قبل ربع قرن من الزمان دفع بعض الغيورين على هذه

الأمة وعلى هذا الدين أن يعيدوا طبع هذه الرسالة ونشرها

8

لتبصير الأمة بحقيقة هؤلاء الغادرين المتآمرين وعقائدهم

الشاذة ومواقفهم المتآمرة الماكرة؛ مع كوننا بحاجة ماسة

للدراسات الجديدة التي تفضح بالوثائق هذه المؤامرات وتُب الامة بواجباتها.

أبناء الشيخ سعيد رحمه الله تعالى

عمان – الأردن مساء الثلاثاء 23 ذو القعدة 1433 ه

الموافق 9/ 10 / 2012 م

*******

9

بسم الله الرحمن الرحيمم

المقدمة

إن حب آل بيت رسول الله  فريضة شرعية على كل

مسلم، ولكن مَنْ هم أهلُ بيته، وما هي مظاهر الحب الصحيح؟

لا شك أن آل البيت هم ذوو قُرباه المستجيبون لهدايته،

ولا شك أن المظهر الأرقى للحب هو المودة القلبية والاتِّباعُ

الظاهري. ولم تزل الأمة الإسلامية تتقرب إلى الله بحب آل بيت

رسول الله ، ولكنه عبر شعار حب آل البيت وجد التشيعُ

الشاذ الذي ظهر عبر التاريخ بعقائد فاسدة ومواقف شاذة.

وعندما انتصر الخميني ظن المخلصون في هذه الأمة أن

الخمينية إرجاعٌ للأمر إلى نصابه في حب آل بيت رسول الله وتحرير

التشيع من العقائد الزائفة والمواقف الخائنة، خاصة بعد أن أعلن

الخميني في الأيام الأولى من انتصاره أن ثورته إسلامية وليست

مذهبية، وأن ثورته لصالح المستضعفين ولصالح تحرير شعوب

الأمة الإسلامية عامة ولصالح تحرير فلسطين خاصة.

ثم بدأت الأمور تتكشَّف للمخلصين، فإذا الخميني يتبنى

10

كل العقائد الشاذة للتشيع عبر التاريخ، وإذا المواقف الخائنة

للشذوذ الشيعي الصفوي تظهر في الخميني والخمينية، فكانت

نكسة كبيرة وخيبة أمل خطيرة.

لقد ظهرت وما زالت تظهر كتابات ومقولات عن بعض

أئمة الشيعة تعبر عن عودة صادقة للأصول يتطابق فيها التشيع

العلوي بالتسنن النبوي كتلك الكتابات التي نقدت الكليني في

كتابه «الكافي » والتي كان بالإمكان أن تكون مقدمة لتحقيقات

ومدارسات ومذاكرات يلتقي فيها المخلصون من الشيعة وأهل

السنة والجماعة على كلمة سواء، وكان المفترض بالخميني أن

يشجع هذا التوجه ولكنه بدلاً من ذلك تبين للمخلصين أنه

يقاوم هذا التوجه، ويتبنى ما يخالفه مما يُعمِّقُ الشذوذ والانحراف

ويؤكد الخلاف والاختلاف، فكان لا بد لأهل العلم في هذه

الأمة أن يبينوا للمسلمين خطورة الخميني والخمينية، وقد روي

عن رسول الله  قوله:

«يحملُ هذا الدين من كل خَلَفٍ عُدوله يَنْفُون عنه تحريفَ

الغالين وانتحالَ المُبطلين وتأويل الجاهلين .»

أما وقد دخل الخميني في زمرة الغُلاة المُحرِّفين

والمُنتحلين المُبطِلين والمُؤوِّلين الجاهلين فلا بد لأهل العلم

11

في هذه الأمة أن يقولوا فيه ما يفضح أمره ويبين حاله كي لا يغترَّ

أحدٌ به، ولكي لا يهلك فيه أحد إلا وقد قامت عليه الحجة وظهر

له من البينات ما يدعوه إلى اجتناب هذا الخطر العظيم الذي هو

مقدمة لسخط الله واستحقاق عذابه ثن ڄ ڄ ڄ ڄڃ ڃ

ڃ ڃ چ چ چ ثم.

هذا هو الذي دعانا إلى كتابة هذه الرسالة، وخلاصة

السبب هو أن المسلمين استبشروا في مشارق الأرض ومغاربها

بتيار الصحوة الإسلامية المعاصرة، آملين أن تعيد إليهم مجدهم

الغابر وسلطانهم الزائل ووحدتهم العقدية التي بها يواجهون

تحديات عصرهم التي صارت تحيط بهم من كل حدب وصوب

وجهة ومكان.

وقد تحقق أعداء الإسلام من خطورة هذه الصحوة

الإسلامية الرشيدة على مصالحهم، وأنها القاضية الماحقة لغاياتهم

التي خططوا لها زماناً، فأعادوا لعبتهم القديمة الجديدة، وتَشاورَ

كهنةُ المجوس وأحبارُ اليهود يريدون الكيدَ للإسلام وأهله،

وبان لهم أن تشويه هذه الصحوة الواعية وحرفها عن مقاصدها

النبيلة الكريمة أفضل وسيلة وأنجع طريق لضربها وإخراجها

من مضمونها الإسلامي السليم تحريفاً لغاياتها وتدميراً لأسسها،

12

فسلطوا عليها من المتظاهرين بالإسلام قوماً، عَلَّهم يحققون لهم

ما خططوا له وَبيَّتُوا من سوء، ليغتالوا الوليد في مهده وأول

نشأته ونمائه.

وهكذا كان الأمر، جاءت الخمينية المارقة تحذو حذو

أسلافها من حركات الغلو والزندقة التي جمعت بين الشعوبية

في الرأي والفساد في العقيدة تتاجر بمشاعر جماهير المتعلقين

بالإسلام تاريخاً وعقيدة وتراثاً، فتتظاهر بالإسلام قولاً وتُبطِنُ

جملة الشذوذ العقدي والحركي الذي كان سمة مشتركة وتراثاً

جامعاً للهالكين من أسلافها من الأبامسلمية))) والبابكية

والصفوية، فيعيدوا إلى واقع المسلمين كل نزعات الشر والدمار

التي جسدتها تلك الحركات المشبوهة الساقطة في كَرشَِ الكفر

والزندقة والعصيان، وتعيد إلى الأذهان كل مخططات البرامج

الباطنية القائمة على التدليس والتلبيس، فتدعي نصرة الإسلام

وهي حرب عليه عقيدة ومنهجاً وسلوكاً، وتتظاهر بالغيرة على

وحدة الصف الإسلامي وهي تدق صباح مساء إسفيناً بعد

إسفين في أركان الأمة الواحدة متوسلة إلى ذلك بنظرة مذهبية

))) أي أتباع أبي مسلم الخراساني الفارسي.

13

شاذة، وتزعم نُصرةَ المستضعفين في الأرض وهي تجند الأطفال

والصغار وتدفعهم قسراً وإلجاءً إلى محرقة الموت الزؤام، ثم هي

لا تكتفي بكل هذا الشر الأسود بل تقيم فلسفتها جملةً وتفصيلاً

على قراءة منحرفة قوامها التلفيقُ والتدليس لكل تاريخ المسلمين،

فتأتي على رموزه وأكابر مؤسسيه هدماً وتشويهاً وتمويهاً، وتجدد

الدعوة بإصرار إلى كل الصفحات السلبية السوداء الماضية في

التاريخ، والتي ظن المخلصون أنها بادت فليس من مصلحة

المسلمين ولا في صالح الإسلام إعادة قراءتها من جديد، فلقد

قاسى الجميع من شرها ما لا يحصره كتاب.

وهكذا أيضاً خلطت الخمينية في منهجها الحركي الفاسد

المدمر كل توجهات الحركات السرية الباطنية ومناهجها القائمة

على التلقين السري والاعتصام بالتقية والاستمداد من المجوسية

لتتحول في الغاية والنهاية – كأخواتها في التاريخ – إلى مدرسة

ممتازة للغدر والمخاتلة، وإلى منهجية شريرة ذات شعب ثلاث:

إفساد للعقيدة، وطمس لمعالم الإسلام، وتشويه لمقاصده

النبيلة، ورغبة في السيطرة والهيمنة قد غُلِّفت بشعاراتٍ خادعة.

