الإخوان المسلمون السوريون وثورة الجزائر
في أواخرالخمسينات كنت في المرحلة المتوسطة ، وكنا في سوريا نتابع ثورة الجزائر يومياً ، ونتظاهر فنخرج إلى الشوارع بمسيرة طلابية تنتهي إلى دار الحكومة ( السرايا ) حيث تلقى كلمة من أحد المدرسين يشرح فيها ثورة الجزائر ، ويحثنا على التبرع لها بما نستطيع ، ومما أذكره أننا كنا نعرف أن الحلف الأطلسي يحارب الجزائريين الذين قدموا مليون ونصف شهيد من أجل حريتهم ، كما أذكر أنني كنت مساهما في الحركة الكشفية ، وتم فرزي مع أخ آخر ( محمد جهاد العطار ) لنكون مرافقين للجنة نســـائية ( من المدرسات ) تدور على البيوت من أجل تبرعات للثورة الجزائرية ...ولكني سأنقل عن مرجع أكاديمي ، وهو كتاب أستاذي عدنان سعد الدين ( الإخوان المسلمون في سوريا ) المجلد الثاني والصفحة (68) يقول :
(( يقول مصالي الحاج (90%) من الجزائريين يتكلمون الفرنسية)) . [ ولاعجب بعد 130) عاما من الاستعمار الاستيطاني وحتى خدمتي في الجزائر في سبعينات القرن العشرين كانت المرأة الجزائرية خاصة تتقن الفرنسية ، وتتعثر جدا في العربية ، وقد ركز عليها الفرنسيون لأن المرأة كأم خاصة مستودع اللغة ، ولولا الله عزوجل ثم القرآن الكريم وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة عبد الحميد بن باديس يرحمه الله لضاعت اللغة العربية من الجزائريين ] ...ـــ بين المعقوفتين من تعليقي ــ
· في نوفمبر 1954 كان عدد المقاتلين لايتجاوز ثلاثة آلاف ، وقد هاجمت قوة فرنسية قرية في جبال الأوراس مدعومة بقوات حلف الأطلسي فأبادوا القرية عن بكرة أبيها ....
· ومن نعم الله علي أنني كنت صديقا لصاحب فندق الواحات في ورقلة الأخ ( مصطفى المقدم ) وهو من مجاهدي الثورة الجزائرية الذي افهمني أن الثورة الجزائرية انطلقت إسلامية ثم سرقها الماركسيون ( لعلي فصلت هذا في مكان آخر ) ...
· في عام 1958 زار الأستاذ عدنان سعد الدين مقر بعثة الثورة الجزائرية في القاهرة وأبدى استعداده للانخراط في تعليم الثوار اللغة العربية ، وكنا نتابع أخبار الثورة من صوت الثورة الجزائرية في القاهرة حتى آخر الليل ...
· في 16 مارس 1957 اجتمعت الهيئة الشرعية للإخوان المسلمين السوريين في حلب وقرروا :
· 1- إذاعة نداء إلى العالم العربي والإسلامي بوجوب نجــدة الجزائر ، وتقديم المعونات للثورة .
· 2- الإبراق إلى الملوك والرؤوساء العرب للإسراع في نجدة الجزائر ..
· 3- الإبراق إلى الحكومة الفرنسية باستنكار الأعمال الوحشية التي تواجه بها الشعب والثورة الجزائرية ..
· 4- وجه إخوان سوريا نداء إلى الشعب دعت فيه على حشد كبير في الجامع الأموي بدمشق لشرح القضية الجزائرية وأبعادها ، ودعوة الشعب العربي والمسلمين إلى مؤازرتها ...
· وفي مدينة حماة وزع الإخوان يوم الأربعاء بيانا يطالب بطرد ممثلي فرنسا ، وسارت مظاهرة إلى دار الحكومة ، وتكلم فيها الشيخ سعيد حوى يرحمه الله ناشد فيها الإخوان المسلمين في كل مكان أن ينقذوا شعب الجزائر.
· كما تكلم الطالب عبد الرزاق الشيخ حمود كلمة قوية ومؤثرة عن ضرورة استرداد فلسطين والجزائر ...
· ومما يجدر ذكره اننا بعد اســتقلال الجزائـــر صرنا نهتـــف ( العيد الجاي ـ القادم ـ بفلسطين ) ...
· اعتبر يوم السبت الثاني من رمضان يوما للجزائر ، وخصصت إذاعة دمشق زاوية يومية للثورة الجزائرية ...
· يقول الأستاذ عدنان سعد الدين يرحمه الله : سمعت من سيد قطب يرحمه الله عن الحاج محمد أمين الحسيني أنه قال لهتلر أن يقف العرب معه إذا وعدهم باستقلال دول المغرب العربي ، ليدعو الجزائريين والمغاربة في صفوف الجيش الفرنسي [ وهم كثيرون ] يدعوهم إلى التمرد على قيادتهم الفرنسية ، فجاء الرد بعد ستة اشهر يقول : دول المغرب إذا اتحدت أكثر خطرا على أوربا من غيرها ...
· وسأل الأستاذ عدنان سعد الدين أحد الفرنسيين الذين يدّعون أن الجزائر قطعة من فرنسا لماذا تسود الأمية في الجزائر ؟ مع أنكم تقولون أنه شعب فرنسي ؟!! فأجاب : أنسيتم عبد الرحمن الغافقي !!!؟ وهل نسيتم بواتييـه ؟؟؟
· أعلن الإخوان عن أسبوع الجزائر ، وقالوا : أسبوع الجزائر ليس سبعة أيام !! بل يمتــد حتى تتحرر الجزائر ، وبلغت تبرعات حماة فقط ( مائة الف ليرة سورية ) تعادل يومها خمسين الف دولار ...
|