وستتضمن هذه الرسالة فصلين وخاتمة.

14

الفصل الأول: في العقائد الشاذة وتبني الخميني لها.

والثاني: في مواقف الخمينية الشاذة.

أما الخاتمة فستكون حديثاً إلى أبناء هذه الأمة في ضرورة

التمسك بعقائد أهل السنة والجماعة لأنها الحق والعدل، ولأن

الانحراف عنها هو الطريق إلى سخط الله والنار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

15

الفصل الأول

بعض عقائد الشيعة الشاذة وتبني الخميني لها

توطئة

لقد ظهرت خلال التشيع آراء شاذة كثيرة، ودخلت باسم

التشيع عقائد زائفة كثيرة، ولقد كان التشيع سبيلاً لمرور كثير

من الأفكار الكافرة، فانبثقت عنه فرق غالية، كالإسماعيلية

والنصيرية وهي فرق باطنية اجتمع على تكفيرها الشيعة الاثنا

عشرية وأهل السنة والجماعة سواء بسواء.

ولكن الشيعة الاثني عشرية – وإن كَفَّروا هؤلاء – فإن لهم

من العقائد الزائغة الكثير، وهم مع تكفيرهم لهذه الفرق الغالية

يمدون أيديهم لها ضد أهل السنة والجماعة، فهذه الفرق وإن

اختلفت عن الشيعة الاثني عشرية في أصول وفروع، فإن الشيعة

الاثني عشرية يرون أن هذه الفرق – مع أنها تقول بألوهية

الإنسان وغير ذلك من العقائد الزائغة – هي أقرب إليهم من

أهل السنة والجماعة، وهذا وحده دليل انحراف خطير.

ولن نفصل في وجوه هذا الانحراف كثيراً، ونكتفي بذكر

16

بعض العقائد الشاذة التي تبناها الشيعة الاثنا عشرية والتي

تبناها الخميني وأعلن عنها.

أولاً: الغلو في الأئمة

قال تعالى: ثن ۇ ۆ ۆ ۈ

ۈ ٷ ۋ ۋ ۅ ۅ ثم )التوبة: 31 (.

المعروف أن النصارى قد اتخذوا المسيح رباً، وقد فسر

رسول الله  كيفية اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون

الله بأنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم.

والشيعة غلوا هذا الغلو فأسبغوا العصمة على أئمتهم،

فجعلوا القول بعصمة الإمام أصلاً من أصول مذهبهم كما أثبت

ذلك الكليني في «الكافي » وابن بابويه القمي في «عقائد الشيعة

الإمامية » والشيخ المفيد في كتابيه «أوائل المقالات » و «تصحيح

عقائد الشيعة الإمامية » فإجماع أئمتهم من المتقدمين والمتأخرين

يفيد أن الإمام معصوم عن الخطأ والسهو والإسهاء والنسيان

عن قصد أو عن غير قصد، وأن الإمامة أعلى مرتبة من النبوة)))،

وأن لهم حرية الاختيار في التحليل والتحريم، فقد جاء في أصول

))) حياة القلوب للعلامة المجلسي الشيعي : 3/ 10 .

17

«الكافي » لإمامهم الكليني القول بأن الله خلق محمداً وعلياً

وفاطمة فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم

خَلْقَها وأجرى طاعتهم عليها وفَوَّضَ أمورها إليهم، فهم لُحيُِّون

ما يشاؤون و رُحيَِّمون ما يشاؤون))).

فهذا غلو من الشيعة في الأئمة جعلهم يشاركون الله سبحانه

في القدرة على تدبير هذا الكون وتسخيره، والله عز وجل جعل

لذاته التدبير فقال تعالى: ثن ڍ ڌ ثم )يونس: 3(.

كما غلا بعض الشيعة فجعلوا الأئمة يشاركون الله في

علم الغيب وفي علم كل شيء، فقد أورد الكليني في «الكافي »

باباً بعنوان: «إن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وأنه لا فَخيَْى

عليهم شيء .(((»

وهذا كله نقيض قوله تعالى: ثن ئۈ ئې ئې ئې ﯹ

ﯺ ﯻ ی ی ی ی ئج ئح ثم )الجن: 26 - 27 (

ونحن لا ننكر أن يطلع الله عباده على شيء من غيبه كرامة له،

ولكننا ننكر أن يكون هذا هو الأصل في حق أي مخلوق.

))) أصول الكافي ص 287 ، وقد صحح الخميني هذا الحديث في كتابه «كشف

الأسرار(.

))) أصول الكافي ص 160 ولمزيد من التفصيل انظر كتاب «الباب الحادي

عشر »؛ وكتاب «كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد » لابن المطهر الحلي الشيعي.

18

إن هذه الضلالات فتحت الباب على مصراعيه لكل مهووس

ودجال أن يدعي مقاماً لبعض البشر يفوق مقام الأنبياء، وأن ينسخ

من شريعة الإسلام ما شاء كما أراد، في حين أن عقيدة أهل الحق

أن النبوة مرتبة مخصوصة واجتباء واصطفاء من الله تعالى لمن شاء

وأراد لقوله تعالى: «الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس(.

وجاء الخميني ليؤكد هذا الغلو ويُعَمِّقُه، وذلك جحود

لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو كفر بواح، فانظر إلى

الخميني وهو يغلو في حق أئمته فيعطيهم العصمة والتدبير والعلم

الإلهي ويرفعهم فوق مقام الأنبياء، فيقول في كتابه «الحكومة

الإسلامية « :» إن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة

تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون.

وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يَبْلُغه

مَلَكُ مُقرَّبٌ ولا نبي مُرسَل. وبموجب ما لدينا من الروايات

والأحاديث فإن الرسول الأعظم  والأئمة عليهم السلام

كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين.. وقد ورد

عنهم عليهم السلام: إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب

ولا نبي مرسل .(((»

))) الحكومة الإسلامية ص 52 )ط القاهرة 1979 ( وطبعة طهران، مكتبة=

19

وقال في موضع آخر من كتابه هذا: «إن تعاليم الأئمة

كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً وإنما هي تعاليم للجميع في

كل عصر ومصر إلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتِّباعها »)))و »إنه لا

يتصور فيهم )أي الأئمة( السهو والغفلة .(((»

ثانيًا: قولهم بتحريف القرآن الكريم

من المعلوم من الدين بالضرورة أن هذا القرآن محفوظ

بحفظ الله سبحانه، وأن ما قبله من الكتب موكول إلى حفظ أهله،

ولذلك حرف ما قبله من الكتب السماوية، أما هو فمحفوظ،

قال تعالى عن التوراة: ثن ڈ ڈ ژ ژ ڑ

ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ

ڳ ڳ ڳ ثم )المائدة: 44 (.

فهذا يدل على أن حفظ التوراة قد وكل إلى من أنزلت عليه

وأما القرآن فإنه محفوظ بحفظ الله قال تعالى: ثنڳ ڳ ڳ

ڱ ڱ ڱ ڱ ں ثم )الحجر: 9(.

=بزرك الإسلامية وراجع تفاصيل أخرى في كتاب العلامة أبي الحسن الندوي:

صورتان متضادتان ص 77 فما بعد.

))) الحكومة الإسلامية ص 112 .

))) المصدر نفسه ص 91 .

20

فهذا القرآن بقراءاته المتواترة قد أجمعت عليه الأمة منذ عهد

الصحابة حتى اليوم.

أما الشيعة الإمامية الإثنا عشرية فإنَّ غُلاةَ متقدِّميهم

ومُتأخِّريهم مُجمعون على أن القرآن قد حُرِّفَ وبُدِّلَ وجرت

عليه الزيادة والنقصان، منهم كبير مؤلفيهم ومحدثيهم وأوثقهم

عندهم: الكليني في كتابه «الكافي »، وخاتمة محدثيهم: محمد باقر

المجلسي في كتابه «مرآة العقول » وموسوعته الكبرى «بحار

الأنوار » فقد أورد الكليني مجموعة من الروايات تؤكد إيمانهم

بالتحريف، منها رواية نسبها إلى جعفر بن محمد الصادق قال

فيها: «إن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام وما يُدريهم ما

مصحفُ فاطمة.. مصحفٌ فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات

واللهِ ما فيه من قرآنكم حرفٌ واحد .(((»

وقد نسب الشيخ المفيد، شيخ علماء الشيعة الإمامية في

القرن الرابع الهجري، القول بالزيادة في القرآن والنقص فيه

إلى جماعة كبيرة من أعيان متكلمي الإمامية وأهل الفقه منهم

والاعتبار))).

))) الكافي 1/ 139 - 241 طهران كتاب الحجة، باب ذكر الصحيفة والجفر

والجامعة ومصحف فاطمة.

))) انظر أوائل المفالات في المذاهب والمختارات: ص 93 .

21

وقال خاتمة محدثي الشيعة محمد باقر المجلسي:

«إن كثيراً من الأخبار صريحة في نقص القرآن وتغييره،

متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار

رأساً، بل أظن أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار

الإمامة »))) ومعلوم أن الإمامة عندهم ثابتة بالنص والتعيين

وجاحدها كافر بإجماعهم.

وقد حاول بعض معتدلي الشيعة تجاوز هذا الرأي وإسقاطه

عن المذهب، فتصدى لهم غير واحد من علماء الشيعة، فَسَفَّهوا

رأيهم، وحملوا قولهم بذلك على التقية، وكان من أبرزهم نوري

الطبرسي الذي أثنى عليه الخميني غيره مرة)))، والذي ألف كتابه

الضخم في أواخر القرن الثالث عشر الهجري: «فصل الخطاب في

إثبات تحريف كتاب رب الأرباب » وأورد فيه أكثر من ألفي رواية

من الروايات الشيعية المعتمدة في كتبهم تفيد القول بالتحريف

والنقص، وأن لا اعتماد على هذا القرآن الذي بين أيدي المسلمين

اليوم، ونقل عن السيد المحدث نعمة الله الجزائري قوله في

كتاب «الأنوار « :» إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار

))) مرآة العقول: ص 253 .

))) الحكومة الإسلامية: ص 96 .

22

المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في

القرآن: كلاماً ومادة وإعراباً والتصديق بها .(((»

وهذا كله كفر محض، لأنه مناقض لما هو معلوم من الدين

بالضرورة، فأي ميزة تكون للإسلام إذا كان كتابه محرفاً أو مغيراً

أو ناقصاً.

وكنا نأمل أن يتصدى الخميني لمثل هذه الكفريات وينزه

كتاب الله سبحانه عنها ويلعن القائلين بها ويصرح بكفرهم

وخروجهم عن ملة الإسلام، إلا أنه عاد فأكد كل هذا الشذوذ

العقدي في كتابه «كشف الأسرار » حينما قال: «لقد كان سهلاً

عليهم )يعني: الصحابة الكرام( أن يخرجوا هذه الآيات من

القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بالتحريف ويسدلوا الستار على

القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين. إن تهمة التحريف التي يوجهها

المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة .(((»

وهذا من خميني كفر بواح ونقض للإسلام كله، فهذا القرآن

المعجز الذي حوى معجزات كثيرة إذ تجرئ عليه فأي سند في

الإسلام يبقى له مكانة وأي سند للإسلام يبقى بعد ذلك.

))) فصل الخطاب: 30 ، 328 ، 329 .

))) كشف الأسرار ص 114 بالفارسية، نقلًا من كتاب الشيخ أبو الحسن

الندوي: صورتان متضادتان ص 94 ، ط عمان.

23

ثالثًا: موقف الشيعة من السنة النبوية المطهرة

من المعروف المجمع عليه عند علماء الشيعة، بل من أصول

مذهبهم، أن الأمة قد كفرت بعد وفاة رسول الله  وارتدت

عن دين الله – والعياذ بالله - إلا ثلاثة أو أربعة)))، ولذلك فإنهم

لا يعتمدون عليهم ولا يثقون بأخبارهم ويطرحونها تفصيلاً

باعتبارها ساقطة مكذوبة موضوعة.

ولذلك فإن الشيعة أجمعين – حتى المعتدلون منهم – لا

يحتجون من السنة إلا بما صح لهم عن طريق أهل البيت))) يقول

الشيخ محمد حسن آل كاشف الغطاء – وهو من معتدليهم -:

أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم

وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظائرهم

فليس له عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة، وأمرهم أشهر

من أن يذكر .(((»

))) انظر ما يأتي: الموقف من الصحابة، ففيه تفصيل.

))) انظر كتاب «أصل الشيعة وأصولها » لمحمد حسين كاشف الغطاء ص 79 ،

ط مؤسسة الأعلمي، بيروت، والصحاح هي كتب الحديث المعتمدة عند أهل

السنة، مثل صحيحي البخاري ومسلم، والعامة هم اهل السنة وهو مصطلح

يهودي )الجوييم(.

))) المصدر السابق.

24

وقد درس الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي المتوفي سنة

984 ه في كتابه المشهور «وصول الأخيار إلى أصول الأخبار – »

وهو من كتب مصطلح الحديث المشهورة المرموقة عندهم – هذا

الأمر، فتوصل إلى الحكم العام في كتب حديث أهل السنة حينما

قال: «فصحاحُ العامة كلها وجميع ما يروونه غير صحيح .(((»

وقد صرح الخميني في كتابه «كشف الأسرار » أن أبا بكر

الصديق رضي الله عنه قد وضع حديث: «نحن معاشر الأنبياء

لا نُورث ما تركناهُ صَدَقة »، في معرض حديثه عن مخالفة أبي بكر

للقرآن الكريم)))، كما صرح في كتابه «الحكومة الإسلامية » أن

الصحابي الجليل سمرة بن جندب كان يضع الحديث أيضاً))).

هذا هو رأي الشيعة وزعيمهم الخميني في السنة النبوية

المطهرة التي رواها عن رسول الله  أصحابه الأتقياء البررة.

وإن من المعلوم عند علماء الحديث أنه من أنكر حديثاً صحيحاً

مع الأدب فقد فسق ومن أنكره مع سوء الأدب فقد كفر،

وكذلك من أنكر حديثاً متواتراً. وقد تبين مما تقدم أن الخميني

وشيعته ينكرون كل السنة التي رويت لنا بأسانيد صحاح،

))) وصول الأخيار ص 94 رقم الطبعة سنة ) 140 ه(.

))) كشف الأسرار ص 112 .

))) الحكومة الإسلامية ص 71 .

25

وفي ذلك إنكار لأحاديث صحيحة كثيرة، وبعض ما أنكروه

يبلغ مبلغ التواتر، وجميع ما أنكروه يدخل ضمناً في حد من

التواتر، وهم بذلك ينقضون الأساس الثاني لهذا الدين وهو

السنة، وهم بدلاً عن السنة الثابتة يعتمدون روايات عن أئمة

الكذب والوضع مما جمعه الكليني وغيره. وقد بلغنا أن بعضهم

نقد رجال الكليني فذكر عدداً كبيراً منهم بأنهم كذابون، وتلك

شهادة الشيعة أنفسهم على ما في كتبهم المعتمدة من دس عند

كثير من المنصفين منهم. أما نحن فلا نقبل رواياتهم أصلاً لأنهم

منحرفون في العقيدة يستحلون الكذب في نصرة أهوائهم، وقد

ثبت أن الخميني الذي يقول بارتداد الصحابة بعد وفاة رسول

الله  ويتهمهم بوضع الحديث، ويطعن في رواة الأمة الثقات،

لا يستدل في بحوثه إلا بكتب فرقته، وهو أمر مشهور.

رابعًا: الموقف من الصحابة

من المعلوم أنه لم يبق بعد وفاة رسول الله  من المنافقين إلا

نزر يسير، وهذا النزر اليسير قد أعطي سرهم لحذيفة بن اليمان

كي لا يلعبوا أي دور خسيس في الأمة الإسلامية، ومن ذلك

نشر الأكاذيب عن رسول الله ، لذلك فإن علماء هذه الأمة

26

اعتبروا كل الصحابة في الرواية عُدُولاً، ونظرت الأمة إلى جيل

الصحابة الذين أكرمهم الله عز وجل بصحبة نبيه ونصرة دينه

وحمل أمانته نظرة احترام وتقديس، لأن الله عز وجل شهد لهم

فقال تعالى: ثن ک ک ک گ گ گ گ ڳ

ڳثم )الفتح: 18 ( وقال تعالى عن هؤلاء: ثنڻ

ڻ ۀثم )الفتح: 26 ( وقد فهم أهل السنة والجماعة

أن الصحابة لا يجترئ عليهم إلا زائغ وذلك من قوله تعالى:

ثنڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ

چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ثم )الفتح: 29 (.

وبعض الشيعة كفروا بموقفهم من عائشة رضي الله عنها

واتهامهم إياها وقد برأها الله عز وجل، وبعض الشيعة لا

يكتفون ببغض الصحابة وتفسيقهم وتضليلهم؛ بل يزيدون

على ذلك ويجهرون بالسوء في حق الصحابة ويخصون بمزيدٍ من

اللعن والسب أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبا عبيدة

وعبد الرحمن بن عوف.

فإذا كان العشرة المبشرون بالجنة لا يسلمون منهم فما بالك

بغيرهم؟! وأي اعتبار للإسلام يبقى بعد الوقوع بأصحاب رسول

الله ؟ فإذا كانت تربيةُ الرسول  لم تصل بالناس إلى الكمال فما

27

حالُ تربيةِ غيره؟ انظر إلى الكليني صاحب «الكافي » وهو يسوق

رواية موثقة عندهم منسوبة إلى جعفر بن محمد الصادق تقول:

«كان الناس أهل ردة بعد النبي  إلا ثلاثة. فقلتُ: مَن الثلاثة؟

فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي .(((»

ويسوق في موضع آخر رواية ينسبها إلى الباقر وقد سأله

أحدهم عن الشيخين: «ما تسألني عنهما، ما مات منا ميت إلا

ساخطاً عليهما يُوصي بذلك الكبيرُ منا الصغير، إنهما ظَلَمانا حقنا،

وكانا أول من ركب أعناقنا، والله ما أُسِّست من بَلِيَّة ولا قضية

تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولهما، فعليهما لعنة الله

والملائكة والناس أجمعين .(((»

ويقول الكشي في كتابه «الرجال « :» سأل الكميت بن زيد

الإمام الباقر عن الشيخين فقال: يا كميت بن زيد! ما أهريق

في الإسلام دم ولا اكتسب مال من غير حله ولا نكح فرج إلا

وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا .(((»

وهذا الأمر مستفيض عند علمائهم وثقات دُحمِّثيهم من

المتقدمين والمتأخرين أمثال ابن بابويه القمي وشيخ الطائفة

))) أصول الكافي 3/ 85 .

))) أصول الكافي 3/ 115 .

)))رجال الكشي 135 .

28

الطوسي، والشيخ المفيد، وابن طاووس، والأردبيلي، وأبو الحسن

القمي ومحمد باقر المجلسي الملقب عندهم بخاتمة المحدثين،

والذي أسهب الخميني في الثناء عليه في كتابه «كشف الأسرار .(((»

وقد أورد المجلسي في كتبه «زاد المعاد » و «حق اليقين » و «بحار

الأنوار » من الأكاذيب والحكايات في حق سادتنا أبي بكر وعمر

وعثمان وأبي عبيدة وخالد بن الوليد وغيرهم ما نتأدب عن نقله.

أما الخميني الذي نادى في أول حركته بتوحيد الأمة

الإسلامية فقد كان من المفروض أن يسدل الستار على مثل هذه

الضلالات بحق أطهار هذه الأمة ويعلنها حرباً على من يقول

بها، ويمنع الكتب المؤلفة في سبهم وتكفيرهم، لكنه بدلاً من كل

ذلك تبنى أعتى الشذوذ الشيعي في هذا المجال.

وكان الخميني قد كتب فصلين في كتابه «كشف الأسرار ،»

أحدهما في بيان مخالفة أبي بكر للقرآن))) والآخر في مخالفة عمر

لكتاب الله))) فيهما من الكذب والافتراء والحقد على أئمة

المسلمين ما لا يتصور وصفه من رجل يدعي العلم والمعرفة

والدين، فقال في حق الشيخين: «إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين

))) كشف الأسرار ص 120 .

))) كشف الأسرار ص 114 - 117 .

))) كشف الأسرار ص 120 .

29

وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعبٍ بأحكام الإله،

وما حَلَّلاهُ وما حَرَّماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد

فاطمة ابنة النبي وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام

الإله والدين.. إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقين

والجائرين غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن

يكونوا ضمن أولي الأمر .(((»

ووصف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن أعماله:

«نابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد

ذكرها في القرآن الكريم »))) بل ذكر في خلاصة كلامه على سبب

عدم ورود ذكر الإمامة في القرآن الكريم وما قام به الشيخان في

زعمه من اغتصاب للخلافة ما نصه: «من جميع ما تقدم يتضح

أن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئاً مهماً جداً،

وأن المسلمين إما كانوا داخلين في حزب الشيخين ومؤيدين لهما،

وإما كانوا ضدهما ولا يجرؤون أن يقولوا شيئاً أمام أولئك الذين

تصرفوا مثل هذه التصرفات تجاه رسول الله وتجاه ابنته، وحتى إذا

كان أحدهم يقول شيئاً فإن كلامه لم يكن ليؤخذ به.

))) كشف الأسرار ص 107 - 108 .

))) كشف الأسرار ص 116 .

30

والخلاصة: حتى لو كان لهذه الأمور ذكر صريح في القرآن فإن

هؤلاء لم يكونوا ليكفوا عن منهجهم ولم يكونوا ليتخلوا عن المنصب .(((»

ومع أننا نعتقد أن خميني كتب كتابه «الحكومة الإسلامية » وفيه

الكثير من المداراة والتقية باعتباره برنامجاً حركياً له ولأتباعه، فإنه

حرص كل الحرص على أن لا يذكر اسم الشيخين وعثمان بن عفان

رضي الله عنهم كلما اضطرته ضرورة التسلسل التاريخي، بل يقفز

من ذكر الرسول  إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه))) ولكن

الواضح من عقيدته التي نسوق نصوصها من كتابه «الحكومة

الإسلامية » والتي معناها أن الرسول  قد عين علياً رضي الله

عنه وصياً وخليفة من بعده تقضي بالنتيجة أن الصحابة عصوا أمر

الرسول وخالفوه واغتصبوا الخلافة وعينوا أبا بكر بدلاً منه.

يقول خميني: «نحن نعتقد بالولاية ونعتقد بضرورة أن

يعين النبي خليفة من بعده، وقد فعل »))) ويقول بعد قليل:

))) كشف الأسرار ص 117 ، وقد نقل هذه الأقوال قبلنا مجموعة من العلماء،

نذكر منهم: محمد إبراهيم شقرة في كتابه: «شهادة خميني في أصحاب رسول

الله » ط. دار عمار في عمان/الأردن، ومحمد منظور نعماني في كتابه «الثورة

الإيرانية في ميزان الإسلام » ط. دار عمار عمان/الأردن.

))) انظر الحكومة الإسلامية ص 26 ، 71 .

))) الحكومة الإسلامية ص 18 .

31

«وكان تعيين خليفة من بعده عاملاً ومتمماً ومكملاً لرسالته)))

ثم يوضح ذلك فيقول: «بحيث كان يعتبر الرسول  لولا تعيين

الخليفة من بعده غير مُبَلِّغٍ رسالته . (((»

وهذا هو الشذوذ الذي يخرج قائله عن دائرة الإسلام،

فإن هؤلاء وقعوا في الضلال والإضلال وشاركوا أهل الكتاب

فيما نهاهم الله عز وجل بقوله: ثن ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ

پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ

ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ثم

)المائدة: 77 (.

خامسًا: انتقاصهم لرسول الله 

لم تزل كتب الشيعة مليئة بانتقاص الرسول  سواء بذلك

انتقاصهم من خلال الطعن في أزواجه أو من خلال الطعن في

أصحابه أو من خلال الطعن في كمال رسالته، وجاء الخميني ليزيد

على ذلك بأن ينتقص من مقام رسول الله فيذكر أنه لم يحقق الإنصاف

الإلهي مع أن الله عز وجل قال: ثن ې ې ﯨ ﯩ ئا

))) الحكومة الإسلامية ص 19 .

))) الحكومة الإسلامية ص 23 .

32

ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ثم، فالرسول  حقق الإنصاف

الإلهي بما لا مزيدَ عليه وكل من حقق شيئاً من الإنصاف بعده فإنما

حققه مقتدياً به، بينما الخميني ينتقص رسول الله  في تصريح له

نشرته مجلة امباكت انترناشنل في لندن))) بالإنكليزية، ومجلة إيشيا

الصادرة بلاهور في باكستان باللغة الأوردية))) وهما مجلتان كانتا

صديقتين لخميني إلا أنهما استفظعتا منه هذا القول وردتا عليه

بمقال عنوانه: «هذا نفي للإسلام وتاريخ الإسلام .»

سادسًا: مخالفتهم الإجماع

لقد نص القرآن على أن إجماع المسلمين حجة قال تعالى

ثنڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇڇ ڇ

ڍ ڍ ثم )النساء: 115 (، ولم يحفل بعض الشيعة بالإجماع

قط، وكذلك شأن الخميني، وأفظع مثال على مخالفتهم الإجماع

إباحتهم لنكاح المتعة الذي ما زال قائماً في إيران بعهد الخميني،

وما نكاح المتعة إلا زنا صريح بعد انعقاد الإجماع على تحريمه.

وممن قال بتحريمه علي بن أبي طالب نفسه. صحيح أن الإسلام

))) مجلة إمباكت، لندن بتاريخ 24 / 8/ 1984 .

))) عدد ذي الحجة 1404 ه، الموافق 23 أيلول 1984

33

لم يحرم نكاح المتعة في أول الأمر لكن الثابت عن رسول الله 

أنه حرمه أخيراً، ثم أجمعت الأمة على ذلك، وها هو نكاح المتعة

الذي يهدم نظام الأسرة ويهدم أحد مقاصد الإسلام العظيمة في

حفظه للأعراض والأنساب وفي رعايته للأبناء كي ينشؤوا في

وسط عائلي ما أمكن ذلك، كل ذلك يهدمه هؤلاء الشيعة، وها

هو نظام الخميني يشجعه، وكفى بذلك علامة على أنهم لا يبالون

بالإجماع كحجة شرعية، والأمر في ذلك خطير وكبير، فهم

يخالفون الإجماع في كثير من أمورهم في العقيدة والعبادة ومناهج

الحياة، وفي الصوم وفي الحج وفي غير ذلك من شعائر الإسلام

وشرائعه، والخميني يؤكد هذه المخالفة، بل يكرسها في دستوره،

عندما يعتمد مذهب الاثني عشرية كمذهب وحيد وإلى الأبد،

ويجعل هذه المادة غير قابلة للبحث والتعديل )المادة 12 (.

سابعًا: الموقف من أهل السنة والجماعة

إن الشيعة الاثني عشرية تَعدُّ كلَّ مَنْ لا يؤمنُ بالأئمة

وعصمتهم ناصبياً رَحتمُ عليه الجنة ويدخلُ النار. ومن مقولاتهم

التي ذكروها في كتبهم وتبناها الخميني في كتبه ضرورة مخالفة

أهل السنة والجماعة.

34

صحيح أن هذا جاء في سياق ضرورة اتباع الكتاب والسنة

أولاً، ولكن أيّ كتاب والكتابُ عندهم محرفٌ، وأي سنة والسنة

عندهم ما تناقلته الشيعة وحدهم، انظر إلى الخميني ناقلاً ومتبنياً

في رسالته «التعادل والترجيح » وهو يبحث في الأخبار الواردة في

مخالفة العامة )أي أهل السنة والجماعة( فيقول))): » وهي طائفتان

إحداهما: ما وردت في خصوص الخبرين المتعارضين، وثانيهما:

ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقاً »، وبعد

أن ساق الخميني مجموعة من الروايات المختلفة المنسوبة إلى آل

البيت الكرام في وجوب مخالفة أهل السنة والجماعة استطرد مخالفة

العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار سند بعضها، بل

صحة بعضها على الظاهر واشتهار مضمونها بين الأصحاب،

بل هذا المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه

وألسنة الفقهاء »، وقد انتهى الخميني في بحثه الفقهي في هذه

المسألة بقوله: «فتحصل في جميع ما ذكرنا من أول البحث إلى هنا

أن المرجح المنصوص ينحصر في أمرين، موافقة الكتاب والسنة

))) التعادل والترجيح ص 80 - 81 ، وأصل الرسالة بالعربية مطبوعة ضمن

رسائل له في طهران.

35

ومخالفة العامة .(((»

ألا فيعلم شباب أهل السنة والجماعة من هذه الأمة رأي

الخميني في أهل السنة والجماعة عامة وليتنبهوا إلى خداعه

ومراوغته وخداع أتباعه فما هم إلا دعاة ضلالة وما هم إلا دعاة

إلى النار فالله تعالى يقول: )واتبع سبيل من أناب إلي( وهؤلاء

يأمرون أتباعهم بوجوب مخالفة فتوى أئمة الاجتهاد من أمثال

الشافعي ومالك وأحمد بن حنبل وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي

بل يأمرون أتباعهم بمخالفة أي عالم من علماء أهل السنة والجماعة

ويعتبرون ذلك علامة على صحة السير وسلامة المقصد، فهؤلاء

بالنسبة لأهل السنة والجماعة يرون أن يعامل أهل السنة والجماعة

كمعاملة اليهود والنصارى في ضرورة المخالفة حيث لا نص في

الكتاب والسنة والإجماع.

ثامنًا: غلوهم في فاطمة الزهراء )رضي الله عنها(

إن محبتنا لفاطمة رضي الله عنها جزء من محبتنا لأبيها

وزوجها وأولادها فلا غرابة أن نحبها ونحترمها، ولكن الغرابة

))) التعادل والترجيح ص 82 .

36

أن يُنسبَ إلى فاطمة ما ليس لها، وأن تُرفعَ فوق قَدْرها، وهذه

كتب الشيعة تنص على أن الوحي تَنزَّلَ على فاطمة بعد أبيها

عليه الصلاة والسلام، وزاد الخميني فرفعها إلى مقام فوق مقام

الأنبياء )عليهم الصلاة والسلام(، يقول في خطابه الذي ألقاه في

حسينية جماران ظهر يوم الأحد المصادف 2/ 3/ 1986 بمناسبة

عيد المرأة وهو يوم مولد سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها،

يقول تعليقاً على رواية وردت في كتاب الكافي للكليني ما نصه:

«إن فاطمة الزهراء عاشت بعد وفاة والدها خمسة وسبعين يوماً

قضتها حزينة كئيبة، وكان جبرائيل الأمين يأتي إليها لتعزيتها

وإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل.

ويتضح من الرواية بأن جبرائيل خلال ال 75 يوماً كان

يتردد كثيراً عليها، ولا أعتقد بأن رواية كهذه الرواية وردت

بحق أحد باستثناء الأنبياء العظام. وكان الإمام علي يكتب هذه

الأمور التي تنقل لها من قبل جبرائيل، ومن المحتمل أن تكون

قضايا إيران من الأمور التي نقلت لها.. لا نعرف من الممكن أن

يكون ذلك، أي أن الإمام علي كان كاتب وحي مثلما كان كاتب

وحي رسول الله.. فقضية نزول جبرائيل على شخص ما ليست

بالقضية السهلة والبسيطة، ولا تعتقدوا بأن جبرائيل ينزل على

37

كل شخص، إذ لا بد من تناسب بين روح الشخص الذي ينزل

عليه جبرائيل وبين جبرائيل الذي يعتبر الروح الأعظم، وهذا

التناسب كان موجوداً بين جبرائيل وأنبياء الدرجة الأولى مثل

الرسول الأعظم وعيسى وموسى وإبراهيم وأمثالهم، ولم ينزل

جبرائيل على أحد غير هؤلاء، حتى إنني لم أجد رواية تشير إلى

نزول جبرائيل على الأئمة... إذن فهذه القضية لم ظَحيَْ بها أحد من

بعد الأنبياء غير فاطمة الزهراء عليها السلام، وهذه من الفضائل

الخاصة بالصديقة فاطمة الزهراء .»

إن مثل هذه الأقوال تخرج صاحبها من الدين الإسلامي

بإجماع المسلمين بمختلف مذاهبهم.

وبعد فهذه بعض عقائد الشيعة الاثني عشرية وهذه بعض

العقائد الخمينية، ذكرناها باختصار، وفي كتب الشيعة أنفسهم

وفي كتب الخميني المزيد الذي يدهشك بشذوذه وانحرافاته، وقد

كتب الكثيرون من قبل ومن بعد في شذوذات المذهب الاثني

عشري والشذوذات التي تطالعها في كتبهم كثيرة وغريبة، وإنَّ

مَنْ أَلِفَ عقائدَ أهلِ السنة والجماعة وعرفَ صفاءها ونقاءها

وعرف مذاهبهم الفقهية وطرائقهم في التحقيق والجرح والتعديل

لا يستطيع أن يَتحمَّل ما يجده من شذوذ وغرائب، ولكن بعض

38

شباب أهل السنة والجماعة خُدعوا بذلك وغُرِّرَ بهم، لأن عندهم

فراغاً استغله هؤلاء المخادعون الخادعون، فحاولوا أن يقدموا

لهم الخمينية على أنها تمثل الأصالة والحيوية، وما هي إلا مقبرة

الإسلام الصحيح ومحاولة لدفن الإسلام وأهله فيا شباب الأمة

الإسلامية انتبهوا.

39

الفصل الثاني

في المواقف الشاذة للخمينية

لقد ذكر السلطان عبد الحميد في مذكراته: أن الصراع

بين الصفويين والعثمانيين لم يكن لصالح الأمة الإسلامية، بل

كان لصالح الكفر والكافرين، وكنا نطمع أن يتعقل الشيعة

والسنة هذا المعنى فلا تتجدد الحروب بين عالم السنة والشيعة،

ولكن الخميني فرض هذا الصراع فرضاً مما أدى إلى انتكاس في

الصحوة الإسلامية، وتحالفات مع الكفر والكافرين، وإجهاض

للتنمية في العالم الإسلامي، وتحويل وجهة العالم الإسلامي.

وقد تحدث التاريخ عن حالات كثيرة كانت فيها عواطف

بعض الشيعة مع الكافرين ضد المسلمين، بل جمعوا إلى العواطف

أعمالاً، فهؤلاء الشيعة ساعدوا الهولنديين في القضاء على دولة

اليعاربة في شرقي الجزيرة العربية.

وهذا نصير الدين الطوسي يقنع هولاكو في إنهاء الخلافة

العباسية.

وها هو ابن العلقمي يخون خليفته فيساعد التتار في القضاء

على الدولة العباسية.

40

وها هم الحشاشون يحاولون اغتيال صلاح الدين.

وكم من مرة أظهر فيها بعض الشيعة عواطفهم نحو الكفر

والكافرين ضد الإسلام والمسلمين، وكنا نتمنى ألا تتكرر هذه

الظاهرة، ولكنها ظهرت من جديد بالخمينية وأتباعها، ولئن كان

حبُّ العرب مركوزاً في فطرة كل مسلم، فإن كثيراً من الشيعة

الفرس دُعاةٌ ورُعاةٌ للشعوبية الحاقدة على كل ما هو عربي ومسلم،

وكنا نأمل أن تكون الشعوبية قد انتهت إلى الأبد، ولكن الخميني

أثارها من جديد، وهكذا يجتمع في الخمينية عقائد شاذة ومواقف

شاذة فيحيي بذلك الشذوذ العقدي عند الشيعة والمواقف الشاذة

عندهم وكل ذلك على حساب الإسلام والمسلمين، ومن ها

هنا أصبحت المواقف الخمينية خطراً ماحقاً على هذه الأمة، لا

يجوز لأهل الرأي والفكر أن يسكتوا عنها وعن أهدافها القذرة

وأساليبها الماكرة، ولقد ظهرت المواقف الشاذة للخمينية في أمور

متعددة آن الأوان للتنبيه عليها والتحذير منها، وهاك أخطر ما

في هذه المواقف:

41

أولاً: روح السيطرة على العالم الإسلامي ومحاولة تشييعه

إن ما يجري في تركيا وفي لبنان وفي سورية وفي السند.

وإن الحرب العراقية الإيرانية والدعاية الهائلة والأموال

الطائلة التي تبذلها الخمينية ما هي إلا مقدمات لسيطرة الشذوذ

الشيعي على الأمة الإسلامية.

فها هي «حركة أمل » و «حزب الله » يتعاونان على القضاء

على الفلسطينيين في لبنان بمساعدة سورية.

وها هي )أمل( بالتعاون مع سورية تصفي الوجود السني

في بيروت، وها هي النصيرية في طرابلس متعاونة مع النظام

السوري تصفي شوكة السنيين في طرابلس.

وها هي سورية بنظامها الباطني تعمل على تقويض سلطان

السنة في تركيا فتمد اليسار والأرمن وتدفع بالنصيرية نحو

التغلغل في الأحزاب المتطرفة.

وها هي سورية تتحالف مع إيران لمساعدة كل منهما

الأخرى في كل شيء.

وها هم الشيعة في السند يركبون موجة بعض الأحزاب

ليقوضوا استقرار باكستان، وما هي إلا أن يسقط العراق في حربه

مع إيران – لا سمح الله- حتى يسري التهديد الشيعي الإيراني

42

إلى كل جزء في الخليج، بل إلى كل قطر في الجزيرة العربية، لتقوم

بذلك نواة لدولة قادرة على السيطرة على العالم الإسلامي، تمتد

من السند إلى إيران إلى العراق إلى سورية إلى لبنان إلى أجزاء في

الجزيرة العربية إلى تركيا. وها هي ليبيا جاهزة للتعاون مع إفريقيا

مع هذه الدولة النواة لتشكل هي وإيران ومن يدور في فلكهما

وإسرائيل والجهات المسيطرة على طمس معالم الإسلام فيه. ومن

هنا كان لنا موقف لا بد منه من الحرب العراقية - الإيرانية، هذا

الموقف يتمثل في وجوب إيقاف هذه الحرب، لأن إيقاف الحرب

هو الذي ينهي التطلعات الخمينية الجنونية للسيطرة الخطرة على

الأمة الإسلامية.

ثانيًا: تحالفات استراتيجية مرفوضة

كان لا بد للتطلعات الخمينية تحالفات تحقق بها مآربها

ومطامعها، ولقد أدركت دوائر كثيرة أن عليها أن تراعي

التطلعات الخمينية وأن تتعاون معها لما يترتب على هذا التعاون

من تحقيق مقاصد مشتركة سننبه عليها في الفقرات التالية. ومن

ها هنا وجدنا تحالفاً عجيباً بين إيران وليبيا، وبين إيران وسورية،

وحركة أمل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، ووجدنا تحالفاً

43

بين إيران والغرب، ووجدنا وفوداً من الاتحاد السوفياتي تأتي إلى

إيران، ووجدنا وفوداً من إيران تذهب إلى الاتحاد السوفياتي،

وكل ذلك يتناقض مع كل ما صرح به الخميني ابتداء، وإنما

جره إلى هذا التناقض الذي أفقده مصداقيته تطلعاته للسيطرة

على الأمة الإسلامية، ولو كان ذلك لحساب كل جهة معادية

للإسلام والمسلمين.

ثالثًا: تنمية الأمة الإسلامية وأموالها في خطر

لقد أصبحت أموال الأمة الإسلامية قبل انتصار الخميني

كثيرة كثرة تؤهلها للسيطرة الاقتصادية على العالم وتؤهلها

لتطوير نفسها، وكانت الأمة الإسلامية تتطلع إلى دول الخليج في

تنميتها فأقدم الخميني على تهديد أمن العراق الذي كان مقدمة

للحرب الشاملة، وبذلك فإن أموال دول الخليج ذهبت ضحية

لهذه الحروب، ففقدت الأمة الإسلامية بذلك قدراتها الاقتصادية

وتنميتها، وهكذا ساعد الخميني العالم غير الإسلامي في سلب

الأمة الإسلامية أموالها وتطويرها إلى أمد بعيد لأنهم حتى في

حالة انتهاء الحرب فإن العالم غير الإسلامي هو الذي سيعيد إعمار

العراق وإيران، وهكذا فإن الحكومات الكافرة هي التي ربحت

44

في الحرب وفي ما بعد الحرب وكل ذلك بسبب السياسات الخاطئة

للخمينية الراغبة في السيطرة.

رابعًا: انتكاس الصحوة الإسلامية

لقد كان العالم الإسلامي قبل ظهور الخميني في طريقه

إلى العودة إلى الإسلام، وبدأت شعوب العالم تستمع إلى كلمة

الإسلام الصافية، فجاء التطبيق الخميني أسوأ مثل لنموذج

تطبيقي للإسلام على أرض الإسلام، وخاطب العالم بخطاب

غير معقول، ودعاهم إلى إسلام عجيب، رأينا نماذجه في الفصل

الأول، فكان لذلك آثار على صحوة الشعوب الإسلامية، وكان

لذلك آثار على استعداد غير المسلمين لسماع كلمة الحق، فكانت

الخمينية انتكاسة للصحوة الإسلامية، وكانت تحطيماً لتطلعات

دعاة الإسلام إلى عالم جديد. وهكذا وبعد أن كادت جهود

المصلحين والمجددين تؤتي ثمارها، هز الخميني فطرة الإنسان

فأحدث بها اهتزازاً وارتباكاً، لأنه خاطب هذه الفطرة بغير

المعقول وبغير المقبول، فجعل المذهبية مادة في دستوره، وحرم

الأقلية السنية في تطبيقه أبسط حقوق الإنسان، فإذا عرفت أن

طهران كلها ليس فيها مسجد واحد لأهل السنة والجماعة عرفت

45

مدى ما يمكن أن ينظر إليه العالم إلى ضيق الأفق في التطبيق

الإسلامي الذي لا يعطي فرصة حتى للمخالفين في المذهب أن

يقيموا مساجدهم فما بالك بغير المسلمين.

وإذا عرفت أن الخمينية جددت عادة الصفوية في زج من هم

دون البلوغ في مقدمة الجيش المقاتل، عرفت إلى أي حد لا تراعي

الخمينية الطفولة البريئة التي يعتبرها كل إنسان أنها هي البقاء

لجنس الإنسان، وإذا عرفت أن الخمينية تسد أذنيها عن كل نداء

للسلام مع تعادل القوى مجافية لقوله تعالى ثن ی ی ی

ی ئج ئح ئم ئى ثم )الأنفال: 61 (، إذا عرفت ذلك أدركت

كم سينظر العالم بازدراء إلى تطبيق الإسلام، هذا العالم الذي ذاق

مرارة الحروب وأصبح عاشقاً للسلام.

خامسًا: التقية والبندقية

بعض الشيعة يستعملون التقية بأكثر من الحد الذي تجيزه

شريعة الله عز وجل، وكنا نتصور أنه بعد انتصار الخميني في إيران

أن الشيعة قد تجاوزوا التقية، ولكننا من خلال الواقع وجدناهم

يستعملون التقية مع البندقية، فهم سواء في ذلك النظام الحاكم

في سورية أو حركة أمل أو إيران يتعاونون مع إسرائيل سراً

46

ويعطونها الذي تريد ويتظاهرون بخلاف ذلك، وهم يحاربون

حرباً طائفية في كل مكان ويتظاهرون بشعارات سوى ذلك،

وهم يتخيرون لخطاب شباب الإسلام عبارات وخطابات

يُلبسونها ثوبَ الخداع ويتسترون على حقيقتهم ويقدمون للناس

في إيران زاداً ويقدمون لشباب الإسلام كلهم زاداً آخر.

كانوا بالأمس يستعملون التقية حماية لأنفسهم والآن

يستعملون البندقية للسيطرة ويستعملون التقية لخداع الآخرين،

فيلبسون لكل حالة لبوسها، يتحالفون مع اليسار إذا رأوا أن

ذلك يقربهم من أهدافهم ويدخلون في الأحزاب اليسارية،

ويعلنون شعاراتها التي تناقض مبادئهم وهم يكتمون أهدافهم

الحقيقية.

انظر إليهم في سورية وفي تركيا وفي باكستان وفي أفغانستان

وفي غيرها فإنك حيث ما رأيتهم، هنا وهناك، تجدهم يلبسون

لباساً حزبياً في الظاهر ويكتمون مخططاتهم الخفية في الباطن حتى

يصلوا إلى مرادهم، فاجتمع لهم في بعض البلدان التقية والبندقية،

وما زالوا في بعض البلدان يظهرون التقية ويبحثون معها عن

البندقية، وقد آن الأوان لشباب الإسلام أن يدركوا خداع

هؤلاء، وأن يعرفوهم على حقيقتهم، فهناك عقيدة صحيحة

47

واحدة هي عقيدة أهل السنة، وهي التي ينبثق عنها كل خير،

أما هؤلاء فعقيدتهم زائفة ولا تُجينى من الشوك العنب ولا من

الحسك تيناً، فمن حسن ظنه بالخمينية فقد وقع بالغلطة الكبرى

وجنى على نفسه في الدنيا والآخرة وجانب حذر المؤمن الذي لا

يلدغ من جحر مرتين.

هذه بعض مواقف الخمينية الشاذة، ومن قبل ذكرنا بعض

العقائد الشاذة، وما الخمينية إلا تبن لعقائد الشيعة الشاذة

ولمواقفهم التاريخية الشاذة وإعطائها زخماً جديداً، وساعد على

وجود هذا الزخم تطلع شباب أهل السنة والجماعة وحنينهم

لدولة الإسلام، فخالوا السراب ماء وظنوا الخمينية هي دولة

الإسلام، وبالخداع وقعوا وبالوهم سقطوا، وإن حنيننا إلى دولة

الإسلام لا يوقعنا في الكفر أو في الضلال ولا ينبغي أن تنطلي

علينا الحيلة فمجتمع الخميني ليس «مجتمع حق » وهو أحد

شعارات الحركة الإسلامية الحديثة، وليس «مجتمع حرية » وهو

أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة وليس «مجتمع قوة »

وأول القوة عندنا قوة الاعتقاد الصحيح، والقوة أحد شعارات

الحركة الإسلامية الحديثة.

فيا شباب هذه الأمة تطلعوا إلى دولة الحق والقوة والحرية،

48

ولا تخدعنكم الخمينية فهي دولة الباطل والانحطاط والعبودية

وهي عودة بالأمة الإسلامية إلى الوراء، وكفى الخمينية فضيحة

صفقات السلاح مع إسرائيل وتعاونها الكامل معها فتلك علامة

أنه لن يخرج عن إيران الشيعة إلا الدمار والولاء لأعداء الله))).

ولأمر ما ذكر رسول الله  في أحاديث صحيحة أن الدجال

يخرج من خراسان وأنه يخرج مع الدجال سبعون ألفاً من يهود

أصفهان عليهم الطيالسة، ولهذا أيضاً أجمع مُؤَرِّخةُ التراث

الإسلامي بأن خراسان عشُّ الباطنية السوداء الحاقدة.

))) وهي المُسَمَّاه بصفقة )الكونترا( التي زودت بها إسرائيل نظام الخميني

بالأسلحة وقطع الغيار في ثمانينيات القرن الماضي ضد العراق العربي المسلم.

49

الخاتمة

لقد ذكر ابن عمر رضي الله عنهما في أثر صحيح محدثاً عن

حال الصحابة قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا يؤتى الإيمان

قبل القرآن، وقد ذكر الله في سورة الفاتحة العقائد أولاً، ثم ثنى

بالعبادة، ثم ذكر مناهج الحياة، مما يدل على أن مناهج الحياة

الصحيحة تكون أثراً عن عبادة وعقيدة صحيحة ومن ها هنا

فنحن نركز على العقيدة أولاً، ثم على العبادة ثانياً، ثم على مناهج

الحياة. وينص الحديث الصحيح: «تفترق أمتي على ثلاث

وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة »، فنحن نبحث عن عقائد

هذه الفرقة الناجية ونتمسك بها، وعن عاداتها وقيمها وعن

مناهج الحياة فيها فنسلكها ونتمسك بها. والخمينية وعقائدها

غير عقائدنا وعباداتها غير عبادتنا ومناهج حياتها غير مناهج

حياتنا، لأن الأصل عندهم هو أن يخالفونا، فما بال أناسٍ في

الفرقة الناجية يفرون من الجنة إلى النار ويسلكون غير سبيل

المؤمنين؟ إن بعض من نفترض عندهم الوعي غاب عنهم الوعي

فلم يدركوا خطر الخمينية، وإن بعض من نفترض عندهم العلم

قصروا في حقّ الأمة، ولذلك فإننا نناشد أهل الوعي أن يفتحوا

50

الأعين على خطر هذه الخمينية، ونناشد أهل العلم أن يطلقوا

أقلامهم وألسنتهم ضد الخمينية.

لقد آن لهذا الطاعون أن ينحسر عن أرض الإسلام وآن

للغازي أن يكون مَغْزُواً، فالأمة الإسلامية عليها أن تفتح إيران

للعقائد الصافية من جديد كما يجب عليها أن تنهي تهديدها

الخطير لهذه الأمة، وليعلم أصحاب الأقلام المأجورة والألسنة

المسعورة الذين لا يزالون يضللون الأمة بما يكتبونه وبما يقولونه

أن الله سيحاسبهم على ما ضلوا وأضلوا، فليس لهم حجة في أن

ينصروا الخمينية، فنصرة الخمينية خيانة لله وللرسول والمؤمنين،

ألم يروا ما فعلته الخمينية وحلفاؤها بأبناء الإسلام حين تمكنوا،

ألم يعلموا بتحالفات الخمينية وأنصارها مع كل عدوٍ للإسلام،

لقد آن لكل من له أذنان للسمع أن يسمع، ولكل من له عينان

للإبصار أن يبصر، فمن لم يبصر ولم يسمع حتى الآن فما الذي

يبصره وما الذي يسمعه، فهؤلاء أنصار التتار والمغول وأنصار

الصليبيين والاستعمار يظهرون من جديد ينصرون كل عدو

للإسلام والمسلمين، وينفذون بأيديهم كل ما عجز عنه غيرهم

من أعداء الإسلام والمسلمين، ألا فليسمع الناس وليبصروا قبل

أن يندموا، ولات ساعة مندم. إنه لا يزال للعذر مكان لمن أراد

51

الاعتذار، وسيأتي يوم لا يقبل فيه من أحد الاعتذار، فالساكتون

عن الحقيقة لن يعذروا، والناكبون عن الحق لن يعذروا، والذين

ضلوا وأضلوا لن يعذروا، فهذا رسول الله  يحدث عن الله

فيقول «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب »، وهؤلاء الخمينيون

يعادون أولياء الله من الصحابة فمن دونهم فكيف يواليهم مسلم

وكيف تنطلي عليه خدعتهم وكيف يركن إليهم والله تعالى يقول:

ثن ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ثم )هود: 113 (.

وهؤلاء الخمينيون ظالمون ومن بعض ظلمهم أنهم يظلمون

أبا بكر وعمر، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول: ثن ے

ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ثم )الأنعام: 129 (.

إنه لا يواليهم إلا ظالم، ومن يرضى أن يكون ظالماً لأبي بكر

وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير؟ ومن يرضى أن يكون

في الصف المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة؟.

ومن يرضى أن يكون أداة بأيدي الذين يستحلون دماء

المسلمين وأموالهم؟.

ألا يرى الناس أنه - مع أن ثلث أهل إيران من السنة - لا

يوجد وزير سني؟

ألا يرى الناس ماذا يفعل بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك

52

اللبنانيون أو الفلسطينيون؟

ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران بالإسلام

والمسلمين؟ أليست هذه الأمور كافية للتبصير؟ وهل بعد ذلك

عذر لمخدوع؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم

أعداء لهذه الأمة وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم وأنهم يتآمرون

على مستقبل أتباعهم فهل هم تائبون؟!

اللهم إني أبرأ إليك من الخميني والخمينية ومن كل من

والاهم وأيدهم وحالفهم وتحالف معهم اللهم آمين وصلى الله

على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

53

صدر عن دار عمار

* الكليني وتاويلاته الباطنية في كتابه أصول الكافي، د. صلاح

الخالدي.

* تعريف بمذهب الشيعة الإمامية، د. محمد أحمد التركماني.

* الشيعة في التصور الإسلامي، علي عمر فريج.

* كشف الأسرار للخميني، ترجمة وتعليق د. محمد البنداري.

* الحكومة الإسلامية للخميني، تعليق د. محمد الخطيب.

* عقيدة الشيعة الرافضة في القرآن الكريم، أ. دندل جبر.

* عقيدة الشيعة الرافضة في الصحابة، أ. دندل جبر.

* عقيدة الشيعة الرافضة في الإمامة والأئمة، أ. دندل جبر.

* عقيدة الشيعة الرافضة في الإمام المنتظر، أ. دندل جبر.

* عقيدة الشيعة الرافضة في التقية والبداء، أ. دندل جبر.

* السنة والشيعة، إحسان إلهي ظهير.

* الشيعة والتشيع/فرق وتاريخ، إحسان إلهي ظهير.

* شهادة خميني في أصحاب رسول الله  ، محمد إبراهيم شقرة.

* عقيدة الكليني في القرآن الكريم، د. محمد عياش الكبيسي.

54

* أسرار الشيعة، أحمد البلوي.

* التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي، د. محمد البنداري،

تقديم الشيخ سعيد حوى.

* الخمينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف، الشيخ سعيد

حوى.

* حوار هادئ مع صديقي الشيعي، د. فاروق

55

الفهرس

تقديم لأبناء الشيخ سعيد حوى ................. 5

المقدمة ............................................. 9

الفصل الأول: بعض عقائد الشيعة وتبني

الخميني لها ........................................

15

توطئة ............................................... 15

أولاً: الغلو في الأئمة .............................. 16

ثانياً: قولهم بتحريف القرآن الكريم ............. 19

ثالثاً: موقف الشيعة من السنة النبوية المطهرة. 23

رابعاً: الموقف من الصحابة ..................... 25

خامساً: انتقاصهم لرسول الله 31 .................

سادساً: مخالفتهم الإجماع ........................ 32

سابعاً: الموقف من أهل السنة والجماعة ....... 33

ثامناً: غلوهم في فاطة الزهراء رضي الله عنها 35

الفصل الثاني: في المواقف الشاذة للخمينية 39

56

أولاً: روح السيطرة على العالم الإسلامي

ومحاولة تشييعه ....................................

41

ثانياً: تخالفات استراتيجية مرفوضة ............ 42

ثالثاً: تنمية الأمة الإسلامية وأموالها في خطر . 43

رابعاً: انتكاس الصحوة الإسلامية ............... 44

خامساً: التقية والبندقية ............................ 45

الخاتمة .............................................. 49

 
RocketTheme Joomla Templates